بذر البذور في الأرض يدل في التأويل على الولد، والبذور والحبوب التي هي من الأدوية، فإنها كتب مستنبطة فيها الزهد والورع.
الحرث والزراعة: تدل الأرض الخصبة على المرأة لأنها تحرث وتبذر وتسقى وتحمل وتلد وترضع إلى حين الحصاد.
واستغناء النبات عن الأرض فسنبله ولدها أو مالها، وربما دل على السوق وسنبله أرزاقها وأرباحها وفوائدها لكثرة أرباح الزرع وحوائجه وربحه وخسارته ويدل على ميدان الحرب وحصيد سنبله حصيد السيف، وربما دل على الدنيا وسنبله جماعة الناس صغيرهم وكبيرهم وشيخهم وكهلهم لأنهم خلقوا من الأرض وسبوا ونبتوا كنبات الزرع كما قال تعالى " والله أنبتكم من الأرض نباتاً ". وقد تدل السنابل في هذا الوجه على أعوام الدنيا وشهورها وأيامها وقد تأولها يوسف الصديق عليه السلام بالسنين، وقد تدل على أموال الدنيا ومخازنها ومطامرها لجمع السنبلة الواحدة حباً كثيراً، وربما دلت المزارع على كل مكان يحرث فيه للآخرة يعمل فيه للأجر والثواب كالمساجد والرباطات وحلق الذكر وأماكن الصدقات لقوله تعالى " من كان يريد الآخرة نزد له في حرثه ومن كان حرث الدنيا نؤته منها ".
ومن رأى أنه حرث في الدنيا مزرعة نكح زوجته، فإن نبت زرعه حملت امرأته، وإن كان عازباً تزوج، وإلا تحرك سوقه وكثرت أرباحه، وربما سلفه وفرقه، وإلا تألف في القتال جمعه إن كان مقصده.
ومن رأى زرعاً يحصد، فإن كان ذلك ببلد فيه حرب أو موقف الجلاد والنزال هلك فيه من الناس بالسيف كنحو ما يحصد في المنام بالمنجل، وإن كان ذلك ببلد لا حرب فيه ولا يعرف ذلك به وكان الحصاد منه في الجامع الأعظم أو بين المحلات أو بين سقوف الدور، فإنه سيف الله بالوباء أو الطاعون، وإن كان ذلك في سوق من الأسواق كثرت فوائد أهلها ودارت السعادة بينهم بالأرباح، وإن كان ذلك في مسجد أو جامع من مجامع الخير وكان الناس هم الذين تولوا الحصاد بأنفسهم دون أن يروا أحداً مجهولاً يحصد لهم، فإنها أجور وحسنات ينالها كل من حصد.
وأما رؤية الحصاد في فدادين الحرث، فإن كان ذلك بعد كمال الزرع وطيابه فهو صالح فيه، وإن كان قبل تمامه فهو جائحة في الزرع أو نفاق في الطعام.
ومن رأى كأنه بذر بذراً فعلق، فإنه ينال شرفاً، فإن لم يعلق أصابه هم.
الحنطة: مال حلال في عناء ومشقة وشراء الحنطة يدل على إصابة المال مع زيادة في العيال وزراعة الحنطة عمل في مرضاة الله تعالى والسعي في زراعتها يدل على الجهاد.
وإن رأى كأنه زرع حنطة فنبت شعيراً، فإنه يدل على أن ظاهره خير من باطنه، وإن زرع شعيراً فنبت حنطة فالأمر بضد الأول، وإن زرع حنطة فنبت دماء، فإنه يأكل الربا، والسنبلة الخضراء خصب السنة والسنبلة اليابسة النابتة على ساقها جدب السنة لقوله تعالى في قصة يوسف.
والسنابل المجموعة في يد إنسان أو في بيدر أو في وعاء مال يصيبها مالكها من كسب غيره أو علم يتعلمه.
وحكي أن أعشى همذان رأى كأنه باع حنطة بشعير فأخبر الشعبي برؤياه، فقال: إنه استبدل الشعر بالقرآن.
ومن رأى أنه التقط مفرق السنابل من زرع يعرف صاحبه أصاب مالاً متفرقاً من صاحبه.
وإن رأى كأن الزرع يحصد في غير وقته، فإنه يدل على موت في تلك المحلة أو حرب، فإن كانت السنابل صفراً فهو يدل على موت الشيوخ، وإن كانت خضراً فهو موت الشباب أو قتلهم، والحنطة في الفراش حبل المرأة، وقيل من رأى أنه زرع زرعاً فهو حبل امرأته.
وإن رأى أنه يحرث في أرض لغيره وهو يعرف صاحبها، فإنه يتزوج امرأته.
ومن رأى أنه بذر بذراً في وقته، فإنه قد عمل عملاً خيراً، فإن كان والياً أصاب سلطاناً، وإن كان تاجراً نال ربحاً، وإن كان سوقياً أصاب بغلة، وإن كان زاهداً نال ورعاً، فإن نبت ما زرع كان الخبر مقبولاً، فإن حصده فقد أخذ أجره.
ومن رأى أنه يأكل حنطة يابسة أو مطبوخة ناله مكروه، فمن رأى أن بطنه أو جلده أو فمه قد امتلأ حنطة يابسة أو مطبوخة فذلك فناء عمره وإلا فعلى قدر ما بقي فيه يكون ما بقي من عمره، ومن مشى بين زرع مستحصد مشى بين صفوف المجاهدين، وقيل إن الزرع أعمال بني آدم إذا كان معروفاً يشبه موضعه مواضع الزرع في طوله، يقال في المثل: من يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شراً يحصد ندامة، قال الشاعر:
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصداً ... ندمت على التفريط في زمن البذر
وإن خالف الزرع هذه الصفة، فإنهم رجال يجتمعون في حرب، فإن حصدوا قتلوا، قال الله عز وجل " ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ".
وإن رأى أنه أكل حنطة خضراء رطبة، فإنه صالح ويكون ناسكاً في الدين.
ومن رأى أنه له زرعاً معروفاً، فإن ذلك عمله في دينه أو دنياه، ويستدل بأي ذلك ما كان على كلام صاحب الرؤيا ومخرجه، فإن كان في دينه، فإن ثواب عمله في دينه بقدر ذلك الزرع ومبلغه ومنفعته، وإن كان في دنياه كان مالاً مجموعاً يصير إليه ومجازاة عن عمل، فإن كان عمله في أمور دنياه فرأى ثوبه على قدر ما يرى من حال الزرع فلا يزال ذلك المال مجموعاً حتى يخرج الحب من السنبل، وإذا خرج تفرق ذلك المال عن حاله الأول إلا أنه شريف من المال في كد أو نصب ولا سيما إن كانت حنطة، وإن كان شعيراً فهو أجود وأهنأ مع صحة جسم وخفة مئونة، فإن كان دقيقاً، فإنه مال مفروغ منه وهو خير من الحنطة وخير من الخبز لأن الخبز قد مسته النار.
