آسيــا أكبر القارات مساحة وسكانًا. تكاد تحتل ثلث يابسة العالم. وبها حوالي ثلاثة أخماس سكانه. تمتد آسيا من إفريقيا وأوروبا غربًا إلى المحيط الهادئ شرقًا، ويقع أقصى شمال القارة في منطقة القطب الشمالي المتجمد. وتنتهي آسيا في الجنوب في المنطقة الاستوائية المشبعة بالبخار بالقرب من خط الاستواء.
لا تعادل أي قارة أخرى آسيا في معالمها الطبيعية؛ إذ تتميز ببعض أعلى الجبال في العالم، وأطول الأنهار وأكبر الصحاري والسهول والهضاب، وأكثف الغابات والأدغال، كما يوجد بها أعلى الأماكن في العالم وأكثرها انخفاضًا. ويصل ارتفاع جبل إيفرست ـ أعلى جبالها ـ إلى 8,850م فوق سطح البحر على امتداد الحدود بين نيبال والتبت. ويعد ساحل البحر الميت أكثر المناطق انخفاضًا في العالم، ويقع تحت مستوى البحر بحوالي 416م على الحدود بين فلسطين المحتلة والأردن.
حقائق موجزة
المساحة:
44,102,000كم²
أطول الأبعاد:
من الشرق إلى الغرب، حوالي 9,700كم،
ومن الشمال إلى الجنوب، حوالي 8,690 كم.
الساحل: 129,077كم.
السكان:
حسب تقديرات 2006م: 3.970.729.000 نسمة.
الكثافة السكانية:
90 نسمة /كم².
الارتفاع:
أعلى ارتفاع إيفرست 8,850م فوق مستوى البحر.
أدنى ارتفاع ساحل البحر الميت، حوالي 416م دون مستوى سطح البحر.
الظواهر الطبيعية:
سلاسل الجبال الرئيسية: إلبورز، تيان شان، زاغروس، ستانوفوي، ألطاي، كراكورم، كن لنج، كونلون، كيليان، الهملايا، هندوكوش، يابلونوفي.
الأنهار الرئيسية: آمور، أوب، إيراوادي، براهما بوترا، دجلة، زي، سلوين، السند، الفرات، الجانج، لينا، ميكونج، مينام، هوانج، يانجتسي، ينيسي.
أهم الصحاري: جوبي، تاكلمكان، الربع الخالي، قزل قم، كراكوم.
عدد الدول المستقلة:
50 قطرًا.
تضم أقطار آسيا (50 قطرًا) بعضًا من أكبر دول العالم وأصغرها. من هذه الأقطار الكبيرة: الاتحاد الروسي الفيدرالي الذي يقع جزء منه في أوروبا، ويقع أغلبه في آسيا، ويغطي أكثر من 17مليون كم²، أي نحو 76% من مساحة اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية الذي تفككت أواصره عام 1991م. لكن هناك ثلاث دول آسيوية: البحرين وجزر المالديف وسنغافورة تبلغ مساحة كل منها أقل من 780كم². وتُعدّ الصين أكبر دولة في العالم من حيث عدد سكانها؛ إذ يبلغ عددهم بليون وثلث البليون نسمة، بينما لا يصل تعداد سكان حوالي ثلث الأقطار الآسيوية إلى خمسة ملايين نسمة.
تعتبر الصحاري الحارة في الجنوب الغربي، والصحاري الباردة داخل القارة وشمالها المتجمد مناطق قليلة السكان، لكن بالقارة أيضًا بعضًا من أكثر مناطق العالم كثافة في السكان، وخاصة في الأودية النهرية الخصبة، وفي السهول الساحلية، وفي مناطق دلتا الأنهار بجنوب وجنوب شرقي وشرق آسيا.
تخضع دول آسيا للعديد من النظم السياسية. فهناك دول ملكية مثل السعودية، والأردن، ونيبال والبحرين. وهناك حكومات شيوعية كما في الصين، وفيتنام، وفي بعض الأقطار الأخرى. ويحكم قطر والإمارات العربية المتحدة شيوخ. وهناك دول تعيش في ظل نظم جمهورية منها الهند والفلبين وغيرهما. وقد استولى قادة عسكريون على دول آسيوية كثيرة في أوقات القلاقل والاضطرابات.
