لا تهزموا الأحلام دعوها تنتصر .. لا تقيدوها دعوها تتحرك .. الحياة حلم يتخلق .. يتجسد .. يتحول إلى حقيقة .. إلى واقع. دون حلم يداعب الذهن .. يشاغله .. يشاغبه .. يطارده .. يستفزه لا يمكن أن يؤدي إلى علم .. إلى معرفة. يوم أن يولد الحلم.. وتتداعى صوره .. توجد البداية لميلاد حياة.إلا أن الحلم وحده لا يكفي .. إنه مجرد شرارة إيقاظ .. ومضة نور مشعة تكشف للعقل الباطن مواطن ما يمكن أن تصل إليه دفعة الطموح المتحركة داخل أعماق الأعماق. ولكي نحلم لابدأن تجيء أحلامنا أحلام يقظة لا أحلام سبات .. أحلام استشراف لأبعاد المستقبل.. لا أحلام استغراق في سراديب الماضي ومنعطفاته .. دون تدخل للانتقاء والارتقاء بأفضل ما فيه.. العقل اليقظ هو الذي يترجم الأحلام كي تقفز على واجهة الحياة لا كعبارات تنثر .. ولا كتصورات جامدة .. وإنما حركة فاعلة تؤثر وتتأثر بما حولها إيجابا وسلبا .. أخذا وعطاء .. مقارنة وممايزة ..إن التوازنات مطلوبة في الحركة كي ينضبط إيقاعها دون تداخل بين أهدافها المنظورة .. وبين ثوابتها التي تجذرت في كيانها تراثيا. وتاريخيا.. وسلاميا. الربط بين الحلقات ضرورة شريطة أن لا يكون الشد والجذب لصالح الارتداد.. وإنما لصالح الاقتداء كي يأتي الوصل على مستوى القناعة.. وعلى قدر الإشباع للطموح العقلاني المتحرك. في تراثنا ألف صوت يلعلع .. لأنه صوت الحق الهابط من السماء إلى الأرض دعوة لليقظة .. دعوة للبناء .. دعوة للسماحة والحب .. دعوة للقوة التي لا يهزمها الخوف .. ولا يطال منها التردد .. ولا ينال منها التشكيك. وحين تقفز الأحلام في رؤوسنا لابد أن نفتح لها الأبواب .. نفتحها شدا لخيطها .. ومدا لحبالها؛ كي تأتي المساحة لمحركتها في حجم طموحاتها .. وفي قدر اقتدارنا على إملاء تلك الطموحات، لأنها بالنسبة إلينا ليست مجرد هاجس نفسي.. وإنما واقع حسي لا يقبل الجدل أو المساومة. الذكريات .. دون تذكير له صوت الأمر والنهي، لا يعدو أن يكون هرطقات دونها كتابة الصمت .. والذكريات ليست جزءا حاسما بالنسبة لتداعيات الحلم.. إنها رافد صغير صغير يصب في جدوله .. تارة تثيره .. وأخرى تستثيره .. وأجمل ما فيها أن تكون قادرة على وخزه بدبوس؛ كي يقفز إلى أعلى هامة الرأس .. لا إلى أخمص القدمين .. أي إلى أسفل .. أية أمة جاء حلمها مبطنا بالركود .. كانت يقظتها رهينة قيد مشدود إلى الخلف. الأمم العظيمة بحجم أحلامها اليقظة أعملت عقلها طليقا يختصر أبعاد المسافات من حوله.. لأن العقل معرفة .. والمعرفة تستغرق وتستبطن في دواخلها كل أدوات الإشباع .. والاجتماع. الحلم اليقظ أو بدايات المعرفة .. إنه تصور عاقل لما يمكن أن يكون ..ولكي يكون لابد له من نقلة جسورة تقفز به من خانة الأمل الحالم إلى خانة العمل القائم. إن ثقة في النفس تستوطن ضمائرنا في أن تأتي أحلامنا واسعة المدى تستغرق مستقبل أجيالنا .فبهم ومعهم تتشكل صورة الحياة .. وبهم ومعهم تتجذر الخطوات نحو واقع يحكمه ويسيطر على حركته حلم..العلم.. المعرفة.. هكذا أحلم ..
الحلـم .. العلـم . . المعرفـة
احبك يا عفرين- غــرامــي كبـــير الــمــشـــرفــين
- عــدد الـــمــســاهـمات : 191
- مساهمة رقم 1