لا تدخلوا المستشفيات إلا مضطرين .. وإذا دخلتموها فاخرجوا مسرعين
ساقتني قدماي صباح الأمس لزيارة أحد الأقارب الذي يرقد مريضا في أحد المستشفيات
استوقفني وأنا على بوابة الدخول ذلك الحديث الدائر بين أحد الراغبين في الدخول وحارس الأمن والذي كاد أن يتحول إلى مشادة لولا تدخل العقلاء
استغربت أنا شخصيا ذلك الإصرار العجيب من الزائر كي يتم السماح لإبنه الصغير بالدخول للمستشفى بالرغم من أنه لا يصل للعمر المسموح له بالدخول وبطبيعة الحال عدم السماح للأطفال بالدخول لم يأت من فراغ بل من نظرة طبية صائبة ربما سترد في سياق طرحي هذا
ما أستغرب له كذلك هو أن الزيارة للمريض يتخذها البعض كما لو أنهم ذاهبون في رحلة فترى شتى الأغذية التي يتحايلون في إدخالها للمريض فضلا عن الإقامة الطويلة في أروقة المستشفيات التي تمتد لساعات وربما لا يخرج أحدهم حتى يأتيه حارس الأمن بعد انتهاء ساعات الزيارة مرة وثانية وثالثة كي يخرج
وللأسف فإن مما لا يعلمه الكثيرون أن المستشفيات هي من أكثر الأماكن التي تتكاثر فيها الميكروبات والفيروسات وبالتالي فهي الأماكن الأكثر عرضة للعدوى كونها أماكن مغلقة تماما حتى أنه في منتصف القرن التاسع عشر كان عددا من أعضاء البرلمان البريطاني يصرخون بأعلى أصواتهم مطالبين بإغلاق المستشفيات المغلقة وتحويلها إلى أماكن عامة مفتوحة كحديقة الهايد بارك
وكانت الفكرة في طريقها للتطبيق قبل أن يتوصل الجراح الإنجليزي جوزيف ليستر إلى اكتشاف مضاد لتعفن الدم الذي كانت تعاني منه كافة القارة العجوز
وقبل ذلك تلاحظ أن الجنود الذي أدخلوا إلى مستشفى سكوتاري في فلورنسا أثناء حرب القرم الواقعة بين الدولة العثمانية ومعها فرنسا وبريطانيا ضد الإمبراطورية الروسية كانوا أقل فرصة في النجاة من أولئك الذين يتم علاجهم في الميدان المفتوح
كانت تلك بدايات التقصي والبحث عن الأسباب التي تدعو لذلك ومع مرور الزمان وتقدم الوسائل الطبية أمكن الوصول إلى المضادات الحيوية وأدوات التعقيم واتباع الأساليب الوقائية التي تحد من انتقال العدوى وانتشار الميكروبات والفيروسات
وبالرغم من ذلك لا تزال المستشفيات بيئة خصبة لإنتقال العدوى نتيجة ما تعج به من ميكروبات وفيروسات تملأ الأروقة وغرف المرضى وسائر زوايا وأركان المستشفيات
يحدث ذلك في الدول الناميه طبيا والدول الأكثر تقدما في الرعاية الصحية أيضا
ففي دراسة أجرتها منظمة الموارد من أجل المستقبل الأمريكية ونشرتها ال سي إن إن أكدت بأن هناك خمسين ألف أمريكي يلقون حتفهم سنويا جراء إلتقاط عدوى أمراض من المستشفيات
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أجرت دراسة مماثلة في اربع عشر دولة حول العالم تبين من خلالها أن هناك مليون وأربعمائة شخص حول العالم يعانون من متاعب صحية بسبب العدوى المكتسبة من المستشفيات سنويا
كما نشرت جريدة اللوموند الفرنسية دراسة أخرى مفادها أن 10% من نزلاء المستشفيات وزوارها معرضين لإنتقال العدوى لهم
لست أدري بعد ذلك كله هل من المنطق أن يصر الأب على إدخال ابنه الصغير ضعيف المناعة للمستشفى
أفبعد كل ذلك سنجلس الساعات الطوال عند زيارتنا للمريض وسنقبله مجاملة ونجلس ملتصقين به
أفبعد ذلك سيكون إصرارنا قويا على دخول وحدات العناية المركزة وهي الأكثر عرضة لتواجد الميكروبات الخطيرة فيها وقد نقاتل من أجل الدخول
أيها السادة قبل العلم الحديث واكتشافاته وقبل الطب ومراكز أبحاثه كان محمد بن عبدالله الهادي الأمين صلى الله عليه وسلم لا يزور المريض إلا بعد ثلاثة أيام كما روى ذلك ابن ماجه والبيهقي وكان يخفف في زيارته
وما بين الدين والعلم يتوجب أن يترسخ لدينا وعيا طبيا يبعد عنا العدوى والأسقام والعلل والأمراض وأن نتخلى عن تقاليد مجتمعية تضر أكثر مما تنفع
