هاوار عفرين ابو الوليد

 هل كتبت الضغوط والعقد النفسية على المرأة 73926
 هل كتبت الضغوط والعقد النفسية على المرأة 73949

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هاوار عفرين ابو الوليد

 هل كتبت الضغوط والعقد النفسية على المرأة 73926
 هل كتبت الضغوط والعقد النفسية على المرأة 73949

هاوار عفرين ابو الوليد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
هاوار عفرين ابو الوليد

مرحبا و أغــلى ســهلا يا (زائر) .. عدد مساهماتك و مـشــاركـاتـك3


    هل كتبت الضغوط والعقد النفسية على المرأة

    afrinoo
    afrinoo
    عــضــو من نــجـوم الــمــنتدى
    عــضــو من نــجـوم الــمــنتدى


    عــدد الـــمــســاهـمات عــدد الـــمــســاهـمات : 226

     هل كتبت الضغوط والعقد النفسية على المرأة Empty هل كتبت الضغوط والعقد النفسية على المرأة

    مُساهمة من طرف afrinoo الإثنين 21 نوفمبر - 10:54

    تواجه البنت أوّل ولادتها وجوهاً عبوسة مكفهرّة ، ذلك أنّ الأهل كانوا ينتظرون الولد المبارك ، وها قد أتت البنت المشؤومة وهي تحمل معها العار والشنار .
    «فولادة الذّكر تثير مشاعر البهجة وتنتشر بسرعة وتُستقبَل بالزغاريد ، أمّا الأنثى فتسمع كلمات الأسف والأمل والتمنِّي بمجيء الذكر بعدئذ ...» () .
    ويُكنّى الرجل باسم ابنه ، ولو كُنِّيَ باسم بنته البِكر فإذا ما ولد له ذكر ، تُغيّر كنيته فوراً باسم الولد الذكر .

    وتواجه البنت عقدة الحقارة في كل نظرة ينظر لها الأب ، فهي مقرونة بالأسى والتأسّف .. وفي أحسن الأحوال بالشفقة لهذه المسكينة التي لا يعلم أحد ماذا يخبئ لها الدهر .
    وفي الوقت الذي يتلقّى الأهل الولد بالأحضان ، يُقبِّلونه ويلاعبونه ، فإنّ البنت هي التي يجب أن تتودّد وتظهر إنكسارها لأبيها حتى يحنّ لها قلبه ويشفق عليها بنظرة أو ابتسامة أو قبلة خجولة .
    ويُربّى الولد وينشأ على أساس أ نّه وليّ العهد ، وأ نّه الذي يتولّى أمور البيت في غياب أبيه ومن بعده ، في نفس الوقت الذي تُربّى فيه البنت على أن تكون في كنف أخيها ، تطيعه وتظهر له الاحترام .

    وتنشأ البنت ضعيفة مقهورة مطأطأة الرأس محرومة من كثير من متع الحياة كاللّعب في الأزقّة وممارسة الرياضة والفروسية ، والحضور في المجالس والأندية الاجتماعية ... وحتى حضور الصلاة ، بل حتى زيارة القبور ، في الوقت الذي يُربّى الولد على رفع الرأس وتنمية الشهامة والشجاعة فيه وعلى الظهور بمظهر اجتماعي لائق .

    وفي الوقت الذي يحقّ للولد أن يتفرّس في وجوه النساء ليختار زوجة له ، وأن يجهر برغبته في الزواج وأن يقبل أو يرفض مَن يشاء ، وأن يحبّ ويُغازل ، بل حتى أن يسهو ويخطأ لأ نّه في سنّ الشباب .

    في نفس الوقت يتحتّم على المرأة أن تحبس أنفاسها وأن تقتل رغبتها وأن تتجرّد من ميولها ، وأن لا تبدي رأياً يخالف أهلها ، فالصّلاح ما اختاره والداها ، فسكوتها من رضاها ، وأمّا النطق فهو دليل طيشها وهواها ، فالكلمة لأبيها ، وهي لا تزيد على كلمته حرفاً .
    وتُساق العروس إلى بيت زوجها مشحونة بكلماتِ وداع أبدية ، فهي من لباس العرس الأبيض إلى لباس الكفن الأبيض ، ومن «المهد إلى اللّحد» ، وعليها أن تعيش مع زوجها مهما كان وعلى أي حال ، وأن لا تفكِّر بالعودة إلى بيتها .

    وكثيراً ما عاشت نساء مع رجال مجرمين ومدمنين على المخدّرات ، وعتاة وظالمين ، وتحمّلن أنواع الأذى دون أن يفكِّرن بترك هؤلاء ، وسبّبن بذلك دمار حياتهنّ وحياة أبنائهنّ ، لأنّ العرف والأهل يجبراهنّ على العيش مع أزواجهنّ مهما كانوا .
    وقد تضطرّ المرأة لمسخ شخصيتها وتقمّص شخصية الرجل حتى تستطيع التعايش معه والاستمرار في حياتها .

    وفي بيت الزوجية ، يُلاحق شبح زواج الرجل من امرأة أخرى أو معاشرته لها خـيالها ليل نهار ، كلّما تأخّر الرجل خارج المنزل أو كلّما سها عنها ، لأنّ الرجال أحرار في أن يتزوّجوا ما شاؤوا ، وغلطتهم تُغتفَر ، في الوقت الذي لا يغسل عار المرأة إلاّ دمها .
    ويسـتعمل الرجال عادة سلاح الزواج بأخرى لتهديد المـرأة و «تأديبها» ، كلّما «شذّت» عن الطريق فقصّرت في «واجباتها» أو طالبت بحقوقها و «تجاوزت حدّها» !! وهو ما يجعل المرأة تعيش دوماً في قلق مستمرٍّ وهوس دائم .

    ولأنّ الرجال لا ينعمون بالديمقراطية في مجتمعاتهم ويتعرّضون للاستبداد المستمر من حكّامهم وحكوماتهم ، وهم يعانون من كبت الحريات ومصادرة الحقوق ، فإنّهم يعوِّضون أنفسهم في ممارسة حكومتهم في دولتهم المصغّرة «العائلة» ، فيطلقون لأنفسهم العنان للصراخ بأعلى أصواتهم وإصدار الأوامر دون قيد أو شرط وممارسة الاستبداد المطلق على رؤوس نسائهم وأولادهم .
    وبالتالي نجد ظاهرة «الحصر» سائدة في معظم الاُسر ، والكآبة متفشية في كثير من النساء .
    ولا تقف القضـية عند الممارسـات اليومية ، فالجنس من حق الرجال ، والمرأة تستسلم للرجل دون أن يكون لها حق الاستمتاع والمطالبة بالإشباع ، لأنّ في ذلك مساساً برجولة «الرجل» ومسّاً بكرامته .
    والمرأة توصي زوجها بالزواج من أخرى عند وفاتها ، ولكن ينكر على المرأة أن تفكِّر في زوج آخر بعد وفاة زوجها ، وربّما ـ كما في الهند ـ عليها أن ترحل معه ، فترمي بنفسها فوق جثّته وسط النار المشـتعلة ، لتخدمه في الآخرة كما خدمته في الدنيا ... !!

    وهكذا تواجه المرأة : الحقارة والكآبة واليأس منذ ولادتها حتى وفاتها ، بمختلف الأشكال الصريحة والمخفيّة وراء ستر من الأعراف والتقاليد الموروثة و «المقدّسة» أحياناً

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو - 10:32