قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله: بشرة الإنسان وجلده ستره، وسواد البشرة في التأويل سؤدد في ترك الدين، فمن رأى كأنه اسود وجهه وهو لابس ثياباً بيضاً دلت رؤياه على أنه يولد إبنة لقوله تعالى " وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً ". وقد رأى أمير المؤمنين المهدي رحمه الله في منامه كأن وجهه أسود، فانتبه مذعوراً ودعا بإبراهيم بن عبد الله الكرماني، فنهض إليه من الشيرجان فقص عليه رؤياه، فقال: سيولد لك إبنة وتلا هذه الآية فولدت له من ليلته إبنة ففرح من ذلك وأحسن جائزته، وإذا رأى أن وجهه اسود وثيابه وسخة دلت رؤياه أنه يكذب على الله.
وإن رأى كأن وجهه أسود مغبر دلت رؤياه على موته.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت رجلاً أسود ميتاً يغسله رجل عليه، فقال أما موته فكفره، وأما سواده فماله، وأما هذا القائم يغسله، فإنه يخادعه في ماله.
وحكي أن رجلاً قال لابن سيرين: رأيت كأن رجلاً معلق من السماء بسلسلة ونصف بدنه أسود ونصف بدنه أبيض وله ذنب كذنب الحمار، قال ابن سيرين: أنا ذلك الرجل أما نصف بدني الأبيض فورد لي بالنهار والنصف الأسود ورد الليل والسلسلة التي علقت بها من السماء فذكر مني يصعد أبداً إلى السماء، وأما الذنب فدين يجتمع علي وموتي فيه فكان كما عبره.
وقيل إن الشجاع إذا رأى في منامه أن وجهه أسود دل ذلك على أنه يصير جباناً.
وأتى ابن سيرين رجل، فقال: إني خطبت إمرأة فرأيتها في المنام سوداء قصيرة، فقال أما سوادها فمالها، وأما قصرها فقصر عمرها فلم تلبث إلا قليلاً حتى ماتت وورثها الرجل.
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام إمرأة سوداء ناشرة الرأس خرجت من المدينة حتى أقامت بالجحفة فأولها النبي صلى الله عليه وسلم بأن وباء المدينة انتقل إلى الجحفة.
وحكي أن رجلاً رأى كأنه أهدي إليه غلام نوبي، فلما أصبح أهدي إليه عدل فحم.
ومن رأى نسوة زنجيات قد أشرفن عليه، فإنه يشرف عليه خير لرؤيتهن، والكبير شريف ولكن من جنس العدو.
وحمرة اللون: وجاهة وفرح، وقيل إن كان مع الحمرة بياض نال صاحبها عزاً.
وصفرة اللون: مرض، وقيل من رأى وجهه أصفر فاقعاً، فإنه يكون وجيهاً في الآخرة، ومن المقربين.
وأما بياض اللون: فمن رأى كأن وجهه أشد بياضاً مما كان حسن دينه واستقام على الإيمان.
وإن رأى أن لون خده أبيض، فإنه ينال عزاً وكرماً.
وحكي أن رجلاً شاباً رأى كأن وجهه قد لطخ بالحمرة مثل النساء وكأنه قاعد في مجمع النساء فعرض له من ذلك أنه زنى فافتضح.
وأما الرأس: في التأويل فرئيس الإنسان الذي هو تحت يده ورأس ماله وجده، فمن رأى كأن رأسه أعظم مما كان زاد شرفه.
ومن رأى كأن رأسه أصغر مما كان نقص شرفه.
ومن رأى كأن له رأسين أو ثلاثة، فإنه ينال ظفراً بالأعداء، وإن كان مبارزاً، وإن كان فقيراً استغنى، وإن كان غنياً يكون له أولاد بررة، وإن كان عازباً يتزوج وينال ما يريد.
وإن رأى تاجر كأنه منكوس الرأس خسر في تجارته.
وإن رأى الرجل أنه منكوس الرأس معلق طال عمره في جهد وتوبيخ لقصة هاروت وماروت.
وإن رأى كأنه منكوس الرأس منحن في ملأ، فإنه قد عمل خطيئة وهو نادم عليها تائب منها، وأصل هذه الرؤيا تدل على طول العمر لقوله تعالى " ومن نعمره ننكسه في الخلق ". وقيل من رأى رأسه مقلوباً، فإن ذلك يدل فيمن يريد سفراً على مانع يمنعه من خروجه على أنه لا يرى ما يتمناه عاجلاً لكن آجلاً، ويدل لمن كان مسافراً غريباً على رجوعه إلى بلده بعد إبطاء على غير طمع، والرأس والعنق وإذا رآهما الإنسان وكان فيهما قرحة أو ألم، فإن ذلك مرض يكون في جميع الناس بالسوية.
وإن رأى أن رأسه صار مثل رأس الكلب أو الحمار أو الفرس أو غيرها من الأنعام، فإنه يصير إلى الكد والتعب والعبودية.
ومن رأى كأن رأسه استحال رأس فيل أو أسد أو نمر أو ذئب فقد قيل أنه يأخذ في إنشاء أمور أرفع من قدره وينتفع بها وينال الرياسة والظفر على الأعداء.
وإن رأى أن رأسه رأس طير دلت رؤياه على كثرة الأسفار.
وإن رأى رأسه مطيباً مدهوناً دلت رؤياه على حسن جده.
وإن رأى رؤوساً مقطوعة دلت رؤياه على خضوع الناس له.
وإن رأى كأنه أكل رأس إنسان نيئاً، فإنه يغتاب رئيساً ويصيب مالاً من بعض الرؤساء.
وإن رأى كأنه أكله مطبوخاً فهو رأس مال ذلك الرجل إن كان معروفاً وإلا فهو مال نفسه يأكله.
