لأول مرة منذ سبعة عشر ربيعا لا
تصحبنى صغيرتى نهى لتبقى بالسودان
للدراسة الجامعية وعند رجوعى
للمهجر ودخولى المنزل وجدت
نفسى أقول :
إنى أراك هنا هنا
إنى أراك أنا أنا
فوق السرير على الأريـ
ـكة فى الجدار وفى الفنا
فى كل زاوية يدغـ
ـدغها الجمال مهيمنا
قد كنت لى نور العيو
ن وضوء شمس والمنى
أشياؤك الصرعى معى
زفرت حنينا بيّنا
لو أنها نطقت لجا
دت بالهدايا سوسنا
قارورة البراد تسـ
ـألنى فأين الفاتنة
كم تشتهى أن لامستـ
ـها بالحنان مداهنا
عصفورتى ماذا يكو
ن لو المكان لنا دنا؟
عصفورتى ماذا يكو
ن لو الزمان بنا حنا؟
لم يرحم الشيب المذ
ل ولا لأشعارى انحنى
كم من قصيد قلته
حمل البلاغة دندنا
سارت به الركبان أر
قصها جميل من غنا
ولطالما الأشعار وا
تتنى رقيقا لينا
أو ربما كانت لهيـ
ـبا بعض حين طاحنا
ولبست خير عباءة
ألقى بها ما حفّنا
حفل الزمان بغيرنا
ولنا القساوة من ضنى
اللهَ من فقر يغيـّ
ـر صفو أحباب عنا