يختلف الآسيويون بعضهم عن بعض اختلاف كل شيء عن الآخر في القارة؛ فهم يختلفون كثيرًا من ناحية أسلافهم وعاداتهم ولغاتهم، ومعتقداتهم الدينية، وأساليب حياتهم ونظرًا لهذه الفروق فإن هذه المقالة تتناول في ستة أقسام أسلوب حياتهم.
بدأت الحضارة في آسيا منذ 5,500 سنة قبل أن تبدأ في الغرب بكثير. وفي الأزمنة القديمة والوسطى، تفوقت آسيا على الغرب في التطور الاقتصادي والثقافي والعلمي؛ فقد شيد الآسيويون أوليات المدن، ووضعوا النظم الأولى في القانون، وكانوا أول المزارعين والتجّار، واخترعوا الكتابة، وابتدعوا أقدم الآداب. وفي رحاب آسيا ظهرت كل الأديان الكبرى السماوية بالعالم، فبعث الله تعالى موسى وعيسى بن مريم ومحمد بن عبدالله عليهم صلوات الله وسلامه. كما ظهر فيها بوذا وكونفوشيوس، وقد اخترع الآسيويون الورق، والبوصلة المغنطيسية، وحروف الطباعة.
في حوالي عام 1500م، دخلت آسيا في فترة تدهور اقتصادي، بينما بدأ الغرب تقدمًا سريعًا، فغزا الأوروبيون أجزاءً كبيرة من آسيا في الفترة بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر الميلاديين.
اتسعت الفجوة الاقتصادية بين آسيا والغرب أثناء فترة الحكم الاستعماري الأوروبي. فقد طوّر الأوروبيون ومواطنو أمريكا الشمالية نظم الإنتاج بمصانعهم، وشرعوا يستخدمون الآلات الزراعية والمعينات الأخرى للزراعة. وساعدت هذه التطورات على توفير وظائف جديدة، وزيادة الإنتاج، فتحسن مستوى معيشتهم، بينما لم تطور الدول الآسيوية سوى النزر اليسير من صناعاتها فبقيت بلادًا زراعية، وظل مزارعوها يستخدمون أدوات يدوية وأساليب زراعية عتيقة.
في تلك الأثناء، تسبب انفجار سكاني مازال مستمرًا، في زيادة عدد السكان في آسيا والغرب زيادة كبيرة مما تطلب المزيد من الغذاء والوظائف والمدارس، وما إلى ذلك من ضروريات. ولكن الغرب، بفضل نموه الاقتصادي، كان أقدر من آسيا على معالجة المشكلات الناجمة عن الانفجار السكاني.
نالت معظم أقطار آسيا المستعمرة استقلالها خلال منتصف القرن العشرين الميلادي. ومنذ ذلك الحين، ناضل كثير من الآسيويين في سبيل رفع مستوى معيشتهم بالتوسع في الصناعات وتحسين الزراعة، وإبطاء معدل النمو السكاني. لكن المنازعات السياسية في الدول الآسيوية أضافت مزيدًا إلى صعوبة هذا النضال.
بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) صارت آسيا مركزًا للصراع بين الدول الشيوعية وغير الشيوعية؛ ففي كثير من الدول الآسيوية، نشب قتال بين الحكومات المستقلة الجديدة والشيوعيين الذين حاولوا أن يحلوا محلها. كما أدت الصراعات القديمة، التي لم يكن لها علاقة بالصراع بين الشيوعيين وغير الشيوعيين، إلى القتال بين جماعات كثيرة من الآسيويين. ومن ثم تواجه، آسيا ـ بصفة تكاد تكون مستمرة ـ الحروب والتهديدات، في الوقت الذي تحاول فيه حل مشكلاتها الأخرى.
يعيش في آسيا ما يقرب من 3,970,729,000 نسمة أو قرابة 60% من سكان العالم، وتفوق الصين في عدد مواطنيها أي قطر آخر في العالم، تليها الهند، ويعيش حوالي خمسي سكان العالم في هذين البلدين.
