نزيف الحمام
جسد يتوارى
خلف الظلام
كم يتوق للسلام
وربيع الشعر
يخفق حباً
وعطاء وأمان
هل يظل ينزف
دماً ذاك الحمام..؟!1
أم تبق الكلمات
في وشاح الصمت
تردف هتافاتها
مثل الأوهام..؟!!
أم يبق
خنجر السراب
مغروساً في بدني
بإحكام..؟!
متى ترحم
تلك القلوب
وتحيي تلك العظام..؟!1
متى ترعوي النفوس
من غطرستها
مثل كلّ خرائطي
تظهر وتبان..؟!
فترشد الضال
إلى بر الأمان
حتى هو
غيم ماطر
وراء الغيوم
ماكثٌ في العلا
يراقب
جمهرة الكلمات
وسفك الدماء
ما تزال
تشن حملتها
على ارضٍ
ملّت من السهام
هل ستبقى
سيوف الويل
تلحقني حيثما أطلّ..؟!
أم سأبقى متشرذماً
هنا وهناك..؟!
أخشى
أن تموت صرختي
قبل أن تعلن السماء
قوانينها
وتستيقظ
ما يخفيه الوجدان
من هواجس وأحلام
كلّ شيء
أمسى وهماً
والقلب لم يعد ينام
إنها شرذمة الحيرة
كموت قادم
من المجهول
وناعورة الحب تدور
وصدى العشق يضام
هل تنتحر الخواطر
قبل أن تنادي بارئها
أو تطلق زئيرها
في كل مكان..؟!
أم تبق الحرية مقيدة
بين القضبان..؟!
الذات تكبل
بسلاسل الظلم والطغيان..؟1
وتنحني كلّ القيم
لطيف شبح مسكون
يبتغي قتل الحمام..؟!
*****
كم من الأعياد تمر وكم من الكلمات تفر من هاجس الظلام الذي لا يترك القلب حراً ليحيا سليماً ولو لبضع لحظات..
هل تبق النفوس تنجرف وراء خيالها المريض ..؟! ، وتنقاد وراء وهم أجوف مهستر ..؟!
أم تتحرر النفوس من غطرسة المادة..؟!!، وتعود الأرواح لتستنشق الصعداء..؟، لتحيا من جديد وتنطلق لزرع الورود في كل مكان.
هناك بصمات لمجازر ارتكبت بحق أرض ما تزال تأن من لحظات الغدر والسواد والقمع..
التي نالت منها وهي تتنفس رحيق الحياة بعد فترات من الزمن ..أنهكت سموم الحياة كاهلها
تقف القلوب إجلالاً وإكباراً لجثث بريئة توارت خلف الثرى..بينما في 21 آذار تستقبل وتستعد النفوس للاحتفال بعيد الربيع وعيد الورود..عيد الحرية التي تاقت النفوس لها وللاستجمام في كل طبيعة تمدنا بالأمل والحياة والطاقة.
كلّ شيء حولنا يبدو جميلاً بعكس نفوسنا المغتربة وما تصنعه أحلامنا الدونية...
نعم حتى أحلامنا ترتدي كوميديا ساخرة جديدة من نوعها لم نشهد لها مثيلاً..إنها التراجيديا الجديدة التي تجسد حقيقة الذات وتقف حائرة تلك الأرواح أمام معالم البشر..
وكذلك في 21 آذار عيد لأم تفانت بحبها وتضحياتها لأبنائها..حيث يقدم لها الجميع قرابين من الحب والحنان والعطف والاحترام والإجلال...إلى مكانة الأم الرفيعة ، أما أنا أقبلّ تراب أمي..أقدم لها أساي وحزني وهي تقارع المجهول ، تعيش في كنف ورعاية الله ..عالم البرزخ الذي هو مرحلة زمنية مجهولة المعالم .. كيف هي الآن..؟!!
لماذا لا نشعر بقيمة وحقيقة الإنسان إلا حينما نفقده..؟!
لماذا لا نحب بعضنا البعض ونتوغل في بحر الندم بعد رحيلنا عن هذا العالم ..؟!
لماذا لا نعانق الأم بكل مشاعرنا وأحاسيسنا وعواطفنا الأم أو الأب ولا نعطي حقيهما علينا ..؟1
ونعاتب أنفسنا بعد أن يتواريا تحت التراب..؟!
هل هي سنة الحياة ..؟!
وهل الموت محطة بدلاً أن يفتح لنا طرق الموعظة يعيدنا إلى مكاننا نلوذ ونلهث وراء نفوسنا الأمارة بالسوء...؟!
هل يبقى الشعر ينزف كما هي عفرين من جراء ما يرتكبه الفرد بحق الذات والحياة من مظالم وانتهاكات..؟!
أتبقى الكلمات رخيصة وواجفة تعاني من القيد والانحلال..؟!
أتبقى النفوس تنظر للسماء لتمد هي الأخرى رحمتها في وقت مجهول..؟!
ثم لماذا لا نفتح للسماء قلوبنا ونغدو كنثير هواء..؟!
أجسادنا خاوية.. قلوبنا فارغة ..والمادة أمست شغلنا الشاغل ..هل تحولت مفاهيمنا إلى سموم وتحولت سموم المفاهيم إلى نظام وتحول النظام إلى رتابة تقتلنا وتمتص الحياة بداخلنا..؟؟؟!
