لقد ظل الكاراتيه محاطا بالسرية حتى القرن العشرين وتتبع تاريخ تلك الرياضة يعتبر بالغ الصعبة و ذلك بسبب نقص الوثائق و المستندات التاريخية .
- و تبدأ نشأة الكاراتيه منذ مئات السنين فقد بدأ يتعارف عليه في القرن السادس الميلادي في أرض الهند و عرف باسم ( فجرموتشى vajera mushti ) و تعنى قبضة اليد و اهتم بهذا الأسلوب القتالي رجال الدين و طوروه ، و يعتبر أول من نقل هذا الأسلوب القتالي إلى الصين هو (بودهيدراما) حين قام برحلة من الهند إلى معبد شاولين في الجنوب الوسط من الصين خلال حكم أسرة سونج الصينية .
- ثم أصبح ( بودهيدراما ) بوذيا واستهدف جعل المهتمين به أقوياء و قادرين على تحمل التدريب البدنى ووضع تدريبات تعمل على ذلك بلغت 18 وضعا و بذلك نشأ فن قتالي أطلق عليه ( شورينجى كيمبو – shorinji kempo ) و الذي يعتبر احد أنواع أساليب ( الووشو – wai cahi ) وهو المدرسة الخارجية للملاكمة الصينية .
- انتقل بعد ذلك فن الشورينجى كيمبو إلى اليابان خلال أواخر القرن الثاني عشر الميلادي ، وكان باليابان فن قتالي يسمى ( الوتنج – watung ) وقد اندمج الفنين القتاليين معا بأساليب الدفاع عن النفس ، وأصبح فن أكثر خطورة أطلق عليه ( ني شي –Nei She ) و يعنى المدرسة الداخلية للملاكمة الصينية ، و بذلك نجد أن هذا الفن القتالي قد وصل إلى اوكيناوا منذ خمسة عشر قرنا .
- العديد والعديد من الدراسات والأبحاث حاولت سبر أغوار التاريخ للوصول إلى تطور الكاراتيه بعد وصوله إلى جزيرة أوكيناوا وكن ذلك ضربا من ضروب الجنون أو المستحيل وذلك للنقص الشديد في الوثائق والمخطوطات التاريخية ولكن من بعض الأقوال المتناثرة داخل أوكيناوا عن أسطورة هذا الفن الخيالي وبعض الروايات المتوارثة والتي يحافظ عليها الأسر اليابانية التي عنيت بتطوير هذا الفن وتوارثه والحفاظ على أسراره و بعض الشواهد التاريخية ، و بالطبع ما ذكره ( جيشين فوناكوشى ) الرجل الذي عرف العالم على الكاراتيه وحمل على عاتقه نشر الكاراتيه في العالم من خلاله ومن خلال تلاميذه وانشأ مدرسة الشوتوكان التي تعد أقدم واعرق بل و أقوى مدارس الكاراتيه حتى الآن ، وأمكن التعرف على بعض أشكال التطور والتعرف على كيفية وصول الكاراتيه إلي هذا الشكل المعروف الآن .
- تعتبر جزيرة أوكيناوا Okinawa جزيرة صغيرة ضمن المجموعة الجنوبية في اليابان ، و هي الجزيرة الرئيسية من سلسلة جزر Ryuku وهى محاطة بالشعب المرجانية ويصل عرضها إلى 10كم وطولها 110كم وهى تقع على بعد 70ميل شرقا عن الجزر الرئيسية للصين ، كما تبعد 550كم جنوب اليابان و تبعد نفس المسافة عن شمال تايوان وكونها تقع على مفترق الطرق التجارية فإن ذلك جعلها بقعة هادئة للاستراحة و التى اكتشفت أولا على يد اليابانيين ، والتى تطورت بعد ذلك لكى تصبح مركز تجارى لجنوب شرق أسيا حيث تتم التجارة بين الصين واليابان وتايلاند
- وفى إطار هذه الظروف والوضع الجغرافي ، وفى مراحلها الاولى فإن فنون القتال المعروفة بإسم الكاراتيه كانت الشكل الأصلى لقتال القبضة المغلقة و التى تطورت فى Okinawa وأطلق عليها Te
أو يد بدون سلاح و التى فرضت على سكان جزيرة أوكيناوا فى العديد من الأوقات فى تاريخهم ، حيث تعرضت الجزيرة للعديد من المطامع والاحتلال فى بعض الفترات التاريخية ، وكان المحتل يفرض على سكان الجزيرة عدم حمل السلاح أو امتلاكه مما دفعهم إلى الاتجاه لتقوية انفسهم من خلال الفنون القتاليه التى تعتمد قوتها على قدرات الجسم البشرى ، والتى اسهمت فى ظهور اساليب اليد الخالية و لهذا السبب تم استخدامها كأسلوب للتدريب سرا حتى العصور الحديثة ، و الجدير بالذكر فإن تطوير اللعبة قد صاحبه تأثيرات من الفنون القتالية الأخرى والتى جاءت على يد النبلاء والتجار الى هذه الجزيرة .
