الجر بالإضافة
الإضافة ونوعاها - أحكام ثلاثة - ملاحظة
أ- الإِضافة نسبة بين اسمين ليتعرف أولهما بالثاني إن كان الثاني معرفة، أو يتخصص به إن كان نكرة، مثل: (أَحضرْ كتاب سعيد وقلم حبر) فـ(كتاب) نكرة تعرفت حين أُضيفت إلى سعيد المعرفة، و(قلم) نكرة تخصصت بإضافتها إلى (حبر) النكرة أيضاً.
ويحذف من الاسم المراد إضافته التنوين إن كان مفرداً، وما قام مقامه إن كان مثنى أو جمع مذكر سالماً وهو النون، تقول: (حضر مهندسا الدار وبناؤوها).
والإضافة نوعان: معنوية ولفظية وإليك بيانهما:
الإضافة المعنوية أو المحضة:
هي التي يكتسب فيها المضاف من المضاف إليه التعريف أوأو التخصيص كما تقدم وهذا هو الغرض الحقيقي من الإضافة، وتكون الإضافة المعنوية على معنى أحد أحرف الجر الثلاثة:
1- اللام المفيدة للملك أو الاختصاص، كقولك (داري = دارٌ لي)، (رأي خالد = رأَيٌ لخالد) وهذا أكثر ما يقع في الإضافات.
2- ((من)) البيانية، وذلك حين يكون المضاف إليه جنساً للمضاف كقولك: (هذه عصا خيزرانٍ = هذه عصاً من خيزران).
وضابطها أن يصح الإخبار بالمضاف إليه عن المضاف فتقول مثلاً (هذه العصا خيزرانٌ).
3- ((في)) الظرفية، وذلك حين يكون المضاف إليه ظرفاً في المعنى للمضاف مثل: (أَتعبني سهر الليل وحراسة الحقول = سهرٌ في الليل وحراسةٌ في الحقول).
هذا ومتى أُطلقت الإضافة أُريد بها الإضافة المعنوية هذه.
الإضافة اللفظية:
هذه إضافة ليست على معنى حرف من حروف الجر، وإنما هي نوع من التخفيف اللفظي فحسب، وتكون بإضافة مشتق (اسم فاعل أَو مبالغته أو اسم مفعول أو صفة مشبهة) إلى معموله مثل:
حضر مكرمُ الفقيرِ وشرَّابُ العسلِ - مرَّ بي رجلٌ معصوبُ الرأْس، صاحب امرأً حسنَ الخلق.
وأَصل هذه الإِضافات: (مكرمٌ الفقير، وشرابٌ عسلاً - معصوبٌ الرأسُ منه، حسناً خلقُه) وبالإضافة يحذف التنوين وما يقوم مقامه فيخف اللفظ.
واعلم أَن ما منع في الإضافة المعنوية وهو تحلي المضاف بـ(ال)، جائز هنا في الإضافة اللفظية بشرط أن يكون المضاف إليه محلىًّ بها أو مضافاً إلى محلَّى بها أو ضميراً يعود على محلًّى بها، أو يكون المضاف مثنى، أو جمع مذكر سالماً، مثل:
هذا أخوك الحسنُ الخلق الكريمُ أَصلِ الأَب، الفضل أَنت الجامعُ أَطرافهِ، مررت بالمكرميْ خالدٍ وبالزائري أبيك.
ب- أحكام ثلاثة:
1- كثيراً ما يحذفون المضاف ويقيمون المضاف إليه مقامه في الجملة عند ظهور المعنى وعدم الالتباس، كقولك (قرر المجلس البيع، استفتِ حيَّك)، والأَصل: (قرر أَهل المجلس، استفت سكان حيك).
وكذلك قد يحذفون المضاف من جملة إذا سبق له ذكر في جملة مماثلة كقولهم: (ما كلُّ بيضاءَ شحمة، ولا سوداءَ تمرة) والأَصل (ولا كلُّسوداءَ)، وكقولك: (ليس التسليم رأْي الموافقين ولا المخالفين) والأَصل (ولا رأَي المخالفين).