هناك من يتفانى بحب الآخر ويقدم روحه ونفسه قربانا ًفي سبيل الآخر ويضحي بالغالي والنفيس في سبيل بناء الحياة وبناء الإنسان وزرع المثل والقيم لكل الناس...وهناك بالمقابل من يشعر بنشوة عارمة ويسعى جاهداً وبلذة للدمار....
جسّدنا من خلال الحلقات المتوالية عن كثير من الأمراض ووقفنا عند ضياع النفوس والمفاهيم ولكننا لم نقف عند العلاج...ظلت الأسئلة تقارع خيالاتنا وتبحث في الفضاء عن أجوبة لم تلقاها بعد
ما زال الشعر يجسد الحالات التي يعيشها الإنسان في حياة مليئة بالخشونة والقساوة والرتابة المملة..فالشعر يجسد عدة ظواهر بشرية وإنسانية..ومادية وروحية ويسلط الضوء على المفاهيم ولو بشكل نسبي ..فقد ظل الشاعر يحاول الخروج من دائرة المعاناة ومن بوتقة الانغلاق ويفرش للأجيال الورد ويزرع وينشر الرحيق في قلوب العشاق.
كان الشعر الجاهلي مهداً للمثل والأحكام وغنياً بألوان الرثاء والهجاء والغزل
إذ يعبر بلغة قوية متينة عن أعمق المشاعر الإنسانية وسبر أغوار النفس البشرية باحثاً عن الوجود المادي وما وراء المادية ليرفرف بالروح إلى ألق الميتافيزيقيا حيث ترى رؤى أبعد من الوصف التجريدي.. دلالة على أن الشعر يتقمص كل الحالات الوجدانية والأدبية والعاطفية بلغة تفوق لغة الطبيعة ذاتها.. إلا أننا الآن نظن حالنا شعراء ..كل منا بحد ذاته أمسى شاعراً و بدا إبداء النصح للهاوي بأن يدرس أدوات الشعر ويحفظ كماً من القصائد ليغني حاله وذخيرته ...هباء منثوراً..ولم نعد نرغب بدراسة الشعر ونقف عند أولويته ، والبنية الفنية والجمالية للشعر وغدا مفهوم الشعر مشوهاً كما هي نفوسنا المغتربة في هذا الزمان إذ أن الشعر يفقد مصداقيته حينما يلبس ثوب الوجود تحت عنوان الحداثة في الشعر مع أن الحداثة تمد الشعر قوة وتطوراً في بنيته وألقاً آخر تعجز لغات العالم عن وصفه والوقوف عند حقيقته .
إنني أفقد شهيتي للحياة كما الشعر يفقد شهيته للقارئ والإبداع ..وكذلك الطبيعة تتألق أمامنا لتوحي إلينا بوجودها وسحرها وتفتح نوافذ وطاقات خلاقة من الإبداع بدوا خل شعورنا إلا إننا بدلاً من أن نعانق سحرها ونتغنى بجسدها ومفاتنها وبدلاً من أن ننهل منها الطاقة والعبرة وندخل إلى عميق ألغازها
لنأخذ منها العبر ونستلذ بسحرها إذ أن مفهوم اللذة شوهناه بعقولنا القاصرة واعتقاداتنا المغرورة ..ما زال ولا يزال الشعر ينزف ..يلهث ..يبحث عن نافذة لكي يتنفس وما زالت الذات الإنسانية تبحث عن هويتها كذات ٍ حرة ومنذ أن بحريتها ولجت إلى الحياة نفسها.
خطاب إلى من يسكنني
لا تنظري
نحو الدنيا
وانظري نحو العلا
وتمهلي يا حبيبتي
فكلماتي سنبلة
ودغدغي شواطئ قلبي
من أنفاس
في أعماق قلبي
متوغلة
هل طاب الربيع
بطلتك..
أم شمسي المنيرة
أعزلة..؟!
تاهت كلماتي
تبحث ببال طويل
وداء العظمة
في ناموس الحياة
متوغلة..
عميق حبي
وألوان الوجود
مذهلة..
وبناء الحياة
بجد ومجهود
عاقلة..
هل أبحث مثلك
عن حريتي
وعن مجد أمومتي
النافلة..؟!
هل ترى اسألتي
ترياقاً يشفي
كلّ أوراقي العليلة
ويمسح عني
غبار التعب
عن حياتي
المعتلة..
تلونت المرأة كحرباء
تبث سمومها
في أجزائي الأربعة
وتستغل سذاجتي
المقتولة...
أداعب صمتي
في لغة الصمت
وأدعو ربي
بألف دعاء
وكلّ النواميس
مفتعلة..
حبي مقتول
بياني مهستر
لما دنوت من عفرين
بنحيبها
تمسي النفوس
معتلة..
أناديك
يا أيتها القلوب
عانيت مراراً
وارتديت زيّ العولمة
وأمست ابتساماتي
مجهولة..
فإلى أين أرحل؟
وكلّ المفاهيم
بحب الدنيا
مجبولة..
ونفوس تتهاوى
وقلوب تلهث
وكلّ الأساليب
أمست مفتعلة
هل ماتت المشاعر
وانتحرت الخواطر...؟!!