يقدم لنا هذا القسم من المقالة فكرة مجملة عن التوزيع السكاني في آسيا، كما يعرض بصورة عامة للجماعات السلالية، والجماعات العرقية، والديانات واللغات، ثم تورد المقالة في أقسامها الستة أنماط المعيشة في آسيا، ومعلومات أكثر تفصيلاً عن الشعوب الآسيوية التي تعيش في العديد من مناطق القارة.
توزيع السكان. لو افترضنا توزيع سكان آسيا في كل أرجاء القارة لكان هناك مالايزيد على 90 نسمة في الكيلومتر المربع، لكن بعض المناطق شديد البرودة، وبعضها شديد الحرارة، وبعضها غاية في الجدب، أو ذو طبيعة جبلية، الأمر الذي يحول دون كثافة سكانية عالية. أما الأغلبية العظمى من الآسيويين، فيعيشون في أودية الأنهار أو الجبال أو بالقرب من السواحل، حيث يعملون بفلاحة الأرض، أو صيد الأسماك لكسب عيشهم. وثمة أجزاء أخرى من آسيا تُعَدُّ من بين مناطق العالم الأكثر سكانًا ومنها بنغلادش، وهونغ كونج، وسنغافورة، وشرق الصين، وجزء كبير من الهند، ومعظم اليابان، وجزيرة جاوة في إندونيسيا. في هذه المناطق يتجمع ملايين الناس في المدن الكبيرة، وفي مناطق ريفية كثيرة حيث يعيش المئات أو الآلاف في كل كيلو متر مربع.
الجماعات السلالية. تتكون المجموعة السلالية من عدد كبير من الناس متقاربين في لون البشرة أو سمات طبيعية أخرى. وقد صنف علماء الإنسان كل البشر إلى ثلاث جماعات سلالية. طبقًا لنظرية الأجناس الثلاثة ينتمي كل فرد إما إلى الجنس القوقازي ـ أبيض البشرة ـ أو المغولي ـ أصفر البشرة ـ أو الزنجي ـ أسود البشرة ـ ومازال البعض يأخذون بهذا التصنيف، لكن معظم علماء الإنسان في القرن العشرين يرفضونه؛ على اعتبار أنه رأي غير علمي. واليوم، يصنف معظم هؤلاء العلماء كل الناس في تسعة أو عشرة أجناس جغرافية رئيسية.
طبقا لنظرية الأجناس الثلاثة يعد معظم سكان الأقطار الواقعة في الطرف الغربي لآسيا ـ بما في ذلك الهند شرقًا ـ قوقازيين، بينما يعد معظم الآسيويين شرقي الهند مغوليين. وهناك مجموعات صغيرة من الزنوج تعيش في آسيا، وبصفة أساسية في شبه جزيرة الملايو، وفي جزر مثل غينيا الجديدة، والفلبين وسومطرة في الجزء الجنوبي الشرقي من القارة.
ويضع النظام الجغرافي للتصنيف السلالي معظم الآسيويين في المجموعة الجنسية الأوروبية أو الهندية أو الآسيوية. وتشبه المجموعات السلالية الأوروبية المجموعة القوقازية في نظرية الأجناس الثلاثة، فهم آسيويون حسب النظام الجغرافي. ويتضمن أفراد المجموعة السلالية الآسيوية الصينيين، واليابانيين، والكوريين، ومعظم شعوب جنوب شرقي آسيا. انظر: .
الاجناس البشرية :-
الجماعات العرقية. يمثل وجود مجموعات كبيرة من المجموعات العرقية إحدى السمات المهمة لسكان آسيا. وتتكون المجموعة العرقية من مجموعة كبيرة من الناس متماثلين في خلفيتهم الثقافية، وقد توحد اللغة الواحدة والديانة الواحدة، والأسلاف المشتركون، أو كل هذه العوامل مجتمعة بين أفراد المجموعة العرقية.
بآسيا العشرات من الجماعات العرقية الكبيرة منها والصغيرة. فقطر واحد قد يوجد به جماعات عديدة. وتتضمن أكبر جماعات عرقية بآسيا عرب الجنوب الغربي، وهندوس الهند، والصينيين في الشرق. وتمد الجماعات العرقية أفرادها بشعور الانتماء، كما ترسخ القواعد السلوكية لأفرادها وتحافظ لهم على التقاليد الفنية والدينية وما إلى ذلك من تقاليد.
