هاوار عفرين ابو الوليد

كيف يمارس أهالي "عفرين" طقوسهم لجلب المطر؟ 73926
كيف يمارس أهالي "عفرين" طقوسهم لجلب المطر؟ 73949

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هاوار عفرين ابو الوليد

كيف يمارس أهالي "عفرين" طقوسهم لجلب المطر؟ 73926
كيف يمارس أهالي "عفرين" طقوسهم لجلب المطر؟ 73949

هاوار عفرين ابو الوليد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
هاوار عفرين ابو الوليد

مرحبا و أغــلى ســهلا يا (زائر) .. عدد مساهماتك و مـشــاركـاتـك3


    كيف يمارس أهالي "عفرين" طقوسهم لجلب المطر؟

    احبك يا عفرين
    احبك يا عفرين
     غــرامــي  كبـــير الــمــشـــرفــين
     غــرامــي  كبـــير الــمــشـــرفــين


    عــدد الـــمــســاهـمات عــدد الـــمــســاهـمات : 191

    كيف يمارس أهالي "عفرين" طقوسهم لجلب المطر؟ Empty كيف يمارس أهالي "عفرين" طقوسهم لجلب المطر؟

    مُساهمة من طرف احبك يا عفرين الثلاثاء 15 نوفمبر - 14:28

    المطر بالنسبة للريفيين هو عصب حياتهم بل هو الحياة نفسها، فوفرة المطر تعني وفراً في المحاصيل الزراعية وزيادة في الإنتاج وبالتالي يعم الرخاء والسعادة، أما انحباس المطر عن الهطول لفترات طويلة فهو الموت بعينه حيث تتحول الأراضي الزراعية في الريف إلى صحارى قاحلة ويختفي نبض الحياة منها.

    الريفيون لم يقفوا مكتوفي الأيدي ولم يقبلوا بحكم الطبيعة القاسي عليهم وذلك بحبس المطر ومنعه من الهطول عليهم وعلى أراضيهم الزراعية فقد كانوا يلجؤون إلى ممارسة مجموعة من الطقوس القديمة والدعوة من خلالها إلى جلب المطر ليعود الرخاء والحياة إلى الريف.

    حول هذه بعض هذه الطقوس يقول السيد "خليل إبراهيم" 76 سنة وهو من منطقة "عفرين": «الكل يعرف أهمية المطر في حياة أهل الريف فهي تشكل المحور الأساسي في حياتهم ودونه تصبح حياتهم قاسية لأنّ قلة الإنتاج الزراعي يعني قلة المال وبالتالي يسود الفقر، طبعاً هذا الوضع كان سائداً قديماً وليس اليوم حيث الجمعيات الفلاحية في الريف تساعد الفلاحين بتقديم القروض الميسرة والأسمدة لهم وكذلك جر قنوات الري إلى أراضيهم وبناء صوامع عملاقة لخزن القمح وغير ذلك وبالتالي تساهم الدولة في تخفيف أضرار انحباس المطر عليهم.

    قديماً كان للريفيين طقوس اجتماعية ودينية يلجؤون إلى ممارستها عند غياب المطر عن الهطول لفترة طويلة وخاصّةً خلال شهري أيلول وتشرين الأول اللذين يمثلان بداية الموسم واستعداد الفلاحين لزراعة أراضيهم ودون هطول الأمطار المبكرة كان من المستحيل البدء بعملية الزراعة».

    ويتابع السيد "خليل" حديثه: «من تلك الطقوس طقس اجتماعي عريق وطريف يُسمى محلياً /سرسال/ ومضمون الطقس هو أن خليل إبراهيميجتمع كل رجال القرية وشبابها في إحدى الليالي خلال فترة انحباس المطر وذلك من أجل الطواف على بيوت القرية والقرى المجاورة يتقدمهم القشمر /المهرج/ أملاً بهطول المطر، والقشمر هو شخص متطوع من القرية يكون في حياته اليومية شخصاً مرحاً حيث يتم دهن وجهه وكذلك دهن ساعديه وساقيه بهباب الفحم /الأسود/ وإلباسه فرو الغنم ومنحه عصا طويلة.

    بعد تجهيز القشمر /المهرج/ يجتمع حوله الريفيون ليطوفوا به على بيوت القرية مع ترديد الأغاني والأناشيد الخاصة بالمناسبة ويستقبل أهل كل بيت القشمر برش الماء عليه وعلى الجموع المرافقة له وتبليلهم على أمل أن تبلل الأمطار الأرض والناس قريباً وتقديم النقود أو البرغل أو الزيت لهم، وخلال الطواف بالبيوت كانت تحدث أمور اجتماعية طريفة، فقد كان البعض من أهل البيوت وعلى سبيل الطرفة يمتنعون عن تقديم شيء للجموع إلا إذا دخل القشمر إلى داخل البيت لكي يرقص أو يغني لهم وكان القشمر مضطراً حينها لتنفيذ تلك الرغبات في حين كان أهل تلك البيوت قد نصبوا الفخ للقشمر فبدلاً من رش كاسة ماء عليه كانوا يرشونه بدلو ماء كبير أو بمادة أخرى مثل الزيت وغير ذلك، وبعد الانتهاء من الطواف على كل بيوت القرية كان القشمر وجموعه من الريفيين القشمر، صورة عمرها 26 سنةيذهبون إلى القرى المجاورة وذلك حتى صباح اليوم التالي في جو اجتماعي جميل.

    وتقول السيدة "فاطمة يوسف" 73 سنة: «في اليوم التالي من "السرسال" كانت نساء القرية يجتمعن في إحدى ساحات القرية للبدء بعملية الطبخ الجماعي حيث كانت كل واحدة منهن تحضر قدراً من بيتها ليتم الطبخ بتلك المواد التي تم جمعها من خلال الطواف مثل الزيت والرز والبرغل والبصل وغيرها أما النقود فكان يُشترى بها مجموعة من الدجاجات ليتم ذبحها في مكان مقدس /مزار/ وبعد الانتهاء من عملية الطبخ الجماعي كانت تُمد السفرة في ظلال إحدى الأشجار في وسط القرية ليقوم جميع أهل القرية كباراً وصغاراً بتناول الطعام المبارك وتقديم قسم منه للفقراء والمساكين والمارة وعابري السبيل».

    وحول دور هذا الطقس في جلب المطر وقدرته على ذلك فعلاً تقول السيدة "فاطمة": «أذكر أنّ المطر قد هطل على القشمر ومرافقيه من القرويين في الكثير من الحالات وهم مازالوا يطوفون على البيوت أو خلال تناولنا للطعام الجماعي المبارك وكان ذلك مبعث الفرح والسعادة في نفوسنا.

    ومن الطقوس الاجتماعية الأخرى لجلب المطر هو صلاة الاستسقاء حيث كان الريفيون يجتمعون في مكان مرتفع من القرية يتقدمهم شيخ الجامع ليقوموا بممارسة هذا النوع من الصلاة والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى ورجائه بإرسال المطر من عنده».

    وتختم السيدة "فاطمة": «وهناك طقس اجتماعي قديم جداً ورثناه عن آبائنا وأجدادنا كنا نلجأ في الريف إلى ممارسته أثناء انقطاع المطر لفترات طويلة ومضمون هذا الطقس هو أن تجتمع ثلاثة من النساء الأرامل في ساحة القرية للقيام بعملية طريفة بغية جلب الأمطار وهي قيامهن بغسل رأس حمارة فقد كان هناك اعتقاد سائد في الريف وهو أنّ ممارسة هذا الطقس الطريف يساعد في هطول المطر».

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 5:42