- واستمرت اليد الخالية (الكاراتيه) فى التطور على مر السنين بداية من ثلاثة مدن مراكز لشرائح مختلفة من المجتمع كالملوك والنبلاء والتجار والفلاحين والصيادين ، ولهذا السبب فإن أشكال مختلفة من أساليب الدفاع عن النفس قد تطورت داخل كل مدينة من المدن الثلاث الكبرى واصبحت تعرف تحت ثلاثة مسميات رئيسية وهى (Shorin-Te) او الأسلوب الغربى ، (Naha-Te) ، (Tomari-Te) وهم مجتمعين يعرفون بإسم (Okinawa-Te) أو اليد الأوكيناوية ، والجدير بالذكر أن مدن Shori ، Tomari ، Naha يبعدون عن بعضهم البعض مسافة قليلة ولهذا فإن الأساليب القتالية كانت مختلفة وكانت محك تأكيد ، وبالتدريج تم تقسيم الكاراتيه إلى مجموعتين رئيسيتين هما Shorin-ryu ، Shori-ryu ، وبعيدا عن الاختلافات السطحية فإن تلك الطريقتين و الهدفين في الكاراتيه الموجود في أوكيناوا هو وجهان لعملة واحدة وقد عبر المعلم (جيشين فوناكوشى) عن الاختلافات بين الأسلوبين قائلا أنها تعتمد على المتطلبات الجسمانية المختلفة .
- نشأ الكاراتيه في أوكيناوا وقد قام العديد من الباحثين بالبحث و التقصي حول أسرار ونشأة هذا الفن من اجل معرفة و كتابة تاريخ هذا الفن السري للدفاع عن النفس ، و بدأت خلال عام 1905م تنقشع تلك السرية المحاطة بهذا العلم ، عندما أوصى احد المشرفين التربويين بإدراج الكاراتيه كأحد المناهج الدراسية بالمدرسة المعتادة في شورى(Shori) و المدرسة المتوسطة في أوكيناوا أيضا ،وذلك بشكل مبسط أو بمعنى أوضح أن يتم تعريف الطلاب على هذا الفن بشكل مبدئي دون الخوض في مهاراته القتالية التي من الممكن أن تتسبب في القتل أو توجيه الأذى للآخرين و كان هذا مؤشر دال على قدرة هذا الفن على التدمير ويجب أن يتم التعرف عليه إلى حد معين ، و قد تمت الإشارة إلي ذلك ببعض المصطلحات في ذلك الوقت كانت معبرة بشكل كبير وهى ( Reimyo Tote ) وهو يعنى الكاراتيه الإعجازى ، (Shimpi Tote) وهو يعنى الكاراتيه ذو الاسرار .
- ثم جاء مؤسس الكاراتيه الحديث المعلم (جيشين فوناكوشى ) وهو اكثر المسئولين عن الاساليب فى رياضة الكاراتيه كما نعرفه اليوم ، ولد فى أوكيناوا عام 1868م ، وعند بلوغه سن الحادية عشر من عمره بدأ فى دراسة الكاراتيه لكى يصبح معلما فى أكثر الأساليب وجودا فى اوكيناوا وهى Shorin ومازالت موجودة حتى الان ، ويصف فوناكوشى أسلوب الشورى بأنه حركات ثقيلة وقوية ، أما أسلوب الشورين فيصفه بأنه اكثر خفة وسرعة .