الشعير: مال مع صحة جسم لمن ملكه أو أكله وهو خير من الحنطة، وقيل إنه ولد قصير العمر لأنه طعام عيسى عليه السلام، وحصده في أوانه مال يصير إليه ويجب لله تعالى فيه حق لقوله تعالى " وآتوا حقه يوم حصاده ". وزرعه يدل على عمل يوجب رضا الله تعالى.
والشعير الرطب خصب وشراء الشعير من الحناط إصابة خير عظيم، ومن مشى في زرع الشعير أو شيء من الزرع رزق الجهاد.
ورؤيا الشعير على كل حال خير ومنفعة ورزق.
الأرز: مال فيه تعب وشغب وهم.
والذرة والجاورس: مال كثير قليل المنفعة خامل الذكر.
وأما الباقلاء والعدس والحمص والماش والحبوب التي تشبه ذلك مطبوخاً ومقلياً على كل حال: تؤول بالهم والحزن لمن أكلها أو أصابها رطباً ويابساً والكثير منها مال، وقيل إن الباقلاء الخضراء هم واليابسة مال وسرور، وقيل إن العدس مال دنيء.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أحمل حمصاً حاراً، فقال أنت رجل تقبل امرأتك في شهر رمضان.
والسمسم: مال نام لا يزال في زيادة لدسم السمسم ويابسه أقوى من رطبه.
التين: مال كثير وخصب لمن أصابه أو أدخله منزله.
وقد حكي عن ابن سيرين أنه نظر إلى تين في اليقظة، فقال: لو كان هذا في النوم، وقيل من رأى التين في منامه فليخط الكيس وهو مال لمن أصابه ويكون أثره ظاهراً عليه كثيراً.
وأما البطيخ: فهو مرض أو رجل ممراض، وقيل إن إصابته إصابة هم من حيث لا يحتسب، وقيل إن الأخضر الفج منه الذي لم ينضج صحة جسم.
ومن رأى كأنه مد يده إلى السماء فتناول بطيخاً، فإنه يطلب ملكا ويناله سريعاً.
وحكي أن رجلاً رأى كأنه رمي في داره بالبطيخ فقص رؤياه على معبر، فقال له: يموت بكل بطيخة واحد من أهلك، فكان كذلك.
والبطيخ الأخضر الهندي رجل ثقيل الروح بارد في أعين الناس.
وأما القثاء: يدل على حبل إمرأة صاحب الرؤيا، وقيل إنه مكروه كالبقل والعدس.
وأما القرع: وهو اليقطين، فإن شجرته رجل عالم أو طبيب نفاع قريب إلى الناس مبارك، وقيل إنها رجل فقير، واليقطين للمريض شفاء.
ومن رأى كأنه أكله مطبوخاً، فإنه يجد ضالاً أو يحفظ علماً بقدر ما أكل منه أو يجمع شيئاً متفرقاً والذي يستحب من المطبوخات في المنام: القرع واللحم والبيض.
وإن رأى أنه أكل القرع نيئاً، فإنه يخاصم إنساناً ويصيبه فزع من الجن، والاستظلال بظل القرع أنس بعد وحشة وصلح بعد المنازعة.
ومن رأى كأنه اجتنى من البطيخة قرعاً، فإنه يبرأ من مرض بسبب دواء أو دعاء والأصل فيه قصة يوسف عليه السلام.
والقرنبيط: رجل قروي يعتريه حدة.
والكرنب: رجل فظ غليظ بدوي، فمن رأى بيده طاقة كرنب، فإنه في طلب شيء لا يدركه دون أن يكون فظاً غليظاً.
الخيار والقثاء: هم وحزن فمن أكله، فإنه يسعى في أمر يثقل عليه، خصوصاً الأصفر منه، فإنه في أوانه رزق وفي غير أوانه مرض.
وإن رأى أنه يأكله وكانت إمرأته حاملاً ولدت جارية، وقيل الخيار إذا قطع بالحديد، فإنه جيد للمرضى وذلك لأن الرطوبة تتميز عنه، وقال: القثاء تدل على حبل المرأة صاحب الرؤيا.
والجزر: هم وحزن لمن أصابه أو أكله.
ومن رأى بيده جزراً، فإنه يكون في أمر صعب يسهل عليه، وقيل من رأى كأنه يأكل الجزر، فإنه ينال خيراً ومنفعة.
والباذنجان: في غير وقته رزق في تعب.
والبصل: منهم من كرهه لقوله تعالى " وبصلها ". وقيل يدل على ظهور الأشياء الخفية، وكذلك سائر البقول ذوات الرائحة، وقيل هو مال وتقشير البصل يدل على التملق إلى رجل.
والثوم: ثناء قبيح، وقيل إنه مال حرام وأكله مطبوخاً يدل على التوبة من معصية.
وروي أن رجلا أتى أبا هريرة وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في المسجد والناس يدخلون يسلمون عليه فجئت لأدخل عليه فإذا رجال معهم سياط فمنعوني أن أدخل قال دعوني حتى أدخل، فقالوا إنك أكلت ثوماً وطردوني، فقال أبو هريرة: هذا مال خبيث أكلته.
وأما السلق: قيل أنه يدل على خير، وكذلك الملوخيا والقطف.
السلجم: إمرأة قروية جلدة صاحبة فضول، وقيل هو هم وحزن، فإن كان نابتاً فهم أولاد يتجددون.
الشبت: أمر يرى في المستقبل.
العنصل: رجل فاسق يثنى عليه بالقبيح.
العروق: مال معه مرض.
العفص: مال تام يبقى.
العصفر: فرح فيه نعي لحمرته وهو عدة الرجل لعمل يعمله.
الفجل: رزق حلال، وقيل إنه يدل على الحج وهذا قول بعيد، وقيل من أصاب فجلاً أو أكله، فإنه يعمل عملاً في خير يعقبه ندامة.
القت وسائر ما يأكله الدواب: رزق كبير.
القطن: مال دون الصوف وندفه تمحيص للذنوب.
الكمأة: رجل دنيء أو إمرأة دنيئة لا خير فيها إذا كانت واحدة أو اثنتين أو ثلاثة، فإن كثرت فهي رزق ومال بلا نصب لقوله صلى الله عليه وسلم: الكمأة من المن، ولأن المن كان يسقط عليهم بلا مؤنة ولا نصب، وكذلك الكمأة تنبت بلا بذور ولا حرث ولا سقي ماء، وقيل إنها إذا كانت مالاً يكون ذلك المال من قبل النساء والعطر يجري في مجرى الكمأة أو دونها.
الكراويا والكمون: مال تطيب به الأموال.