ونزيف الشعر
يصرخ ألما
في دروب طويلة
عودي إلي صفائك
يا عرس أفراحي
يا خيال العشق
وامحي كلماتي
المذهولة..
وأحاسيسي
المبتذلة..
واجعلي روحي
ترفرف
ولبي في لبانة عقلي
عاقلة
*****
الأم في واد ونحن في واد
مهما يحاول الإنسان أن يعبر ولو بكل لغات العالم عن مكانة الأم لما استطاعت أن تعطيها حقها من الإعراب.. لأنها أعظم من كل لغات العالم ، ومكانتها أقدس من كل عروش الأسياد.
يحتفل جميع الناس في 21 آذار بعيد الأم التي جعلت دموعها وهاداً و قلبها أرضاً مفروشة بكل أزهار الربيع والتي تتسع هموم العالم قاطبة .. يحتفل جميع الناس بهذا العيد ليعبروا عن عظمة الأم وقدسيته
ويقدمون لها الهدايا القيمة والمعبرة ويقبلون أكفها ورأسها ويكللونها بالغار والحناء أما أنا أقدم لها روحي وأضحي في سبيلها وهي تحيا بجوار ربها أقبل تراب الأرض التي تغطي جثمانها وأدعو لها بكل عواطفي ومشاعري وحبي المتفاني الذي لم ير النور.
أداعب وجهها السمح الحنون وأنا أحمل نعشي وكم أتمنى أن التقي بها لأرتمي على قدميها وأشعر بجوارها بالحب والحنان والأمان الذي أخذته معها إلى دار البرزخ ، والتي تركتني أجوب شوارع الصمت في البيداء وحيداً ليس لي غير الذكرى تناشدني وأناشدها فأحيا حياتي كجسد خاو لا روح فيه..
لقد أخذت روحي معها أيضاً وتركت لي وحدة موحشة ..ظلاماً دامساً لا نور فيه سوى أشلائها التي تسبح في فضاء روحي وروحها التي تؤنس وحدتي بين الحين والحين...
كلّ بقعة في الدار تذكرني بها .. إذ أسمع حسيس صوتها الذي يناديني وتمسح أكفها المباركة غبار التعب عن جبيني ثم ترحل في النهار إلى جوار ربها من جديد..
في غرفتها أشعر بخيالها يجوب شوارع قلبي من كل الجهات فتسيل الدموع أخاديداً كسيل جارف لا يتقطع إلا أنها تعزف ألحانها في فضاء النفس التي تأبى أن يسمعها الناس كي تبقى أنفاسي تحيا حالة انتعاش في مقبرة الحياة.. فليست هي الوحيدة التي تعيش في القبر وتحلق روحها في النهار إلى موطن مجهول وتلتقي بجسدها في الليل..أنا أيضا أعيش في مقبرة الحياة وتحلق روحي في الليل والنهار، وتسرح مع خيالات وقلوب طاهرة لم تراها إلا في عالم آخر له سحره ودلالته .. وإن أنكره أغلب البشر.. لأن حركة الحياة لا تحمل وجهاً أو لوناً واحداً..بل هناك أسرار تخفيها كما هناك آيات في الأرض والسماء والنفس..التي بين جنبينا.
إننا لنا وقفة مع الموت في باب آخر ..فليست الحياة عبارة عن حقيقة الوجود وحدها بل هناك حقيقة الموت وهي أحق حقيقة لا يستطيع العلم أن يسدل الستار والوشاح عليها ؛ أو أن يعبر عن آلية الموت وما بعد الموت مهما تطورت أداوت العلم وارتقى العلماء إلى ذروة الأفق ...سيبقى الموت لغزاً ورمزاً غامضاً يلحق صاحبه أينما يحل أو تطأ قدماه..إنها الحقيقة التي ستظل كالشمس ساطعة مشرقة ولن يستطع البشر أن يزيلوها أو يمحوها من الوجود.. أو كشف هويته أو تغيير معالمه مهما ارتقوا وبلغوا المجد في ذلك .. ويشرفني أن أقدم لكم قصيدة بعنوان الفناء تجسد ظاهرة الفناء المعنوي والمادي التي تسدل الستار لتعلن عن أجزاء من الحقيقة ولو بشكل نسبي .. فقد اقتربت البوابة من الانتهاء والإغلاق وها هي تقبل ملحمة النزيف على السيلان ، بحيث يظل الشعر يعاني من قلوب تغفل عنه بل تتجاهل ما يقدمه الشعر للبشرية من عبر ودروس وحالات وجدانية من صلب الواقع ..
الفناء
ملحمتي
عشق فان
وبريق وجهي نور
وجسدي خريف دائم
ونفسي فضاء مسرور
وحياتي فصول أربعة
وروحي في الأفق
تدور..
وصمتي لغة منسية
وطيور كلماتي
تبقى في الجحور..
في مقبرة ظلماء
تحتسي أنفاسي
عذاباتها
في السحور
وتتلظى أحشائي
لهيب نار تثور
وأنا غارق
في نفسي
ونفسي ما تزال تدور..
أفكر بميلاد طفولتي
وصورة أمي
حولي تدور..
وشريط العمر يحلق
على رأسي
والدمار في عروقي
يغور
أغور في ذات الخرّدات
وأبحث عن نور..
