يعيش الأكراد في أربع دولٍ بصورة أساسية، انضم الأكراد للدولة العثمانية في صراعها ضد الصفويين الشيعة، ولكن الدولتين اتفقتا في (أماسيا) على تقسيم كردستان، كما انضم الأكراد لتركيا في الحرب العالمية الأولى، ثم بدءوا يطالبون بالاستقلال من خلال المؤتمرات الدولية، وعندما لم يحصلوا على بغيتهم قاموا بعدة حركات ثورية بقيادة البارزانيين، واستعانوا خلالها بإيران وأمريكا، التي خذلتهم برعايتها لاتفاقية 6 من مارس 1975م بين العراق وإيران، وتركتهم فريسة لهجوم عراقي كاسح أسفر عن هزيمة تامة لقوات البارزاني، وانتهاء الثورة الكردية بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في هذا الوقت تمامًا، ولجوء الملا مصطفى البارزاني إلى إيران.
وقد تشكَّل في كردستان العديد من الأحزاب السياسية ذات الميليشيات العسكرية، وكان أغلبها ذا توجهات يسارية، مثل: الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني، والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني، وحزب العمال الكردستاني (pkk) بقيادة عبد الله أوجلان.
واليوم نتحدث عن أقوى الأحزاب الإسلامية في كردستان، وهو الاتحاد الإسلامي الكردستاني.
صلاح الدين محمد بهاء الدين
تأسس الاتحاد الإسلامي الكردستاني في 6/ 2/ 1994م بعد حصول الإقليم على الحكم الذاتي إثر هزيمة نظام صدام حسين أمام التحالف الدولي؛ وذلك استجابة لعمق الانتماء للإسلام داخل الشخصية الكردية.
ويرأس الاتحاد الأمين العام صلاح الدين محمد بهاء الدين الذي نشأ على أيدي والده أحد علماء الكرد المعروفين، وقد اختير في انتخابات حرة بنسبة 93%، وأعيد انتخابه في المؤتمر الثاني المنعقد بتاريخ 20/8/ 1996م بنسبة 96%، وأعيد انتخابه في المؤتمر الثالث المنعقد في 3/ 9/ 1999م بنسبة 91%.
الشيخ الصواف
ويتأثر الحزب بأفكار الصحوة الإسلامية التي قادها في العراق الشيخ محمد محمود الصواف مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في العراق مع الشيخ أمجد الزهاوي.
سلك الاتحاد الإسلامي السبيل السياسي، ورفض أن يكون له ميليشيا مسلحة على عكس بقية الأحزاب بما فيها الأحزاب الإسلامية الأخرى كحركة الوحدة الإسلامية، والجماعة الإسلامية في كردستان العراق.
صار الاتحاد القوة السياسية الثانية في إدارتي الإقليم؛ وذلك بحسب نتائج الانتخابات البلدية التي أُجريت خلال الأعوام الماضية؛ حيث جاء في المرتبة الثانية بعد الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظتي كركوك والسليمانية، وكذا في محافظتي دهوك وأربيل بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني؛ مما يعكس شعبية ضخمة للحزب في مواجهة الحزبين الأولين صاحبي التاريخ السياسي الطويل في الحياة الكردية.
منهج الاتحاد الإسلامي:
يعتمد الاتحاد منهج الإصلاح الإسلامي في جميع المجالات؛ إذ ينبني منهجه على الركائز التالية:
الإصلاح السياسي الإسلامي:
تُعتَبَر السياسة في مفهوم الكثيرين بعيدة تمامًا عن الإسلام ومبادئه النقية، وهذا ما يسعى الحزب لتغييره نهائيًّا؛ إذ الإصلاح في القرآن مفهوم عام وشامل يُعنَى بالمفاهيم الحديثة للتغير بأساليب مدنية سياسية نحو الأحسن. وهذا يعني أن تكون السياسة جزءًا من العمل والنضال الإسلامي.
التعددية:
يؤمن الاتحاد الإسلامي الكردستاني بالتعددية السياسية، والأهم أنه يمارسها بالإقرار العملي، وقد شهدت الأحزاب السياسية الأخرى بانفتاح الحزب على الساحة السياسية في كردستان.
ويعتبر الحزب أن القوى السياسية الأخرى أصحاب اجتهادات خاصة لتحقيق أهداف سياسية معينة؛ لذا لا يخونهم، أو يخرجهم عن الدين.