حماكم الله جميعا من الأمراض والأسقام
ساقتني قدماي صباح الأمس لزيارة أحد الأقارب الذي يرقد مريضا في أحد المستشفيات
استوقفني وأنا على بوابة الدخول ذلك الحديث الدائر بين أحد الراغبين في الدخول وحارس الأمن والذي كاد أن يتحول إلى مشادة لولا تدخل العقلاء
استغربت أنا شخصيا ذلك الإصرار العجيب من الزائر كي يتم السماح لإبنه الصغير بالدخول للمستشفى بالرغم من أنه لا يصل للعمر المسموح له بالدخول وبطبيعة الحال عدم السماح للأطفال بالدخول لم يأت من فراغ بل من نظرة طبية صائبة ربما سترد في سياق طرحي هذا
ما أستغرب له كذلك هو أن الزيارة للمريض يتخذها البعض كما لو أنهم ذاهبون في رحلة فترى شتى الأغذية التي يتحايلون في إدخالها للمريض فضلا عن الإقامة الطويلة في أروقة المستشفيات التي تمتد لساعات وربما لا يخرج أحدهم حتى يأتيه حارس الأمن بعد انتهاء ساعات الزيارة مرة وثانية وثالثة كي يخرج
وللأسف فإن مما لا يعلمه الكثيرون أن المستشفيات هي من أكثر الأماكن التي تتكاثر فيها الميكروبات والفيروسات وبالتالي فهي الأماكن الأكثر عرضة للعدوى كونها أماكن مغلقة تماما حتى أنه في منتصف القرن التاسع عشر كان عددا من أعضاء البرلمان البريطاني يصرخون بأعلى أصواتهم مطالبين بإغلاق المستشفيات المغلقة وتحويلها إلى أماكن عامة مفتوحة كحديقة الهايد بارك
وكانت الفكرة في طريقها للتطبيق قبل أن يتوصل الجراح الإنجليزي جوزيف ليستر إلى اكتشاف مضاد لتعفن الدم الذي كانت تعاني منه كافة القارة العجوز
وقبل ذلك تلاحظ أن الجنود الذي أدخلوا إلى مستشفى سكوتاري في فلورنسا أثناء حرب القرم الواقعة بين الدولة العثمانية ومعها فرنسا وبريطانيا ضد الإمبراطورية الروسية كانوا أقل فرصة في النجاة من أولئك الذين يتم علاجهم في الميدان المفتوح
كانت تلك بدايات التقصي والبحث عن الأسباب التي تدعو لذلك ومع مرور الزمان وتقدم الوسائل الطبية أمكن الوصول إلى المضادات الحيوية وأدوات التعقيم واتباع الأساليب الوقائية التي تحد من انتقال العدوى وانتشار الميكروبات والفيروسات
وبالرغم من ذلك لا تزال المستشفيات بيئة خصبة لإنتقال العدوى نتيجة ما تعج به من ميكروبات وفيروسات تملأ الأروقة وغرف المرضى وسائر زوايا وأركان المستشفيات
يحدث ذلك في الدول الناميه طبيا والدول الأكثر تقدما في الرعاية الصحية أيضا
ففي دراسة أجرتها منظمة الموارد من أجل المستقبل الأمريكية ونشرتها ال سي إن إن أكدت بأن هناك خمسين ألف أمريكي يلقون حتفهم سنويا جراء إلتقاط عدوى أمراض من المستشفيات
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أجرت دراسة مماثلة في اربع عشر دولة حول العالم تبين من خلالها أن هناك مليون وأربعمائة شخص حول العالم يعانون من متاعب صحية بسبب العدوى المكتسبة من المستشفيات سنويا
كما نشرت جريدة اللوموند الفرنسية دراسة أخرى مفادها أن 10% من نزلاء المستشفيات وزوارها معرضين لإنتقال العدوى لهم
لست أدري بعد ذلك كله هل من المنطق أن يصر الأب على إدخال ابنه الصغير ضعيف المناعة للمستشفى
أفبعد كل ذلك سنجلس الساعات الطوال عند زيارتنا للمريض وسنقبله مجاملة ونجلس ملتصقين به
أفبعد ذلك سيكون إصرارنا قويا على دخول وحدات العناية المركزة وهي الأكثر عرضة لتواجد الميكروبات الخطيرة فيها وقد نقاتل من أجل الدخول
أيها السادة قبل العلم الحديث واكتشافاته وقبل الطب ومراكز أبحاثه كان محمد بن عبدالله الهادي الأمين صلى الله عليه وسلم لا يزور المريض إلا بعد ثلاثة أيام كما روى ذلك ابن ماجه والبيهقي وكان يخفف في زيارته
وما بين الدين والعلم يتوجب أن يترسخ لدينا وعيا طبيا يبعد عنا العدوى والأسقام والعلل والأمراض وأن نتخلى عن تقاليد مجتمعية تضر أكثر مما تنفع
حماكم الله جميعا من الأمراض والأسقام