أختفي كطيف حمام
خلف أسراب الرحيل
في أديم الأرض
أغور
أتنفس الصعداء
ثم أدفن
في وادي الحراء
أديم الأزلية
وأحفر
في سطح الصخور
أغرق في تلك البحور
أعرف وجه الحياة
كوجه أمي التي تشبه
بدر البدور
وأعرف هويتي
ولكن
تختفي أرواح عشقي
في ذات الغرور
هل تمضي
سحب القضاء
إلى مجهول يلامسني
أم ألامسه..؟!
فأنال مرادي
أو يصبح جسدي مهجوراً
في قلب مسحور
جعلت نفسي فداك
يا أمي
وجعلت قلبي بساط نور
وجعلت فؤادي ميناء مهجوراً
ومعبداً في العلياء
تزور
وأشباح الفضاء
تكشف عن معالمها
ومن ينكرها
إلا كافر مغرور
أطلق صرختي
في أرجاء مدينتي
ولغة صمتي
تريدني ألقاً
فأسرح بخيال منثور
صحفي ممزقة
لوحتي محطمة
قدري في أفق السماء
منشور
أنا يا وجعي
سيرة قدر
مشطور
موعد عطاء أنا
في أفق السماء
أدور
أزرع الورد
في حدائق القلوب
وكم أذوب..
أجعل من جسدي
نسيج أرض خصبة
وأنادي
طيف فتاتي المحبوب
أجوب شوارع الخيال
وأنتصب
ثم أتوب..
أركع لنور سمائي
وأصبر كأيوب
أطلق دعائي
في فضاء جسد
بخنجر البشر
مد بوب
إلى نور خالد
لأرتوي
بماء الحياة
ويقف نزفي حداداً
ليحي في ما يشاء
على مر الدروب
أنا المدفون
في سرداب قبري
أطلق دعائي
في كلّ مكان
تسكنني ديدان الغدر
وترشقني
حجارة الأوهام
فأحيا
حالات الرعب
وفي قلبي ذكريات
تداعب الأحلام
هل سأبقى
في كفني
أم سيكون لباس ختام
أخشى من انتزاعه
وتمزق عناب
تلامس في
كلّ الأقلام
تدس سمومها
في أجزائي الأربعة
تجردني من أنفاسي
من قلبي الذي
يشبه ماء القيام
أنا يا زهرتي
عشت وحيداً
حياة مجردة
من حب
أو هيام
من حضن امرأة تعرفني
من لمسة أنثى
تنسيني همي
تتوغل
في أعماق قلبي
حتى الذوبان
حلمت بغجرية
تلامس متني
وتغوص في كلماتي
كمسك يسحر الوجدان
في غسق
على صدري
تنام
ودفعت عمري
ضريبة حب
غير موجود
إلا في
روايات الشعوب
أو في ظلال الألوان
ونلت منهن
كلّ أطياف الظلام
فهل تبقى
نفسي تطلق صرختها
في مهب الريح
وهل تبقى الروح
في صيام
تناشد الديان
فحطمي ما تبقى
من عمري
ومن حلمي
وداعبي الأوهام
واسكني في زاوية
ليس فيها إلا
حفيف الكلمات
في محطة الاعتصام
مجرد أنا
في قبري
وأشلائي مبعثرة
في كلّ مكان..
وذكرياتي جسد خاو
وظهري بناء متصدع
وكل أحلامي
أوهام..
عفريت يلازمني
يمكث في
وحل أحلامي
فتولد الحيتان
فأنظر حولي
بعين ظمآنة
كم تتوق للأمان
القذى قد عماه
وسيف الحق
لا يضام
وعرشي أمسى هشيماً
وأرضي ملئ
بالأفاعي..
والديدان
غادرت حياتي
أمي
وتركتني
في زئير حلمي
أعاني طقوس الحرمان
كتب علي أن
تكون الوحدة صديقي
وتأمل الزمان زادي
وطيفي يجوب
كلّ مكان
كتب علي الشقاء
والبقاء
في لوحة صمتي
مقتول..
بألف خنجر
وأصناف من السهام
مطعون بطعنة غدر
مرمي في
شوارع القبر
بلا عطف
أو إيمان
تتلظى صرختي
بنار تحرق
هاجسي..
وتمزق أشلائي
المبعثرة
في كلّ مكان
*****
ألا ربي ترحمني ..؟ ،
تلملم تجاعيد قلبي
رغم جراحي
وتحيي تلك العظام..؟!!
ليس لي غيرك
معبوداً
فكلّ أشلاء صوتي
أمست في صيام
تناشدك روحي
وأنت قريب منها
تدعوك أكفي
وأنت تسمع دعائي
يا منان يا حنان
يا قدري
ومصيري
فقبري صدر يبتغيك
يا مهد الحنان
يا نوراً
ليس لي غيره
من شاف
به أرسو
إلى بر الأمان
أطلق بكائي
وأخشع لجبروتك
كي يرفرف
طير الحمام
وأسجد لك وحدك
بشرايين عذاب
ملت من هلوسات
تسكنها..
