وضع فريق برشلونة الإسباني قدمه في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بفوزه على مضيفه باير ليفركوزن الألماني (3-1)، ضمن منافسات ذهاب الدور ثمن النهائي للبطولة الأوروبية الأغلى.
لم يحمل الشوط الأول معه أية لمحات فنية أو هجمات خطرة لأي من الفريقين، رغم أن الضيوف كانوا أفضل حسابياً من حيث الاحتفاظ بالكرة والتسديد على المرمى والإمساك بزمام الأمور، لاسيما أن أصحاب الأرض فشلوا بالوصول إلى المنطقة الكتالونية ما جعل الحارس فيكتور فالديز ضيفاً.
تعامل ليفركوزن منذ اللحظة الأولى بطريقة دفاعية صرفة، كونه يعرف مدى خطورة برشلونة وقدرته الهجومية، ففضل اللعب على الطريقة "الإيطالية" بحيث يعطّل مفاتيح الفريق الإسباني بالتكتل عليها، والانطلاق من الهجمات المرتدة على أمل هز الشباك، وهو نجح في القسم الأول من مهمته فحرم ميسي وزملائه من الاقتراب من المنطقة الخطرة، لكنه فشل أيضاً بأن يتجاوز خط المنتصف الذي كانت معظم هجمات برشلونة تنطلق منه.
في حين لم يغير رجال المدرب جوسيب غوارديولا من طريقتهم المعتادة في الانقضاض على الفريق المنافس، على الرغم من غياب أحد أهم عناصره تشافي هيرنانديز.
ويمكن وصف دقائق هذا الشوط بالمملة، والبعيدة عن المستوى الذي يليق بمباريات هذا الدور، إذ أن الفرصة الوحيدة الحقيقية كانت تلك التي افتتح منها برشلونة التسجيل في الدقيقة 41، بعدما مرر ميسي الكرة إلى سانشيز الذي استغل خطأً دفاعياً في التمركز، فتقدم نحو منطقة الجزاء وسدد كرة خدعت الحارس إذ مرت من بين قدميه قبل تحوّلها إلى المرمى.
بداية الشوط الثاني جاءت مغايرة تماماً، فقد أظهر الطرفان تطوراً لافتاً في أدائهما، خصوصاً لدى الفريق الألماني الذي نجح بإحراز التعادل بعد 7 دقائق من صافرة البداية عن طريق التشيكي مايكل كادليش، الذي استغل عرضية لداخل منطقة الجزاء فاستقبلها بضربة رأسية عجز فالديز عن التعامل معها.
ولم يتأخر الرد الكتالوني إلا 3 دقائق وعن طريق سانشيز نفسه الذي قام بمجهود مماثل لما قام به عند افتتاحه التسجيل، إذ استلم الكرة من على حدود منطقة الجزاء وتقدم بسرعة متخطياً مدافعين والحارس وسدد في الشباك.
وكاد ليفركوزن أن يدرك التعادل في مرتين خلال 5 دقائق لكن فالديز أنقذ الموقف في المرة الأولى، قبل أن يتكفل القائم بصد التسديدة الأخرى، في الوقت نفسه الذي أهدر فيه الضيوف عبر نجمهم الأرجنتيني ميسي هدفاً محققاً (68).
وتحوّلت المباراة في الدقائق العشرين الأخيرة إلى هجمة وهجمة مواجهة، لكن الحارسين دافعا عن عرينهما بالطريقة الصحيحة، ما منع النتيجة من التبدل، حتى جاءت الدقيقة 89 عندما وضع ميسي بصمته في الشباك الألمانية، بعد أن استغل الكرة العرضية من زميله البرازيلي دانيال الفيش وتابعها زاحفاً في المرمى.