الشورى:
يعتمد الاتحاد الإسلامي الشورى وسيلةً للإصلاح السياسي، ونظامًا للممارسة السياسية، في إطار عدم مخالفة الشريعة الإسلامية؛ فهو يقبل بها في إطار حرية الفكر، وحرية التعبير، واختيار الممثلين عن الشعب، ولكن يرفض منها ما يمنح حق التشريع المطلق للشعب، ويُلغي حكم الشريعة الإسلامية.
القناة التليفزيونية:
جسَّد الاتحاد الإسلامي الكردستاني
نموذجًا مثاليًّا للحزب الذي يوازن بين
المرجعية الإسلامية والهوية القومية
اتخذ الاتحاد الإسلامي الكردستاني العديد من الوسائل لأداء رسالته، وكان من ذلك أن بدأ في 1/7/ 1996م يبث قناة السليمانية التليفزيونية على مدار 7 – 8 ساعات يوميًّا، تضم العديد من البرامج برؤية ومرجعية إسلامية.
وتُعَد هذه القناة منافسًا جيدًا لقنوات الأحزاب الأخرى، ويتضح ذلك من خلال الشعبية والجماهيرية التي تحظى بها برامج القناة بين الأكراد في المنطقة. وتتنوع المواد التي تقدمها القناة ما بين الأخبار، والرياضة، والبرامج السياسية، والبرامج التربوية، والشرعية، والتعليمية، وبرامج الأطفال، والبرامج الأدبية، والبرامج الفلكلورية، ومباريات كرة القدم، وبرامج المرأة والطفل، وغير ذلك من مواد، وجميعها يتم اختيارها وفق ضوابط إسلامية.
رؤية الاتحاد الإسلامي الكردستاني للقضية الكردية:
جسَّد الاتحاد الإسلامي الكردستاني خلال ثلاثة عشرَ عامًا نموذجًا مثاليًّا للحزب الذي يوازن بين المرجعية الإسلامية والهوية القومية؛ فهو يناضل في سبيل المشروع الإسلامي، وفي نفس الوقت يناضل من أجل رفع الظلم عن الشعب الكردي، وفي سبيل حقوقهم المشروعة التي لا تعني الانفصال عن العراق، أو غيره من الدول التي يعيش فيها الأكراد؛ فهو يتبنى ويدافع عن وحدة الأراضي العراقية، ووحدة القوميات في إطار حفظ واحترام الخصوصية تحت سقف الوطن الواحد.
وقد كانت المرجعية الإسلامية عاملاً مساعدًا في إيصال صوت الشعب الكردي، والتعريف بقضيته في أرجاء العالم الإسلامي من خلال المؤتمرات والندوات والعمل الإعلامي.
كان هذا عرضًا سريعًا لأهم الأحزاب السياسية الإسلامية على الساحة الكردية، والذي يمثل بحقٍّ نموذجًا للأحزاب الإسلامية الغيورة على دينها، والساعية لإقرار الحق في أية جهة كان.
وقد تشكَّل في كردستان العديد من الأحزاب السياسية ذات الميليشيات العسكرية، وكان أغلبها ذا توجهات يسارية، مثل: الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني، والحزب الديمقراطي الكردستاني بقيادة مسعود البارزاني، وحزب العمال الكردستاني (pkk) بقيادة عبد الله أوجلان.
واليوم نتحدث عن أقوى الأحزاب الإسلامية في كردستان، وهو الاتحاد الإسلامي الكردستاني.
صلاح الدين محمد بهاء الدين
تأسس الاتحاد الإسلامي الكردستاني في 6/ 2/ 1994م بعد حصول الإقليم على الحكم الذاتي إثر هزيمة نظام صدام حسين أمام التحالف الدولي؛ وذلك استجابة لعمق الانتماء للإسلام داخل الشخصية الكردية.
ويرأس الاتحاد الأمين العام صلاح الدين محمد بهاء الدين الذي نشأ على أيدي والده أحد علماء الكرد المعروفين، وقد اختير في انتخابات حرة بنسبة 93%، وأعيد انتخابه في المؤتمر الثاني المنعقد بتاريخ 20/8/ 1996م بنسبة 96%، وأعيد انتخابه في المؤتمر الثالث المنعقد في 3/ 9/ 1999م بنسبة 91%.
الشيخ الصواف
ويتأثر الحزب بأفكار الصحوة الإسلامية التي قادها في العراق الشيخ محمد محمود الصواف مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في العراق مع الشيخ أمجد الزهاوي.
سلك الاتحاد الإسلامي السبيل السياسي، ورفض أن يكون له ميليشيا مسلحة على عكس بقية الأحزاب بما فيها الأحزاب الإسلامية الأخرى كحركة الوحدة الإسلامية، والجماعة الإسلامية في كردستان العراق.