- وقد قام المعلم فوناكوشى بمزج مظاهر هذين الأسلوبين في أولى مدارس الكاراتيه الحديث المعروفة اليوم بإسم (شوتوكان) ويأتى هذا الأسم من (شوتو) وهو اسم المعلم فوناكوشى الاصلى داخل الأسرة وفقا للتقاليد اليابانية القديمة ، وقد نما ذلك الاسم ليعنى أسلوبا في الكاراتيه يتم تدريسه في كل جامعات اليابان الآن ، ويناسب أسلوب الشوتوكان جميع أنواع الأجسام حيث يناسب الأسلوب الغربي الثقيل الاساليب والحركات المستوحاة من مدرسة (شورى) ، بينما الشخص الأقل وزنا يمكن ان يجد الأساليب خفيفة الحركة والنشيطة المستوحاة من مدرسة (شورين).
- وظهر هذا التأثير عند فوناكوشى نتيجة لتأثره بإثنين من معلميه في الكاراتيه احدهما (ياسوتسونى ازاتو Yasutsune Azato) ويذكر عنه انه كان يقول عند ممارسة الكاراتيه فيجب أن يعتبر المرء إن ساقيه وذراعيه سيوف ، أما المعلم الثاني فكان (ياسوتسونى اتوسو Yasutsune Itosu) كان ينصح بتدريب الجسم ككل وذلك حتى يتحمل أي ضربة مهما كانت قوتها .
معلمي فوناكوشى الذي تأثر بهما كثيرا
[size=18]- كان فوناكوشى يقبل كل من وجهتي النظر ويضع الكثير من الاهتمام الروحية للفن القتالي وكان يدافع عن الفكرة القائلة بأن الكاراتيه يجب أن يكون مبسطا بصورة يمكن أي فرد من ممارسته بدون صعوبة وإن كان شابا أو شيخا رجلا أو امرأة ولدا أو بنتا ، ولقد أكد أيضا على أن الكاراتيه ليست مجرد رياضة تعلم الفرد كيف يلكم ويضرب ويركل ولكنها أيضا تعتبر دفاعا عن الفرد ضد المرض .
- ولقد أعطى فوناكوشى عدة محاضرات عن الكاراتيه في اليابان عام 1917م ثم بعد ذلك ترك أوكيناوا إلى اليابان عام 1922م عن طريق دعوة من وزارة التربية في اليابان للمشاركة في المعرض الرياضي الوطني الأول المقام تحت إشراف وزارة التربية وقد قام بشرح مداخل فن الكاراتيه وذلك بصفته في ذلك الوقت رئيس جمعية تنشيط الفنون القتالية بأوكيناوا (Shoko-Kai)
[size=18]- وخلال العشرينات وأوائل الثلاثينيات زادت شعبية هذا الفن القتالي بين كافة الطوائف ، وكان للطلاب أكبر الحماس والإقبال على الممارسة والتعلم ، ومارس هذا الفن محامون وفنانون ورجال أعمال ولاعبو الجودو والكيندو وآخرون غيرهم ، وكان ذلك بداية عهد الكاراتيه وتم تأسيس النوادي بصورة متتالية في جامعة كيو وجامعة طوكيو الإمبراطورية وجامعة شوكا وجامعة تاكاشوكو وجامعة سيدا وكلية طب تنيهون ومدارس أخرى فى طوكيو .
- وفى مطلع عام 1930م ومع وصول مابونى وهو معلم من أوكيناوا وأيضا أستاذ مدرسة الشوتوريو ، تم إنشاء نوادي في جامعة ريتسوميكان وكانساى فى أوزاكا وكانت شعبية الكاراتيه قد تزايدت في الطبقة المثقفة ، وساعد ذلك فوناكوشى على تحول الكاراتيه الإعجازى ذو الأسرار إلى فن قتالي حديث علمي .