مع ذلك ففي أجزاء كثيرة من آسيا قد تنشب الحروب والنزاعات بين الجماعات العرقية في داخل البلد الواحد، وبين الأقطار المختلفة، بسبب ما خلف الاستعمار من مشكلات حدودية ومنحه الأراضي لغير أصحابها الشرعيين. وفي خلال القرن العشرين تضمنت الحروب بين الجماعات العرقية في آسيا ما كان منها بين العرب واليهود، واليونانيين والأتراك، والهندوس والمسلمين، وأهل الملايو والصينيين. يؤدي القتال بين الجماعات العرقية في آسيا إلى توتر العلاقات بين بلدانها، كما ينجم عنه زعزعة الاتحاد بينها.
الديانات. ظهرت الديانات السماوية كلها في آسيا، وهي اليهودية، والنصرانية، والإسلام وهو خاتم الديانات السماوية. كما نشأت العقائد غير السماوية مثل البوذية والكونفوشية والهندوسية والشنتو والطاوية في آسيا أيضًا. وسنتابع تطور هذه الديانات في مقالاتها المستقلة وفي مقالة الدين.
يدين كثير من الآسيويين بالهندوسية، وهي الديانة الرئيسية في الهند ونيبال.
يفوق المسلمون في عددهم أتباع الديانات الأخرى باستثناء الهندوسية؛ إذ يأتي الإسلام، جغرافيًا، أوسع الأديان انتشارًا في القارة. فمعظم الآسيويين في الطرف الغربي من آسيا وشرقًا في باكستان مسلمون، كما يدين معظم الإندونيسيين وأهل بنغلادش بالإسلام. هذا بالإضافة إلى المسلمين المنتشرين في كل أرجاء جنوب وسط اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية (سابقًا) وغربي الصين.
تعد البوذية الديانة الرئيسية بجنوب شرقي آسيا، ولها أيضًا أتباع كثيرون في شرقي آسيا، كما أن هناك أتباعًا كثيرين للكونفوشية والطاوية في الصين. وتُعدّ الشنتو ديانة مهمة في اليابان، ويجمع الكثير من الآسيويين بين البوذية وديانة أخرى أو أكثر من هذه الديانات.
لم تكن النصرانية في يوم من الأيام، ديانة رئيسية في آسيا. ويعتنقها الآن معظم سكان قبرص والفلبين، وقليل من شعب لبنان والجزء الآسيوي من الاتحاد السوفييتي (السابق).
اللغات. تمثل اللغات واللهجات المحلية في آسيا عائقًا كبيرًا في سبيل الاتصال؛ إذ لا يستطيع أهالي إحدى القرى، في بعض مناطق القارة، التحدث مع جيرانهم في قرية تبعد عنهم بضعة أميال. فعلى سبيل المثال يتكلم أهالي مدهيا برادش ـ إحدى ولايات الهند ـ أكثر من 375 لغة ولهجة.
يصنف كثير من الخبراء كل اللغات في تسع فصائل لغوية رئيسية. وتُستخدم لغات كل هذه المجموعات فيما عدا الإفريقية، على نطاق واسع في آسيا.