وإن رأى كأنه أخذ رأس ماله بيده فهو مال يصير إليه أكثره دية وأقله ألف درهم وهذه الرؤيا تدل على وقوع صلح بينه وبين رجل له عليه دين لقوله تعالى " وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ".
وإن رأى كأن رأسه بان عنه من غير ضرب، فإنه يفارق رئيسه، فإن حمل رأسه من ذلك الموضع ذهبت رياسته، فإن كان رأسه قطع فأخذه ووضعه فعاد صحيحاً كما كان، فإنه يقتل في الجهاد.
ومن رأى كأن رأسه بان عنه فأحرزه أصاب مالاً بقدر ديته وعوفي والرأس على رمح أو خشبة رئيس مرتفع الشأن.
ومن رأى كأن رأساً من رؤوس الناس في وعاء عليه دم فهو رجل رئيس يكذب عليه.
ومن رأى كأن رقبته ضربت وبان رأسه عنه، فإن كان مريضاً شفي أو مديوناً قضي دينه أو صرورة حج، وإن كان في كرب أو حرب فرج عنه، فإن عرف الذي ضريه، فإن ذلك يجري على يدي من ضربه، فإن كان الذي ضربه صبياً لم يبلغ، فإن ذلك راحته وفرجه مما هو فيه من كرب أو مرض وهو موته على تلك الحال، وكذلك لو رأى وهو مريض قد طال مرضه وتساقطت عنه ذنوبه أو معروف بالصلاح فهو يلقى الله على خير حالاته ويفرج عنه، وكذلك المرأة النفساء والمريض المبطون أو من هو في بحر العدو وما يستدل به على الشهادة.
وإن رأى ضرب العنق لمن ليس به كرب ولا شيء مما وصفت، فإنه ينقطع ما هو فيه من النعيم ويفارقه بفرقة رئيسه ويزول سلطانه عنه ويتغير حاله في جميع أمره.
وإن رأى أن ملكاً أو والياً يضرب عنقه، فإن الوالي هو الله ينجيه من همومه ويعينه على أموره.
وإن رأى أن ملكاً ضرب رقاب رعيته، فإنه يعفو عن المذنبين ويعتق رقابهم، وضرب الرقبة في المماليك يدل على العتق، وقيل من رأى أن رقبته تضرب إما بحكم الحاكم، وإما بقطع الطريق، وإما في الحرب أو غيره، فإن ذلك مذموم لمن كان أبواه باقيين وكان له ولد وذلك أن الرأس يشبه بالوالدين لأنهما سبب الحياة ويشبه أيضاً بالأولاد من أجل الصورة، وإن رأى ذلك خائف أو من حكم عليه بالقتل فهو محمود لأن البلاء يصيب الإنسان مرة واحدة ليس يصيبه مرة ثانية، فأما في الصيارفة وأرباب رؤوس الأموال، فإنه يدل على ذهاب رؤوس أموالهم، ويدل على المسافرين على رجوعهم وفي المخاصمين على الغلبة، لأن البدن إذا قطع رأسه عدم الشفاء.
وإن رأى أن رأسه في يده فذاك صالح لمن لم يكن له أولاد ولم يقدر على الخروج في سفر، وإذا رأى كأن في يده رأسه وله رأس أخر طبيعي دل على أنه يقاوم شيئاً من الآفات التي تكتنفه ويصلح شيئاً من أموره الرديئة التي في تدبيره.
ورأى إبن مريم ستين جارية يدخلن داره وفي يد كل جارية طبق وعليه رأس إنسان مغسول ممشوط فكأن تالياً يتلو " وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب ". فقص رؤياه فقيل له أن الخليفة يقلدك حجته وأنك تنال ستين ألف دينار فكان كذلك.
ومن رأى رؤوس الناس مقطوعة بيده في محله، فإن الناس ينقادون إليه ويأتون ذلك الموضع، وربما اجتمع الناس هناك.
وإن رأى أنه ملك رأساً، فإنه مال يصير إليه أقله ألف درهم وأكثره ألف دينار.
وإن رأى الإمام في رأسه عظماً فهو زيادة وقوة في سلطانه.
وإن رأى كأن رأسه رأس كبش، فإنه يعدل وينصف.
وإن رأى كأن رأسه رأس كلب، فإنه يجور ويعامل رعيته بالسفه.
وشعر الرأس: مال وطول عمر والجمة تختلف باختلاف صاحب الرؤيا.
وإن رآها صاحب صلاح على رأسه فهو زيادة ووقاية وهيبة له، وإن رآها غني فهو ماله، وإن رآها فقير فهي ذنوبه، وحسن شعر الرأس شرف وعز.
وإن رأى شعره جعداً وسبطاً، فإنه يشرف ويعز، وإن رآه سبطاً طويلاً متفرقاً، فإن مال رئيسه يتفرق، وإن كان ناعماً ليناً، فإنه زيادة مال رئيس، وقيل من رأى كأن له شعراً طويلاً وهو مسرور به، فإنه محمود وخاصة في النساء، فإنهن يستعملن شعور غيرهن في الزينة.
ورؤيا ضفر الشعر جيد للنساء ورديء لغيرهم.
ورؤيا طول الشعر محمود فمن رأى كأنه طال، فإنه يزيد في علمه وماله، وإن كان صاحب الرؤيا سلطاناً قوي سلطانه وكان حسن السيرة فيه، وإن كان تاجراً ربحت تجارته لقوله تعالى " وزاده بسطة في العلم والجسم ". وإن كان صاحب الرؤيا إمرأة دلت رؤياها على الولادة، وقيل اليتم.
وكان ابن سيرين يكره بياض الشعر للشاب ويقول الشيب الإفتقار والهم إذا طال الشعر، وإن رأى ذلك فقير اجتمع عليه مع فقره دين، وربما حبس.
