هاوار عفرين ابو الوليد

هل تعاني المرأة من دونية طبيعية؟ 73926
هل تعاني المرأة من دونية طبيعية؟ 73949

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هاوار عفرين ابو الوليد

هل تعاني المرأة من دونية طبيعية؟ 73926
هل تعاني المرأة من دونية طبيعية؟ 73949

هاوار عفرين ابو الوليد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
هاوار عفرين ابو الوليد

مرحبا و أغــلى ســهلا يا (زائر) .. عدد مساهماتك و مـشــاركـاتـك3


    هل تعاني المرأة من دونية طبيعية؟

    afrinoo
    afrinoo
    عــضــو من نــجـوم الــمــنتدى
    عــضــو من نــجـوم الــمــنتدى


    عــدد الـــمــســاهـمات عــدد الـــمــســاهـمات : 226

    هل تعاني المرأة من دونية طبيعية؟ Empty هل تعاني المرأة من دونية طبيعية؟

    مُساهمة من طرف afrinoo الأحد 20 نوفمبر - 16:20

    يتساءل كثير من النساء:

    ـ هل صحيح، في نهاية المطاف، أن المرأة تعاني من دونية طبيعية؟ وهل هي، بصورة طبيعية، أقل ذكاء، وإبداعية، وفاعلية، من الرجل؟

    كتبت إلي بعض النساء قائلات:

    ـ نادى الناس منذ بداية الأزمنة بدونيتنا. وكثيرات منا مقتنعات بهذا مع ذلك.
    ولكن، هل تمت البرهنة من الناحية العلمية على نواقصنا؟ وهل فرويد محق فيما ادعى؟
    وقالت لي نساء أخريات:

    إذا كان من الثابت أن المرأة أدنى من الرجل حقاً، فإنها تستسلم لذلك. ومع هذا فلابد لها من معرفته ...

    ـ الدونية المزعومة، دونية المرأة:

    أ ـ يبحث الناس دائماً عما لا تتصف به المرأة قياساً على الرجل، ولكنهم قلّما يتساءلون عما ينقص الرجل بالقياس إلى المرأة.

    ب ـ يعبّر الناس دائماً عن الإعاقة بـ الدونية وعن الميزة بـ التفوق.
    ج ـ وإذا تكلموا على ((الفروق)) بين النساء والرجال، فإن المرأة مشروطة بالتفكير أنها مختلفة نقصاً، وأن الرجل مختلف زيادة.

    د ـ مسألتا الدونية والتفوق مطروحتان على الغالب طرحاً إجمالياً دون أن تؤخذ الظروف بالحسبان.

    هـ ـ قلّما يبحث الناس في أي شيء تتصف امرأة بأنها دون ما يمكن أن تكون عليه.

    عندما تصبح إحدى النساء مستقلة، فإن الناس يعدونها ((نافعة)) من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية. غير أنه يبدو أنهم ينظرون إلى أن ذلك لا يغير شيئاً فيها. الأمر الذي يعني أن المرأة قد تم تصنيفها تصنيفاً نهائياً: إن قدر المرأة أن تعجب بالرجل، وأن تعمل من أجله، وأن تلد أطفالاً، إلخ. ويستخلص الناس من ذلك أن المسألة هي مسألة أقدارها الطبيعية الوحيدة، دون الأخذ بالحسبان صورة المجتمع الذي تعيش فيه المرأة. فثمة التباس بين المحصول وبين ما يُعبأ فيه المحصول.

    ـ بالقياس إلى أي شيء تتصف المرأة بأنها أدنى؟

    تُصاغ ضروب السلوك الإنساني دائماً بمصطلحي الدونية والتفوق. فغالبية الكتابات والمناظرات تقع في الالتباس ذاته. ويرفع المرء، بالإضافة إلى ذلك، من قيمة سلوكه. وعلى هذا النحو، ينتهي الناس إلى الإعجاب عندما يكون ((التفوق))، وإلى الاحتقار عندما تكون ((الدونية)).
    و ((المتفوق)) ينضح بالأهمية. و ((الأدنى)) ينسحب خجلاً مرتبكاً. ويعود النظام إلى نصابه، ويسود الهدوء في فارصوفيا، ولكن النار تستمر كامنة.
    أيهما ((المتفوق))، المرأة أم الرجل؟ ليس لهذا السؤال معنى، لأن التفوق والدونية يقاسان بمقياس مشترك.

    فعندما نفصل، والحالة هذه، بين الجنسين، كما يحدث ذلك على وجه العموم، يصبح متعذراً كل قاسم مشترك. إن مثلنا في ذلك مثل مَن يتساءل: ((أيهما المتفوق؟ الماء أم النار؟ الذهب أم الفضة، الجبل أم الوادي؟)).