منذ قرون
فأغط في بحر الندم
أبغي أن تبقى
روحي صافية
كي قرير العين
نفسي تنام
*****
جسد يتوارى
خلف الظلام
كم يتوق للسلام
وربيع الشعر
يخفق حباً
وعطاء وأمان
هل يظل ينزف
دماً ذاك الحمام..؟!1
أم تبق الكلمات
في وشاح الصمت
تردف هتافاتها
مثل الأوهام..؟!!
أم يبق
خنجر السراب
مغروساً في بدني
بإحكام..؟!
متى ترحم
تلك القلوب
وتحيي تلك العظام..؟!1
متى ترعوي النفوس
من غطرستها
مثل كلّ خرائطي
تظهر وتبان..؟!
فترشد الضال
إلى بر الأمان
حتى هو
غيم ماطر
وراء الغيوم
ماكثٌ في العلا
يراقب
جمهرة الكلمات
وسفك الدماء
ما تزال
تشن حملتها
على ارضٍ
ملّت من السهام
هل ستبقى
سيوف الويل
تلحقني حيثما أطلّ..؟!
أم سأبقى متشرذماً
هنا وهناك..؟!
أخشى
أن تموت صرختي
قبل أن تعلن السماء
قوانينها
وتستيقظ
ما يخفيه الوجدان
من هواجس وأحلام
كلّ شيء
أمسى وهماً
والقلب لم يعد ينام
إنها شرذمة الحيرة
كموت قادم
من المجهول
وناعورة الحب تدور
وصدى العشق يضام
هل تنتحر الخواطر
قبل أن تنادي بارئها
أو تطلق زئيرها
في كل مكان..؟!
أم تبق الحرية مقيدة
بين القضبان..؟!
الذات تكبل
بسلاسل الظلم والطغيان..؟1
وتنحني كلّ القيم
لطيف شبح مسكون
يبتغي قتل الحمام..؟!
*****
كم من الأعياد تمر وكم من الكلمات تفر من هاجس الظلام الذي لا يترك القلب حراً ليحيا سليماً ولو لبضع لحظات..
هل تبق النفوس تنجرف وراء خيالها المريض ..؟! ، وتنقاد وراء وهم أجوف مهستر ..؟!
أم تتحرر النفوس من غطرسة المادة..؟!!، وتعود الأرواح لتستنشق الصعداء..؟، لتحيا من جديد وتنطلق لزرع الورود في كل مكان.
هناك بصمات لمجازر ارتكبت بحق أرض ما تزال تأن من لحظات الغدر والسواد والقمع..
التي نالت منها وهي تتنفس رحيق الحياة بعد فترات من الزمن ..أنهكت سموم الحياة كاهلها
تقف القلوب إجلالاً وإكباراً لجثث بريئة توارت خلف الثرى..بينما في 21 آذار تستقبل وتستعد النفوس للاحتفال بعيد الربيع وعيد الورود..عيد الحرية التي تاقت النفوس لها وللاستجمام في كل طبيعة تمدنا بالأمل والحياة والطاقة.
كلّ شيء حولنا يبدو جميلاً بعكس نفوسنا المغتربة وما تصنعه أحلامنا الدونية...
نعم حتى أحلامنا ترتدي كوميديا ساخرة جديدة من نوعها لم نشهد لها مثيلاً..إنها التراجيديا الجديدة التي تجسد حقيقة الذات وتقف حائرة تلك الأرواح أمام معالم البشر..
وكذلك في 21 آذار عيد لأم تفانت بحبها وتضحياتها لأبنائها..حيث يقدم لها الجميع قرابين من الحب والحنان والعطف والاحترام والإجلال...إلى مكانة الأم الرفيعة ، أما أنا أقبلّ تراب أمي..أقدم لها أساي وحزني وهي تقارع المجهول ، تعيش في كنف ورعاية الله ..عالم البرزخ الذي هو مرحلة زمنية مجهولة المعالم .. كيف هي الآن..؟!!
لماذا لا نشعر بقيمة وحقيقة الإنسان إلا حينما نفقده..؟!
لماذا لا نحب بعضنا البعض ونتوغل في بحر الندم بعد رحيلنا عن هذا العالم ..؟!
لماذا لا نعانق الأم بكل مشاعرنا وأحاسيسنا وعواطفنا الأم أو الأب ولا نعطي حقيهما علينا ..؟1
ونعاتب أنفسنا بعد أن يتواريا تحت التراب..؟!
هل هي سنة الحياة ..؟!
وهل الموت محطة بدلاً أن يفتح لنا طرق الموعظة يعيدنا إلى مكاننا نلوذ ونلهث وراء نفوسنا الأمارة بالسوء...؟!
هل يبقى الشعر ينزف كما هي عفرين من جراء ما يرتكبه الفرد بحق الذات والحياة من مظالم وانتهاكات..؟!
أتبقى الكلمات رخيصة وواجفة تعاني من القيد والانحلال..؟!
أتبقى النفوس تنظر للسماء لتمد هي الأخرى رحمتها في وقت مجهول..؟!
ثم لماذا لا نفتح للسماء قلوبنا ونغدو كنثير هواء..؟!
أجسادنا خاوية.. قلوبنا فارغة ..والمادة أمست شغلنا الشاغل ..هل تحولت مفاهيمنا إلى سموم وتحولت سموم المفاهيم إلى نظام وتحول النظام إلى رتابة تقتلنا وتمتص الحياة بداخلنا..؟؟؟!