تنتمي اللغة العربية، وهي اللغة الرئيسية في جنوب غربي آسيا، وكذلك اللغة العبرية التي يتحدثها أكثر من ثلاثة ملايين يهودي في فلسطين المحتلة، إلى الأسرة الآسيوية ـ الإفريقية (السّامية)، أما اللغة الروسية واللغات الرئيسية لأفغانستان وشمال الهند وإيران وباكستان وسريلانكا فهي ـ كاللغة الإنجليزية ـ لغات هندوأوروبية. وتنتمي اللغات الرئيسية في جنوبي الهند إلى مجموعة اللغات الدرافيدية. أما اللغات الرئيسية في الجزء الآسيوي من الاتحاد الروسي الفيدرالي ـ بخلاف الروسية ـ وفي منغوليا وتركيا فهي من الأسرة الأورالية والألتية. واللغة الصينية هي اللغة الرئيسية بالأسرة الصينية التيبتية، التي تتضمن أيضًا اللغات البورمية واللاوية والطاوية. وتنتمي لغات جنوب شرقي آسيا كلغة الخمير، واللغة الفيتنامية، إلى الأسرة المونخميرية. ويتكلم معظم أبناء الجزر الواقعة جنوب شرقي آسيا لغات الملايو ـ بولينيزية، ومن ضمنها الإندونيسية والملاوية والفلبينية. وتؤلف اللغتان اليابانية والكورية الأسرة اللغوية اليابانية والكورية
لا تعادل أي قارة أخرى آسيا في معالمها الطبيعية؛ إذ تتميز ببعض أعلى الجبال في العالم، وأطول الأنهار وأكبر الصحاري والسهول والهضاب، وأكثف الغابات والأدغال، كما يوجد بها أعلى الأماكن في العالم وأكثرها انخفاضًا. ويصل ارتفاع جبل إيفرست ـ أعلى جبالها ـ إلى 8,850م فوق سطح البحر على امتداد الحدود بين نيبال والتبت. ويعد ساحل البحر الميت أكثر المناطق انخفاضًا في العالم، ويقع تحت مستوى البحر بحوالي 416م على الحدود بين فلسطين المحتلة والأردن.
حقائق موجزة
المساحة:
44,102,000كم²
أطول الأبعاد:
من الشرق إلى الغرب، حوالي 9,700كم،
ومن الشمال إلى الجنوب، حوالي 8,690 كم.
الساحل: 129,077كم.
السكان:
حسب تقديرات 2006م: 3.970.729.000 نسمة.
الكثافة السكانية:
90 نسمة /كم².
الارتفاع:
أعلى ارتفاع إيفرست 8,850م فوق مستوى البحر.
أدنى ارتفاع ساحل البحر الميت، حوالي 416م دون مستوى سطح البحر.
الظواهر الطبيعية:
سلاسل الجبال الرئيسية: إلبورز، تيان شان، زاغروس، ستانوفوي، ألطاي، كراكورم، كن لنج، كونلون، كيليان، الهملايا، هندوكوش، يابلونوفي.
الأنهار الرئيسية: آمور، أوب، إيراوادي، براهما بوترا، دجلة، زي، سلوين، السند، الفرات، الجانج، لينا، ميكونج، مينام، هوانج، يانجتسي، ينيسي.
أهم الصحاري: جوبي، تاكلمكان، الربع الخالي، قزل قم، كراكوم.
عدد الدول المستقلة:
50 قطرًا.
تضم أقطار آسيا (50 قطرًا) بعضًا من أكبر دول العالم وأصغرها. من هذه الأقطار الكبيرة: الاتحاد الروسي الفيدرالي الذي يقع جزء منه في أوروبا، ويقع أغلبه في آسيا، ويغطي أكثر من 17مليون كم²، أي نحو 76% من مساحة اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية الذي تفككت أواصره عام 1991م. لكن هناك ثلاث دول آسيوية: البحرين وجزر المالديف وسنغافورة تبلغ مساحة كل منها أقل من 780كم². وتُعدّ الصين أكبر دولة في العالم من حيث عدد سكانها؛ إذ يبلغ عددهم بليون وثلث البليون نسمة، بينما لا يصل تعداد سكان حوالي ثلث الأقطار الآسيوية إلى خمسة ملايين نسمة.
تعتبر الصحاري الحارة في الجنوب الغربي، والصحاري الباردة داخل القارة وشمالها المتجمد مناطق قليلة السكان، لكن بالقارة أيضًا بعضًا من أكثر مناطق العالم كثافة في السكان، وخاصة في الأودية النهرية الخصبة، وفي السهول الساحلية، وفي مناطق دلتا الأنهار بجنوب وجنوب شرقي وشرق آسيا.
تخضع دول آسيا للعديد من النظم السياسية. فهناك دول ملكية مثل السعودية، والأردن، ونيبال والبحرين. وهناك حكومات شيوعية كما في الصين، وفيتنام، وفي بعض الأقطار الأخرى. ويحكم قطر والإمارات العربية المتحدة شيوخ. وهناك دول تعيش في ظل نظم جمهورية منها الهند والفلبين وغيرهما. وقد استولى قادة عسكريون على دول آسيوية كثيرة في أوقات القلاقل والاضطرابات.