    وما دمنا نفصل على هذا النحو بين الجنسين، فإن كل مناظرة تبقى مناظرة متعذرة. كيف يمكننا أن نبرهن على تفوق أحد الجنسين؟ بالقياس إلى أي شيء يتصف أحد الجنسين بأنه متفوق؟
    إننا لا نتساءل أبداً هل المرأة والرجل هما حقاً ما يمكن أن يكونا عليه. أوليست المرأة والرجل، كلاهما، في مستوى أدنى من حيث إمكان تحققهما الخاص؟
    هنا إنما تكمن المسألة، على ما يبدو لي.

    فالمرأة المتحققة ((أسمى)) من رجل مراهق ولو كان عبقرياً، والرجل المكتمل ((أسمى)) من امرأة طفل. وكذلك فالمرأة الجميلة التافهة أدنى من امرأة تتصف بأنها امرأة على نحو كلي، والفلاح الذي يحب أرضه أسمى من قائد لا مبال بمهنته، إلخ.
    إنني أقترح أن يحلّ مصطلح ((معوق)) محل مصطلح ((أدنى))، ومصطلح ((متميز)) محل مصطلح ((متفوق)). ذلك يتيح لنا أن نرى من خلالهما على نحو أكثر وضوحاً.
    فالمسألة مسألة قدرات بالطبع، ولكنها أيضاً مسألة تحقيق الذات. وكون الإنسان، في هذا المجال، امرأة أو رجلاً، لا يدخل في الحساب، كما لا يدخل في الحساب كون الإنسان حاكماً أو محكوماً.
    وأود أن أشير إلى التباس آخر. يوازن المرء على وجه العموم شخصاً بشخص آخر بدلاً من أن يقيسه بمعيار إمكاناته الخاصة.

    فلنتصور عاملة فقدت استخدام ذراعها. إنها تعتقد في نفسها مباشرة بأنها ((أدنى)) من الآخرين. والواقع أنها معوق بالقياس إلى معيارين: عملها ومردودها. ولكن ذلك لا يعني على الإطلاق أنها أصبحت ((أدنى)) (من الناحية الداخلية) من ذاتها ولا من أي شخص. بيد أن احتمال أن تعاني الشعور بالدونية يبلغ 90 بالمئة، لأنها تخلط بين ما هي عليه وبين ما يتوقعه منها المجتمع. ومع ذلك، لن يبدو أي شعور بالدونية إذا كانت هذه العاملة متوازنة. ولن تعاني غير إحساس بالإعاقة التي ستسعى جهدها لتعويضها في حدود إمكاناتها.

    ومن الواضح أننا جميعاً متميزون أو معوقون مائة مرة في اليوم وبحسب الظروف. فعازفة البيانو الشهيرة، على سبيل المثال، معوق بالقياس إلى مغرم بالرياضيات في الخامسة عشرة من عمره، إذا اتخذنا الرياضيات معياراً. وينقلب كل شيء إذا أصبح البيانو هو المعيار.
    ومن اليسير أن نكثر من الأمثلة. فكل إعاقة وكل ميزة منوطتان بالوقت والظروف. والإعاقة هذا اليوم قد تصبح ميزة في الغد.

    يعتقد الناس على وجه العموم، في الصورة التي تتصف بها حضارتنا، أن المرأة تعاني الشعور بالدونية أكثر من الرجل. ويضيفون أن قرون ((الدور الثاني)) لم تسوّ أمورها. ومع ذلك!
    ويعتقد كثير من النساء في أنفسهن أنهن أدنى لمجرد كونهن نساء. ولكن هل هذا إحساس طبيعي أم إحساس ثقافي؟ لن يفكر رجل من الرجال أبداً أنه: ((ليس غير رجل)). بل يقول على العكس: ((أحس في نفسي أنني أدنى لأنني لست رجلاً)). أو يقول: ((إنني أصبح أنثى ضعيفة خائفة)).

    كانت إحدى الصبايا تقول لي:

    ـ نحن أدنى، لا بالكيف بل بالكم، تلك هي طبيعتنا. الإناث، في مملكة الحيوان، تافهات وخاضعات. ويتقاتل الذكور، وتنتظر الإناث بغبطة ليعبدن المنتصر. إن فرويد على حق بالتأكيد.

    وقالت لي الصبية ذاتها:

    ـ الإناث تافهات. إن هذا واقع، ولابد من قبوله ...

    وقالت لي صبية أخرى:

    تابعت دراسة علمية. حاول بعضهم أن يوفر الحياة معاً لمجموعة من إناث القرود الآسيوية: دون جدوى. ثم أدخلوا في وسطها ذكراً واحداً بالغاً: وفي الحال تكوّن مجتمع منظم، اجتماعي. أليس هذا دليل أولية الذكر؟

    تذكروا ما كنا قد قلناه فيما سبق: يستعمل الناس مصطلحي ((أدنى)) و ((أسمى)) بالنسبة إلى الآخرين، وقلّما يستخدمهما المرء بالإسناد إلى ذاته. وذلك، والحالة هذه، إنما هو الخطأ الغريب الذي يمكن للمرء أن يرتكبه

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 9 مايو - 2:30