وإن رأى أنه نتف شيبه، فإنه يخالف السنة ويستخف بالمشايخ.
وإن رأى شاب في شعره بياض، فإنه قدوم غائب عليه، وقيل إن الشيب في التأويل زيادة وقار ودين، وقيل هو زيادة عمر لقوله تعالى " ثم لتكونوا شيوخاً ".
وحكي أن الحجاج بن يوسف رأى كأن رأسه ولحيته قد ابيضا فلقي عبد الملك بن مروان هماً وغماً وتغير في أمره، وأما المرأة إذا رأت شيب جميع رأسه دلت رؤياها على فسق زوجها، فإن كان زوجها صالحاً، فإنه يغايرها بامرأة أخرى جارية، وإن لم يكن كذلك، فإنه يصيبه منها غم أو حزن.
وأما سواد شعر المرأة فيدل على شيئين: أحدهما محبة زوجها لها والثاني استقامة أحوال زوجها.
وإن رأت إمرأة كأنها كشفت شعرها، فإن زوجها يغيب عنها.
وإن رأت كأنها لم تزل مكشوفة الرأس، فإن زوجها لا يرجع إليها، وإن لم يكن لها زوج لم تتزوج أبداً.
وإن رأت شعرت كثيفاً وأبصر الناس ذلك منها، فإنها تفتضح في أمر.
وإن رأى الرجل كأن على رأسه قروناً، فإنه رجل منيع.
وإن رأى كأن شعر مقدم رأسه انتثر أصابه ذل في الوقت.
وإن رأى كأن شعر مؤخر رأسه قد انتثر دل على هوان يصيبه في حال شيبه.
وإن رأى كأن شعر الجانب الأيسر من رأسه انتثر دل على أنه يصاب بالذكور، ومن أقربائه، فإن كان شعر الجانب الأيسر من رأسه انتثر فإذ يصاب بالإناث من أقربائه، فإن لم يكن له قرابة من الرجال والنساء رجع الضرر إلى نفسه.
وأما الذؤابة: إبن مبارك للرجل إن كان متزوجاً، وإن كان عازباً فهي جارية جميلة يشتريها بعدد كل ذؤابة، وكذلك هي للمرأة إبن رئيس وتدل على خصب السنة.
وأما حلق الشعر: للرجال في الحج وتقصيره هو في التأويل أمن وفتح وقضاء دين وفرخ لقوله تعالى " لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون ". وفي غير الحج كذلك إلا أنه في الحج أقوى، هذا إذا لم يكن صاحب الرؤيا رئيساً، فإن كان رئيساً وحلق في غير الموسم دلت رؤياه على افتقاره أو عزله أو هتك ستره فهذه الرؤيا للفقير قضاء دين وللغني نقصان مال، وإن كان صاحب الرؤيا من أهل الصلاح ضعف بطشه، وإن لم ير أنه لم يحلق رأسه لكن رأى أنه محلوق الرأس ظفر بالأعداء ونال قوة وعزاً، وقيل إنما يصلح الحلق في التأويل لمن عادته الحلق ولا يصلح لمن عادته غير الحلق، وقيل إن حلق الرأس للمحارب يوجب الشهادة في التأويل.
وحكي أن رجلاً قال: رأيت رأسي حلق وخرج من فمي طائر وأن إمرأة لقيتني فأدخلتني في فرجها، ورأيت أبي يطالبني طلباً حثيثاً ثم حبس عني، فقصها على أصحابه وقال إني تأولتها أما حلق رأسي فوضعه، وأما الطائر الذي خرج مني فروحي والمرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي وأغيب فيها، وأما طلب أبي إياي ثم حبسه عني، فإنه يجتهد أن يصيبه ما أصابني، فقتل صاحب الرؤيا شهيداً، ورأى آخر كأنه يحلق رأسه بيده فقصها على معبر، فقال: تقضي دينك.
وإن رأت إمرأة أن شعرها محلوق يخلعها زوجها أو تموت.
وإن رأت كأن زوجها حلق رأسها أو جز شعرها في الحرم دلت رؤياها على قضاء دينها وأداء أمانتها، وإن رأت أن زوجها حلق رأسها في غير الحرم دلت رؤياها على أنه يحبسها في منزله، فإن الطائر يبقى في عشه إذا قطع جناحه، وقيل إن حلقه إياها يدل على هتك سترها، وإن رأت كأن إنساناً دعاها إلى جز شعرها، فإنه يدعو زوجها إلى غيرها من النساء سراً منها ويقع بينها وبين ذلك الإنسان عداوة وشحناء، وقيل من رأى ذوائب إمرأة مقطوعة، فإنها لا تلد ولداً أبداً.
وأما الدماغ: فإنه يدل على العقل.
ومن رأى أن له دماغاً كبيراً دل على كثرة عقله.
وإن رأى كأنه لا دماغ له دل على جهله وقلة عقله، وقيل إن الدماغ مال نزر طاهر.
وإن رأى كأنه أكل دماغه أو مخ بعض عظامه، فإنه يأكل ماله، وقيل أكل دماغ الميت يوجب سرعة الموت.
والطرة الحسنة: مال وعز، وقيل إن صاحب الرؤيا يتزوج إمرأة جمالها حسب جمال الطرة التي رآها.
والجبهة: جاه الرجل وهيبته والعيب فيها نقصان في الجاه والهيبة، والزيادة فيها إذا لم تتفاحش توجب أن يولد له إبن يسود أهل بيته، وقيل من رأى جبهته من حديد أو نحاس أو حجر، فإن ذلك محمي للشرط أو السوقة، ولمن كان تدبير معاشه من قمحه، وأما الباقون فهذه الرؤيا تبغضهم إلى الناس.
وأما الصدغان: فابنان شريفان مباركان.