2- قد يكون في الكلام إضافتان المضاف إليه فيهما واحد، فيحذفونه من الإضافة الأُولى اكتفاءً بوجوده في الثانية، فهذه الجملة (حضر مدير المدرسة ومعلموها) يختصرونها على الشكل الآتي: (حضر مدير ومعلمو المدرسةِ). والفصيح الأَول وإنما يضطر إلى الثاني الشاعر أحياناً.
3- قد يكتسب المضاف من المضاف إليه التذكير أو التأْنيث فيعامل معاملة المضاف إليه، مثل: (محبةُ الوالد نفعك، وحب الديار منعتْك المغامرة).
فـ(محبة) مؤنثة لفظاً لكنها عوملت معاملة المذكر، لأن المضاف إليه كذلك، و(حب) مذكر لفظاً عومل معاملة المؤنث لأن المضاف إليه (الديار) مؤنثة.
هذا وشرط اكتساب المضاف من المضاف إليه التذكير أو التأْنيث أَن يبقى الكلام صحيحاً إذا قام المضاف إليه مقام المضاف، تقول في المثال الأَول: (الوالد نفعك) وفي الثاني (الديار منعتْك المغامرة).
فإذا لم يصح المعنى على ذلك لم يكتسب المضاف من المضاف إليه تذكيراً ولا تأنيثاً، فقولك (صحيفة خالد مزقت) لا يصح فيه إقامة المضاف إليه مقام المضاف فلا تقول: (خالد مزق) لفساد المعنى، وإذن لا نقول (صحيفة خالد مزق).
والأَوْلى مراعاة لفظ المضاف دائماً إلا في كلمة (كل)، فالأَصح تأْنيث العائد عليها إذا كان المضاف إليه مؤنثاً مع أَن لفظها مذكر، مثل {كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينةٌ}.
ملاحظة: من الأَسماء الملازمة للإِضافة: ((كلا وكلتا وكل)):
فأَما كلا وكلتا فإن أُضيفتا إلى ضمير أُعربتا إعراب المثنى (خذالكتابين كليْهما واقرأْ مقدمتيهما كلتيهما)، وإن أُضيفتا إلى اسم ظاهر أُعربتا إعراب الاسم المقصور فقدرت عليهما جميع حركات الإعراب؛ ولا يضافان حينئذ إلا إلى معرفة دالة على اثنين إما نصاً مثل (كلا الرجلين سافر)، (مررت بكلا البلدين) وإما بالاشتراك كضمير المتكلم مع غيره فهو مشترك بين المثنى والجمع: (كلانا موافق).
واعلم أن الأَفصح إعادة الضمير عليهما أَو وصفهما أو الإِخبار عنهما بالمفرد مراعاة للفظهما كما رأَيت في الأَمثلة المتقدمة، ودون ذلك مراعاة معناهما فنقول (كلانا موافقان).
وأما (كل) فالأَفصح إذا أُضيفت إلى معرفة مراعاة لفظها مثل قوله تعالى: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً}. وإذا أُضيفت إلى نكرة أو نونتْ بعد حذف المضاف إليه فالأَفصح مراعاة معناها مثل: {كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}. {كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ}.