يختلف الآسيويون بعضهم عن بعض اختلاف كل شيء عن الآخر في القارة؛ فهم يختلفون كثيرًا من ناحية أسلافهم وعاداتهم ولغاتهم، ومعتقداتهم الدينية، وأساليب حياتهم ونظرًا لهذه الفروق فإن هذه المقالة تتناول في ستة أقسام أسلوب حياتهم.
بدأت الحضارة في آسيا منذ 5,500 سنة قبل أن تبدأ في الغرب بكثير. وفي الأزمنة القديمة والوسطى، تفوقت آسيا على الغرب في التطور الاقتصادي والثقافي والعلمي؛ فقد شيد الآسيويون أوليات المدن، ووضعوا النظم الأولى في القانون، وكانوا أول المزارعين والتجّار، واخترعوا الكتابة، وابتدعوا أقدم الآداب. وفي رحاب آسيا ظهرت كل الأديان الكبرى السماوية بالعالم، فبعث الله تعالى موسى وعيسى بن مريم ومحمد بن عبدالله عليهم صلوات الله وسلامه. كما ظهر فيها بوذا وكونفوشيوس، وقد اخترع الآسيويون الورق، والبوصلة المغنطيسية، وحروف الطباعة.
في حوالي عام 1500م، دخلت آسيا في فترة تدهور اقتصادي، بينما بدأ الغرب تقدمًا سريعًا، فغزا الأوروبيون أجزاءً كبيرة من آسيا في الفترة بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر الميلاديين.
اتسعت الفجوة الاقتصادية بين آسيا والغرب أثناء فترة الحكم الاستعماري الأوروبي. فقد طوّر الأوروبيون ومواطنو أمريكا الشمالية نظم الإنتاج بمصانعهم، وشرعوا يستخدمون الآلات الزراعية والمعينات الأخرى للزراعة. وساعدت هذه التطورات على توفير وظائف جديدة، وزيادة الإنتاج، فتحسن مستوى معيشتهم، بينما لم تطور الدول الآسيوية سوى النزر اليسير من صناعاتها فبقيت بلادًا زراعية، وظل مزارعوها يستخدمون أدوات يدوية وأساليب زراعية عتيقة.
في تلك الأثناء، تسبب انفجار سكاني مازال مستمرًا، في زيادة عدد السكان في آسيا والغرب زيادة كبيرة مما تطلب المزيد من الغذاء والوظائف والمدارس، وما إلى ذلك من ضروريات. ولكن الغرب، بفضل نموه الاقتصادي، كان أقدر من آسيا على معالجة المشكلات الناجمة عن الانفجار السكاني.
نالت معظم أقطار آسيا المستعمرة استقلالها خلال منتصف القرن العشرين الميلادي. ومنذ ذلك الحين، ناضل كثير من الآسيويين في سبيل رفع مستوى معيشتهم بالتوسع في الصناعات وتحسين الزراعة، وإبطاء معدل النمو السكاني. لكن المنازعات السياسية في الدول الآسيوية أضافت مزيدًا إلى صعوبة هذا النضال.
بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945م) صارت آسيا مركزًا للصراع بين الدول الشيوعية وغير الشيوعية؛ ففي كثير من الدول الآسيوية، نشب قتال بين الحكومات المستقلة الجديدة والشيوعيين الذين حاولوا أن يحلوا محلها. كما أدت الصراعات القديمة، التي لم يكن لها علاقة بالصراع بين الشيوعيين وغير الشيوعيين، إلى القتال بين جماعات كثيرة من الآسيويين. ومن ثم تواجه، آسيا ـ بصفة تكاد تكون مستمرة ـ الحروب والتهديدات، في الوقت الذي تحاول فيه حل مشكلاتها الأخرى.
يعيش في آسيا ما يقرب من 3,970,729,000 نسمة أو قرابة 60% من سكان العالم، وتفوق الصين في عدد مواطنيها أي قطر آخر في العالم، تليها الهند، ويعيش حوالي خمسي سكان العالم في هذين البلدين.