والحاجبان: حسن سمت الرجل وحسن دينه وجاهه والنقصان فيهما نقصان في هذه، وقيل إذا كان الحاجبان متكاثفي الشعر فهما محمودان من أجل أن النساء يسودن حواجبهن طلباً للزينة.
وأما العين: فدين الرجل وبصيرته التي يبصر بها الهدى والضلالة.
وإن رأى في جسده عيوناً كثيرة دل على زيادة صلاحه ودينه.
وإن رأى كأن بطنه انشق فرأى في باطنه عيوناً، فإنه زنديق لقوله تعالى " ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ".
وإن رأى كأن عينيه عيناً إنسان آخر غريب مجهول دلت رؤياه على ذهاب بصره ويكون غيره يهديه الطريق، فإن كان الرجل معروفاً، فإن صاحب الرؤيا يتزوج إبنته وتصيب منه خيراً.
وإن رأى كأن عينيه ذهبتا مات أولاده.
ومن رأى أنه أعمى العينين وهو في غربة دل على امتداد غربته إلى أن يموت.
وإن رأى كأن عينيه من حديد ناله هم شديد يؤدي إلى هتك ستره.
وإن رأى أنه فتح عينيه على رجل، فإنه ينظر في أمره ويعينه.
ومن رأى كأنه يسمع بالعين وينظر بالأذن، فإن يحمل أهله وابنته على ارتكاب المعاصي.
ومن رأى على كفه عين رجل أو عين بهيمة نال مالاً عيناً.
ومن رأى كأنه نظر إلى عين فأعجبته فاستحسنها، فإنه يعمل شيئاً يضر بدينه، والعين السوداء الدين، والزرقاء البدعة والشهلاء مخالفة الدين، والخضراء دين يخالف الأديان.
وإن رأى لقلبه عيناً أو عيوناً فهو صلاح في الدين بقدر نورها.
وإن رأى أنه زنى بالعين، فإنه ينظر إلى النساء.
وإن رأى أن عينه مسمرة، فإنه ينظر بريبة إلى إمرأة صديقه وحدة البصر محمودة لجميع الناس، ومن كان له أولاد، ورأى هذه الرؤيا دل على أنهم يمرضون لأن الأولاد بمنزلة العينين محبوبتان، ورأى الحجاج بن يوسف كأن عينيه سقطتا في حجره فنعي إليه أخوه محمد وابنه محمد، ورأى بعض اليهود جارية في السماء أو عين جارية فقص رؤياه على برهمي، فقال تصيب مالاً من التجارة.
وإن رآها صانع أصاب مالاً من صناعته.
وأهداب العينين: في التأويل وقاية للدين، فإنه أوقى للعينين من الحاجبين، وقيل الصلاح والفساد فيهما راجعان إلى الولد والمال.
وإن رأى كأن أهداب عينيه كثيرة حسنة، فإن دينه حصين.
وإن رأى كأنه قعد في ظل أهداب عينيه، فإن كان صاحب دين وعلم، فإنه يعيش في ظل دينه، وإن كان صاحب دنيا، فإنه يأخذ أموال الناس ويتوارى.
وإن رأى كأنه ليس لعينيه هدب، فإنه يضيع شرائع الدين، فإن نتفها إنسان، فإن عدوه ينصحه في دينه.
وحسن الوجنة: دليل الخصب والفرج وقبحها دليل السقم والضر والخدان عمل الرجل.
وإن رأى الإمام في وجنته سعة فوق القدر فهو زيادة عزه وبهائه.
وأما الأنف: فيقال أنه جمال للرجال ويقال هو قرابة الرجل.
وإن رأى كأنه لا أنف له فلا رحم له.
وإن رأى كأن له أنفين، فإنه يدل على اختلاف يقع بينه وبين الأهل لأن الأنف ليس بغريب، فإن شم رائحة طيبة دلت على فرج يصيبه، وإن كانت إمرأة صاحب الرؤيا حبلى، فإنها تلد ولداً ساراً، ويقال أن الأنف الولد ويقال الجاه والحسب، ويقال الأبوان وتأويل ما يدخل في الأنف يجري مجرى الدواء وما يدخل فيه من مكروه فهو غيط يكظم.
ومن رأى كأن له خرطوماً دل على أن له حسباً قوياً.
والفم: فاتحة أمر صاحبه وخاتمته.
وإن رأى كأنه خرج من فمه شيء فهو يدل على الرزق من خير أو شر.
وإن رأى فمه متعلق أو مقفل عليه، دلت رؤياه على الكفر، والشفة صديق الرجل الذي يتجمل به وعونه ومعتمده، والسفلى أقوى في التأويل من العليا، وقيل الشفة في التأويل القرابة والعليا صديقه الذي يعتمد عليه في جميع أموره فما حدث فيهما من حدث ففيما وصفت.
وإن رأى فيهما الماء، فإن أمر الأصدقاء ليس يجري على ما ينبغي.
وأما اللسان: فترجمان صاحبه ومدبر أمره المؤدي لما في قلبه وجوارحه من صلاح أو فساد يجري ذلك على ترجمته بما ينطق، فإذا كان فيه زيادة من طول أو عرض أو انبساط في الكلام عند الحجج فهو قوة وظفر.
وإن رأى كأن لسانه طويلاً لا على حال المخاصمة والمنازعة دل على بذاءة اللسان، وقد يكون طول اللسان ظفر صاحبه في فصاحته ومنطقه وعلمه وأدبه وعظته.
وإن رأى الإمام كأن لسانه طال، فإنه يكثر أسلحته ويدل على أنه ينال مالاً بسبب ترجمان له، واللسان المربوط في التأويل دليل على الفقر ودليل المريض.
وإن رأى كأنه نبت على لسانه شعر أسود فهو شر عاجل، وإن كان شعراً أبيض فهو شر آجل.