- ولم يتغير الاسم بسهولة مع الاعتراضات التي واجهت فوناكوشى من قبل معلمي أوكيناوا ، وأسبوع بعد أسبوع ظهرت مقالات كتبها الخبراء الاوكيناويين مابين مؤيد ومعارض ، وظهر في صحيفة أوكيناوا تايمز تساؤلات عن معرفة السبب ولقد أجاب فوناكوشى ببلاغة مدافعا عن موقفه .
- حيث في عام 1935م قام فوناكوشى بنشر (Karate-Do Kyohon) الذي يعتبر من أهم مراحل الكاراتيه حيث تم مراجعة كثيرا من (الكاتا) وتعديلها بحيث يتم تحويرها من صورة بالغة التعقيد إلى صورة يمكن أن يؤديها اللاعبون أيا كان سن كل منهم ، وتم تغيير أسماء الكاتا من أسماء تعكس الاصل الاوكيناوى لها إلى مصطلحات حديثة سهلة الفهم وتغيير كل من (بينان وبينافيش وشيشين) وأصبحت (هيان وتيكى وهانجتسو) ورتب كل من درجات الحزام الكيو والدان (Dan-Kyu) ثم البدء فى تنظيمها .(وبذلك يكون قد أوضح عن وجهة نظهره بشكل عملى مبسط ).
- وفى عام 1937م بعد إصدار فوناكوشى للكيهون كاراتيه فأصبح الكاراتيه ذو أساس قوى ودخلت جمعيات الكاراتيه المختلفة في أوكيناوا في إتحاد الفنون القتالية اليابانى وتم تأسيس فرع منه فى أوكيناوا .
وتغيير الاسم لم يكن الاهتمام الأوحد لفوناكوشى حيث كان الكثير من المصطلحات التى لها نطق صينى أو أوكيناوى فقط ، ولقد تم تغيير ذلك أيضا فأصبح من الممكن لمتتبعي الرياضة فهم تلك المصطلحات بسهولة أكبر وأيضا طرق التدريب كانت موضوعا آخر أعطاه اهتمامه وفى حين أنه كان هناك الكاتا فقط في الماضي فلقد قام بتقسيم التمرين الى ثلاثة انواع وهى الاساسيات والقتال الوهمى (الكاتا) والقتال الفعلى (الكوميتيه) وقد اجتمع الطلاب حول فوناكوشى واهتموا بالتمرين على الكوميتيه بحماس.
- أنشاء فوناكوشى معهد الشوتوكان عام 1939م كأول مدرسه حديثة معروفة فى الكاراتيه ويرمز لها بالنمر وبدأ من خلاله المعلم فوناكوشى فى نشر الكاراتيه وتعليمه .
- ومع بداية الحرب العالمية الثانية تهدمت مدرسة الشوتوكان اثر القصف
الامريكى على الاراضى اليابانية ، ومع نهاية الحرب وبداية الاحتلال الأمريكى لليابان أعتبرت القيادة العسكرية الامريكية فى اليابان تحت قيادة الجنرال (دوجلاس ارثر) أن ممارسة الرياضات الجودو والكيندو نوعا من العلوم العسكرية وبالتالى تم منعها بشدة وصرامة .
- ولما كانت رياضة الكاراتيه غير معروفة فقد نجت من ذلك المنع وبالتالي ازدهرت جدا وبدأ من تبقى من تلاميذ المعلم فوناكوشى اللذين تبقوا بعد الحرب فى التجمع وعاونوا فوناكوشى على بناء مدرسة الشوتوكان مرة أخرى وساعدوه فى سطر بداية التاريخ الحديث للكاراتيه وبدئوا فى نشر الكاراتيه من خلاله وتحت إشرافه وكان من ضمنهم مجموعة من أعظم الخبراء اللذين تتلمذوا على يد فوناكوشى وحملوا على عاتقهم نشر الكاراتيه فى العالم .
- وتوفى المعلم فوناكوشى عام 1957م عن عمر يناهز90 عام بعد ان ترك للعالم مجموعة من الخبراء اللذين ساهموا فى نشر وتطوير الكاراتيه حول العالم ومنهم ( ناكاياما – نيشياما – اوكازاكى – مورى – هاراموتو ) وغيرهم العديد من الخبراء.