الكراث: رزق من رجل أصم، وقيل من أكله أكل مالاً حراماً شنيعاً في قبح ثناء، وقيل هو مطل الفقراء لحقوقهم، وقيل هو رزق، ومن أكل كراثاً، فإنه يقول قولاً يندم عليه، وأكل الكراث مطبوخاً يدل على التوبة.
الطرخون: رجل رديء الأصل لأن أصله حرمل ينقع في الخل سنة ليلين ثم يزرع.
وأما البقول: فمنهم من قال إنها صالحة وقيل إنها جميعها مكروهة لقوله عز وجل " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ". ولأنه لا دسم فيها ولا حلاوة وقيل إنها تجارة لا بقاء لها وولاية لا ثبات لها وولد ومال لا بقاء لهما، وإذا دلت على الحزن فلا بقاء لذلك الحزن.
والبقلة رجال ذوو إحسان، فمن رأى أنه جمع من بستانه باقة بقل، فإنه يجمع عليه من قرابات نسائه شر وخصومة، فإن كانت طاقة بقل، فإنها نذير له ليحذر من الشر، فإن عرف جوهرها، فإنها حينئذ ترجع إلى الطبائع، واليابس من البقل مال يصلح به الأموال، وأكثر المعبرين يجعلون البقول هماً وحزناً وتكون البقلة النابتة رجلاً إن كان موضعها مستشنعاً مجهولاً فيه ذلك، وكذلك جميع النباتات إذا كان الأصل والأصلان في بيت أو دار أو مسجد مستشنع فيه نبات ذلك، فإنه رجل قد دخل على أهل ذلك الموضع بمصاهرة أو مشاركة.
وحكى أن رجلاً أتى إلى سعيد بن المسيب، فقال: رأيت كأن بقلاً أخضر قد نبت في بيت عائشة رضي الله عنها والناس ينظرون إليه متعجبين فجاء عبد الملك بن مروان فاقتلع ذلك البقل، فقال له سعيد بن المسيب: إن صدقت رؤياك، فإن الحجاج يطلق أسماء بنت جعفر بن أبي طالب، فعرض أن عبد الملك خاف ميل الحجاج إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل أسماء فكلفه أن يطلقها فطلقها.
البندق: رجل سخي غريب ثقيل الروح مؤلف بين الناس ويقال أنه مال في كد، فمن أكله نال مالاً بكد، وقيل البندق وكل ما كان له قشر يابس يدل على صخب وعلى حزن.
البنفسج: جارية ورعة والتقاطها تقبيلها.
الأقحوان: التقاطه من سفح جبل إصابة جارية حسناء من ملك ضخم، وقيل إن الأقحوان أصهار الرجل من قبل امرأة، فمن رأى كأنه التقطه، فإنه يتخذ بعض أقرباء إمرأته صديقاً.
وأما الآس: يدل على اليأس لاسمه، وقيل هو رجل واف بالعهود، فمن رأى على رأسه إكليل آس رجل كان أو إمرأة فهو زوج يدوم بقاؤه أو إمرأة باقية، وكذلك إن شمه، ومن رآه في داره فهو خير باق ومال دائم.
وإن رأى أنه أخذ من شاب آساً، فإنه يأخذ من عدو له عهداً باقيا.
وإن رأى أنه يغرس آساً، فإنه يعمل الأمور بالتدبير، والآس دباق وعمارة باقية وولاية وفرح باق.
الشمار: يدل على ثناء حسن.
السوسن: هو ثناء حسن، وقيل إنه يدل على السوء لإشتقاق السوء من إسمه.
وأما الريحان: قال أكثر المعبرين أن الرياحين كلها إذا رؤيت مقطوعة، فإنها تدل على هم وحزن، وإذا رأيت ثابتة في مواضعها، فإنها تدل على راحة أو زوج أو ولد، وبلغنا عن علي بن عبيد أنه قال: كنت عند سفيان الثوري، فقال له رجل: رأيت البارحة كأن ريحانة رفعت إلى السماء من قبل المغرب حتى توارت بالسماء، فقال له سفيان: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي، فوجدوه قد مات في تلك الليلة.
ويدل الريحان على الولد إذا كان نابتاً في البستان ويدل على المرأة إن كان مجموعاً في حزمة ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعاً مطروحاً في غير موضعه أو لم يكن له ريح، وقيل إن الريحان نعمة لقوله تعالى " فروح وريحان وجنة نعيم ". وهو بالفارسية شاسيرم والشاة تدل على الملك والحماحم حمى الأسنة.
والمرزنجوش: يدل على صحة الجسم وغرسه يدل على إبن كيس صحيح الجسم ويدل أيضاً على التزويج بامرأة تدوم عشرتها.
وإن رأت إمرأة كأنها شمت مرزنجوشاً، فإنها تلد ابناً مؤمناً.
اللينوفر: مال حلال يجمع من وجهه وينفق من وجهه.
وأما النرجس: فمن رأى على رأسه إكليلاً من نرجس تزوج إمرأة حسناء أو اشترى جارية حسناء لا تدوم له، والمرأة إذا رأته على رأسها كذلك، وإن كان لها زوج، فإنه يطلقها أو يموت.
وحكي أن إمرأة رأت كأن زوجها ناولها طاقة نرجس وناول ضرتها طاقة آس فقصت رؤياها على معبر، فقال: يطلقك ويتمسك بضرتك لأنه عهد الآس أبقى من عهد النرجس، وقيل النرجس سرور.
ورأى رجل له أربع نسوة كأن أربع طاقات نرجس نابتة على ضفة نهر وكأنه رمى ثلاث طاقات منهن بثلاثة أحجار فقصفهن ورمى الرابعة فلم تنقصف فقص رؤياه على معبر، فقال: إنك ذو نسوة أربعة وإنك تطلق منهن ثلاثة ولا تطلق الرابعة فكان كذلك، وقيل إن صفرة النرجس تدل على الدنانير وبياضها على الدراهم ينالها صاحب الرؤيا وأنشد:
لما أطلنا عنه تغيمضا ... أهدى لنا النرجس تعريضا
فدلنا ذاك على أنه ... قد اقتضى الصفر أو البياضا
وقال الشاعر:
ليس للنرجس عهد ... إنما العهد للآس
اللفاح: مرض ودنانير فمن التقط لفاحاً مرضت إمرأته وأصاب منها دنانير كثيرة.
المنثور: رجل يموت طفلاً أو فرح لا يدوم أو ولاية تزول أو تجارة تنتقل أو إمرأة تفارق.
الكزبرة: رجل نافع في الدنيا والدين واليابسة منها مال تصلح به الأموال.
الصمغ: فضل مال.
البلسان: مال مبارك.
القطران: مال من خيانة وتلطخ الثياب من خلل في المعاش وصبه على إنسان رميه ببهتان.
والخشخاش: مال هنيء لمن أكله أو أصابه.
والخردل: سم فمن أكله سقي سماً أو شيئاً مراً أو يقع في همة رديئة، وقيل بل ينال مالاً شريفاً في تعب.