وإن رأى كأن له لسانين رزق علماً إلى علمه وحجة إلى حجته وظفراً على أعدائه، وقيل المعتدل المقدار في الفم الصحيح محمود لجميع الناس.
وأما اللهاة: فإذا رأى إنها زادت حتى كادت تسد حلقه دلت رؤياه على حرصه في جمع المال وتضيق النفقة على نفسه وقد دنا أجله.
وإن رأى كأن وجهه أسود مغبر دلت رؤياه على موته.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت رجلاً أسود ميتاً يغسله رجل عليه، فقال أما موته فكفره، وأما سواده فماله، وأما هذا القائم يغسله، فإنه يخادعه في ماله.
وحكي أن رجلاً قال لابن سيرين: رأيت كأن رجلاً معلق من السماء بسلسلة ونصف بدنه أسود ونصف بدنه أبيض وله ذنب كذنب الحمار، قال ابن سيرين: أنا ذلك الرجل أما نصف بدني الأبيض فورد لي بالنهار والنصف الأسود ورد الليل والسلسلة التي علقت بها من السماء فذكر مني يصعد أبداً إلى السماء، وأما الذنب فدين يجتمع علي وموتي فيه فكان كما عبره.
وقيل إن الشجاع إذا رأى في منامه أن وجهه أسود دل ذلك على أنه يصير جباناً.
وأتى ابن سيرين رجل، فقال: إني خطبت إمرأة فرأيتها في المنام سوداء قصيرة، فقال أما سوادها فمالها، وأما قصرها فقصر عمرها فلم تلبث إلا قليلاً حتى ماتت وورثها الرجل.
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في المنام إمرأة سوداء ناشرة الرأس خرجت من المدينة حتى أقامت بالجحفة فأولها النبي صلى الله عليه وسلم بأن وباء المدينة انتقل إلى الجحفة.
وحكي أن رجلاً رأى كأنه أهدي إليه غلام نوبي، فلما أصبح أهدي إليه عدل فحم.
ومن رأى نسوة زنجيات قد أشرفن عليه، فإنه يشرف عليه خير لرؤيتهن، والكبير شريف ولكن من جنس العدو.
وحمرة اللون: وجاهة وفرح، وقيل إن كان مع الحمرة بياض نال صاحبها عزاً.
وصفرة اللون: مرض، وقيل من رأى وجهه أصفر فاقعاً، فإنه يكون وجيهاً في الآخرة، ومن المقربين.
وأما بياض اللون: فمن رأى كأن وجهه أشد بياضاً مما كان حسن دينه واستقام على الإيمان.
وإن رأى أن لون خده أبيض، فإنه ينال عزاً وكرماً.
وحكي أن رجلاً شاباً رأى كأن وجهه قد لطخ بالحمرة مثل النساء وكأنه قاعد في مجمع النساء فعرض له من ذلك أنه زنى فافتضح.
وأما الرأس: في التأويل فرئيس الإنسان الذي هو تحت يده ورأس ماله وجده، فمن رأى كأن رأسه أعظم مما كان زاد شرفه.
ومن رأى كأن رأسه أصغر مما كان نقص شرفه.
ومن رأى كأن له رأسين أو ثلاثة، فإنه ينال ظفراً بالأعداء، وإن كان مبارزاً، وإن كان فقيراً استغنى، وإن كان غنياً يكون له أولاد بررة، وإن كان عازباً يتزوج وينال ما يريد.
وإن رأى تاجر كأنه منكوس الرأس خسر في تجارته.
وإن رأى الرجل أنه منكوس الرأس معلق طال عمره في جهد وتوبيخ لقصة هاروت وماروت.
وإن رأى كأنه منكوس الرأس منحن في ملأ، فإنه قد عمل خطيئة وهو نادم عليها تائب منها، وأصل هذه الرؤيا تدل على طول العمر لقوله تعالى " ومن نعمره ننكسه في الخلق ". وقيل من رأى رأسه مقلوباً، فإن ذلك يدل فيمن يريد سفراً على مانع يمنعه من خروجه على أنه لا يرى ما يتمناه عاجلاً لكن آجلاً، ويدل لمن كان مسافراً غريباً على رجوعه إلى بلده بعد إبطاء على غير طمع، والرأس والعنق وإذا رآهما الإنسان وكان فيهما قرحة أو ألم، فإن ذلك مرض يكون في جميع الناس بالسوية.
وإن رأى أن رأسه صار مثل رأس الكلب أو الحمار أو الفرس أو غيرها من الأنعام، فإنه يصير إلى الكد والتعب والعبودية.
ومن رأى كأن رأسه استحال رأس فيل أو أسد أو نمر أو ذئب فقد قيل أنه يأخذ في إنشاء أمور أرفع من قدره وينتفع بها وينال الرياسة والظفر على الأعداء.
وإن رأى أن رأسه رأس طير دلت رؤياه على كثرة الأسفار.
وإن رأى رأسه مطيباً مدهوناً دلت رؤياه على حسن جده.
وإن رأى رؤوساً مقطوعة دلت رؤياه على خضوع الناس له.
وإن رأى كأنه أكل رأس إنسان نيئاً، فإنه يغتاب رئيساً ويصيب مالاً من بعض الرؤساء.
وإن رأى كأنه أكله مطبوخاً فهو رأس مال ذلك الرجل إن كان معروفاً وإلا فهو مال نفسه يأكله.
وإن رأى كأنه أخذ رأس ماله بيده فهو مال يصير إليه أكثره دية وأقله ألف درهم وهذه الرؤيا تدل على وقوع صلح بينه وبين رجل له عليه دين لقوله تعالى " وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم ".
وإن رأى كأن رأسه بان عنه من غير ضرب، فإنه يفارق رئيسه، فإن حمل رأسه من ذلك الموضع ذهبت رياسته، فإن كان رأسه قطع فأخذه ووضعه فعاد صحيحاً كما كان، فإنه يقتل في الجهاد.
