هاوار عفرين ابو الوليد

أسطورة الحجاب 73926
أسطورة الحجاب 73949

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هاوار عفرين ابو الوليد

أسطورة الحجاب 73926
أسطورة الحجاب 73949

هاوار عفرين ابو الوليد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
هاوار عفرين ابو الوليد

مرحبا و أغــلى ســهلا يا (زائر) .. عدد مساهماتك و مـشــاركـاتـك3


    أسطورة الحجاب

    Hawar Afrin
    Hawar Afrin
    االــمــديـــرر االـــعـــاأم  للــمــنـتدى
    االــمــديـــرر االـــعـــاأم  للــمــنـتدى


    عــدد الـــمــســاهـمات عــدد الـــمــســاهـمات : 3126

    موضوع  متميز أسطورة الحجاب

    مُساهمة من طرف Hawar Afrin الأحد 20 مايو - 19:48

    أسطورة الحجاب
    و حكم المنطق فيها
    في ظل الواقع المعاصر للمسلمين
    د. محمد صالح حسن
    أستاذ سابق بجامعة الخرطوم
    أستاذ حالي بجامعة كاليفورنيا – سكرمنتو


    في الآونة الأخيرة ثار اللغط و كثر حول ما يسمى بحجاب المرأة المسلمة ، و في الشهور الأخيرة ثارت ثائرة كثير من الجماعات الإسلامية ، المعتدلة منها و المتطرفة حول توصيات الرئيس الفرنسي جاك شيراك بشأن الرموز الدينية في مدارس الدولة و التي أقرها البرلمان الفرنسي بأغلبية ساحقة ، ثم انبرت للاعتراض عليها جماعات إسلامية نزعم تمثيلها للمسلمين في أوربا و أمريكا ، و علت أصواتهم بالاحتجاج معتبرين أن إجراءات الفرنسيين تهجم على حقوق المسلمين و أن منع ما يسمى بالحجاب في المدارس و المؤسسات الحكومية إنما محاولة للنيل من الإسلام و منع أداء ( فريضة شرعية ) على نساء المسلمين ؛أما أسباب شمولية الإحتجاج برأيي فهي :
    أولا : أن ما حدث في فرنسا يأتي في نفس الوقت الذي يتعرض فيه المسلمون و العرب إلى هجمة شرسة تقودها الولايات المتحدة الأمريكيةو حيث تدعم أيضا الجرائم الإسرائيلية في فلسطين و تؤيدها ماديا و معنويا .
    ثانيا : ما يسمعه المسلمون من غلاة اليمين المسيحي و خاصة المعتلين منهم لأرفع المناصب ، من تهجم على الإسلام و وصفه بالدين الإرهابي ، و الإساءة إلى المسلمين أينما أتيح لهم ذلك ؛ ثم الإدعاء بأنهم إنما يهدفون إلى الإصلاح السياسي و نشر الدمقراطية ، بينما يشعر المسلمون أن كل هذا ليس سوى كذب و نفاق .
    ثالثا : إن العاطفة الدينية لدى المسلمين تجعلهم أقرب إلى قبول دعاوى البعض بأن ( حجاب المسلمة ) فرض عين و أنه مستند إلى بعض النصوص القرآنية و الأحاديث النبوية .
    هذا و سأتناول بالبحث ثلاث مسائل محاولا من خلالها الوصول إلى فهم واضح لموضوع ما يسمى بالحجاب و حقيقة الشرع منه :
    المسألة الأولى : النصوص القرآنية
    الآيات القرآنية التي يستند إليها الداعون إلى الحجاب قليلة ، و قد وردت كلمة ( حجاب ) في الآية التالية : " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي......................فإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب – سورة الأحزاب - 53 "
    الآية واضحة و استخدام كلمة الحجاب هي في مفهومها لدى العرب أيام نزول القرآن الكريم و لا علاقة لها بمفهومها في لغة عرب اليوم ، فمعناها في الآية : الحاجز أو الستار الذي يحجب النظر ، تماما كما تعني الحاجب الذي يمنعك من مقابلة مسؤول إلا بإذن منه ؛ كما أن الآية تخص نساء النبي و ليس سواهن !
    و هناك آية ثانية يستند إليها دعاة ( الحجاب ) : " و قل للمؤمنات ................و ليضربن بخمرهن على جيوبهن – سورة النور 24إلى 31 . " و يؤكد الدكتور محمد سعيد عشماوي ، أن نساء عصر النبي كن يسدلن بالأخمرة خلف ظهورهن فينكشف النحر و الصدر للزينة ، و قد نزلت الآية لتعديل و تغيير هذه العادة السيئة . و نلاحظ أن الآية الكريمة لم تتحدث حتى عن تغطية الرأس ! و خلاصة معنى الآية كلها هو دعوة المؤمنات إلى الإحتشام .