والحرمل: مال يصلح به مال فاسد والحبة الخضراء منفعة من رجل غريب شديد.
والحناء: عدة الرجل لعمله الذي يعمله.
وأما الحلفاء: فقد حكي أن رجلاً رأى في منامه كأن الحلفاء نبتت على ركبتيه فقص رؤياه على معبر، فقال: هو للشركاء في عمل واسع خير وبركة وللمدبرين يأس رجائهم وللمرضى موتهم فعرض لصاحب الرؤيا جميع ذلك.
والخضر: كلها سوى الحنطة والشعير والسمسم والجاورس والباقلاء هي الإسلام.
ومن رأى كأنه يسعى في مزرعة خضرة، فإنه يسعى في أعمال البر والنسك.
أما الأنواع الأخرى من النباتات: ما كان من النبت دواء يتعالج به فهو خارج عن الأموال والأرزاق ودال على العلوم والحكم والمواعظ، وقد يدل على المال الحلال المحض، وإن كانت حامضة الطعم، فإنه تعود حموضتها على ما ينال من الهم والخصومة في نيلها والتعب.
وما كان منه سموم قاتلة فدال على الغصب من الحرام وأخذ الدنيا بالدين وأبواب الربا وعلى البدع والأهواء وكل ما يخرج من الأفواه ويدخلها من الأسواء.
ومن رأى الهندباء وأمثالها كالكزبرة ونحوها من ذوات المرارة والحرارة فهموم وأحزان وأموال حرام، وقد قيل إن آدم حين هبط إلى الأرض ووقع بالهند علقت رائحته بشجرة في حين حزنه وبكائه على نفسه، وقد تدل على همومه على الآخرة والثواب بجواهر الجنة المضاف إليها دون الكزبرة والكراويا وأمثالها.
وما كان من نبت الأرض مما جاء فيه نهي في الكتاب أو السنة أو سبب مذموم في القديم فهو دال على المقدور في الكلام والرزق كالشبت والحطب والثوم والقثاء والعدس والبصل.
وما كان له من النبات اسم يغلب عليه في اشتقاقه لمعنى أقوى من طبعه أو مؤيد لجوهره حمل عليه مثل النعناع يشتق منه النعاة والنعي مع أنه من البقول، وكذلك الجزر وهي الأسفنار به أسف ونار.
وما كان من النبات ينبت بلا بذر وليس له في الأرض أصل مثل الكمأة والفطر فدال في الناس على اللقيط والحمل وولد الزنا، ومن لا يعرف نسبه وتدل من الأموال على اللقطة والهبة والصدقة ونحو ذلك، فمن رأى كأنه في مرج أو حشيش يجمعه أو يأكله نظرت في حاله، فإن كان فقيراً استغنى، وإن كان غنياً ازداد غنى، وإن كان زاهداً في الدنيا راغباً عنها عاد إليها وافتتن بها، وإن انتقل من مرج إلى مرج سافر في طلب الدنيا وانتقل من سوق إلى آخر، ومن صناعة إلى غيرها.
والمرج: أما المرج المعقول النبات المعروف الجواهر بأنواع الكلأ والنواوير فهو الدنيا وزينتها وأموالها وزخرفها لأن النواوير تسمى زخرفاً ومنه سمي الذهب زخرفاً.
والحشيش معايش للدواب والأنعام وهو كأموال الدنيا التي ينال منها كل إنسان ما قسم له ربه وجعله رزقه لأنه يعود لحماً ولبناً وزبداً وسمناً وعسلاً وصوفاً وشعراً ووبراً فهو كالمال الذي به قوام الأنام، وربما دل المرج على كل مكان تكسب الدنيا وتنال منه وتعرف به وتنسب إليه كبيت المال والسوق، وقد تدل النواوير خاصة على سوق الصرف والصاغة وأماكن الذهب.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أول المرج بالدنيا وغضارتها وأنه عليه الصلاة والسلام قال: الدنيا خضرة حلوة فالحلوة الكلأ وكل ما حلا على أفواه الإبل دل على الحلال وكل حامض فيه يدل على الحرام وعلى كل ما ينال بالهم والنصب والمرارة.
الروضة: وأما الروضة المجهولة الجوهر التي لا يوصف نبتها إلا بخضرتها فداله على الإسلام لنضارتها وحسن بهجتها، وقد تأولها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تدل من الإسلام على كل مكان فضل وموضع يطاع الله فيه كقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق الذكر وجوامع الخير وقبول أهل الصلاح لقوله عليه الصلاة والسلام: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، وقوله عليه الصلاة والسلام: القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، وقد تدل الروضة على المصحف وعلى كل كتاب في العلم والحكمة من قولهم الكتب روضة الحكماء ونزهة العلماء، وربما دلت الروضة على الجنة ورياضها فمن خرج من روضة إلى سبخة أو إلى أرض سوداء أو محترقة أو إلى حيات وعقارب أو إلى رماد أو زبل أو إلى سقوط في بحر نظرت في حاله، فإن كان ميتاً أبدل بالجنة ناراً وبالنعيم عذاباً، وإن رؤي ذلك لمسلم حي خرج من الإسلام بكفر أو بدعة، أو خرج من شرائطه وصفات أهله بكبيرة ومعصية.
ومن رأى نفسه في روضة وهو يأكل من خضرتها أو يجمع مما فيها، فإن كان ذلك في إبان الحج أو كان فيها يؤذن في المنام حج، وإن كان بمكة مؤهلاً لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تم له ذلك وزار قبره وكان ما أكله أو جمعه ثواباً وأجراً يحصل له، فإن رؤي ذلك لكافر أسلم من كفره ودخل الإسلام صدره، وإن كان مذنباً تاب عن حاله وانتقل من تخليطه، وإن كان طالباً للعلم والقرآن نال ذلك على قدر ما أكله منها في المنام أو جمعه وإلا كان ذلك ثواب جمع حضره في يومه أو غد من ليلته مثل جمعة يشهدها أو جنازة يصلي عليها أو قبور قوم صالحين يزورها.
والتبن: مال قليله وكثيره كيفما تصرفت به الحال لأنه علف الدواب وهو خارج من الطعام وشريك التراب.
الخشب اليابس: نفاق، قال الله تعالى " كأنهم خشب مسندة ". والخشب رجال فيهم نفاق في دينهم، رأى رجل كأن في يده اليمنى غصناً وفي يده اليسر خشبة وهو يقومها فيقوم الغصن ولا تتقوم الخشبة، فقص رؤياه على معبر، فقال: لك ابنان أحدهما من أمة والآخر من حرة تؤدبهما فتؤدب إبن الأمة فيقبل أدبك وتعظ إبن الحرة فلا يتعظ بوعظك، فكان كذلك، ورأى رجل كأنه لابس ثوباً من خشب وكان يسير في البحر فعرض له أن سيره كان بطيئاً، وإنما دل البحر والخشب على السفينة.
الحرث والزراعة: تدل الأرض الخصبة على المرأة لأنها تحرث وتبذر وتسقى وتحمل وتلد وترضع إلى حين الحصاد.
واستغناء النبات عن الأرض فسنبله ولدها أو مالها، وربما دل على السوق وسنبله أرزاقها وأرباحها وفوائدها لكثرة أرباح الزرع وحوائجه وربحه وخسارته ويدل على ميدان الحرب وحصيد سنبله حصيد السيف، وربما دل على الدنيا وسنبله جماعة الناس صغيرهم وكبيرهم وشيخهم وكهلهم لأنهم خلقوا من الأرض وسبوا ونبتوا كنبات الزرع كما قال تعالى " والله أنبتكم من الأرض نباتاً ". وقد تدل السنابل في هذا الوجه على أعوام الدنيا وشهورها وأيامها وقد تأولها يوسف الصديق عليه السلام بالسنين، وقد تدل على أموال الدنيا ومخازنها ومطامرها لجمع السنبلة الواحدة حباً كثيراً، وربما دلت المزارع على كل مكان يحرث فيه للآخرة يعمل فيه للأجر والثواب كالمساجد والرباطات وحلق الذكر وأماكن الصدقات لقوله تعالى " من كان يريد الآخرة نزد له في حرثه ومن كان حرث الدنيا نؤته منها ".
ومن رأى أنه حرث في الدنيا مزرعة نكح زوجته، فإن نبت زرعه حملت امرأته، وإن كان عازباً تزوج، وإلا تحرك سوقه وكثرت أرباحه، وربما سلفه وفرقه، وإلا تألف في القتال جمعه إن كان مقصده.
ومن رأى زرعاً يحصد، فإن كان ذلك ببلد فيه حرب أو موقف الجلاد والنزال هلك فيه من الناس بالسيف كنحو ما يحصد في المنام بالمنجل، وإن كان ذلك ببلد لا حرب فيه ولا يعرف ذلك به وكان الحصاد منه في الجامع الأعظم أو بين المحلات أو بين سقوف الدور، فإنه سيف الله بالوباء أو الطاعون، وإن كان ذلك في سوق من الأسواق كثرت فوائد أهلها ودارت السعادة بينهم بالأرباح، وإن كان ذلك في مسجد أو جامع من مجامع الخير وكان الناس هم الذين تولوا الحصاد بأنفسهم دون أن يروا أحداً مجهولاً يحصد لهم، فإنها أجور وحسنات ينالها كل من حصد.
وأما رؤية الحصاد في فدادين الحرث، فإن كان ذلك بعد كمال الزرع وطيابه فهو صالح فيه، وإن كان قبل تمامه فهو جائحة في الزرع أو نفاق في الطعام.
ومن رأى كأنه بذر بذراً فعلق، فإنه ينال شرفاً، فإن لم يعلق أصابه هم.
الحنطة: مال حلال في عناء ومشقة وشراء الحنطة يدل على إصابة المال مع زيادة في العيال وزراعة الحنطة عمل في مرضاة الله تعالى والسعي في زراعتها يدل على الجهاد.
وإن رأى كأنه زرع حنطة فنبت شعيراً، فإنه يدل على أن ظاهره خير من باطنه، وإن زرع شعيراً فنبت حنطة فالأمر بضد الأول، وإن زرع حنطة فنبت دماء، فإنه يأكل الربا، والسنبلة الخضراء خصب السنة والسنبلة اليابسة النابتة على ساقها جدب السنة لقوله تعالى في قصة يوسف.
والسنابل المجموعة في يد إنسان أو في بيدر أو في وعاء مال يصيبها مالكها من كسب غيره أو علم يتعلمه.
وحكي أن أعشى همذان رأى كأنه باع حنطة بشعير فأخبر الشعبي برؤياه، فقال: إنه استبدل الشعر بالقرآن.
ومن رأى أنه التقط مفرق السنابل من زرع يعرف صاحبه أصاب مالاً متفرقاً من صاحبه.
وإن رأى كأن الزرع يحصد في غير وقته، فإنه يدل على موت في تلك المحلة أو حرب، فإن كانت السنابل صفراً فهو يدل على موت الشيوخ، وإن كانت خضراً فهو موت الشباب أو قتلهم، والحنطة في الفراش حبل المرأة، وقيل من رأى أنه زرع زرعاً فهو حبل امرأته.
وإن رأى أنه يحرث في أرض لغيره وهو يعرف صاحبها، فإنه يتزوج امرأته.
ومن رأى أنه بذر بذراً في وقته، فإنه قد عمل عملاً خيراً، فإن كان والياً أصاب سلطاناً، وإن كان تاجراً نال ربحاً، وإن كان سوقياً أصاب بغلة، وإن كان زاهداً نال ورعاً، فإن نبت ما زرع كان الخبر مقبولاً، فإن حصده فقد أخذ أجره.
ومن رأى أنه يأكل حنطة يابسة أو مطبوخة ناله مكروه، فمن رأى أن بطنه أو جلده أو فمه قد امتلأ حنطة يابسة أو مطبوخة فذلك فناء عمره وإلا فعلى قدر ما بقي فيه يكون ما بقي من عمره، ومن مشى بين زرع مستحصد مشى بين صفوف المجاهدين، وقيل إن الزرع أعمال بني آدم إذا كان معروفاً يشبه موضعه مواضع الزرع في طوله، يقال في المثل: من يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شراً يحصد ندامة، قال الشاعر:
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصداً ... ندمت على التفريط في زمن البذر
وإن خالف الزرع هذه الصفة، فإنهم رجال يجتمعون في حرب، فإن حصدوا قتلوا، قال الله عز وجل " ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه ".
وإن رأى أنه أكل حنطة خضراء رطبة، فإنه صالح ويكون ناسكاً في الدين.
ومن رأى أنه له زرعاً معروفاً، فإن ذلك عمله في دينه أو دنياه، ويستدل بأي ذلك ما كان على كلام صاحب الرؤيا ومخرجه، فإن كان في دينه، فإن ثواب عمله في دينه بقدر ذلك الزرع ومبلغه ومنفعته، وإن كان في دنياه كان مالاً مجموعاً يصير إليه ومجازاة عن عمل، فإن كان عمله في أمور دنياه فرأى ثوبه على قدر ما يرى من حال الزرع فلا يزال ذلك المال مجموعاً حتى يخرج الحب من السنبل، وإذا خرج تفرق ذلك المال عن حاله الأول إلا أنه شريف من المال في كد أو نصب ولا سيما إن كانت حنطة، وإن كان شعيراً فهو أجود وأهنأ مع صحة جسم وخفة مئونة، فإن كان دقيقاً، فإنه مال مفروغ منه وهو خير من الحنطة وخير من الخبز لأن الخبز قد مسته النار.
الشعير: مال مع صحة جسم لمن ملكه أو أكله وهو خير من الحنطة، وقيل إنه ولد قصير العمر لأنه طعام عيسى عليه السلام، وحصده في أوانه مال يصير إليه ويجب لله تعالى فيه حق لقوله تعالى " وآتوا حقه يوم حصاده ". وزرعه يدل على عمل يوجب رضا الله تعالى.
والشعير الرطب خصب وشراء الشعير من الحناط إصابة خير عظيم، ومن مشى في زرع الشعير أو شيء من الزرع رزق الجهاد.
ورؤيا الشعير على كل حال خير ومنفعة ورزق.
الأرز: مال فيه تعب وشغب وهم.
والذرة والجاورس: مال كثير قليل المنفعة خامل الذكر.
وأما الباقلاء والعدس والحمص والماش والحبوب التي تشبه ذلك مطبوخاً ومقلياً على كل حال: تؤول بالهم والحزن لمن أكلها أو أصابها رطباً ويابساً والكثير منها مال، وقيل إن الباقلاء الخضراء هم واليابسة مال وسرور، وقيل إن العدس مال دنيء.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أحمل حمصاً حاراً، فقال أنت رجل تقبل امرأتك في شهر رمضان.
والسمسم: مال نام لا يزال في زيادة لدسم السمسم ويابسه أقوى من رطبه.
التين: مال كثير وخصب لمن أصابه أو أدخله منزله.
وقد حكي عن ابن سيرين أنه نظر إلى تين في اليقظة، فقال: لو كان هذا في النوم، وقيل من رأى التين في منامه فليخط الكيس وهو مال لمن أصابه ويكون أثره ظاهراً عليه كثيراً.
وأما البطيخ: فهو مرض أو رجل ممراض، وقيل إن إصابته إصابة هم من حيث لا يحتسب، وقيل إن الأخضر الفج منه الذي لم ينضج صحة جسم.
ومن رأى كأنه مد يده إلى السماء فتناول بطيخاً، فإنه يطلب ملكا ويناله سريعاً.
وحكي أن رجلاً رأى كأنه رمي في داره بالبطيخ فقص رؤياه على معبر، فقال له: يموت بكل بطيخة واحد من أهلك، فكان كذلك.
والبطيخ الأخضر الهندي رجل ثقيل الروح بارد في أعين الناس.
وأما القثاء: يدل على حبل إمرأة صاحب الرؤيا، وقيل إنه مكروه كالبقل والعدس.
وأما القرع: وهو اليقطين، فإن شجرته رجل عالم أو طبيب نفاع قريب إلى الناس مبارك، وقيل إنها رجل فقير، واليقطين للمريض شفاء.
ومن رأى كأنه أكله مطبوخاً، فإنه يجد ضالاً أو يحفظ علماً بقدر ما أكل منه أو يجمع شيئاً متفرقاً والذي يستحب من المطبوخات في المنام: القرع واللحم والبيض.
وإن رأى أنه أكل القرع نيئاً، فإنه يخاصم إنساناً ويصيبه فزع من الجن، والاستظلال بظل القرع أنس بعد وحشة وصلح بعد المنازعة.
ومن رأى كأنه اجتنى من البطيخة قرعاً، فإنه يبرأ من مرض بسبب دواء أو دعاء والأصل فيه قصة يوسف عليه السلام.
والقرنبيط: رجل قروي يعتريه حدة.
والكرنب: رجل فظ غليظ بدوي، فمن رأى بيده طاقة كرنب، فإنه في طلب شيء لا يدركه دون أن يكون فظاً غليظاً.
الخيار والقثاء: هم وحزن فمن أكله، فإنه يسعى في أمر يثقل عليه، خصوصاً الأصفر منه، فإنه في أوانه رزق وفي غير أوانه مرض.
وإن رأى أنه يأكله وكانت إمرأته حاملاً ولدت جارية، وقيل الخيار إذا قطع بالحديد، فإنه جيد للمرضى وذلك لأن الرطوبة تتميز عنه، وقال: القثاء تدل على حبل المرأة صاحب الرؤيا.
والجزر: هم وحزن لمن أصابه أو أكله.
ومن رأى بيده جزراً، فإنه يكون في أمر صعب يسهل عليه، وقيل من رأى كأنه يأكل الجزر، فإنه ينال خيراً ومنفعة.
والباذنجان: في غير وقته رزق في تعب.
والبصل: منهم من كرهه لقوله تعالى " وبصلها ". وقيل يدل على ظهور الأشياء الخفية، وكذلك سائر البقول ذوات الرائحة، وقيل هو مال وتقشير البصل يدل على التملق إلى رجل.
والثوم: ثناء قبيح، وقيل إنه مال حرام وأكله مطبوخاً يدل على التوبة من معصية.
وروي أن رجلا أتى أبا هريرة وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في المسجد والناس يدخلون يسلمون عليه فجئت لأدخل عليه فإذا رجال معهم سياط فمنعوني أن أدخل قال دعوني حتى أدخل، فقالوا إنك أكلت ثوماً وطردوني، فقال أبو هريرة: هذا مال خبيث أكلته.
وأما السلق: قيل أنه يدل على خير، وكذلك الملوخيا والقطف.
السلجم: إمرأة قروية جلدة صاحبة فضول، وقيل هو هم وحزن، فإن كان نابتاً فهم أولاد يتجددون.
الشبت: أمر يرى في المستقبل.
العنصل: رجل فاسق يثنى عليه بالقبيح.
العروق: مال معه مرض.
العفص: مال تام يبقى.
العصفر: فرح فيه نعي لحمرته وهو عدة الرجل لعمل يعمله.
الفجل: رزق حلال، وقيل إنه يدل على الحج وهذا قول بعيد، وقيل من أصاب فجلاً أو أكله، فإنه يعمل عملاً في خير يعقبه ندامة.
القت وسائر ما يأكله الدواب: رزق كبير.
القطن: مال دون الصوف وندفه تمحيص للذنوب.
الكمأة: رجل دنيء أو إمرأة دنيئة لا خير فيها إذا كانت واحدة أو اثنتين أو ثلاثة، فإن كثرت فهي رزق ومال بلا نصب لقوله صلى الله عليه وسلم: الكمأة من المن، ولأن المن كان يسقط عليهم بلا مؤنة ولا نصب، وكذلك الكمأة تنبت بلا بذور ولا حرث ولا سقي ماء، وقيل إنها إذا كانت مالاً يكون ذلك المال من قبل النساء والعطر يجري في مجرى الكمأة أو دونها.
الكراويا والكمون: مال تطيب به الأموال.
الكراث: رزق من رجل أصم، وقيل من أكله أكل مالاً حراماً شنيعاً في قبح ثناء، وقيل هو مطل الفقراء لحقوقهم، وقيل هو رزق، ومن أكل كراثاً، فإنه يقول قولاً يندم عليه، وأكل الكراث مطبوخاً يدل على التوبة.
الطرخون: رجل رديء الأصل لأن أصله حرمل ينقع في الخل سنة ليلين ثم يزرع.
وأما البقول: فمنهم من قال إنها صالحة وقيل إنها جميعها مكروهة لقوله عز وجل " أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ". ولأنه لا دسم فيها ولا حلاوة وقيل إنها تجارة لا بقاء لها وولاية لا ثبات لها وولد ومال لا بقاء لهما، وإذا دلت على الحزن فلا بقاء لذلك الحزن.
والبقلة رجال ذوو إحسان، فمن رأى أنه جمع من بستانه باقة بقل، فإنه يجمع عليه من قرابات نسائه شر وخصومة، فإن كانت طاقة بقل، فإنها نذير له ليحذر من الشر، فإن عرف جوهرها، فإنها حينئذ ترجع إلى الطبائع، واليابس من البقل مال يصلح به الأموال، وأكثر المعبرين يجعلون البقول هماً وحزناً وتكون البقلة النابتة رجلاً إن كان موضعها مستشنعاً مجهولاً فيه ذلك، وكذلك جميع النباتات إذا كان الأصل والأصلان في بيت أو دار أو مسجد مستشنع فيه نبات ذلك، فإنه رجل قد دخل على أهل ذلك الموضع بمصاهرة أو مشاركة.
وحكى أن رجلاً أتى إلى سعيد بن المسيب، فقال: رأيت كأن بقلاً أخضر قد نبت في بيت عائشة رضي الله عنها والناس ينظرون إليه متعجبين فجاء عبد الملك بن مروان فاقتلع ذلك البقل، فقال له سعيد بن المسيب: إن صدقت رؤياك، فإن الحجاج يطلق أسماء بنت جعفر بن أبي طالب، فعرض أن عبد الملك خاف ميل الحجاج إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل أسماء فكلفه أن يطلقها فطلقها.
البندق: رجل سخي غريب ثقيل الروح مؤلف بين الناس ويقال أنه مال في كد، فمن أكله نال مالاً بكد، وقيل البندق وكل ما كان له قشر يابس يدل على صخب وعلى حزن.
البنفسج: جارية ورعة والتقاطها تقبيلها.
الأقحوان: التقاطه من سفح جبل إصابة جارية حسناء من ملك ضخم، وقيل إن الأقحوان أصهار الرجل من قبل امرأة، فمن رأى كأنه التقطه، فإنه يتخذ بعض أقرباء إمرأته صديقاً.
وأما الآس: يدل على اليأس لاسمه، وقيل هو رجل واف بالعهود، فمن رأى على رأسه إكليل آس رجل كان أو إمرأة فهو زوج يدوم بقاؤه أو إمرأة باقية، وكذلك إن شمه، ومن رآه في داره فهو خير باق ومال دائم.
وإن رأى أنه أخذ من شاب آساً، فإنه يأخذ من عدو له عهداً باقيا.
وإن رأى أنه يغرس آساً، فإنه يعمل الأمور بالتدبير، والآس دباق وعمارة باقية وولاية وفرح باق.
الشمار: يدل على ثناء حسن.
السوسن: هو ثناء حسن، وقيل إنه يدل على السوء لإشتقاق السوء من إسمه.
وأما الريحان: قال أكثر المعبرين أن الرياحين كلها إذا رؤيت مقطوعة، فإنها تدل على هم وحزن، وإذا رأيت ثابتة في مواضعها، فإنها تدل على راحة أو زوج أو ولد، وبلغنا عن علي بن عبيد أنه قال: كنت عند سفيان الثوري، فقال له رجل: رأيت البارحة كأن ريحانة رفعت إلى السماء من قبل المغرب حتى توارت بالسماء، فقال له سفيان: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي، فوجدوه قد مات في تلك الليلة.
ويدل الريحان على الولد إذا كان نابتاً في البستان ويدل على المرأة إن كان مجموعاً في حزمة ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعاً مطروحاً في غير موضعه أو لم يكن له ريح، وقيل إن الريحان نعمة لقوله تعالى " فروح وريحان وجنة نعيم ". وهو بالفارسية شاسيرم والشاة تدل على الملك والحماحم حمى الأسنة.
والمرزنجوش: يدل على صحة الجسم وغرسه يدل على إبن كيس صحيح الجسم ويدل أيضاً على التزويج بامرأة تدوم عشرتها.
وإن رأت إمرأة كأنها شمت مرزنجوشاً، فإنها تلد ابناً مؤمناً.
اللينوفر: مال حلال يجمع من وجهه وينفق من وجهه.
وأما النرجس: فمن رأى على رأسه إكليلاً من نرجس تزوج إمرأة حسناء أو اشترى جارية حسناء لا تدوم له، والمرأة إذا رأته على رأسها كذلك، وإن كان لها زوج، فإنه يطلقها أو يموت.
وحكي أن إمرأة رأت كأن زوجها ناولها طاقة نرجس وناول ضرتها طاقة آس فقصت رؤياها على معبر، فقال: يطلقك ويتمسك بضرتك لأنه عهد الآس أبقى من عهد النرجس، وقيل النرجس سرور.
ورأى رجل له أربع نسوة كأن أربع طاقات نرجس نابتة على ضفة نهر وكأنه رمى ثلاث طاقات منهن بثلاثة أحجار فقصفهن ورمى الرابعة فلم تنقصف فقص رؤياه على معبر، فقال: إنك ذو نسوة أربعة وإنك تطلق منهن ثلاثة ولا تطلق الرابعة فكان كذلك، وقيل إن صفرة النرجس تدل على الدنانير وبياضها على الدراهم ينالها صاحب الرؤيا وأنشد:
لما أطلنا عنه تغيمضا ... أهدى لنا النرجس تعريضا
فدلنا ذاك على أنه ... قد اقتضى الصفر أو البياضا
وقال الشاعر:
ليس للنرجس عهد ... إنما العهد للآس
اللفاح: مرض ودنانير فمن التقط لفاحاً مرضت إمرأته وأصاب منها دنانير كثيرة.
المنثور: رجل يموت طفلاً أو فرح لا يدوم أو ولاية تزول أو تجارة تنتقل أو إمرأة تفارق.
الكزبرة: رجل نافع في الدنيا والدين واليابسة منها مال تصلح به الأموال.
الصمغ: فضل مال.
البلسان: مال مبارك.
القطران: مال من خيانة وتلطخ الثياب من خلل في المعاش وصبه على إنسان رميه ببهتان.
والخشخاش: مال هنيء لمن أكله أو أصابه.
والخردل: سم فمن أكله سقي سماً أو شيئاً مراً أو يقع في همة رديئة، وقيل بل ينال مالاً شريفاً في تعب.