ومن رأى كأن رأسه بان عنه فأحرزه أصاب مالاً بقدر ديته وعوفي والرأس على رمح أو خشبة رئيس مرتفع الشأن.
ومن رأى كأن رأساً من رؤوس الناس في وعاء عليه دم فهو رجل رئيس يكذب عليه.
ومن رأى كأن رقبته ضربت وبان رأسه عنه، فإن كان مريضاً شفي أو مديوناً قضي دينه أو صرورة حج، وإن كان في كرب أو حرب فرج عنه، فإن عرف الذي ضريه، فإن ذلك يجري على يدي من ضربه، فإن كان الذي ضربه صبياً لم يبلغ، فإن ذلك راحته وفرجه مما هو فيه من كرب أو مرض وهو موته على تلك الحال، وكذلك لو رأى وهو مريض قد طال مرضه وتساقطت عنه ذنوبه أو معروف بالصلاح فهو يلقى الله على خير حالاته ويفرج عنه، وكذلك المرأة النفساء والمريض المبطون أو من هو في بحر العدو وما يستدل به على الشهادة.
وإن رأى ضرب العنق لمن ليس به كرب ولا شيء مما وصفت، فإنه ينقطع ما هو فيه من النعيم ويفارقه بفرقة رئيسه ويزول سلطانه عنه ويتغير حاله في جميع أمره.
وإن رأى أن ملكاً أو والياً يضرب عنقه، فإن الوالي هو الله ينجيه من همومه ويعينه على أموره.
وإن رأى أن ملكاً ضرب رقاب رعيته، فإنه يعفو عن المذنبين ويعتق رقابهم، وضرب الرقبة في المماليك يدل على العتق، وقيل من رأى أن رقبته تضرب إما بحكم الحاكم، وإما بقطع الطريق، وإما في الحرب أو غيره، فإن ذلك مذموم لمن كان أبواه باقيين وكان له ولد وذلك أن الرأس يشبه بالوالدين لأنهما سبب الحياة ويشبه أيضاً بالأولاد من أجل الصورة، وإن رأى ذلك خائف أو من حكم عليه بالقتل فهو محمود لأن البلاء يصيب الإنسان مرة واحدة ليس يصيبه مرة ثانية، فأما في الصيارفة وأرباب رؤوس الأموال، فإنه يدل على ذهاب رؤوس أموالهم، ويدل على المسافرين على رجوعهم وفي المخاصمين على الغلبة، لأن البدن إذا قطع رأسه عدم الشفاء.
وإن رأى أن رأسه في يده فذاك صالح لمن لم يكن له أولاد ولم يقدر على الخروج في سفر، وإذا رأى كأن في يده رأسه وله رأس أخر طبيعي دل على أنه يقاوم شيئاً من الآفات التي تكتنفه ويصلح شيئاً من أموره الرديئة التي في تدبيره.
ورأى إبن مريم ستين جارية يدخلن داره وفي يد كل جارية طبق وعليه رأس إنسان مغسول ممشوط فكأن تالياً يتلو " وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب ". فقص رؤياه فقيل له أن الخليفة يقلدك حجته وأنك تنال ستين ألف دينار فكان كذلك.
ومن رأى رؤوس الناس مقطوعة بيده في محله، فإن الناس ينقادون إليه ويأتون ذلك الموضع، وربما اجتمع الناس هناك.
وإن رأى أنه ملك رأساً، فإنه مال يصير إليه أقله ألف درهم وأكثره ألف دينار.
وإن رأى الإمام في رأسه عظماً فهو زيادة وقوة في سلطانه.
وإن رأى كأن رأسه رأس كبش، فإنه يعدل وينصف.
وإن رأى كأن رأسه رأس كلب، فإنه يجور ويعامل رعيته بالسفه.
وشعر الرأس: مال وطول عمر والجمة تختلف باختلاف صاحب الرؤيا.
وإن رآها صاحب صلاح على رأسه فهو زيادة ووقاية وهيبة له، وإن رآها غني فهو ماله، وإن رآها فقير فهي ذنوبه، وحسن شعر الرأس شرف وعز.
وإن رأى شعره جعداً وسبطاً، فإنه يشرف ويعز، وإن رآه سبطاً طويلاً متفرقاً، فإن مال رئيسه يتفرق، وإن كان ناعماً ليناً، فإنه زيادة مال رئيس، وقيل من رأى كأن له شعراً طويلاً وهو مسرور به، فإنه محمود وخاصة في النساء، فإنهن يستعملن شعور غيرهن في الزينة.
ورؤيا ضفر الشعر جيد للنساء ورديء لغيرهم.
ورؤيا طول الشعر محمود فمن رأى كأنه طال، فإنه يزيد في علمه وماله، وإن كان صاحب الرؤيا سلطاناً قوي سلطانه وكان حسن السيرة فيه، وإن كان تاجراً ربحت تجارته لقوله تعالى " وزاده بسطة في العلم والجسم ". وإن كان صاحب الرؤيا إمرأة دلت رؤياها على الولادة، وقيل اليتم.
وكان ابن سيرين يكره بياض الشعر للشاب ويقول الشيب الإفتقار والهم إذا طال الشعر، وإن رأى ذلك فقير اجتمع عليه مع فقره دين، وربما حبس.
وإن رأى أنه نتف شيبه، فإنه يخالف السنة ويستخف بالمشايخ.
وإن رأى شاب في شعره بياض، فإنه قدوم غائب عليه، وقيل إن الشيب في التأويل زيادة وقار ودين، وقيل هو زيادة عمر لقوله تعالى " ثم لتكونوا شيوخاً ".