هناك من يتفانى بحب الآخر ويقدم روحه ونفسه قربانا ًفي سبيل الآخر ويضحي بالغالي والنفيس في سبيل بناء الحياة وبناء الإنسان وزرع المثل والقيم لكل الناس...وهناك بالمقابل من يشعر بنشوة عارمة ويسعى جاهداً وبلذة للدمار....
جسّدنا من خلال الحلقات المتوالية عن كثير من الأمراض ووقفنا عند ضياع النفوس والمفاهيم ولكننا لم نقف عند العلاج...ظلت الأسئلة تقارع خيالاتنا وتبحث في الفضاء عن أجوبة لم تلقاها بعد
ما زال الشعر يجسد الحالات التي يعيشها الإنسان في حياة مليئة بالخشونة والقساوة والرتابة المملة..فالشعر يجسد عدة ظواهر بشرية وإنسانية..ومادية وروحية ويسلط الضوء على المفاهيم ولو بشكل نسبي ..فقد ظل الشاعر يحاول الخروج من دائرة المعاناة ومن بوتقة الانغلاق ويفرش للأجيال الورد ويزرع وينشر الرحيق في قلوب العشاق.
كان الشعر الجاهلي مهداً للمثل والأحكام وغنياً بألوان الرثاء والهجاء والغزل
إذ يعبر بلغة قوية متينة عن أعمق المشاعر الإنسانية وسبر أغوار النفس البشرية باحثاً عن الوجود المادي وما وراء المادية ليرفرف بالروح إلى ألق الميتافيزيقيا حيث ترى رؤى أبعد من الوصف التجريدي.. دلالة على أن الشعر يتقمص كل الحالات الوجدانية والأدبية والعاطفية بلغة تفوق لغة الطبيعة ذاتها.. إلا أننا الآن نظن حالنا شعراء ..كل منا بحد ذاته أمسى شاعراً و بدا إبداء النصح للهاوي بأن يدرس أدوات الشعر ويحفظ كماً من القصائد ليغني حاله وذخيرته ...هباء منثوراً..ولم نعد نرغب بدراسة الشعر ونقف عند أولويته ، والبنية الفنية والجمالية للشعر وغدا مفهوم الشعر مشوهاً كما هي نفوسنا المغتربة في هذا الزمان إذ أن الشعر يفقد مصداقيته حينما يلبس ثوب الوجود تحت عنوان الحداثة في الشعر مع أن الحداثة تمد الشعر قوة وتطوراً في بنيته وألقاً آخر تعجز لغات العالم عن وصفه والوقوف عند حقيقته .
إنني أفقد شهيتي للحياة كما الشعر يفقد شهيته للقارئ والإبداع ..وكذلك الطبيعة تتألق أمامنا لتوحي إلينا بوجودها وسحرها وتفتح نوافذ وطاقات خلاقة من الإبداع بدوا خل شعورنا إلا إننا بدلاً من أن نعانق سحرها ونتغنى بجسدها ومفاتنها وبدلاً من أن ننهل منها الطاقة والعبرة وندخل إلى عميق ألغازها
لنأخذ منها العبر ونستلذ بسحرها إذ أن مفهوم اللذة شوهناه بعقولنا القاصرة واعتقاداتنا المغرورة ..ما زال ولا يزال الشعر ينزف ..يلهث ..يبحث عن نافذة لكي يتنفس وما زالت الذات الإنسانية تبحث عن هويتها كذات ٍ حرة ومنذ أن بحريتها ولجت إلى الحياة نفسها.
خطاب إلى من يسكنني
لا تنظري
نحو الدنيا
وانظري نحو العلا
وتمهلي يا حبيبتي
فكلماتي سنبلة
ودغدغي شواطئ قلبي
من أنفاس
في أعماق قلبي
متوغلة
هل طاب الربيع
بطلتك..
أم شمسي المنيرة
أعزلة..؟!
تاهت كلماتي
تبحث ببال طويل
وداء العظمة
في ناموس الحياة
متوغلة..
عميق حبي
وألوان الوجود
مذهلة..
وبناء الحياة
بجد ومجهود
عاقلة..
هل أبحث مثلك
عن حريتي
وعن مجد أمومتي
النافلة..؟!
هل ترى اسألتي
ترياقاً يشفي
كلّ أوراقي العليلة
ويمسح عني
غبار التعب
عن حياتي
المعتلة..
تلونت المرأة كحرباء
تبث سمومها
في أجزائي الأربعة
وتستغل سذاجتي
المقتولة...
أداعب صمتي
في لغة الصمت
وأدعو ربي
بألف دعاء
وكلّ النواميس
مفتعلة..
حبي مقتول
بياني مهستر
لما دنوت من عفرين
بنحيبها
تمسي النفوس
معتلة..
أناديك
يا أيتها القلوب
عانيت مراراً
وارتديت زيّ العولمة
وأمست ابتساماتي
مجهولة..
فإلى أين أرحل؟
وكلّ المفاهيم
بحب الدنيا
مجبولة..
ونفوس تتهاوى
وقلوب تلهث
وكلّ الأساليب
أمست مفتعلة
هل ماتت المشاعر
وانتحرت الخواطر...؟!!