- و تبدأ نشأة الكاراتيه منذ مئات السنين فقد بدأ يتعارف عليه في القرن السادس الميلادي في أرض الهند و عرف باسم ( فجرموتشى vajera mushti ) و تعنى قبضة اليد و اهتم بهذا الأسلوب القتالي رجال الدين و طوروه ، و يعتبر أول من نقل هذا الأسلوب القتالي إلى الصين هو (بودهيدراما) حين قام برحلة من الهند إلى معبد شاولين في الجنوب الوسط من الصين خلال حكم أسرة سونج الصينية .
- ثم أصبح ( بودهيدراما ) بوذيا واستهدف جعل المهتمين به أقوياء و قادرين على تحمل التدريب البدنى ووضع تدريبات تعمل على ذلك بلغت 18 وضعا و بذلك نشأ فن قتالي أطلق عليه ( شورينجى كيمبو – shorinji kempo ) و الذي يعتبر احد أنواع أساليب ( الووشو – wai cahi ) وهو المدرسة الخارجية للملاكمة الصينية .
- انتقل بعد ذلك فن الشورينجى كيمبو إلى اليابان خلال أواخر القرن الثاني عشر الميلادي ، وكان باليابان فن قتالي يسمى ( الوتنج – watung ) وقد اندمج الفنين القتاليين معا بأساليب الدفاع عن النفس ، وأصبح فن أكثر خطورة أطلق عليه ( ني شي –Nei She ) و يعنى المدرسة الداخلية للملاكمة الصينية ، و بذلك نجد أن هذا الفن القتالي قد وصل إلى اوكيناوا منذ خمسة عشر قرنا .
- العديد والعديد من الدراسات والأبحاث حاولت سبر أغوار التاريخ للوصول إلى تطور الكاراتيه بعد وصوله إلى جزيرة أوكيناوا وكن ذلك ضربا من ضروب الجنون أو المستحيل وذلك للنقص الشديد في الوثائق والمخطوطات التاريخية ولكن من بعض الأقوال المتناثرة داخل أوكيناوا عن أسطورة هذا الفن الخيالي وبعض الروايات المتوارثة والتي يحافظ عليها الأسر اليابانية التي عنيت بتطوير هذا الفن وتوارثه والحفاظ على أسراره و بعض الشواهد التاريخية ، و بالطبع ما ذكره ( جيشين فوناكوشى ) الرجل الذي عرف العالم على الكاراتيه وحمل على عاتقه نشر الكاراتيه في العالم من خلاله ومن خلال تلاميذه وانشأ مدرسة الشوتوكان التي تعد أقدم واعرق بل و أقوى مدارس الكاراتيه حتى الآن ، وأمكن التعرف على بعض أشكال التطور والتعرف على كيفية وصول الكاراتيه إلي هذا الشكل المعروف الآن .
- تعتبر جزيرة أوكيناوا Okinawa جزيرة صغيرة ضمن المجموعة الجنوبية في اليابان ، و هي الجزيرة الرئيسية من سلسلة جزر Ryuku وهى محاطة بالشعب المرجانية ويصل عرضها إلى 10كم وطولها 110كم وهى تقع على بعد 70ميل شرقا عن الجزر الرئيسية للصين ، كما تبعد 550كم جنوب اليابان و تبعد نفس المسافة عن شمال تايوان وكونها تقع على مفترق الطرق التجارية فإن ذلك جعلها بقعة هادئة للاستراحة و التى اكتشفت أولا على يد اليابانيين ، والتى تطورت بعد ذلك لكى تصبح مركز تجارى لجنوب شرق أسيا حيث تتم التجارة بين الصين واليابان وتايلاند
- وفى إطار هذه الظروف والوضع الجغرافي ، وفى مراحلها الاولى فإن فنون القتال المعروفة بإسم الكاراتيه كانت الشكل الأصلى لقتال القبضة المغلقة و التى تطورت فى Okinawa وأطلق عليها Te
أو يد بدون سلاح و التى فرضت على سكان جزيرة أوكيناوا فى العديد من الأوقات فى تاريخهم ، حيث تعرضت الجزيرة للعديد من المطامع والاحتلال فى بعض الفترات التاريخية ، وكان المحتل يفرض على سكان الجزيرة عدم حمل السلاح أو امتلاكه مما دفعهم إلى الاتجاه لتقوية انفسهم من خلال الفنون القتاليه التى تعتمد قوتها على قدرات الجسم البشرى ، والتى اسهمت فى ظهور اساليب اليد الخالية و لهذا السبب تم استخدامها كأسلوب للتدريب سرا حتى العصور الحديثة ، و الجدير بالذكر فإن تطوير اللعبة قد صاحبه تأثيرات من الفنون القتالية الأخرى والتى جاءت على يد النبلاء والتجار الى هذه الجزيرة .