    المسألة الثانية، الأحاديث الشريفة:
    هناك حديثان قدسيان في هذها المقام يستند إليهما دعاة الحجاب ، الأول مروي على لسان عائشة زوجة الرسول " لا يحل لأمرة تؤمن بالله و اليوم الآخر إذا حركت ( إي إذا بلغت ) أن تظهر إلا وجهها و يديها إلى ههنا ( و قبضت على نصف الذراع ) "
    و الحديث الثاني عن أبي داود عن عائشة : " أن اسماء بنت أبي بكر دخلت على الرسول فقال لها : -يا اسماء ، إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى فيها إلا هذا ، و أشار إلى وجهه و كفيه "
    هذان الحديثان لم يردا في الصحيحين فليسا كالأحاديث التي صح عليها الإقطاع و الإجماع .
    و يجمع الفقهاء أنه يمكن الاسترشاد بمثلها بقدر ما فيها من حكمة و صلاح ، و لكن لا يمكن اعتبارها أحكاما شرعية .
    المسألة الثالثة ، التبصر في الشرع مع النظر إلى الواقع المعاصر :
    مصطلح ( الحجاب ) هو زيّ ، عبارة عن خمار يغطي الرأس و الصدر ، و ثيابا تغطي الأذرع حتى الكفين و تمتد حتى قرب القدمين ، و يقولون أن الزي هو ( الحجاب ) الإسلامي ؛ و الحقيقة أن أن هذا الزي لم يكن مألوفا في البلاد العربية و الإسلامية بشكل عام حتى سبعينيات القرن الماضي ( أي بعد هزيمة 67 ) ، و إنما كان الزي يماثل زي النساء التركيات أيام الخلافة العثمانية .
    و في معظم البلاد العربية لم يكن هذا الحجاب قبل تفشي ظاهرة الأصوليين من إخوان مسلمين و غيرهم مع تنامي الحركات الإسلامية السياسية .
    دعاة ( الحجاب) يقولون أن الآيات الثلاث الواردة في صدر هذا المقال إضافة إلى الحديثين الشريفين تدعم فريضة ( الحجاب )
    و من يفكر مليا في الأمر يلاحظ أن هؤلاء الدعاة يريدون تفسيرها بما يريدونه ، فمع أن الآية الأولى تشير إلى نساء النبي فإنهم يعممون المسألة لتشمل المؤمنات كافة فما ينطبق على نساء النبي ينطبق على الأخريات .
    لقد تمكن دعاة ( الحجاب ) من استغلال جهل الكثيرين من المسلمين و استثمار عاطفتهم الدينية لغرض سياسي تنتهجه جماعات الإسلام السياسي .
    دعاة ( الحجاب) يقولون أن الآيات الثلاث الواردة في صدر هذا المقال إضافة إلى الحديثين الشريفين تدعم فريضة ( الحجاب ) و لكن من يفكر مليا في الأمر يلاحظ أن هؤلاء الدعاة يريدون تفسيرها بما يريدونه ، فمع أن الآية الأولى تشير إلى نساء النبي فإنهم يعممون المسألة لتشمل المؤمنات كافة فما ينطبق على نساء النبي ينطبق على الأخريات !.
    لقد تمكن دعاة ( الحجاب ) من استغلال جهل الكثيرين من المسلمين و استثمار عاطفتهم الدينية لغرض سياسي تنتهجه جماعات الإسلام السياسي .
    بقي ان أقول في ختام مقالي ، أن على المسلمين ، خصوصا الذين يعيشون في الغرب مثلي ؛ أن يتبعوا التالي :
    1 – الإنخراط قدر الإمكان في النشاط السياسي الشرعي و العمل على إسقاط الإدارات المعادية كإدارة بوش ، مع الإستخدام الذكي لوسائل الإعلام .
    2 – أن على الآباء و الأمهات أن يتقرّبوا من أولادهم و يغرسوا فيهم العفة و الحشمة و مكارم الأخلاق و السلوك الحسن ، و أن يتحاشوا استخدام الفظاظة و القمع و الإكراه ، و أن يكونوا قدوة لأبنائهم .
    3 – إن الأطفال أذكى مما يظن البالغين البلهاء ، و يستطيعون إدراك التناقض بين السلوك و القول .
    إن التربية القويمة هي أقوى درع و ضمان للفضيلة ، ليس فقط للنساء و لكن للرجال أيضا ، و أن التركيز على هذه الأمور التربوية أفضل من التركيز على مسألة الحجاب .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 9:47