الشواهد:
(أ)
1- {يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهّارُ}.......{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها وَإِنّا لَصادِقُونَ}
[يوسف: 12/39، 82]
2- {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}
[فاطر: 3/37]
3- {كِلْتا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً}
[الكهف: 18/33]
4- {وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
[الأعراف: 7/56]
سُهُداً إذا ما نام ليلُ الهَوْجلِ
5- فأَتتْ به حوشَ الفؤادِ مبطَّناً
(مبطن: ضامر البطن، الهوجل: الثقيل الكسلان). أبو كبير الهذلي
ولكن حبُّ من سكن الديارا
6- وما حبُّ الديار شغفْن قلبي
المجنون
فتركْن كلَّ قرارةٍ كالدرهم
7- جادتْ عليه كلُّ عينٍ ثَرَّةٍ
عنترة
لاقى مباعدةً منكم وحرمانا
8- يا رُبَّ غابِطِنا لو جاءَ يطلبكم
جرير
طويْن طولي وطويْن عرضي
9- طول الليالي أَسرعتْ في نقضي
الأغلب العجلي
ونارٍ توقَّدُ بالليل نارا
10- أَكلَّ امرئٍ تحسبين امرأً
أبو دؤاد الإبادي
(ب)
وللسيوف كما للناس آجال
11- القاتلُ السيفِ في جسم القتيل به
المتنبي
مني وإِن لم أَرجُ منكِ نوالا؟
12- الودُّ أَنتِ المستحقةُ صفوِه
بين ذراعيْ وجبهةِ الأَسد
13- يا من رأَى عارضاً أُسَرُّ به
الأسد: برج في السماء من منازل القمر. أبو زبيد الطائي
إلى الوشاة وإن كانوا ذوي رحم؟
14- ليس الأَخلاءُ بالمصغي مسامِعهم
بمثلِ أَو أَنفعَ من وبل الديم؟
15- علَّقت آمالي - فعمت النعمْ -
في النائبات وإلمام الملمات
16- كلا أَخي وخليلي واجدي عضداً
أيي وأَيُّك فارس الأَحزاب-؟
17- فلئن لقيتُك خالييْن لتعلمنْ
يطرد ذلك إلا في مسألتين لا يتعرف فيهما المضاف بإضافته إلى المعرفة، ولكن بتخصص: الأولى: إذا كان المضاف شديد الإبهام فلا يتعين بإضافته إلى معرفة ككلمة (غير مثل، شبه، نظير، خدن، إلخ) تقول: (جاءني رجلٌ مثلك، أحضر ثوباً غير هذا) فقد بقيت كل من ((مثل وغير)) نكرتين على رغم إضافتهما إلى معرفة بدليل أنا وصفنا بهما نكرة.
الثانية: أن يكون المضاف في موضع مستحق للنكرة كالحال والتمييز واسم ((لا)) النافية للجنس ومجرور (ربَ) تقول. (أكلت وحدي، كم ناقة وفصيلها في المرج؟ لا أبا لك ولا جناحي لخالد في القتال) واللام في المثالين الأخيرين مقحمة بين المضاف والمضاف إليه: وهذه الأسماء المضافة إلى معارف، نكرات في المعنى لأن معاني هذه الجمل: (أكلت منفرداً، كم ناقة وفصيلاً لها في المرج؟ لا أب لك، لا جناحين لخالد في القتال).
معصوب الرأس وحسن الخلق لم تكتسبا تعريفاً، بدليل أنهما وقعتا صفتين لنكرتين والمعرفة لا يوصف بها النكرة، وتقول: رب زائرنا خرج مسروراً، فـ((زائرنا)) اسم فاعل أضيف إلى مفعوله فلم يكتسب تعريفاً وبقي نكرة، ولولا ذلك ما جاز أن يجر بـ((رب)) التي لا تجر إلا النكرات.
[مريم: 19/95]، [المؤمنين: 23/53]، [الأنبياء: 21/93]
هذا وقد مر بك في مبحث المفعول المطلق طائفة من المصادر الملازمة للإضافة سماعاً مثل (سبحان الله، معاذ الله، حنانيك إلخ). وعرفت في بحث المفعول فيه أن بعض الظروف تضاف إلى الجمل مثل (حيث، إذا، إذ) فحمل هذه الجمل الجر بهذه الإضافة. وهناك كلمة (حَسْب) بمعنى (كافٍ) فتقع مبتدأ: (حسبك لقيمات)، وخبراً: (الله حسبي)، وصفة بعد نكرة: (قرأت كتاباً حسبَك من كتاب) وحالاً بعد معرفة: (هذا رفيقي حسبَك من رجل).