والحرمل: مال يصلح به مال فاسد والحبة الخضراء منفعة من رجل غريب شديد.
والحناء: عدة الرجل لعمله الذي يعمله.
وأما الحلفاء: فقد حكي أن رجلاً رأى في منامه كأن الحلفاء نبتت على ركبتيه فقص رؤياه على معبر، فقال: هو للشركاء في عمل واسع خير وبركة وللمدبرين يأس رجائهم وللمرضى موتهم فعرض لصاحب الرؤيا جميع ذلك.
والخضر: كلها سوى الحنطة والشعير والسمسم والجاورس والباقلاء هي الإسلام.
ومن رأى كأنه يسعى في مزرعة خضرة، فإنه يسعى في أعمال البر والنسك.
أما الأنواع الأخرى من النباتات: ما كان من النبت دواء يتعالج به فهو خارج عن الأموال والأرزاق ودال على العلوم والحكم والمواعظ، وقد يدل على المال الحلال المحض، وإن كانت حامضة الطعم، فإنه تعود حموضتها على ما ينال من الهم والخصومة في نيلها والتعب.
وما كان منه سموم قاتلة فدال على الغصب من الحرام وأخذ الدنيا بالدين وأبواب الربا وعلى البدع والأهواء وكل ما يخرج من الأفواه ويدخلها من الأسواء.
ومن رأى الهندباء وأمثالها كالكزبرة ونحوها من ذوات المرارة والحرارة فهموم وأحزان وأموال حرام، وقد قيل إن آدم حين هبط إلى الأرض ووقع بالهند علقت رائحته بشجرة في حين حزنه وبكائه على نفسه، وقد تدل على همومه على الآخرة والثواب بجواهر الجنة المضاف إليها دون الكزبرة والكراويا وأمثالها.
وما كان من نبت الأرض مما جاء فيه نهي في الكتاب أو السنة أو سبب مذموم في القديم فهو دال على المقدور في الكلام والرزق كالشبت والحطب والثوم والقثاء والعدس والبصل.
وما كان له من النبات اسم يغلب عليه في اشتقاقه لمعنى أقوى من طبعه أو مؤيد لجوهره حمل عليه مثل النعناع يشتق منه النعاة والنعي مع أنه من البقول، وكذلك الجزر وهي الأسفنار به أسف ونار.
وما كان من النبات ينبت بلا بذر وليس له في الأرض أصل مثل الكمأة والفطر فدال في الناس على اللقيط والحمل وولد الزنا، ومن لا يعرف نسبه وتدل من الأموال على اللقطة والهبة والصدقة ونحو ذلك، فمن رأى كأنه في مرج أو حشيش يجمعه أو يأكله نظرت في حاله، فإن كان فقيراً استغنى، وإن كان غنياً ازداد غنى، وإن كان زاهداً في الدنيا راغباً عنها عاد إليها وافتتن بها، وإن انتقل من مرج إلى مرج سافر في طلب الدنيا وانتقل من سوق إلى آخر، ومن صناعة إلى غيرها.
والمرج: أما المرج المعقول النبات المعروف الجواهر بأنواع الكلأ والنواوير فهو الدنيا وزينتها وأموالها وزخرفها لأن النواوير تسمى زخرفاً ومنه سمي الذهب زخرفاً.
والحشيش معايش للدواب والأنعام وهو كأموال الدنيا التي ينال منها كل إنسان ما قسم له ربه وجعله رزقه لأنه يعود لحماً ولبناً وزبداً وسمناً وعسلاً وصوفاً وشعراً ووبراً فهو كالمال الذي به قوام الأنام، وربما دل المرج على كل مكان تكسب الدنيا وتنال منه وتعرف به وتنسب إليه كبيت المال والسوق، وقد تدل النواوير خاصة على سوق الصرف والصاغة وأماكن الذهب.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أول المرج بالدنيا وغضارتها وأنه عليه الصلاة والسلام قال: الدنيا خضرة حلوة فالحلوة الكلأ وكل ما حلا على أفواه الإبل دل على الحلال وكل حامض فيه يدل على الحرام وعلى كل ما ينال بالهم والنصب والمرارة.
الروضة: وأما الروضة المجهولة الجوهر التي لا يوصف نبتها إلا بخضرتها فداله على الإسلام لنضارتها وحسن بهجتها، وقد تأولها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تدل من الإسلام على كل مكان فضل وموضع يطاع الله فيه كقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق الذكر وجوامع الخير وقبول أهل الصلاح لقوله عليه الصلاة والسلام: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، وقوله عليه الصلاة والسلام: القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، وقد تدل الروضة على المصحف وعلى كل كتاب في العلم والحكمة من قولهم الكتب روضة الحكماء ونزهة العلماء، وربما دلت الروضة على الجنة ورياضها فمن خرج من روضة إلى سبخة أو إلى أرض سوداء أو محترقة أو إلى حيات وعقارب أو إلى رماد أو زبل أو إلى سقوط في بحر نظرت في حاله، فإن كان ميتاً أبدل بالجنة ناراً وبالنعيم عذاباً، وإن رؤي ذلك لمسلم حي خرج من الإسلام بكفر أو بدعة، أو خرج من شرائطه وصفات أهله بكبيرة ومعصية.
ومن رأى نفسه في روضة وهو يأكل من خضرتها أو يجمع مما فيها، فإن كان ذلك في إبان الحج أو كان فيها يؤذن في المنام حج، وإن كان بمكة مؤهلاً لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تم له ذلك وزار قبره وكان ما أكله أو جمعه ثواباً وأجراً يحصل له، فإن رؤي ذلك لكافر أسلم من كفره ودخل الإسلام صدره، وإن كان مذنباً تاب عن حاله وانتقل من تخليطه، وإن كان طالباً للعلم والقرآن نال ذلك على قدر ما أكله منها في المنام أو جمعه وإلا كان ذلك ثواب جمع حضره في يومه أو غد من ليلته مثل جمعة يشهدها أو جنازة يصلي عليها أو قبور قوم صالحين يزورها.
والتبن: مال قليله وكثيره كيفما تصرفت به الحال لأنه علف الدواب وهو خارج من الطعام وشريك التراب.
الخشب اليابس: نفاق، قال الله تعالى " كأنهم خشب مسندة ". والخشب رجال فيهم نفاق في دينهم، رأى رجل كأن في يده اليمنى غصناً وفي يده اليسر خشبة وهو يقومها فيقوم الغصن ولا تتقوم الخشبة، فقص رؤياه على معبر، فقال: لك ابنان أحدهما من أمة والآخر من حرة تؤدبهما فتؤدب إبن الأمة فيقبل أدبك وتعظ إبن الحرة فلا يتعظ بوعظك، فكان كذلك، ورأى رجل كأنه لابس ثوباً من خشب وكان يسير في البحر فعرض له أن سيره كان بطيئاً، وإنما دل البحر والخشب على السفينة.