بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إخوتي أخواتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلام الله نبعثه..... نعطره رياحين
لجيل طاب منبته...... نمى في ظل هادينا
هم الأصحاب أنجمنا...... مصابيح الدجى فينا
تراهم إن دجى ليل...... لربهم مناجين
وعند رسولنا كانوا...... أسودا يحرسوا الدين
سلام الله والبشرى...... لكل الصحب أمين
أبو جابر عبدالله بن عمرو بن حرام
ظليل الملائكة
عندما كان الأنصار السبعون يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة
العقبة الثانية، كان عبدالله بن عمرو بن حرام، أبو جابر بن عبدالله أحد
هؤلاء الأنصار..
ولما اختار الرسول
صلى الله عليه وسلم منهم نقباء، كان عبدالله بن عمرو أحد هؤلاء النقباء..
جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم نقيبا على قومه من بني سلمة..
ولما عاد الى المدينة وضع نفسه، وماله، وأهله في خدمة الاسلام..
وبعد هجرة الرسول الى المدينة، كان أبو جابر قد وجد كل حظوظه السعيدة في مصاحبة النبي عليه الصلاة والسلام ليله ونهاره..
وفي غزوة بدر خرج مجاهدا، وقاتل قتال الأبطال..
وفي غزوة أحد تراءى له مصرعه قبل أن يخرج المسلمون للغزو..
وغمره احساس صادق بأنه لن يعود، فكاد قلبه يطير من الفرح!!
و*** اليه ولده جابر بن عبدالله الصحابي الجليل، وقال له:
" اني لا أراي الا مقتولا في هذه الغزوة..
بل لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين..
واني والله، لا أدع أحدا بعدي أحبّ اليّ منك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وان عليّ دينا، فاقض عني ديني، واستوص باخوتك خيرا"..[center]
وفي صبيحة اليوم التالي، خرج المسلمون للقاء قريش..
قريش التي جاءت في جيش لجب تغزو مدينتهم الآمنة..
ودارت معركة رهيبة، أدرك المسلمون في بدايتها نصرا سريعا، كان يمكن أن يكون نصرا حاسما، لولا أن الرماة الذين امرهم الرسول
عليه الصلاة و السلام بالبقاء في مواقعهم وعدم مغادرتها أبدا أغراهم هذا
النصر الخاطف على القرشيين، فتركوا مواقعهم فوق الجبل، وشغلوا بجمع غنائم
الجيش المنهزم..
هذا الجيش الذي جمع فلوله سريعا حين رأى ظهر المسلمين قد انكشف تماما، ثم
فاجأهم بهجوم خاطف من وراءه فتحوّل نصر المسلمين الى هزيمة..
في هذا القتال المرير، قاتل عبدالله بن عمرو قتال مودّع شهيد..
ولما ذهب المسلمون بعد نهاية القتال ينظرون شهدائهم.. ذهب جابر ابن عبدالله
يبحث عن أبيه، حتى ألفاه بين الشهداء، وقد مثّل به المشركون، كما مثلوا
بغيره من الأبطال..
ووقف جابر وبعض أهله يبكون شهيد الاسلام عبدالله بن عمرو بن حرام، ومرّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكونه، فقال:
" ابكوه..أو لا تبكوه..فان الملائكة لتظلله بأجنحتها"..!!
كان ايمان أبو جابر متألقا ووثيقا..
وكان حبّه للموت في سبيل الله منتهى طموحاته وأمانيه..
ولقد أنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فيما بعد نبأ عظيم، يصوّر شغفه بالشهادة..
قال عليه السلام لولده جابر يوما:
" يا جابر..
ما كلم الله أحدا قط الا من وراء حجاب..
ولقد كلّم أباك كفاحا _أي مواجهة_
فقال له: يا عبدي، سلني أعطك..
فقال: يا رب، أسألك أن تردّني الى الدنيا، لأقتل في سبيلك ثانية..
قال له الله:
انه قد سبق القول مني: أنهم اليها لا يرجعون.
قال: يا رب فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة..
فأنزل الله تعالى:
(ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء
عند ربهم يرزقون، فرحين بما أتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم
يلحقوا بهم من خلفهم. ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون)".
وعندما كان المسلمون يتعرفون على شهدائهم الأبرار، بعد فراغ القتال في أحد..
وعندما تعرف أهل عبدالله بن عمرو على جثمانه، حملته زوجته على ناقتها وحملت
معه أخاها الذي استشهد أيضا، وهمّت بهما راجعة الى المدينة لتدفنهما هناك،
وكذلك فعل بعض المسلمين بشهدائهم..
بيد أن منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم لحق بهم وناداهم بأمر رسول الله أن:
" أن ادفنوا القتلى في مصارعهم"..
فعاد كل منهم بشهيده..
ووقف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يشرف على دفن أصحابه الشهداء، الذين
صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وبذلوا أرواحهم الغالية قربانا متواضعا لله
ولرسوله.
ولما جاء دور عبدالله بن حرام ليدفن، نادى رسول الله صلى اله عليه وسلم:
" ادفنوا عبدالله بن عمرو، وعمرو بن الجموح في قبر واحد، فانهما كانا في الدنيا متحابين، متصافين"..
سلام على ظليل الملائكة عبدالله بن عمرو بن حرام و
سلام على شهداؤنا الأبرار
سلام عليهم في محياهم، وأخراهم..
وسلام.. ثم سلام على سيرتهم وذكراهم..