الإضافة ونوعاها - أحكام ثلاثة - ملاحظة
أ- الإِضافة نسبة بين اسمين ليتعرف أولهما بالثاني إن كان الثاني معرفة، أو يتخصص به إن كان نكرة، مثل: (أَحضرْ كتاب سعيد وقلم حبر) فـ(كتاب) نكرة تعرفت حين أُضيفت إلى سعيد المعرفة، و(قلم) نكرة تخصصت بإضافتها إلى (حبر) النكرة أيضاً.
ويحذف من الاسم المراد إضافته التنوين إن كان مفرداً، وما قام مقامه إن كان مثنى أو جمع مذكر سالماً وهو النون، تقول: (حضر مهندسا الدار وبناؤوها).
والإضافة نوعان: معنوية ولفظية وإليك بيانهما:
الإضافة المعنوية أو المحضة:
هي التي يكتسب فيها المضاف من المضاف إليه التعريف أوأو التخصيص كما تقدم وهذا هو الغرض الحقيقي من الإضافة، وتكون الإضافة المعنوية على معنى أحد أحرف الجر الثلاثة:
1- اللام المفيدة للملك أو الاختصاص، كقولك (داري = دارٌ لي)، (رأي خالد = رأَيٌ لخالد) وهذا أكثر ما يقع في الإضافات.
2- ((من)) البيانية، وذلك حين يكون المضاف إليه جنساً للمضاف كقولك: (هذه عصا خيزرانٍ = هذه عصاً من خيزران).
وضابطها أن يصح الإخبار بالمضاف إليه عن المضاف فتقول مثلاً (هذه العصا خيزرانٌ).
3- ((في)) الظرفية، وذلك حين يكون المضاف إليه ظرفاً في المعنى للمضاف مثل: (أَتعبني سهر الليل وحراسة الحقول = سهرٌ في الليل وحراسةٌ في الحقول).
هذا ومتى أُطلقت الإضافة أُريد بها الإضافة المعنوية هذه.
الإضافة اللفظية:
هذه إضافة ليست على معنى حرف من حروف الجر، وإنما هي نوع من التخفيف اللفظي فحسب، وتكون بإضافة مشتق (اسم فاعل أَو مبالغته أو اسم مفعول أو صفة مشبهة) إلى معموله مثل:
حضر مكرمُ الفقيرِ وشرَّابُ العسلِ - مرَّ بي رجلٌ معصوبُ الرأْس، صاحب امرأً حسنَ الخلق.
وأَصل هذه الإِضافات: (مكرمٌ الفقير، وشرابٌ عسلاً - معصوبٌ الرأسُ منه، حسناً خلقُه) وبالإضافة يحذف التنوين وما يقوم مقامه فيخف اللفظ.
واعلم أَن ما منع في الإضافة المعنوية وهو تحلي المضاف بـ(ال)، جائز هنا في الإضافة اللفظية بشرط أن يكون المضاف إليه محلىًّ بها أو مضافاً إلى محلَّى بها أو ضميراً يعود على محلًّى بها، أو يكون المضاف مثنى، أو جمع مذكر سالماً، مثل:
هذا أخوك الحسنُ الخلق الكريمُ أَصلِ الأَب، الفضل أَنت الجامعُ أَطرافهِ، مررت بالمكرميْ خالدٍ وبالزائري أبيك.
ب- أحكام ثلاثة:
1- كثيراً ما يحذفون المضاف ويقيمون المضاف إليه مقامه في الجملة عند ظهور المعنى وعدم الالتباس، كقولك (قرر المجلس البيع، استفتِ حيَّك)، والأَصل: (قرر أَهل المجلس، استفت سكان حيك).
وكذلك قد يحذفون المضاف من جملة إذا سبق له ذكر في جملة مماثلة كقولهم: (ما كلُّ بيضاءَ شحمة، ولا سوداءَ تمرة) والأَصل (ولا كلُّسوداءَ)، وكقولك: (ليس التسليم رأْي الموافقين ولا المخالفين) والأَصل (ولا رأَي المخالفين).