يقدم لنا هذا القسم من المقالة فكرة مجملة عن التوزيع السكاني في آسيا، كما يعرض بصورة عامة للجماعات السلالية، والجماعات العرقية، والديانات واللغات، ثم تورد المقالة في أقسامها الستة أنماط المعيشة في آسيا، ومعلومات أكثر تفصيلاً عن الشعوب الآسيوية التي تعيش في العديد من مناطق القارة.
توزيع السكان. لو افترضنا توزيع سكان آسيا في كل أرجاء القارة لكان هناك مالايزيد على 90 نسمة في الكيلومتر المربع، لكن بعض المناطق شديد البرودة، وبعضها شديد الحرارة، وبعضها غاية في الجدب، أو ذو طبيعة جبلية، الأمر الذي يحول دون كثافة سكانية عالية. أما الأغلبية العظمى من الآسيويين، فيعيشون في أودية الأنهار أو الجبال أو بالقرب من السواحل، حيث يعملون بفلاحة الأرض، أو صيد الأسماك لكسب عيشهم. وثمة أجزاء أخرى من آسيا تُعَدُّ من بين مناطق العالم الأكثر سكانًا ومنها بنغلادش، وهونغ كونج، وسنغافورة، وشرق الصين، وجزء كبير من الهند، ومعظم اليابان، وجزيرة جاوة في إندونيسيا. في هذه المناطق يتجمع ملايين الناس في المدن الكبيرة، وفي مناطق ريفية كثيرة حيث يعيش المئات أو الآلاف في كل كيلو متر مربع.
الجماعات السلالية. تتكون المجموعة السلالية من عدد كبير من الناس متقاربين في لون البشرة أو سمات طبيعية أخرى. وقد صنف علماء الإنسان كل البشر إلى ثلاث جماعات سلالية. طبقًا لنظرية الأجناس الثلاثة ينتمي كل فرد إما إلى الجنس القوقازي ـ أبيض البشرة ـ أو المغولي ـ أصفر البشرة ـ أو الزنجي ـ أسود البشرة ـ ومازال البعض يأخذون بهذا التصنيف، لكن معظم علماء الإنسان في القرن العشرين يرفضونه؛ على اعتبار أنه رأي غير علمي. واليوم، يصنف معظم هؤلاء العلماء كل الناس في تسعة أو عشرة أجناس جغرافية رئيسية.
طبقا لنظرية الأجناس الثلاثة يعد معظم سكان الأقطار الواقعة في الطرف الغربي لآسيا ـ بما في ذلك الهند شرقًا ـ قوقازيين، بينما يعد معظم الآسيويين شرقي الهند مغوليين. وهناك مجموعات صغيرة من الزنوج تعيش في آسيا، وبصفة أساسية في شبه جزيرة الملايو، وفي جزر مثل غينيا الجديدة، والفلبين وسومطرة في الجزء الجنوبي الشرقي من القارة.
ويضع النظام الجغرافي للتصنيف السلالي معظم الآسيويين في المجموعة الجنسية الأوروبية أو الهندية أو الآسيوية. وتشبه المجموعات السلالية الأوروبية المجموعة القوقازية في نظرية الأجناس الثلاثة، فهم آسيويون حسب النظام الجغرافي. ويتضمن أفراد المجموعة السلالية الآسيوية الصينيين، واليابانيين، والكوريين، ومعظم شعوب جنوب شرقي آسيا. انظر: .
الاجناس البشرية :-
الجماعات العرقية. يمثل وجود مجموعات كبيرة من المجموعات العرقية إحدى السمات المهمة لسكان آسيا. وتتكون المجموعة العرقية من مجموعة كبيرة من الناس متماثلين في خلفيتهم الثقافية، وقد توحد اللغة الواحدة والديانة الواحدة، والأسلاف المشتركون، أو كل هذه العوامل مجتمعة بين أفراد المجموعة العرقية.
