إهداء : إلى الذين يظنون الشعر تمرا يؤكل
كرهـتُ الشعـر والأوزانَ والبحرا
وأسـماكا تغـوص مـياهه قعـرا
وملحاً غصَّ فى حلقى فما أنفـكُّ
فى قيءٍ وما أنفكُّ مصطبرا
كأنى كنتُ وحدى خير من خبروا
لما يجرى بنا من نقمة شرا
كأنى قد أكون أنا وريث العـر
ش بعد السابقين رصانةً شعـرا
كأنى فى عكاظ أقيم نابغةً
وأحكم بين قومى ما رأى شعـَرا
فمالى إن جرى نهـر وسالت من
شعاب النهـر ما أرْضتْ به النهرا
ومالى إن جرت أو جفَّ منبعها
وما مثلى تملّك عـندها صبرا
يهلهل من تراث الخالدين فتى
وأخرى خالطت أوزانُها نثرا
وأحيانا تمازج للفصيحة نا
بياً من رائجٍ أو ربما مدرا
وكلٌ ظنُّ أن ما بعده قلم
يجارى ما يداعب أنمل وترا
فهل مثلى يقاوم من ضلالتهم
وهم فى كثرةٍ حفرت لها أثرا
فدع للناس ما للناس فى هذيا
نهم يا سيد الشعـراء مسـتترا
أتصلح ما الزمان لهُ يؤازرهُ
وتؤثر ما ترى أصلا وإن نُكرا