صار الاتحاد القوة السياسية الثانية في إدارتي الإقليم؛ وذلك بحسب نتائج الانتخابات البلدية التي أُجريت خلال الأعوام الماضية؛ حيث جاء في المرتبة الثانية بعد الاتحاد الوطني الكردستاني في محافظتي كركوك والسليمانية، وكذا في محافظتي دهوك وأربيل بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني؛ مما يعكس شعبية ضخمة للحزب في مواجهة الحزبين الأولين صاحبي التاريخ السياسي الطويل في الحياة الكردية.
منهج الاتحاد الإسلامي:
يعتمد الاتحاد منهج الإصلاح الإسلامي في جميع المجالات؛ إذ ينبني منهجه على الركائز التالية:
الإصلاح السياسي الإسلامي:
تُعتَبَر السياسة في مفهوم الكثيرين بعيدة تمامًا عن الإسلام ومبادئه النقية، وهذا ما يسعى الحزب لتغييره نهائيًّا؛ إذ الإصلاح في القرآن مفهوم عام وشامل يُعنَى بالمفاهيم الحديثة للتغير بأساليب مدنية سياسية نحو الأحسن. وهذا يعني أن تكون السياسة جزءًا من العمل والنضال الإسلامي.
التعددية:
يؤمن الاتحاد الإسلامي الكردستاني بالتعددية السياسية، والأهم أنه يمارسها بالإقرار العملي، وقد شهدت الأحزاب السياسية الأخرى بانفتاح الحزب على الساحة السياسية في كردستان.
ويعتبر الحزب أن القوى السياسية الأخرى أصحاب اجتهادات خاصة لتحقيق أهداف سياسية معينة؛ لذا لا يخونهم، أو يخرجهم عن الدين.
الشورى:
يعتمد الاتحاد الإسلامي الشورى وسيلةً للإصلاح السياسي، ونظامًا للممارسة السياسية، في إطار عدم مخالفة الشريعة الإسلامية؛ فهو يقبل بها في إطار حرية الفكر، وحرية التعبير، واختيار الممثلين عن الشعب، ولكن يرفض منها ما يمنح حق التشريع المطلق للشعب، ويُلغي حكم الشريعة الإسلامية.
القناة التليفزيونية:
جسَّد الاتحاد الإسلامي الكردستاني
نموذجًا مثاليًّا للحزب الذي يوازن بين
المرجعية الإسلامية والهوية القومية
اتخذ الاتحاد الإسلامي الكردستاني العديد من الوسائل لأداء رسالته، وكان من ذلك أن بدأ في 1/7/ 1996م يبث قناة السليمانية التليفزيونية على مدار 7 – 8 ساعات يوميًّا، تضم العديد من البرامج برؤية ومرجعية إسلامية.
وتُعَد هذه القناة منافسًا جيدًا لقنوات الأحزاب الأخرى، ويتضح ذلك من خلال الشعبية والجماهيرية التي تحظى بها برامج القناة بين الأكراد في المنطقة. وتتنوع المواد التي تقدمها القناة ما بين الأخبار، والرياضة، والبرامج السياسية، والبرامج التربوية، والشرعية، والتعليمية، وبرامج الأطفال، والبرامج الأدبية، والبرامج الفلكلورية، ومباريات كرة القدم، وبرامج المرأة والطفل، وغير ذلك من مواد، وجميعها يتم اختيارها وفق ضوابط إسلامية.
رؤية الاتحاد الإسلامي الكردستاني للقضية الكردية:
جسَّد الاتحاد الإسلامي الكردستاني خلال ثلاثة عشرَ عامًا نموذجًا مثاليًّا للحزب الذي يوازن بين المرجعية الإسلامية والهوية القومية؛ فهو يناضل في سبيل المشروع الإسلامي، وفي نفس الوقت يناضل من أجل رفع الظلم عن الشعب الكردي، وفي سبيل حقوقهم المشروعة التي لا تعني الانفصال عن العراق، أو غيره من الدول التي يعيش فيها الأكراد؛ فهو يتبنى ويدافع عن وحدة الأراضي العراقية، ووحدة القوميات في إطار حفظ واحترام الخصوصية تحت سقف الوطن الواحد.
وقد كانت المرجعية الإسلامية عاملاً مساعدًا في إيصال صوت الشعب الكردي، والتعريف بقضيته في أرجاء العالم الإسلامي من خلال المؤتمرات والندوات والعمل الإعلامي.
كان هذا عرضًا سريعًا لأهم الأحزاب السياسية الإسلامية على الساحة الكردية، والذي يمثل بحقٍّ نموذجًا للأحزاب الإسلامية الغيورة على دينها، والساعية لإقرار الحق في أية جهة كان.