ونزيف الشعر
يصرخ ألما
في دروب طويلة
عودي إلي صفائك
يا عرس أفراحي
يا خيال العشق
وامحي كلماتي
المذهولة..
وأحاسيسي
المبتذلة..
واجعلي روحي
ترفرف
ولبي في لبانة عقلي
عاقلة
*****
الأم في واد ونحن في واد
مهما يحاول الإنسان أن يعبر ولو بكل لغات العالم عن مكانة الأم لما استطاعت أن تعطيها حقها من الإعراب.. لأنها أعظم من كل لغات العالم ، ومكانتها أقدس من كل عروش الأسياد.
يحتفل جميع الناس في 21 آذار بعيد الأم التي جعلت دموعها وهاداً و قلبها أرضاً مفروشة بكل أزهار الربيع والتي تتسع هموم العالم قاطبة .. يحتفل جميع الناس بهذا العيد ليعبروا عن عظمة الأم وقدسيته
ويقدمون لها الهدايا القيمة والمعبرة ويقبلون أكفها ورأسها ويكللونها بالغار والحناء أما أنا أقدم لها روحي وأضحي في سبيلها وهي تحيا بجوار ربها أقبل تراب الأرض التي تغطي جثمانها وأدعو لها بكل عواطفي ومشاعري وحبي المتفاني الذي لم ير النور.
أداعب وجهها السمح الحنون وأنا أحمل نعشي وكم أتمنى أن التقي بها لأرتمي على قدميها وأشعر بجوارها بالحب والحنان والأمان الذي أخذته معها إلى دار البرزخ ، والتي تركتني أجوب شوارع الصمت في البيداء وحيداً ليس لي غير الذكرى تناشدني وأناشدها فأحيا حياتي كجسد خاو لا روح فيه..
لقد أخذت روحي معها أيضاً وتركت لي وحدة موحشة ..ظلاماً دامساً لا نور فيه سوى أشلائها التي تسبح في فضاء روحي وروحها التي تؤنس وحدتي بين الحين والحين...
كلّ بقعة في الدار تذكرني بها .. إذ أسمع حسيس صوتها الذي يناديني وتمسح أكفها المباركة غبار التعب عن جبيني ثم ترحل في النهار إلى جوار ربها من جديد..
في غرفتها أشعر بخيالها يجوب شوارع قلبي من كل الجهات فتسيل الدموع أخاديداً كسيل جارف لا يتقطع إلا أنها تعزف ألحانها في فضاء النفس التي تأبى أن يسمعها الناس كي تبقى أنفاسي تحيا حالة انتعاش في مقبرة الحياة.. فليست هي الوحيدة التي تعيش في القبر وتحلق روحها في النهار إلى موطن مجهول وتلتقي بجسدها في الليل..أنا أيضا أعيش في مقبرة الحياة وتحلق روحي في الليل والنهار، وتسرح مع خيالات وقلوب طاهرة لم تراها إلا في عالم آخر له سحره ودلالته .. وإن أنكره أغلب البشر.. لأن حركة الحياة لا تحمل وجهاً أو لوناً واحداً..بل هناك أسرار تخفيها كما هناك آيات في الأرض والسماء والنفس..التي بين جنبينا.
إننا لنا وقفة مع الموت في باب آخر ..فليست الحياة عبارة عن حقيقة الوجود وحدها بل هناك حقيقة الموت وهي أحق حقيقة لا يستطيع العلم أن يسدل الستار والوشاح عليها ؛ أو أن يعبر عن آلية الموت وما بعد الموت مهما تطورت أداوت العلم وارتقى العلماء إلى ذروة الأفق ...سيبقى الموت لغزاً ورمزاً غامضاً يلحق صاحبه أينما يحل أو تطأ قدماه..إنها الحقيقة التي ستظل كالشمس ساطعة مشرقة ولن يستطع البشر أن يزيلوها أو يمحوها من الوجود.. أو كشف هويته أو تغيير معالمه مهما ارتقوا وبلغوا المجد في ذلك .. ويشرفني أن أقدم لكم قصيدة بعنوان الفناء تجسد ظاهرة الفناء المعنوي والمادي التي تسدل الستار لتعلن عن أجزاء من الحقيقة ولو بشكل نسبي .. فقد اقتربت البوابة من الانتهاء والإغلاق وها هي تقبل ملحمة النزيف على السيلان ، بحيث يظل الشعر يعاني من قلوب تغفل عنه بل تتجاهل ما يقدمه الشعر للبشرية من عبر ودروس وحالات وجدانية من صلب الواقع ..
الفناء
ملحمتي
عشق فان
وبريق وجهي نور
وجسدي خريف دائم
ونفسي فضاء مسرور
وحياتي فصول أربعة
وروحي في الأفق
تدور..
وصمتي لغة منسية
وطيور كلماتي
تبقى في الجحور..
في مقبرة ظلماء
تحتسي أنفاسي
عذاباتها
في السحور
وتتلظى أحشائي
لهيب نار تثور
وأنا غارق
في نفسي
ونفسي ما تزال تدور..
أفكر بميلاد طفولتي
وصورة أمي
حولي تدور..
وشريط العمر يحلق
على رأسي
والدمار في عروقي
يغور
أغور في ذات الخرّدات
وأبحث عن نور..
أختفي كطيف حمام
خلف أسراب الرحيل
في أديم الأرض
أغور
أتنفس الصعداء
ثم أدفن
في وادي الحراء
أديم الأزلية
وأحفر
في سطح الصخور
أغرق في تلك البحور
أعرف وجه الحياة
كوجه أمي التي تشبه
بدر البدور
وأعرف هويتي
ولكن
تختفي أرواح عشقي
في ذات الغرور
هل تمضي
سحب القضاء
إلى مجهول يلامسني
أم ألامسه..؟!
فأنال مرادي
أو يصبح جسدي مهجوراً
في قلب مسحور
جعلت نفسي فداك
يا أمي
وجعلت قلبي بساط نور
وجعلت فؤادي ميناء مهجوراً
ومعبداً في العلياء
تزور
وأشباح الفضاء
تكشف عن معالمها
ومن ينكرها
إلا كافر مغرور
أطلق صرختي
في أرجاء مدينتي
ولغة صمتي
تريدني ألقاً
فأسرح بخيال منثور
صحفي ممزقة
لوحتي محطمة
قدري في أفق السماء
منشور
أنا يا وجعي
سيرة قدر
مشطور
موعد عطاء أنا
في أفق السماء
أدور
أزرع الورد
في حدائق القلوب
وكم أذوب..
أجعل من جسدي
نسيج أرض خصبة
وأنادي
طيف فتاتي المحبوب
أجوب شوارع الخيال
وأنتصب
ثم أتوب..
أركع لنور سمائي
وأصبر كأيوب
أطلق دعائي
في فضاء جسد
بخنجر البشر
مد بوب
إلى نور خالد
لأرتوي
بماء الحياة
ويقف نزفي حداداً
ليحي في ما يشاء
على مر الدروب
أنا المدفون
في سرداب قبري
أطلق دعائي
في كلّ مكان
تسكنني ديدان الغدر
وترشقني
حجارة الأوهام
فأحيا
حالات الرعب
وفي قلبي ذكريات
تداعب الأحلام
هل سأبقى
في كفني
أم سيكون لباس ختام
أخشى من انتزاعه
وتمزق عناب
تلامس في
كلّ الأقلام
تدس سمومها
في أجزائي الأربعة
تجردني من أنفاسي
من قلبي الذي
يشبه ماء القيام
أنا يا زهرتي
عشت وحيداً
حياة مجردة
من حب
أو هيام
من حضن امرأة تعرفني
من لمسة أنثى
تنسيني همي
تتوغل
في أعماق قلبي
حتى الذوبان
حلمت بغجرية
تلامس متني
وتغوص في كلماتي
كمسك يسحر الوجدان
في غسق
على صدري
تنام
ودفعت عمري
ضريبة حب
غير موجود
إلا في
روايات الشعوب
أو في ظلال الألوان
ونلت منهن
كلّ أطياف الظلام
فهل تبقى
نفسي تطلق صرختها
في مهب الريح
وهل تبقى الروح
في صيام
تناشد الديان
فحطمي ما تبقى
من عمري
ومن حلمي
وداعبي الأوهام
واسكني في زاوية
ليس فيها إلا
حفيف الكلمات
في محطة الاعتصام
مجرد أنا
في قبري
وأشلائي مبعثرة
في كلّ مكان..
وذكرياتي جسد خاو
وظهري بناء متصدع
وكل أحلامي
أوهام..
عفريت يلازمني
يمكث في
وحل أحلامي
فتولد الحيتان
فأنظر حولي
بعين ظمآنة
كم تتوق للأمان
القذى قد عماه
وسيف الحق
لا يضام
وعرشي أمسى هشيماً
وأرضي ملئ
بالأفاعي..
والديدان
غادرت حياتي
أمي
وتركتني
في زئير حلمي
أعاني طقوس الحرمان
كتب علي أن
تكون الوحدة صديقي
وتأمل الزمان زادي
وطيفي يجوب
كلّ مكان
كتب علي الشقاء
والبقاء
في لوحة صمتي
مقتول..
بألف خنجر
وأصناف من السهام
مطعون بطعنة غدر
مرمي في
شوارع القبر
بلا عطف
أو إيمان
تتلظى صرختي
بنار تحرق
هاجسي..
وتمزق أشلائي
المبعثرة
في كلّ مكان
*****
ألا ربي ترحمني ..؟ ،
تلملم تجاعيد قلبي
رغم جراحي
وتحيي تلك العظام..؟!!
ليس لي غيرك
معبوداً
فكلّ أشلاء صوتي
أمست في صيام
تناشدك روحي
وأنت قريب منها
تدعوك أكفي
وأنت تسمع دعائي
يا منان يا حنان
يا قدري
ومصيري
فقبري صدر يبتغيك
يا مهد الحنان
يا نوراً
ليس لي غيره
من شاف
به أرسو
إلى بر الأمان
أطلق بكائي
وأخشع لجبروتك
كي يرفرف
طير الحمام
وأسجد لك وحدك
بشرايين عذاب
ملت من هلوسات
تسكنها..
منذ قرون
فأغط في بحر الندم
أبغي أن تبقى
روحي صافية
كي قرير العين
نفسي تنام
*****