2- قد يكون في الكلام إضافتان المضاف إليه فيهما واحد، فيحذفونه من الإضافة الأُولى اكتفاءً بوجوده في الثانية، فهذه الجملة (حضر مدير المدرسة ومعلموها) يختصرونها على الشكل الآتي: (حضر مدير ومعلمو المدرسةِ). والفصيح الأَول وإنما يضطر إلى الثاني الشاعر أحياناً.
3- قد يكتسب المضاف من المضاف إليه التذكير أو التأْنيث فيعامل معاملة المضاف إليه، مثل: (محبةُ الوالد نفعك، وحب الديار منعتْك المغامرة).
فـ(محبة) مؤنثة لفظاً لكنها عوملت معاملة المذكر، لأن المضاف إليه كذلك، و(حب) مذكر لفظاً عومل معاملة المؤنث لأن المضاف إليه (الديار) مؤنثة.
هذا وشرط اكتساب المضاف من المضاف إليه التذكير أو التأْنيث أَن يبقى الكلام صحيحاً إذا قام المضاف إليه مقام المضاف، تقول في المثال الأَول: (الوالد نفعك) وفي الثاني (الديار منعتْك المغامرة).
فإذا لم يصح المعنى على ذلك لم يكتسب المضاف من المضاف إليه تذكيراً ولا تأنيثاً، فقولك (صحيفة خالد مزقت) لا يصح فيه إقامة المضاف إليه مقام المضاف فلا تقول: (خالد مزق) لفساد المعنى، وإذن لا نقول (صحيفة خالد مزق).
والأَوْلى مراعاة لفظ المضاف دائماً إلا في كلمة (كل)، فالأَصح تأْنيث العائد عليها إذا كان المضاف إليه مؤنثاً مع أَن لفظها مذكر، مثل {كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينةٌ}.
ملاحظة: من الأَسماء الملازمة للإِضافة: ((كلا وكلتا وكل)):
فأَما كلا وكلتا فإن أُضيفتا إلى ضمير أُعربتا إعراب المثنى (خذالكتابين كليْهما واقرأْ مقدمتيهما كلتيهما)، وإن أُضيفتا إلى اسم ظاهر أُعربتا إعراب الاسم المقصور فقدرت عليهما جميع حركات الإعراب؛ ولا يضافان حينئذ إلا إلى معرفة دالة على اثنين إما نصاً مثل (كلا الرجلين سافر)، (مررت بكلا البلدين) وإما بالاشتراك كضمير المتكلم مع غيره فهو مشترك بين المثنى والجمع: (كلانا موافق).
واعلم أن الأَفصح إعادة الضمير عليهما أَو وصفهما أو الإِخبار عنهما بالمفرد مراعاة للفظهما كما رأَيت في الأَمثلة المتقدمة، ودون ذلك مراعاة معناهما فنقول (كلانا موافقان).
وأما (كل) فالأَفصح إذا أُضيفت إلى معرفة مراعاة لفظها مثل قوله تعالى: {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً}. وإذا أُضيفت إلى نكرة أو نونتْ بعد حذف المضاف إليه فالأَفصح مراعاة معناها مثل: {كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}. {كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ}.
الشواهد:
(أ)
1- {يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْواحِدُ الْقَهّارُ}.......{وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها وَإِنّا لَصادِقُونَ}
[يوسف: 12/39، 82]
2- {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَما لِلظّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ}
[فاطر: 3/37]
3- {كِلْتا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً}
[الكهف: 18/33]
4- {وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}
[الأعراف: 7/56]
سُهُداً إذا ما نام ليلُ الهَوْجلِ
5- فأَتتْ به حوشَ الفؤادِ مبطَّناً
(مبطن: ضامر البطن، الهوجل: الثقيل الكسلان). أبو كبير الهذلي
ولكن حبُّ من سكن الديارا
6- وما حبُّ الديار شغفْن قلبي
المجنون
فتركْن كلَّ قرارةٍ كالدرهم
7- جادتْ عليه كلُّ عينٍ ثَرَّةٍ
عنترة
لاقى مباعدةً منكم وحرمانا
8- يا رُبَّ غابِطِنا لو جاءَ يطلبكم
جرير
طويْن طولي وطويْن عرضي
9- طول الليالي أَسرعتْ في نقضي
الأغلب العجلي
ونارٍ توقَّدُ بالليل نارا
10- أَكلَّ امرئٍ تحسبين امرأً
أبو دؤاد الإبادي
(ب)
وللسيوف كما للناس آجال
11- القاتلُ السيفِ في جسم القتيل به
المتنبي
مني وإِن لم أَرجُ منكِ نوالا؟
12- الودُّ أَنتِ المستحقةُ صفوِه
بين ذراعيْ وجبهةِ الأَسد
13- يا من رأَى عارضاً أُسَرُّ به
الأسد: برج في السماء من منازل القمر. أبو زبيد الطائي
إلى الوشاة وإن كانوا ذوي رحم؟
14- ليس الأَخلاءُ بالمصغي مسامِعهم
بمثلِ أَو أَنفعَ من وبل الديم؟
15- علَّقت آمالي - فعمت النعمْ -
في النائبات وإلمام الملمات
16- كلا أَخي وخليلي واجدي عضداً
أيي وأَيُّك فارس الأَحزاب-؟
17- فلئن لقيتُك خالييْن لتعلمنْ
يطرد ذلك إلا في مسألتين لا يتعرف فيهما المضاف بإضافته إلى المعرفة، ولكن بتخصص: الأولى: إذا كان المضاف شديد الإبهام فلا يتعين بإضافته إلى معرفة ككلمة (غير مثل، شبه، نظير، خدن، إلخ) تقول: (جاءني رجلٌ مثلك، أحضر ثوباً غير هذا) فقد بقيت كل من ((مثل وغير)) نكرتين على رغم إضافتهما إلى معرفة بدليل أنا وصفنا بهما نكرة.
الثانية: أن يكون المضاف في موضع مستحق للنكرة كالحال والتمييز واسم ((لا)) النافية للجنس ومجرور (ربَ) تقول. (أكلت وحدي، كم ناقة وفصيلها في المرج؟ لا أبا لك ولا جناحي لخالد في القتال) واللام في المثالين الأخيرين مقحمة بين المضاف والمضاف إليه: وهذه الأسماء المضافة إلى معارف، نكرات في المعنى لأن معاني هذه الجمل: (أكلت منفرداً، كم ناقة وفصيلاً لها في المرج؟ لا أب لك، لا جناحين لخالد في القتال).
معصوب الرأس وحسن الخلق لم تكتسبا تعريفاً، بدليل أنهما وقعتا صفتين لنكرتين والمعرفة لا يوصف بها النكرة، وتقول: رب زائرنا خرج مسروراً، فـ((زائرنا)) اسم فاعل أضيف إلى مفعوله فلم يكتسب تعريفاً وبقي نكرة، ولولا ذلك ما جاز أن يجر بـ((رب)) التي لا تجر إلا النكرات.
[مريم: 19/95]، [المؤمنين: 23/53]، [الأنبياء: 21/93]
هذا وقد مر بك في مبحث المفعول المطلق طائفة من المصادر الملازمة للإضافة سماعاً مثل (سبحان الله، معاذ الله، حنانيك إلخ). وعرفت في بحث المفعول فيه أن بعض الظروف تضاف إلى الجمل مثل (حيث، إذا، إذ) فحمل هذه الجمل الجر بهذه الإضافة. وهناك كلمة (حَسْب) بمعنى (كافٍ) فتقع مبتدأ: (حسبك لقيمات)، وخبراً: (الله حسبي)، وصفة بعد نكرة: (قرأت كتاباً حسبَك من كتاب) وحالاً بعد معرفة: (هذا رفيقي حسبَك من رجل).