- واستمرت اليد الخالية (الكاراتيه) فى التطور على مر السنين بداية من ثلاثة مدن مراكز لشرائح مختلفة من المجتمع كالملوك والنبلاء والتجار والفلاحين والصيادين ، ولهذا السبب فإن أشكال مختلفة من أساليب الدفاع عن النفس قد تطورت داخل كل مدينة من المدن الثلاث الكبرى واصبحت تعرف تحت ثلاثة مسميات رئيسية وهى (Shorin-Te) او الأسلوب الغربى ، (Naha-Te) ، (Tomari-Te) وهم مجتمعين يعرفون بإسم (Okinawa-Te) أو اليد الأوكيناوية ، والجدير بالذكر أن مدن Shori ، Tomari ، Naha يبعدون عن بعضهم البعض مسافة قليلة ولهذا فإن الأساليب القتالية كانت مختلفة وكانت محك تأكيد ، وبالتدريج تم تقسيم الكاراتيه إلى مجموعتين رئيسيتين هما Shorin-ryu ، Shori-ryu ، وبعيدا عن الاختلافات السطحية فإن تلك الطريقتين و الهدفين في الكاراتيه الموجود في أوكيناوا هو وجهان لعملة واحدة وقد عبر المعلم (جيشين فوناكوشى) عن الاختلافات بين الأسلوبين قائلا أنها تعتمد على المتطلبات الجسمانية المختلفة .
- نشأ الكاراتيه في أوكيناوا وقد قام العديد من الباحثين بالبحث و التقصي حول أسرار ونشأة هذا الفن من اجل معرفة و كتابة تاريخ هذا الفن السري للدفاع عن النفس ، و بدأت خلال عام 1905م تنقشع تلك السرية المحاطة بهذا العلم ، عندما أوصى احد المشرفين التربويين بإدراج الكاراتيه كأحد المناهج الدراسية بالمدرسة المعتادة في شورى(Shori) و المدرسة المتوسطة في أوكيناوا أيضا ،وذلك بشكل مبسط أو بمعنى أوضح أن يتم تعريف الطلاب على هذا الفن بشكل مبدئي دون الخوض في مهاراته القتالية التي من الممكن أن تتسبب في القتل أو توجيه الأذى للآخرين و كان هذا مؤشر دال على قدرة هذا الفن على التدمير ويجب أن يتم التعرف عليه إلى حد معين ، و قد تمت الإشارة إلي ذلك ببعض المصطلحات في ذلك الوقت كانت معبرة بشكل كبير وهى ( Reimyo Tote ) وهو يعنى الكاراتيه الإعجازى ، (Shimpi Tote) وهو يعنى الكاراتيه ذو الاسرار .
- ثم جاء مؤسس الكاراتيه الحديث المعلم (جيشين فوناكوشى ) وهو اكثر المسئولين عن الاساليب فى رياضة الكاراتيه كما نعرفه اليوم ، ولد فى أوكيناوا عام 1868م ، وعند بلوغه سن الحادية عشر من عمره بدأ فى دراسة الكاراتيه لكى يصبح معلما فى أكثر الأساليب وجودا فى اوكيناوا وهى Shorin ومازالت موجودة حتى الان ، ويصف فوناكوشى أسلوب الشورى بأنه حركات ثقيلة وقوية ، أما أسلوب الشورين فيصفه بأنه اكثر خفة وسرعة .
- وقد قام المعلم فوناكوشى بمزج مظاهر هذين الأسلوبين في أولى مدارس الكاراتيه الحديث المعروفة اليوم بإسم (شوتوكان) ويأتى هذا الأسم من (شوتو) وهو اسم المعلم فوناكوشى الاصلى داخل الأسرة وفقا للتقاليد اليابانية القديمة ، وقد نما ذلك الاسم ليعنى أسلوبا في الكاراتيه يتم تدريسه في كل جامعات اليابان الآن ، ويناسب أسلوب الشوتوكان جميع أنواع الأجسام حيث يناسب الأسلوب الغربي الثقيل الاساليب والحركات المستوحاة من مدرسة (شورى) ، بينما الشخص الأقل وزنا يمكن ان يجد الأساليب خفيفة الحركة والنشيطة المستوحاة من مدرسة (شورين).
- وظهر هذا التأثير عند فوناكوشى نتيجة لتأثره بإثنين من معلميه في الكاراتيه احدهما (ياسوتسونى ازاتو Yasutsune Azato) ويذكر عنه انه كان يقول عند ممارسة الكاراتيه فيجب أن يعتبر المرء إن ساقيه وذراعيه سيوف ، أما المعلم الثاني فكان (ياسوتسونى اتوسو Yasutsune Itosu) كان ينصح بتدريب الجسم ككل وذلك حتى يتحمل أي ضربة مهما كانت قوتها .
معلمي فوناكوشى الذي تأثر بهما كثيرا
[size=18]- كان فوناكوشى يقبل كل من وجهتي النظر ويضع الكثير من الاهتمام الروحية للفن القتالي وكان يدافع عن الفكرة القائلة بأن الكاراتيه يجب أن يكون مبسطا بصورة يمكن أي فرد من ممارسته بدون صعوبة وإن كان شابا أو شيخا رجلا أو امرأة ولدا أو بنتا ، ولقد أكد أيضا على أن الكاراتيه ليست مجرد رياضة تعلم الفرد كيف يلكم ويضرب ويركل ولكنها أيضا تعتبر دفاعا عن الفرد ضد المرض .
- ولقد أعطى فوناكوشى عدة محاضرات عن الكاراتيه في اليابان عام 1917م ثم بعد ذلك ترك أوكيناوا إلى اليابان عام 1922م عن طريق دعوة من وزارة التربية في اليابان للمشاركة في المعرض الرياضي الوطني الأول المقام تحت إشراف وزارة التربية وقد قام بشرح مداخل فن الكاراتيه وذلك بصفته في ذلك الوقت رئيس جمعية تنشيط الفنون القتالية بأوكيناوا (Shoko-Kai)
[size=18]- وخلال العشرينات وأوائل الثلاثينيات زادت شعبية هذا الفن القتالي بين كافة الطوائف ، وكان للطلاب أكبر الحماس والإقبال على الممارسة والتعلم ، ومارس هذا الفن محامون وفنانون ورجال أعمال ولاعبو الجودو والكيندو وآخرون غيرهم ، وكان ذلك بداية عهد الكاراتيه وتم تأسيس النوادي بصورة متتالية في جامعة كيو وجامعة طوكيو الإمبراطورية وجامعة شوكا وجامعة تاكاشوكو وجامعة سيدا وكلية طب تنيهون ومدارس أخرى فى طوكيو .
- وفى مطلع عام 1930م ومع وصول مابونى وهو معلم من أوكيناوا وأيضا أستاذ مدرسة الشوتوريو ، تم إنشاء نوادي في جامعة ريتسوميكان وكانساى فى أوزاكا وكانت شعبية الكاراتيه قد تزايدت في الطبقة المثقفة ، وساعد ذلك فوناكوشى على تحول الكاراتيه الإعجازى ذو الأسرار إلى فن قتالي حديث علمي .
- ولم يتغير الاسم بسهولة مع الاعتراضات التي واجهت فوناكوشى من قبل معلمي أوكيناوا ، وأسبوع بعد أسبوع ظهرت مقالات كتبها الخبراء الاوكيناويين مابين مؤيد ومعارض ، وظهر في صحيفة أوكيناوا تايمز تساؤلات عن معرفة السبب ولقد أجاب فوناكوشى ببلاغة مدافعا عن موقفه .
- حيث في عام 1935م قام فوناكوشى بنشر (Karate-Do Kyohon) الذي يعتبر من أهم مراحل الكاراتيه حيث تم مراجعة كثيرا من (الكاتا) وتعديلها بحيث يتم تحويرها من صورة بالغة التعقيد إلى صورة يمكن أن يؤديها اللاعبون أيا كان سن كل منهم ، وتم تغيير أسماء الكاتا من أسماء تعكس الاصل الاوكيناوى لها إلى مصطلحات حديثة سهلة الفهم وتغيير كل من (بينان وبينافيش وشيشين) وأصبحت (هيان وتيكى وهانجتسو) ورتب كل من درجات الحزام الكيو والدان (Dan-Kyu) ثم البدء فى تنظيمها .(وبذلك يكون قد أوضح عن وجهة نظهره بشكل عملى مبسط ).
- وفى عام 1937م بعد إصدار فوناكوشى للكيهون كاراتيه فأصبح الكاراتيه ذو أساس قوى ودخلت جمعيات الكاراتيه المختلفة في أوكيناوا في إتحاد الفنون القتالية اليابانى وتم تأسيس فرع منه فى أوكيناوا .
وتغيير الاسم لم يكن الاهتمام الأوحد لفوناكوشى حيث كان الكثير من المصطلحات التى لها نطق صينى أو أوكيناوى فقط ، ولقد تم تغيير ذلك أيضا فأصبح من الممكن لمتتبعي الرياضة فهم تلك المصطلحات بسهولة أكبر وأيضا طرق التدريب كانت موضوعا آخر أعطاه اهتمامه وفى حين أنه كان هناك الكاتا فقط في الماضي فلقد قام بتقسيم التمرين الى ثلاثة انواع وهى الاساسيات والقتال الوهمى (الكاتا) والقتال الفعلى (الكوميتيه) وقد اجتمع الطلاب حول فوناكوشى واهتموا بالتمرين على الكوميتيه بحماس.
- أنشاء فوناكوشى معهد الشوتوكان عام 1939م كأول مدرسه حديثة معروفة فى الكاراتيه ويرمز لها بالنمر وبدأ من خلاله المعلم فوناكوشى فى نشر الكاراتيه وتعليمه .
- ومع بداية الحرب العالمية الثانية تهدمت مدرسة الشوتوكان اثر القصف
الامريكى على الاراضى اليابانية ، ومع نهاية الحرب وبداية الاحتلال الأمريكى لليابان أعتبرت القيادة العسكرية الامريكية فى اليابان تحت قيادة الجنرال (دوجلاس ارثر) أن ممارسة الرياضات الجودو والكيندو نوعا من العلوم العسكرية وبالتالى تم منعها بشدة وصرامة .
- ولما كانت رياضة الكاراتيه غير معروفة فقد نجت من ذلك المنع وبالتالي ازدهرت جدا وبدأ من تبقى من تلاميذ المعلم فوناكوشى اللذين تبقوا بعد الحرب فى التجمع وعاونوا فوناكوشى على بناء مدرسة الشوتوكان مرة أخرى وساعدوه فى سطر بداية التاريخ الحديث للكاراتيه وبدئوا فى نشر الكاراتيه من خلاله وتحت إشرافه وكان من ضمنهم مجموعة من أعظم الخبراء اللذين تتلمذوا على يد فوناكوشى وحملوا على عاتقهم نشر الكاراتيه فى العالم .
- وتوفى المعلم فوناكوشى عام 1957م عن عمر يناهز90 عام بعد ان ترك للعالم مجموعة من الخبراء اللذين ساهموا فى نشر وتطوير الكاراتيه حول العالم ومنهم ( ناكاياما – نيشياما – اوكازاكى – مورى – هاراموتو ) وغيرهم العديد من الخبراء.