وسلام على الكرام البررة.. أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إخوتي أخواتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلام الله نبعثه..... نعطره رياحين
لجيل طاب منبته...... نمى في ظل هادينا
هم الأصحاب أنجمنا...... مصابيح الدجى فينا
تراهم إن دجى ليل...... لربهم مناجين
وعند رسولنا كانوا...... أسودا يحرسوا الدين
سلام الله والبشرى...... لكل الصحب أمين
أبو جابر عبدالله بن عمرو بن حرام
ظليل الملائكة
عندما كان الأنصار السبعون يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة
العقبة الثانية، كان عبدالله بن عمرو بن حرام، أبو جابر بن عبدالله أحد
هؤلاء الأنصار..
ولما اختار الرسول
صلى الله عليه وسلم منهم نقباء، كان عبدالله بن عمرو أحد هؤلاء النقباء..
جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم نقيبا على قومه من بني سلمة..
ولما عاد الى المدينة وضع نفسه، وماله، وأهله في خدمة الاسلام..
وبعد هجرة الرسول الى المدينة، كان أبو جابر قد وجد كل حظوظه السعيدة في مصاحبة النبي عليه الصلاة والسلام ليله ونهاره..
وفي غزوة بدر خرج مجاهدا، وقاتل قتال الأبطال..
وفي غزوة أحد تراءى له مصرعه قبل أن يخرج المسلمون للغزو..
وغمره احساس صادق بأنه لن يعود، فكاد قلبه يطير من الفرح!!
و*** اليه ولده جابر بن عبدالله الصحابي الجليل، وقال له:
" اني لا أراي الا مقتولا في هذه الغزوة..
بل لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين..
واني والله، لا أدع أحدا بعدي أحبّ اليّ منك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وان عليّ دينا، فاقض عني ديني، واستوص باخوتك خيرا"..[center]
وفي صبيحة اليوم التالي، خرج المسلمون للقاء قريش..
قريش التي جاءت في جيش لجب تغزو مدينتهم الآمنة..
ودارت معركة رهيبة، أدرك المسلمون في بدايتها نصرا سريعا، كان يمكن أن يكون نصرا حاسما، لولا أن الرماة الذين امرهم الرسول
عليه الصلاة و السلام بالبقاء في مواقعهم وعدم مغادرتها أبدا أغراهم هذا
النصر الخاطف على القرشيين، فتركوا مواقعهم فوق الجبل، وشغلوا بجمع غنائم
الجيش المنهزم..
هذا الجيش الذي جمع فلوله سريعا حين رأى ظهر المسلمين قد انكشف تماما، ثم
فاجأهم بهجوم خاطف من وراءه فتحوّل نصر المسلمين الى هزيمة..
في هذا القتال المرير، قاتل عبدالله بن عمرو قتال مودّع شهيد..
ولما ذهب المسلمون بعد نهاية القتال ينظرون شهدائهم.. ذهب جابر ابن عبدالله
يبحث عن أبيه، حتى ألفاه بين الشهداء، وقد مثّل به المشركون، كما مثلوا
بغيره من الأبطال..
ووقف جابر وبعض أهله يبكون شهيد الاسلام عبدالله بن عمرو بن حرام، ومرّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكونه، فقال:
" ابكوه..أو لا تبكوه..فان الملائكة لتظلله بأجنحتها"..!!
كان ايمان أبو جابر متألقا ووثيقا..
وكان حبّه للموت في سبيل الله منتهى طموحاته وأمانيه..
ولقد أنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فيما بعد نبأ عظيم، يصوّر شغفه بالشهادة..
قال عليه السلام لولده جابر يوما:
" يا جابر..
ما كلم الله أحدا قط الا من وراء حجاب..
ولقد كلّم أباك كفاحا _أي مواجهة_
فقال له: يا عبدي، سلني أعطك..
فقال: يا رب، أسألك أن تردّني الى الدنيا، لأقتل في سبيلك ثانية..
قال له الله:
انه قد سبق القول مني: أنهم اليها لا يرجعون.
قال: يا رب فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة..
فأنزل الله تعالى:
(ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء
عند ربهم يرزقون، فرحين بما أتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم
يلحقوا بهم من خلفهم. ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون)".
وعندما كان المسلمون يتعرفون على شهدائهم الأبرار، بعد فراغ القتال في أحد..
وعندما تعرف أهل عبدالله بن عمرو على جثمانه، حملته زوجته على ناقتها وحملت
معه أخاها الذي استشهد أيضا، وهمّت بهما راجعة الى المدينة لتدفنهما هناك،
وكذلك فعل بعض المسلمين بشهدائهم..
بيد أن منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم لحق بهم وناداهم بأمر رسول الله أن:
" أن ادفنوا القتلى في مصارعهم"..
فعاد كل منهم بشهيده..
ووقف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يشرف على دفن أصحابه الشهداء، الذين
صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وبذلوا أرواحهم الغالية قربانا متواضعا لله
ولرسوله.
ولما جاء دور عبدالله بن حرام ليدفن، نادى رسول الله صلى اله عليه وسلم:
" ادفنوا عبدالله بن عمرو، وعمرو بن الجموح في قبر واحد، فانهما كانا في الدنيا متحابين، متصافين"..
سلام على ظليل الملائكة عبدالله بن عمرو بن حرام و
سلام على شهداؤنا الأبرار
سلام عليهم في محياهم، وأخراهم..
وسلام.. ثم سلام على سيرتهم وذكراهم..
وسلام على الكرام البررة.. أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم