بسم الله الرحمن الرحيم
من وحى القرآن
( نشأة الكون)
(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ( [يوسف :101] صدق الله العظيم
نقوم فى هذا الموضوع بالدعوة الى عبادة التفكر فى خلق الله وتسبيحه بانه لم يخلق أى شىء باطلا وندعوه بأن يقينا عذاب النار
( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والارض , ربنا ما خلقت هذا باطلا , سبحانك فقنا عذاب النار ) الاية (191) سورة أل عمران فنحن مدعوين جميعا الى رحلة استكشاف للكون الذى نعيش فيه
, رحلة تنقلنا من قلب الذرة الى أقصى أطراف الفضاء , من بدء الخليقة الى أبد الآبدين . ونحن نهيب بأنفسنا أن نطلق العنان لخيالنا للتفكر مستعينين بالحقائق القرآنية والعلمية لكى نصول ونجول فى عالم الجسيمات المتناهية الصغر وعالم الأجرام المتناهية الكبر . ولئن كانت معظم جهود العلم تنصب على أمور لا نستطيع رؤيتها
– الجاذبية , والجسيمات دون الذرة , والموجات الضوئية , وقلب النجم , والمجرات والبروج الكائنة فى أقصى حدود الفضاء , فأن الفضول البشرى بصدد أصل الكون ومصيره يدفعنا بلا هوادة للتفكر والسير فى أغوار تلك الأسرار من وحى القرآن لنبين للناس آيات الله فى الأفاق ليعلموا أنه الحق . وكان ألبرت أينشتين
, ذلك العالم العبقرى , يسأل نفسه ولم يزل بعد صبيا فى برن بسويسرا (( ترى كيف يبدو لى العالم لو أننى أمتطيت شعاعا من الضوء؟)) وكان هذا السؤال الخيالى البرىء بمثابة النبع الذى أنبثق منه علم الفزياء الحديث وصدر عنه أفضل تفسير لأصل الكون توصلنا اليه حتى اليوم رغم وجود بعض اختلافات فى دراسات العلماء عن كون صورة الكون ثلاثى الأبعاد أو سداسى الأبعاد أو ذو أحد عشر أو سادس عشر بعد لكى تمكننا من رسم الصورة الحقيقية للكون , ولا يوجد ثمة أى تعارض بين نتائج العلم وبين ما حققته ديانات العالم وخاصة القرآن الكريم من النفاذ الى أغوار الكون وخلق الإنسان. فلنسير معا أيها القارىء فى الطريق الذى نحاول رسم معالمه
, ذلك الطريق الذى يفضى بنا الى فهم بداية ونهاية الكون وخلق الإنسان على الصورة التى رسمها لنا الله سبحانه وتعالى , وما يستتبعه هذا الفهم من السجود لله عز وجل مسبحين أياه بأن الملك له الواحد والقهار( ولله ملك السموات والارض , والله على كل شىء قدير ) الاية (189) سورة آل عمران , ( لمن الملك اليوم – لله الواحد القهار) الاية (16) سورة غافر, وليعلم أهل الكتاب والمشركين أن هذا القرآن منزل من عند الله على رسوله النبى الامى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
ماهية الكون
قبل الحديث عن نشاة الكون يجب ان نعرف ماهو الكون ؟ الكون هو ما وضحه لنا علماء الفلك وما وبينه الله سبحانه وتعالى فى القرآن وهو السماوات والأرض وما بينهما من سبع سماوات طباقا وسبع أراضين وما فى السماء من كواكب ونجوم وشمس وأقمار وأبراج ومجرات بجميع أشكالها وإبداعاتها الخلقية وجمال طبيعتها التى لو قام اى أنسان بالعروج الى السماء لرؤيتها لايصدق عينه من هول ما يرى
( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا أنما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون ) الاية (15) سورة الحجر إن السؤال الأساسى فى العلم كله يتعلق بأصل الكون الذى نعيش فيه
, والصورة العصرية للكون هى صورته المتمددة , وتتحرك عناقيد المجرات مبتعدة بعضها عن بعض كلما تمدد الفضاء فيما بينها , الأمر الذى يعنى بالتحديد أن المجرات كانت متقاربة فى الماضى السحيق , ومؤدى ذلك أنه فى وقت معين فى الماضى يمكن حسابه على أنه يساوى نحو 15 بليون سنة ( البليون = ألف مليون ) كان جماع المادة والطاقة فى الكون مركزا فى كتلة واحدة , حدث لها أنفجار خلق منه الكون الذى نعرفه , وقد أطلق على هذا التفجير تعبير ( الانفجار العظيم) . وهذا الرأى المتفق عليه من علماء الفلك والطبيعة والذى يعرف عندهم
(بالانفجار العظيم) فى أوائل القرن التاسع عشر والذى صوره الله فى القرآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرن من الزمان ( بالفتق) (َوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ( [الأنبياء : 30]كانتا رتقا : كانتا ملتصقتين - ففتقناهما : ففصلنا بينهما بالهواء والرتق هو الالتحام والفتق هو التمزق بواسطة قوة شديدة عن التحمل . وأوضح علماء الطبيعة والفلك بأن الكون كان وقت نشأته متناهى الكثافة متناهى السخونة ولكنه غدا أقل كثافة وأنخفضت درجة حرارته عندما تمدد فى كل الاتجاهات
, وسرعان ما تكونت من الحطام الذى خلفه ذلك الانفجار العظيم الوحدات البنائية الأساسية للمادة التى تطورت فيما بعد الى الوحدات الفلكية الضخمة التى نطلق عليها أسم النجوم والمجرات وعناقيد المجرات وما اليها , وأصبحت هذه الوحدات خاضعة لعدة قوى تتحكم فيها ومن أهم هذه القوى قوة الطرد المركزية الناتجة من الانفجار الهائل للنواة الأصل والتى أكسبت جميع الوحدات عجلة دوران حول نفسها وحول النواة الأصل والتى تتمثل فى القصور الذاتى لحركة هذه الوحدات , وقوة التجاذب بين هذه الوحدات بعضها البعض والتى تماثل القوة الكهرمغنطيسية التى تحافظ الألكترون فى مداره حول نواة الذرة , قوة الجاذبة التى تمسك الوحدات فى مدارها حول النواة الأصل كالتى تمسك الأرض فى مدارها حول الشمس مثلا , وخلال السنوات القليلة الماضية أحرزت فيزياء الجسيمات تقدما هائلا على طريق التبسيط وتعميق الفهم فى آن واحد , والحق أنه يبدو الآن أن جميع التفاعلات الأساسية التى تلاحظ بين شتى هذه القوى قد لا تعدو أن تكون مجرد وجوه مختلفة لتفاعل أساسى وحيد يمكن تفسيره بنظرية موحدة أساسية . ويلاحظ أن الكون ملىء بالمجرات التى تأخذ شكل ونمط مغاير عن بعضها البعض نتيجة أختلاف درجة تأثير هذه القوى على كل وحدة عن الأخرى على سبيل المثال سديم السرطان والمجرة الحلزونية الشريطية ومجرة قبعة السومبريرو ..ألخ , وقد أستمر أينشتين حتى وفاته عام 1955م فى العمل على ايجاد الوحدة بين قوة الجاذبية والقوة الكهرمغنطيسية , وتقول النظريات الموحدة الكلية إنه يشترط لأتحاد القوة القوية بالقوة الضعيفة توافر طاقات أعلى بكثير تبلغ نحو 10 24 الكترون فولت ولكن على الرغم من أنه يوجد معجلات للجسيمات تمكننا من أستكشاف القوة الضعيفة فإنه لايمكن استحداث معجلات بقوة تكفى لاستكشاف القوة القوية لذا كان لزاما على العلماء وضع عدة افتراضات للوصول الى رؤية علمية للكون تفسر حالة الكون من لحظة الانفجار بأن الكون كان متناهى الحرارة ومتناهى الكثافة وسادته قوة موحدة واحدة , ولكن درجة حرارته هبطت مع تمدده وتناقصت كثافته شيئا فشيئا , وبدأت القوة الموحدة فى التجزؤ فى عملية تسمى ( أنهيار التماثل ) . وتم افتراض أن جميع صنوف الجسيمات كانت بعد الانفجار العظيم تتفاعل فيما بينها بعنف فى حالة تسمى بالاتزان الحرارى
, وكلما تمدد الكون وبرد وصل الى مايسميه الفيزيائيون (طور الانتقال) وقد حدث ذلك عندما بلغ عمر الكون 10-35 من الثانية وفى نهاية الامر ترك الكون هذا الطور وشرع فى التمدد والبرودة بمعدل أبطأ وأكثر ألفة على الصورة التى ترى الآن . وقد تم أكتشاف ظاهرة تمدد الكون على يدى عالم الفلك الامريكى ادوين هبل
( 1889 – 1953 ) فى سنة 1929 , ومنذ ذلك التاريخ أعيد أجراء مشاهدات هبل عدة مرات بدقة أكبر والى مسافات أبعد , وأكدت كلها الرأى القائل بأن الفضاء المرصع بالمجرات يتمدد , ويقاس معدل تمدد الكون فى أى حقبة معينة بقيمة ثابتة يرمز لها بالحرف ( ه ) وتعرف عادة بأسم ( ثابت هبل ) . وهذا الرأى الذى أكده علماء الطبيعة والفلك فى القرن التاسع عشر بأن الكون يتوسع ويتمدد
, قد بينه الله سبحانه وتعالى فى القرأن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرن من الزمان (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ( [الذاريات : 47]أيد : مقدرة وحكمة وأتقان موسع : ممتد فى الاتساعالله سبحانه وتعالى قد بين لنا أيضا أن السماء تحتوى على مدارات او طرق لسير الكواكب والنجوم وكذا جميع الوحدات الفلكية (والسماء ذات الحبك) الاية (7) سورة الذاريات والحبك : هى المسارات والطرق ( المدارات ) التى تسير فيها الوحدات الفلكية .
والقضية التى تحير علماء الطبيعة والفلك الآن هى وضع تصور تفصيلى عن مراحل وزمن عملية خلق الكون والوصول به إلى الصورة التى نراها الان
!!! وقد تفرد الله سبحانه وتعالى بتوضيح ذلك فى القرآن الكريم , وقد أوضح الله سبحانه وتعالى أنه خلق الكون ( السموات والأرض ومابينهما) فى ستة أيام بمقياس البشر فى قوله تعالى ( الله الذى خلق السموات والارض وما بينهما فى ستة ايام , ثم أستوى على العرش , مالكم من دونه من ولى ولا شفيع , أفلا تذكرون)الآية(4) سورة السجدة . وقد بين الله لنا مراحل الخلق لهذا الكون بصورة تفصيلية لا يعلمها إلا إياه بداية من حدوث الانفجار لكتلة النواة وانتشار مكوناتها فى الفضاء المحيط بها بمقدرات الله عز وجل
, وذلك فى قوله تعالى (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) ) سورة فصلت(
هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم) [ البقرة ]حيث بعد الانفجار العظيم وحدوث أنتشار للدخان والغبار بدأت بعض الكتل التى انتشرت قرب الكتلة النواة يحدث لها تكوين مثل الأرض والمجموعة الشمسية التى نعرفها وغيرها من الكتل الأقرب للنواة
, وبدأ خلق الأرض من ناتج هذا الانفجار وكانت على صورة عجينة هلامية ولم تكن السماوات السبع قد خلقت بعد وحدث للأرض عدة أصطدامات بالكتل الصغيرة الحجم( الجبال) والتى تحمل عناصر تضفى على الأرض ثروات نفيسة ومقومات الحياة وأن هذه الكتل الصغيرة فى الحجم حدث لها انخفاض لحرارتها وتصلب سطحها أسرع عن الكتل الكبيرة مما ساعد ذلك على غور هذه الجبال داخل سطح الأرض (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل : 15] كالذى يلقى بقطعة حجر فوق عجينة سوف تجد أن الحجر غاص داخل العجينة بدرجة أكبر مما يرى منه فوق السطح , وتمثل خلق الأرض يومين فى بداية الخلقة قبل خلق ماعليها من مخلوقات وأخذها الصورة التى نراها الان . (
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلاَْرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )سورة فصلت(12) .
وكانت السماوات مازالت عبارة عن مجموعات من الغبار الكونى متناثرة فى الفضاء على هيئة دخان كثيف وتأخذ هذه المجموعات فى التمدد فى الفضاء الفسيح حول الأرض خلال المدة التى خلقت فيها الأرض, وعند أعطاء الله عز وجل الأمر بخلق السماوات السبع ووضعهما مع الأرض فى هذا النظام العجيب والبديع كلً يجرى لمستقر له وتكونت الوحدات التى كانت فى صورة الدخان سبع سماوات طباقا بعضها فوق بعض بما فيهما من مجرات ونجوم وكواكب فى يومين (
أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها*رفع سمكها فسواها *وأغطش ليلها وأخرج ضحاها *والأرض بعد ذلك دحاها *أخرج منها ماءها ومرعاها *والجبال أرساها *متاعاً لكم ولأنعامكم ) [ النازعات].وهذه الآيات تدل على أن الأرض لم تكن
يتم تصلب قشرتها أو دحوها إلا بعد انتهاء خلق السماوات وأجرامها ومجراتها، وبدأت تخضع لقوى الجذب العام للكون وقوى الطاردة المركزية نتيجة الانفجار مما ساعد ذلك فى دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس كباقى جموع الكواكب الأخرى , وحدث تكور وتصلب لقشرة الأرض بما عليها من الكتل الصغيرة ( الجبال) التى ألقيت على سطح الأرض على الصورة التى نراها الآن (والأرض بعد ذلك دحاها)، والدحو معناه قذف الشيء من مقره، بالإضافة إلى معاني لغوية أخرى منها: المد والبسط، بمعنى قذف الشيء من مقره وإعطائها شكل الدحية (البيضة (بعد أن برد سطحها وتجمد أو قذف الأرض بالجبال ، بما يفيد بداية التشكيل الجيولوجي للأرض. وبدأ المناخ الكونى العام فى هذا النظام البديع يؤثر على الكواكب والمجرات وبدأت تهب رياح وتشرق الشمس وتغرب وظهر المناخ الجوى العام للأرض وبدأت تتساقط الأمطار وتسير المياة فى الأنهار وتنمو الأشجار وأخذ تقدير أقوات الأرض بما عليها من مخلوقات يومين بحيث يصبح خلق الأرض وما عليها من مخلوقات وأرزاق أربعة أيام ( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ (10) ) سورة فصلت ، (أخرج منها ماءهاومرعاها) وفي هذا إعجاز علمي لم يكتشف إلا حديثاً عندما تأكد العلماء من أن جميع ماء الأرض خرج من باطنها وليس من السماء وأخذت الجبال فى الثبات والشموخ على سطح الأرض لتعطى الثبات والاتزان لحركة الأرض وبدأت مقومات الحياة تدب على الأرض , بدأ بذلك العمر الجيولوجي لكوكب الأرض، كما نقيسه الآن بحوالي( 45000 مليون سنة ( باستخدام ظاهرة الانحلال الإشعاعي لليورانيوم الموجود في صخور الأرض، وهذا العمر الجيولوجي الذي يعبر عنه الله عز وجل دائماً بمد الأرض وإرساء الجبال (
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) [لقمان : 10] والجدير بالذكر أن قوله تعالى
: ( والسماء وما بناها* والأرض وما طحاها) [ الشمس]، يعطي معنى الطحو، أي : القذف من المقر، أي : فصل الأرض عن السماء، في عملية الفتق أثناء الإنفجار العظيم، وبهذا، فإن الطحو هو أحد معاني الدحو. .وقد أوضح لنا الله سبحانه وتعالى مقياس لزمن الحياة الدنيا على الكرة الارضية الى سدرة المنتهى عند عرش الرحمن , وهذا المقياس هو ا : 1000×354 أى 1 : 354000 يوم فى قوله تعالى (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) [الحج : 47] (
يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) الاية (5) سورة السجدة, مع أعتبار ان السنة المذكورة هى السنة الهجرية المرتبطة بحركة القمر كما وضحها الله سبحانه وتعالى فى قوله تعالى ( إن عدة الشهور عند الله أثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات و الارض , منها أربعة حرم , ذلك الدين القيم.....) الاية ( 36 ) سورة التوبة.
وحيث قام علماء الفلك والطبيعة بوضع تصور للبعد الرابع وهو الزمن وقالوا بان الزمن يتناقص كلما عرجنا فى السماء ووضعوا لهذا التصور عدة معادلات رياضية ضخمة ولم يتوصلوا الى أى نتيجة تساعدهم على وضع معدل للتناقص الزمنى نظرا لضخامة الكون ولوجود عدة ثوابت أفتراضية غير معلومة لديهم
, والله سبحانه وتعالى وضح هذه النسبية فى القرآن الكريم كما ذكرناها من قبل , فيا من تنكرون وجود الله ويا من تشركون بالله , هل وجدتم من يعطيكم نسبية الزمن هذه من قبل فى كتبكم وفى عالمكم , فأن هذه النسبية سوف تحل لكم كم هائل من المعادلات , الم تتدبروا القرآن أم أنتم مازلتم على طغيانكم ونكرانكم بأنه منزلا من عند الله وعلى خير رسول الله محمد بن عبد الله النبى الامى صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1427 عام . وحيث تمثل خلق الأرض و بما عليها من أرزاق أربعة أيام أى تمثل
( الزمن بمقياس الله سبحانه وتعالى ) = 4÷ 354000 = 0.0000112 يوم = 0.0000112 × 24 × 60 × 60 ثانية = 0.97 ثانية , أى فى 0.485 ثانية بمقياس الله عز وجل. سبحان الله يقل للشىء كن فيكون قد خلق الأرض بما عليها من الأرزاق فى أقل من ثانية
, سبحانك يا الله أنت القادر وأنت المقتدر تخلق هذا الكون الهائل بالسماوات السبع والأرض السبع وما بينهما فى هذا الوقت الذى لا يتجاوز 1.455 ثانية . خضعت لك قلوبنا ونسجد لك بعقولنا ونقر أنك الله الواحد الأحد الفرد الصمد مالك الملك ذو الجلال والإكرام وأنك على كل شىء قدير وأنك أنت العزيز العليم , وبعد هذا ينكر الكفار ألوهيتك لهذا الكون ويعبدون طواغيت يتخذونها آلهة يعبدون من دونك , سبحانك اللهم نثنى عليك الخير كله نعبدك ولا نكفرك ونترك ونهجر من يكفرك فأنت على كل شىء قدير (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) [الحج : 47] فبعد هذا يا من تكفرون بالله ويا من تنكرون الرسالة لخاتم الانبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويا من تستعجلون بالعذاب الم تروا أنه مهما عشتم فى الحياة الدنيا حتى ألف سنة تتنعمون بملزاتها وتتكبرون وتسعون فى الارض فسادا وتحاربون الله ورسوله فستمر حياتكم هذه عند الله بمثابة ساعة
, ولو فرضنا أن متوسط عمر الإنسان حوالى 60 سنة فان ذلك عند الله بمثابة 1.44 ساعة أى 86.4 دقيقة , أبعد ذلك تستعجلون العذاب !!! لقد أقترب منكم وأنتم غافلون وأن وعد الله حق ولن يخلف الله وعده. (
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ) [يونس : 45] (
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ) [الأحقاف : 35] (
قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ , قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ )[المؤمنون : 113]ونقف هنا ونسأل أنفسنا لقد ذكر الله أكثر من مرة فى أيات الذكر الحكيم بوجود سبع سماوات طباقا ودائما يذكر لفظ السماوات والأرض
, فقد علمنا موضع السماوات السبع الطباق فكل سماء كحلقة صغيرة جدا فى السماء التالية فالسماء السابع تحتوى على الستة سماوات كمثل كرة كبيرة تحتوى بداخلها على عدد ستة كور متالية الصغر والسماء السابعة كحلقة صغيرة جدا فى عرش الرحمن كما وصف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رحلة الإسراء والمعراج . والسماء الأولى هى السماء الدنيا التى نراها الآن والتى نعيش أسفل منها وهى تحيط وتكور الارض و مجموعة الكواكب المعروفة لدينا الآن والمجرات وفى داخلها الشمس والقمر ونرى ذلك فى قوله تعالى
(ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا(15) وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) سورة نوح. وكما نعلم بأنه يوجد أيضا سبع أراضين أين هم فى الواقع وأين ذكرهم فى كتاب الله عز وجل ؟ نجد فى كتاب الله عز وجل ذكر يدل على وجود سبع أراض قال تعالى
(
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الاَْرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الاَْمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ( [الطلاق : 12] (َ
مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَْرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )[الزمر : 67] (
هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم) [ البقرة]ويتضح من هذه الايات أنه توجد سبع أرض وأن لفظ الأرض شمولى لباقى الاراضى
( الارض جميعا) كما أن لفظ القمر شمولى لعدة أقمار كثيرة فى السماء تحيط بالكواكب وظهر هذا فى العصر الحديث , ومعلوم أن الأرض قد خلقت قبل السماوات السبع وجموعها يقع تحت مستوى السماوات السبع وأن الأرض ليست طباقا كما يزعم البعض فالسماوات السبع هن اللائى خلقن سبعا طباقا (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً) [نوح : 15]
فعليه يكون والله أعلم أن جموع الأرض تتمثل فى جموع الكواكب او المجرات المحيطة بالأرض والتى تقع تحت وصف الأرض من مستلزمات الحياة وخاصة المياه فى جميع صوره السائلة أو المتجمدة ولنعلم أن الأرض التى نحن عليها مخصصة لحياة الأنس والأرض الأخرى مخصصة لحياة مخلوقات أخرى من الأمم مثل الجن والخ... حيث أن حياة الأمم الأخرى تختلف عن طبيعة حياتنا نحن البشر. أخى القارىء ما مصير هذا الكون الذى نعيش فيه ؟ ما هو رأى علماء الطبيعة والفلك فى نهاية هذا الكون ؟ هل الحياة فى هذا الكون أبدية أم هناك مصير حتمى سيكون لهذا الكون ؟ وماذا سيخبرنا القرآ ن عن هذه النهاية ؟
...فلنتوجه سوا أيها الإخوة الأحباب الى قراءة الجزء الثانى لنعرف سويا ما مصير هذا الكون
من وحى القرآن
( نشأة الكون)
(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ( [يوسف :101] صدق الله العظيم
نقوم فى هذا الموضوع بالدعوة الى عبادة التفكر فى خلق الله وتسبيحه بانه لم يخلق أى شىء باطلا وندعوه بأن يقينا عذاب النار
( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السموات والارض , ربنا ما خلقت هذا باطلا , سبحانك فقنا عذاب النار ) الاية (191) سورة أل عمران فنحن مدعوين جميعا الى رحلة استكشاف للكون الذى نعيش فيه
, رحلة تنقلنا من قلب الذرة الى أقصى أطراف الفضاء , من بدء الخليقة الى أبد الآبدين . ونحن نهيب بأنفسنا أن نطلق العنان لخيالنا للتفكر مستعينين بالحقائق القرآنية والعلمية لكى نصول ونجول فى عالم الجسيمات المتناهية الصغر وعالم الأجرام المتناهية الكبر . ولئن كانت معظم جهود العلم تنصب على أمور لا نستطيع رؤيتها
– الجاذبية , والجسيمات دون الذرة , والموجات الضوئية , وقلب النجم , والمجرات والبروج الكائنة فى أقصى حدود الفضاء , فأن الفضول البشرى بصدد أصل الكون ومصيره يدفعنا بلا هوادة للتفكر والسير فى أغوار تلك الأسرار من وحى القرآن لنبين للناس آيات الله فى الأفاق ليعلموا أنه الحق . وكان ألبرت أينشتين
, ذلك العالم العبقرى , يسأل نفسه ولم يزل بعد صبيا فى برن بسويسرا (( ترى كيف يبدو لى العالم لو أننى أمتطيت شعاعا من الضوء؟)) وكان هذا السؤال الخيالى البرىء بمثابة النبع الذى أنبثق منه علم الفزياء الحديث وصدر عنه أفضل تفسير لأصل الكون توصلنا اليه حتى اليوم رغم وجود بعض اختلافات فى دراسات العلماء عن كون صورة الكون ثلاثى الأبعاد أو سداسى الأبعاد أو ذو أحد عشر أو سادس عشر بعد لكى تمكننا من رسم الصورة الحقيقية للكون , ولا يوجد ثمة أى تعارض بين نتائج العلم وبين ما حققته ديانات العالم وخاصة القرآن الكريم من النفاذ الى أغوار الكون وخلق الإنسان. فلنسير معا أيها القارىء فى الطريق الذى نحاول رسم معالمه
, ذلك الطريق الذى يفضى بنا الى فهم بداية ونهاية الكون وخلق الإنسان على الصورة التى رسمها لنا الله سبحانه وتعالى , وما يستتبعه هذا الفهم من السجود لله عز وجل مسبحين أياه بأن الملك له الواحد والقهار( ولله ملك السموات والارض , والله على كل شىء قدير ) الاية (189) سورة آل عمران , ( لمن الملك اليوم – لله الواحد القهار) الاية (16) سورة غافر, وليعلم أهل الكتاب والمشركين أن هذا القرآن منزل من عند الله على رسوله النبى الامى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
ماهية الكون
قبل الحديث عن نشاة الكون يجب ان نعرف ماهو الكون ؟ الكون هو ما وضحه لنا علماء الفلك وما وبينه الله سبحانه وتعالى فى القرآن وهو السماوات والأرض وما بينهما من سبع سماوات طباقا وسبع أراضين وما فى السماء من كواكب ونجوم وشمس وأقمار وأبراج ومجرات بجميع أشكالها وإبداعاتها الخلقية وجمال طبيعتها التى لو قام اى أنسان بالعروج الى السماء لرؤيتها لايصدق عينه من هول ما يرى
( ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا أنما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون ) الاية (15) سورة الحجر إن السؤال الأساسى فى العلم كله يتعلق بأصل الكون الذى نعيش فيه
, والصورة العصرية للكون هى صورته المتمددة , وتتحرك عناقيد المجرات مبتعدة بعضها عن بعض كلما تمدد الفضاء فيما بينها , الأمر الذى يعنى بالتحديد أن المجرات كانت متقاربة فى الماضى السحيق , ومؤدى ذلك أنه فى وقت معين فى الماضى يمكن حسابه على أنه يساوى نحو 15 بليون سنة ( البليون = ألف مليون ) كان جماع المادة والطاقة فى الكون مركزا فى كتلة واحدة , حدث لها أنفجار خلق منه الكون الذى نعرفه , وقد أطلق على هذا التفجير تعبير ( الانفجار العظيم) . وهذا الرأى المتفق عليه من علماء الفلك والطبيعة والذى يعرف عندهم
(بالانفجار العظيم) فى أوائل القرن التاسع عشر والذى صوره الله فى القرآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرن من الزمان ( بالفتق) (َوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ( [الأنبياء : 30]كانتا رتقا : كانتا ملتصقتين - ففتقناهما : ففصلنا بينهما بالهواء والرتق هو الالتحام والفتق هو التمزق بواسطة قوة شديدة عن التحمل . وأوضح علماء الطبيعة والفلك بأن الكون كان وقت نشأته متناهى الكثافة متناهى السخونة ولكنه غدا أقل كثافة وأنخفضت درجة حرارته عندما تمدد فى كل الاتجاهات
, وسرعان ما تكونت من الحطام الذى خلفه ذلك الانفجار العظيم الوحدات البنائية الأساسية للمادة التى تطورت فيما بعد الى الوحدات الفلكية الضخمة التى نطلق عليها أسم النجوم والمجرات وعناقيد المجرات وما اليها , وأصبحت هذه الوحدات خاضعة لعدة قوى تتحكم فيها ومن أهم هذه القوى قوة الطرد المركزية الناتجة من الانفجار الهائل للنواة الأصل والتى أكسبت جميع الوحدات عجلة دوران حول نفسها وحول النواة الأصل والتى تتمثل فى القصور الذاتى لحركة هذه الوحدات , وقوة التجاذب بين هذه الوحدات بعضها البعض والتى تماثل القوة الكهرمغنطيسية التى تحافظ الألكترون فى مداره حول نواة الذرة , قوة الجاذبة التى تمسك الوحدات فى مدارها حول النواة الأصل كالتى تمسك الأرض فى مدارها حول الشمس مثلا , وخلال السنوات القليلة الماضية أحرزت فيزياء الجسيمات تقدما هائلا على طريق التبسيط وتعميق الفهم فى آن واحد , والحق أنه يبدو الآن أن جميع التفاعلات الأساسية التى تلاحظ بين شتى هذه القوى قد لا تعدو أن تكون مجرد وجوه مختلفة لتفاعل أساسى وحيد يمكن تفسيره بنظرية موحدة أساسية . ويلاحظ أن الكون ملىء بالمجرات التى تأخذ شكل ونمط مغاير عن بعضها البعض نتيجة أختلاف درجة تأثير هذه القوى على كل وحدة عن الأخرى على سبيل المثال سديم السرطان والمجرة الحلزونية الشريطية ومجرة قبعة السومبريرو ..ألخ , وقد أستمر أينشتين حتى وفاته عام 1955م فى العمل على ايجاد الوحدة بين قوة الجاذبية والقوة الكهرمغنطيسية , وتقول النظريات الموحدة الكلية إنه يشترط لأتحاد القوة القوية بالقوة الضعيفة توافر طاقات أعلى بكثير تبلغ نحو 10 24 الكترون فولت ولكن على الرغم من أنه يوجد معجلات للجسيمات تمكننا من أستكشاف القوة الضعيفة فإنه لايمكن استحداث معجلات بقوة تكفى لاستكشاف القوة القوية لذا كان لزاما على العلماء وضع عدة افتراضات للوصول الى رؤية علمية للكون تفسر حالة الكون من لحظة الانفجار بأن الكون كان متناهى الحرارة ومتناهى الكثافة وسادته قوة موحدة واحدة , ولكن درجة حرارته هبطت مع تمدده وتناقصت كثافته شيئا فشيئا , وبدأت القوة الموحدة فى التجزؤ فى عملية تسمى ( أنهيار التماثل ) . وتم افتراض أن جميع صنوف الجسيمات كانت بعد الانفجار العظيم تتفاعل فيما بينها بعنف فى حالة تسمى بالاتزان الحرارى
, وكلما تمدد الكون وبرد وصل الى مايسميه الفيزيائيون (طور الانتقال) وقد حدث ذلك عندما بلغ عمر الكون 10-35 من الثانية وفى نهاية الامر ترك الكون هذا الطور وشرع فى التمدد والبرودة بمعدل أبطأ وأكثر ألفة على الصورة التى ترى الآن . وقد تم أكتشاف ظاهرة تمدد الكون على يدى عالم الفلك الامريكى ادوين هبل
( 1889 – 1953 ) فى سنة 1929 , ومنذ ذلك التاريخ أعيد أجراء مشاهدات هبل عدة مرات بدقة أكبر والى مسافات أبعد , وأكدت كلها الرأى القائل بأن الفضاء المرصع بالمجرات يتمدد , ويقاس معدل تمدد الكون فى أى حقبة معينة بقيمة ثابتة يرمز لها بالحرف ( ه ) وتعرف عادة بأسم ( ثابت هبل ) . وهذا الرأى الذى أكده علماء الطبيعة والفلك فى القرن التاسع عشر بأن الكون يتوسع ويتمدد
, قد بينه الله سبحانه وتعالى فى القرأن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرن من الزمان (وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ( [الذاريات : 47]أيد : مقدرة وحكمة وأتقان موسع : ممتد فى الاتساعالله سبحانه وتعالى قد بين لنا أيضا أن السماء تحتوى على مدارات او طرق لسير الكواكب والنجوم وكذا جميع الوحدات الفلكية (والسماء ذات الحبك) الاية (7) سورة الذاريات والحبك : هى المسارات والطرق ( المدارات ) التى تسير فيها الوحدات الفلكية .
والقضية التى تحير علماء الطبيعة والفلك الآن هى وضع تصور تفصيلى عن مراحل وزمن عملية خلق الكون والوصول به إلى الصورة التى نراها الان
!!! وقد تفرد الله سبحانه وتعالى بتوضيح ذلك فى القرآن الكريم , وقد أوضح الله سبحانه وتعالى أنه خلق الكون ( السموات والأرض ومابينهما) فى ستة أيام بمقياس البشر فى قوله تعالى ( الله الذى خلق السموات والارض وما بينهما فى ستة ايام , ثم أستوى على العرش , مالكم من دونه من ولى ولا شفيع , أفلا تذكرون)الآية(4) سورة السجدة . وقد بين الله لنا مراحل الخلق لهذا الكون بصورة تفصيلية لا يعلمها إلا إياه بداية من حدوث الانفجار لكتلة النواة وانتشار مكوناتها فى الفضاء المحيط بها بمقدرات الله عز وجل
, وذلك فى قوله تعالى (قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) ) سورة فصلت(
هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم) [ البقرة ]حيث بعد الانفجار العظيم وحدوث أنتشار للدخان والغبار بدأت بعض الكتل التى انتشرت قرب الكتلة النواة يحدث لها تكوين مثل الأرض والمجموعة الشمسية التى نعرفها وغيرها من الكتل الأقرب للنواة
, وبدأ خلق الأرض من ناتج هذا الانفجار وكانت على صورة عجينة هلامية ولم تكن السماوات السبع قد خلقت بعد وحدث للأرض عدة أصطدامات بالكتل الصغيرة الحجم( الجبال) والتى تحمل عناصر تضفى على الأرض ثروات نفيسة ومقومات الحياة وأن هذه الكتل الصغيرة فى الحجم حدث لها انخفاض لحرارتها وتصلب سطحها أسرع عن الكتل الكبيرة مما ساعد ذلك على غور هذه الجبال داخل سطح الأرض (وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل : 15] كالذى يلقى بقطعة حجر فوق عجينة سوف تجد أن الحجر غاص داخل العجينة بدرجة أكبر مما يرى منه فوق السطح , وتمثل خلق الأرض يومين فى بداية الخلقة قبل خلق ماعليها من مخلوقات وأخذها الصورة التى نراها الان . (
ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلاَْرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )سورة فصلت(12) .
وكانت السماوات مازالت عبارة عن مجموعات من الغبار الكونى متناثرة فى الفضاء على هيئة دخان كثيف وتأخذ هذه المجموعات فى التمدد فى الفضاء الفسيح حول الأرض خلال المدة التى خلقت فيها الأرض, وعند أعطاء الله عز وجل الأمر بخلق السماوات السبع ووضعهما مع الأرض فى هذا النظام العجيب والبديع كلً يجرى لمستقر له وتكونت الوحدات التى كانت فى صورة الدخان سبع سماوات طباقا بعضها فوق بعض بما فيهما من مجرات ونجوم وكواكب فى يومين (
أأنتم أشد خلقاً أم السماء بناها*رفع سمكها فسواها *وأغطش ليلها وأخرج ضحاها *والأرض بعد ذلك دحاها *أخرج منها ماءها ومرعاها *والجبال أرساها *متاعاً لكم ولأنعامكم ) [ النازعات].وهذه الآيات تدل على أن الأرض لم تكن
يتم تصلب قشرتها أو دحوها إلا بعد انتهاء خلق السماوات وأجرامها ومجراتها، وبدأت تخضع لقوى الجذب العام للكون وقوى الطاردة المركزية نتيجة الانفجار مما ساعد ذلك فى دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس كباقى جموع الكواكب الأخرى , وحدث تكور وتصلب لقشرة الأرض بما عليها من الكتل الصغيرة ( الجبال) التى ألقيت على سطح الأرض على الصورة التى نراها الآن (والأرض بعد ذلك دحاها)، والدحو معناه قذف الشيء من مقره، بالإضافة إلى معاني لغوية أخرى منها: المد والبسط، بمعنى قذف الشيء من مقره وإعطائها شكل الدحية (البيضة (بعد أن برد سطحها وتجمد أو قذف الأرض بالجبال ، بما يفيد بداية التشكيل الجيولوجي للأرض. وبدأ المناخ الكونى العام فى هذا النظام البديع يؤثر على الكواكب والمجرات وبدأت تهب رياح وتشرق الشمس وتغرب وظهر المناخ الجوى العام للأرض وبدأت تتساقط الأمطار وتسير المياة فى الأنهار وتنمو الأشجار وأخذ تقدير أقوات الأرض بما عليها من مخلوقات يومين بحيث يصبح خلق الأرض وما عليها من مخلوقات وأرزاق أربعة أيام ( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ (10) ) سورة فصلت ، (أخرج منها ماءهاومرعاها) وفي هذا إعجاز علمي لم يكتشف إلا حديثاً عندما تأكد العلماء من أن جميع ماء الأرض خرج من باطنها وليس من السماء وأخذت الجبال فى الثبات والشموخ على سطح الأرض لتعطى الثبات والاتزان لحركة الأرض وبدأت مقومات الحياة تدب على الأرض , بدأ بذلك العمر الجيولوجي لكوكب الأرض، كما نقيسه الآن بحوالي( 45000 مليون سنة ( باستخدام ظاهرة الانحلال الإشعاعي لليورانيوم الموجود في صخور الأرض، وهذا العمر الجيولوجي الذي يعبر عنه الله عز وجل دائماً بمد الأرض وإرساء الجبال (
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) [لقمان : 10] والجدير بالذكر أن قوله تعالى
: ( والسماء وما بناها* والأرض وما طحاها) [ الشمس]، يعطي معنى الطحو، أي : القذف من المقر، أي : فصل الأرض عن السماء، في عملية الفتق أثناء الإنفجار العظيم، وبهذا، فإن الطحو هو أحد معاني الدحو. .وقد أوضح لنا الله سبحانه وتعالى مقياس لزمن الحياة الدنيا على الكرة الارضية الى سدرة المنتهى عند عرش الرحمن , وهذا المقياس هو ا : 1000×354 أى 1 : 354000 يوم فى قوله تعالى (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) [الحج : 47] (
يدبر الامر من السماء الى الارض ثم يعرج اليه فى يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) الاية (5) سورة السجدة, مع أعتبار ان السنة المذكورة هى السنة الهجرية المرتبطة بحركة القمر كما وضحها الله سبحانه وتعالى فى قوله تعالى ( إن عدة الشهور عند الله أثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات و الارض , منها أربعة حرم , ذلك الدين القيم.....) الاية ( 36 ) سورة التوبة.
وحيث قام علماء الفلك والطبيعة بوضع تصور للبعد الرابع وهو الزمن وقالوا بان الزمن يتناقص كلما عرجنا فى السماء ووضعوا لهذا التصور عدة معادلات رياضية ضخمة ولم يتوصلوا الى أى نتيجة تساعدهم على وضع معدل للتناقص الزمنى نظرا لضخامة الكون ولوجود عدة ثوابت أفتراضية غير معلومة لديهم
, والله سبحانه وتعالى وضح هذه النسبية فى القرآن الكريم كما ذكرناها من قبل , فيا من تنكرون وجود الله ويا من تشركون بالله , هل وجدتم من يعطيكم نسبية الزمن هذه من قبل فى كتبكم وفى عالمكم , فأن هذه النسبية سوف تحل لكم كم هائل من المعادلات , الم تتدبروا القرآن أم أنتم مازلتم على طغيانكم ونكرانكم بأنه منزلا من عند الله وعلى خير رسول الله محمد بن عبد الله النبى الامى صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1427 عام . وحيث تمثل خلق الأرض و بما عليها من أرزاق أربعة أيام أى تمثل
( الزمن بمقياس الله سبحانه وتعالى ) = 4÷ 354000 = 0.0000112 يوم = 0.0000112 × 24 × 60 × 60 ثانية = 0.97 ثانية , أى فى 0.485 ثانية بمقياس الله عز وجل. سبحان الله يقل للشىء كن فيكون قد خلق الأرض بما عليها من الأرزاق فى أقل من ثانية
, سبحانك يا الله أنت القادر وأنت المقتدر تخلق هذا الكون الهائل بالسماوات السبع والأرض السبع وما بينهما فى هذا الوقت الذى لا يتجاوز 1.455 ثانية . خضعت لك قلوبنا ونسجد لك بعقولنا ونقر أنك الله الواحد الأحد الفرد الصمد مالك الملك ذو الجلال والإكرام وأنك على كل شىء قدير وأنك أنت العزيز العليم , وبعد هذا ينكر الكفار ألوهيتك لهذا الكون ويعبدون طواغيت يتخذونها آلهة يعبدون من دونك , سبحانك اللهم نثنى عليك الخير كله نعبدك ولا نكفرك ونترك ونهجر من يكفرك فأنت على كل شىء قدير (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) [الحج : 47] فبعد هذا يا من تكفرون بالله ويا من تنكرون الرسالة لخاتم الانبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويا من تستعجلون بالعذاب الم تروا أنه مهما عشتم فى الحياة الدنيا حتى ألف سنة تتنعمون بملزاتها وتتكبرون وتسعون فى الارض فسادا وتحاربون الله ورسوله فستمر حياتكم هذه عند الله بمثابة ساعة
, ولو فرضنا أن متوسط عمر الإنسان حوالى 60 سنة فان ذلك عند الله بمثابة 1.44 ساعة أى 86.4 دقيقة , أبعد ذلك تستعجلون العذاب !!! لقد أقترب منكم وأنتم غافلون وأن وعد الله حق ولن يخلف الله وعده. (
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ ) [يونس : 45] (
فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ ) [الأحقاف : 35] (
قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ , قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ )[المؤمنون : 113]ونقف هنا ونسأل أنفسنا لقد ذكر الله أكثر من مرة فى أيات الذكر الحكيم بوجود سبع سماوات طباقا ودائما يذكر لفظ السماوات والأرض
, فقد علمنا موضع السماوات السبع الطباق فكل سماء كحلقة صغيرة جدا فى السماء التالية فالسماء السابع تحتوى على الستة سماوات كمثل كرة كبيرة تحتوى بداخلها على عدد ستة كور متالية الصغر والسماء السابعة كحلقة صغيرة جدا فى عرش الرحمن كما وصف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فى رحلة الإسراء والمعراج . والسماء الأولى هى السماء الدنيا التى نراها الآن والتى نعيش أسفل منها وهى تحيط وتكور الارض و مجموعة الكواكب المعروفة لدينا الآن والمجرات وفى داخلها الشمس والقمر ونرى ذلك فى قوله تعالى
(ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا(15) وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) سورة نوح. وكما نعلم بأنه يوجد أيضا سبع أراضين أين هم فى الواقع وأين ذكرهم فى كتاب الله عز وجل ؟ نجد فى كتاب الله عز وجل ذكر يدل على وجود سبع أراض قال تعالى
(
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الاَْرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الاَْمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ( [الطلاق : 12] (َ
مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَْرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )[الزمر : 67] (
هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم) [ البقرة]ويتضح من هذه الايات أنه توجد سبع أرض وأن لفظ الأرض شمولى لباقى الاراضى
( الارض جميعا) كما أن لفظ القمر شمولى لعدة أقمار كثيرة فى السماء تحيط بالكواكب وظهر هذا فى العصر الحديث , ومعلوم أن الأرض قد خلقت قبل السماوات السبع وجموعها يقع تحت مستوى السماوات السبع وأن الأرض ليست طباقا كما يزعم البعض فالسماوات السبع هن اللائى خلقن سبعا طباقا (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً) [نوح : 15]
فعليه يكون والله أعلم أن جموع الأرض تتمثل فى جموع الكواكب او المجرات المحيطة بالأرض والتى تقع تحت وصف الأرض من مستلزمات الحياة وخاصة المياه فى جميع صوره السائلة أو المتجمدة ولنعلم أن الأرض التى نحن عليها مخصصة لحياة الأنس والأرض الأخرى مخصصة لحياة مخلوقات أخرى من الأمم مثل الجن والخ... حيث أن حياة الأمم الأخرى تختلف عن طبيعة حياتنا نحن البشر. أخى القارىء ما مصير هذا الكون الذى نعيش فيه ؟ ما هو رأى علماء الطبيعة والفلك فى نهاية هذا الكون ؟ هل الحياة فى هذا الكون أبدية أم هناك مصير حتمى سيكون لهذا الكون ؟ وماذا سيخبرنا القرآ ن عن هذه النهاية ؟
...فلنتوجه سوا أيها الإخوة الأحباب الى قراءة الجزء الثانى لنعرف سويا ما مصير هذا الكون