وحكي أن الحجاج بن يوسف رأى كأن رأسه ولحيته قد ابيضا فلقي عبد الملك بن مروان هماً وغماً وتغير في أمره، وأما المرأة إذا رأت شيب جميع رأسه دلت رؤياها على فسق زوجها، فإن كان زوجها صالحاً، فإنه يغايرها بامرأة أخرى جارية، وإن لم يكن كذلك، فإنه يصيبه منها غم أو حزن.
وأما سواد شعر المرأة فيدل على شيئين: أحدهما محبة زوجها لها والثاني استقامة أحوال زوجها.
وإن رأت إمرأة كأنها كشفت شعرها، فإن زوجها يغيب عنها.
وإن رأت كأنها لم تزل مكشوفة الرأس، فإن زوجها لا يرجع إليها، وإن لم يكن لها زوج لم تتزوج أبداً.
وإن رأت شعرت كثيفاً وأبصر الناس ذلك منها، فإنها تفتضح في أمر.
وإن رأى الرجل كأن على رأسه قروناً، فإنه رجل منيع.
وإن رأى كأن شعر مقدم رأسه انتثر أصابه ذل في الوقت.
وإن رأى كأن شعر مؤخر رأسه قد انتثر دل على هوان يصيبه في حال شيبه.
وإن رأى كأن شعر الجانب الأيسر من رأسه انتثر دل على أنه يصاب بالذكور، ومن أقربائه، فإن كان شعر الجانب الأيسر من رأسه انتثر فإذ يصاب بالإناث من أقربائه، فإن لم يكن له قرابة من الرجال والنساء رجع الضرر إلى نفسه.
وأما الذؤابة: إبن مبارك للرجل إن كان متزوجاً، وإن كان عازباً فهي جارية جميلة يشتريها بعدد كل ذؤابة، وكذلك هي للمرأة إبن رئيس وتدل على خصب السنة.
وأما حلق الشعر: للرجال في الحج وتقصيره هو في التأويل أمن وفتح وقضاء دين وفرخ لقوله تعالى " لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون ". وفي غير الحج كذلك إلا أنه في الحج أقوى، هذا إذا لم يكن صاحب الرؤيا رئيساً، فإن كان رئيساً وحلق في غير الموسم دلت رؤياه على افتقاره أو عزله أو هتك ستره فهذه الرؤيا للفقير قضاء دين وللغني نقصان مال، وإن كان صاحب الرؤيا من أهل الصلاح ضعف بطشه، وإن لم ير أنه لم يحلق رأسه لكن رأى أنه محلوق الرأس ظفر بالأعداء ونال قوة وعزاً، وقيل إنما يصلح الحلق في التأويل لمن عادته الحلق ولا يصلح لمن عادته غير الحلق، وقيل إن حلق الرأس للمحارب يوجب الشهادة في التأويل.
وحكي أن رجلاً قال: رأيت رأسي حلق وخرج من فمي طائر وأن إمرأة لقيتني فأدخلتني في فرجها، ورأيت أبي يطالبني طلباً حثيثاً ثم حبس عني، فقصها على أصحابه وقال إني تأولتها أما حلق رأسي فوضعه، وأما الطائر الذي خرج مني فروحي والمرأة التي أدخلتني في فرجها فالأرض تحفر لي وأغيب فيها، وأما طلب أبي إياي ثم حبسه عني، فإنه يجتهد أن يصيبه ما أصابني، فقتل صاحب الرؤيا شهيداً، ورأى آخر كأنه يحلق رأسه بيده فقصها على معبر، فقال: تقضي دينك.
وإن رأت إمرأة أن شعرها محلوق يخلعها زوجها أو تموت.
وإن رأت كأن زوجها حلق رأسها أو جز شعرها في الحرم دلت رؤياها على قضاء دينها وأداء أمانتها، وإن رأت أن زوجها حلق رأسها في غير الحرم دلت رؤياها على أنه يحبسها في منزله، فإن الطائر يبقى في عشه إذا قطع جناحه، وقيل إن حلقه إياها يدل على هتك سترها، وإن رأت كأن إنساناً دعاها إلى جز شعرها، فإنه يدعو زوجها إلى غيرها من النساء سراً منها ويقع بينها وبين ذلك الإنسان عداوة وشحناء، وقيل من رأى ذوائب إمرأة مقطوعة، فإنها لا تلد ولداً أبداً.
وأما الدماغ: فإنه يدل على العقل.
ومن رأى أن له دماغاً كبيراً دل على كثرة عقله.
وإن رأى كأنه لا دماغ له دل على جهله وقلة عقله، وقيل إن الدماغ مال نزر طاهر.
وإن رأى كأنه أكل دماغه أو مخ بعض عظامه، فإنه يأكل ماله، وقيل أكل دماغ الميت يوجب سرعة الموت.
والطرة الحسنة: مال وعز، وقيل إن صاحب الرؤيا يتزوج إمرأة جمالها حسب جمال الطرة التي رآها.
والجبهة: جاه الرجل وهيبته والعيب فيها نقصان في الجاه والهيبة، والزيادة فيها إذا لم تتفاحش توجب أن يولد له إبن يسود أهل بيته، وقيل من رأى جبهته من حديد أو نحاس أو حجر، فإن ذلك محمي للشرط أو السوقة، ولمن كان تدبير معاشه من قمحه، وأما الباقون فهذه الرؤيا تبغضهم إلى الناس.
وأما الصدغان: فابنان شريفان مباركان.
والحاجبان: حسن سمت الرجل وحسن دينه وجاهه والنقصان فيهما نقصان في هذه، وقيل إذا كان الحاجبان متكاثفي الشعر فهما محمودان من أجل أن النساء يسودن حواجبهن طلباً للزينة.
وأما العين: فدين الرجل وبصيرته التي يبصر بها الهدى والضلالة.
وإن رأى في جسده عيوناً كثيرة دل على زيادة صلاحه ودينه.
وإن رأى كأن بطنه انشق فرأى في باطنه عيوناً، فإنه زنديق لقوله تعالى " ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ".
وإن رأى كأن عينيه عيناً إنسان آخر غريب مجهول دلت رؤياه على ذهاب بصره ويكون غيره يهديه الطريق، فإن كان الرجل معروفاً، فإن صاحب الرؤيا يتزوج إبنته وتصيب منه خيراً.
وإن رأى كأن عينيه ذهبتا مات أولاده.
ومن رأى أنه أعمى العينين وهو في غربة دل على امتداد غربته إلى أن يموت.
وإن رأى كأن عينيه من حديد ناله هم شديد يؤدي إلى هتك ستره.
وإن رأى أنه فتح عينيه على رجل، فإنه ينظر في أمره ويعينه.
ومن رأى كأنه يسمع بالعين وينظر بالأذن، فإن يحمل أهله وابنته على ارتكاب المعاصي.
ومن رأى على كفه عين رجل أو عين بهيمة نال مالاً عيناً.
ومن رأى كأنه نظر إلى عين فأعجبته فاستحسنها، فإنه يعمل شيئاً يضر بدينه، والعين السوداء الدين، والزرقاء البدعة والشهلاء مخالفة الدين، والخضراء دين يخالف الأديان.
وإن رأى لقلبه عيناً أو عيوناً فهو صلاح في الدين بقدر نورها.
وإن رأى أنه زنى بالعين، فإنه ينظر إلى النساء.
وإن رأى أن عينه مسمرة، فإنه ينظر بريبة إلى إمرأة صديقه وحدة البصر محمودة لجميع الناس، ومن كان له أولاد، ورأى هذه الرؤيا دل على أنهم يمرضون لأن الأولاد بمنزلة العينين محبوبتان، ورأى الحجاج بن يوسف كأن عينيه سقطتا في حجره فنعي إليه أخوه محمد وابنه محمد، ورأى بعض اليهود جارية في السماء أو عين جارية فقص رؤياه على برهمي، فقال تصيب مالاً من التجارة.
وإن رآها صانع أصاب مالاً من صناعته.
وأهداب العينين: في التأويل وقاية للدين، فإنه أوقى للعينين من الحاجبين، وقيل الصلاح والفساد فيهما راجعان إلى الولد والمال.
وإن رأى كأن أهداب عينيه كثيرة حسنة، فإن دينه حصين.
وإن رأى كأنه قعد في ظل أهداب عينيه، فإن كان صاحب دين وعلم، فإنه يعيش في ظل دينه، وإن كان صاحب دنيا، فإنه يأخذ أموال الناس ويتوارى.
وإن رأى كأنه ليس لعينيه هدب، فإنه يضيع شرائع الدين، فإن نتفها إنسان، فإن عدوه ينصحه في دينه.
وحسن الوجنة: دليل الخصب والفرج وقبحها دليل السقم والضر والخدان عمل الرجل.
وإن رأى الإمام في وجنته سعة فوق القدر فهو زيادة عزه وبهائه.
وأما الأنف: فيقال أنه جمال للرجال ويقال هو قرابة الرجل.
وإن رأى كأنه لا أنف له فلا رحم له.
وإن رأى كأن له أنفين، فإنه يدل على اختلاف يقع بينه وبين الأهل لأن الأنف ليس بغريب، فإن شم رائحة طيبة دلت على فرج يصيبه، وإن كانت إمرأة صاحب الرؤيا حبلى، فإنها تلد ولداً ساراً، ويقال أن الأنف الولد ويقال الجاه والحسب، ويقال الأبوان وتأويل ما يدخل في الأنف يجري مجرى الدواء وما يدخل فيه من مكروه فهو غيط يكظم.
ومن رأى كأن له خرطوماً دل على أن له حسباً قوياً.
والفم: فاتحة أمر صاحبه وخاتمته.
وإن رأى كأنه خرج من فمه شيء فهو يدل على الرزق من خير أو شر.
وإن رأى فمه متعلق أو مقفل عليه، دلت رؤياه على الكفر، والشفة صديق الرجل الذي يتجمل به وعونه ومعتمده، والسفلى أقوى في التأويل من العليا، وقيل الشفة في التأويل القرابة والعليا صديقه الذي يعتمد عليه في جميع أموره فما حدث فيهما من حدث ففيما وصفت.
وإن رأى فيهما الماء، فإن أمر الأصدقاء ليس يجري على ما ينبغي.
وأما اللسان: فترجمان صاحبه ومدبر أمره المؤدي لما في قلبه وجوارحه من صلاح أو فساد يجري ذلك على ترجمته بما ينطق، فإذا كان فيه زيادة من طول أو عرض أو انبساط في الكلام عند الحجج فهو قوة وظفر.
وإن رأى كأن لسانه طويلاً لا على حال المخاصمة والمنازعة دل على بذاءة اللسان، وقد يكون طول اللسان ظفر صاحبه في فصاحته ومنطقه وعلمه وأدبه وعظته.
وإن رأى الإمام كأن لسانه طال، فإنه يكثر أسلحته ويدل على أنه ينال مالاً بسبب ترجمان له، واللسان المربوط في التأويل دليل على الفقر ودليل المريض.
وإن رأى كأنه نبت على لسانه شعر أسود فهو شر عاجل، وإن كان شعراً أبيض فهو شر آجل.
وإن رأى كأن له لسانين رزق علماً إلى علمه وحجة إلى حجته وظفراً على أعدائه، وقيل المعتدل المقدار في الفم الصحيح محمود لجميع الناس.
وأما اللهاة: فإذا رأى إنها زادت حتى كادت تسد حلقه دلت رؤياه على حرصه في جمع المال وتضيق النفقة على نفسه وقد دنا أجله.