بآسيا العشرات من الجماعات العرقية الكبيرة منها والصغيرة. فقطر واحد قد يوجد به جماعات عديدة. وتتضمن أكبر جماعات عرقية بآسيا عرب الجنوب الغربي، وهندوس الهند، والصينيين في الشرق. وتمد الجماعات العرقية أفرادها بشعور الانتماء، كما ترسخ القواعد السلوكية لأفرادها وتحافظ لهم على التقاليد الفنية والدينية وما إلى ذلك من تقاليد.
مع ذلك ففي أجزاء كثيرة من آسيا قد تنشب الحروب والنزاعات بين الجماعات العرقية في داخل البلد الواحد، وبين الأقطار المختلفة، بسبب ما خلف الاستعمار من مشكلات حدودية ومنحه الأراضي لغير أصحابها الشرعيين. وفي خلال القرن العشرين تضمنت الحروب بين الجماعات العرقية في آسيا ما كان منها بين العرب واليهود، واليونانيين والأتراك، والهندوس والمسلمين، وأهل الملايو والصينيين. يؤدي القتال بين الجماعات العرقية في آسيا إلى توتر العلاقات بين بلدانها، كما ينجم عنه زعزعة الاتحاد بينها.
الديانات. ظهرت الديانات السماوية كلها في آسيا، وهي اليهودية، والنصرانية، والإسلام وهو خاتم الديانات السماوية. كما نشأت العقائد غير السماوية مثل البوذية والكونفوشية والهندوسية والشنتو والطاوية في آسيا أيضًا. وسنتابع تطور هذه الديانات في مقالاتها المستقلة وفي مقالة الدين.
يدين كثير من الآسيويين بالهندوسية، وهي الديانة الرئيسية في الهند ونيبال.
يفوق المسلمون في عددهم أتباع الديانات الأخرى باستثناء الهندوسية؛ إذ يأتي الإسلام، جغرافيًا، أوسع الأديان انتشارًا في القارة. فمعظم الآسيويين في الطرف الغربي من آسيا وشرقًا في باكستان مسلمون، كما يدين معظم الإندونيسيين وأهل بنغلادش بالإسلام. هذا بالإضافة إلى المسلمين المنتشرين في كل أرجاء جنوب وسط اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية (سابقًا) وغربي الصين.
تعد البوذية الديانة الرئيسية بجنوب شرقي آسيا، ولها أيضًا أتباع كثيرون في شرقي آسيا، كما أن هناك أتباعًا كثيرين للكونفوشية والطاوية في الصين. وتُعدّ الشنتو ديانة مهمة في اليابان، ويجمع الكثير من الآسيويين بين البوذية وديانة أخرى أو أكثر من هذه الديانات.
لم تكن النصرانية في يوم من الأيام، ديانة رئيسية في آسيا. ويعتنقها الآن معظم سكان قبرص والفلبين، وقليل من شعب لبنان والجزء الآسيوي من الاتحاد السوفييتي (السابق).
اللغات. تمثل اللغات واللهجات المحلية في آسيا عائقًا كبيرًا في سبيل الاتصال؛ إذ لا يستطيع أهالي إحدى القرى، في بعض مناطق القارة، التحدث مع جيرانهم في قرية تبعد عنهم بضعة أميال. فعلى سبيل المثال يتكلم أهالي مدهيا برادش ـ إحدى ولايات الهند ـ أكثر من 375 لغة ولهجة.
يصنف كثير من الخبراء كل اللغات في تسع فصائل لغوية رئيسية. وتُستخدم لغات كل هذه المجموعات فيما عدا الإفريقية، على نطاق واسع في آسيا.
تنتمي اللغة العربية، وهي اللغة الرئيسية في جنوب غربي آسيا، وكذلك اللغة العبرية التي يتحدثها أكثر من ثلاثة ملايين يهودي في فلسطين المحتلة، إلى الأسرة الآسيوية ـ الإفريقية (السّامية)، أما اللغة الروسية واللغات الرئيسية لأفغانستان وشمال الهند وإيران وباكستان وسريلانكا فهي ـ كاللغة الإنجليزية ـ لغات هندوأوروبية. وتنتمي اللغات الرئيسية في جنوبي الهند إلى مجموعة اللغات الدرافيدية. أما اللغات الرئيسية في الجزء الآسيوي من الاتحاد الروسي الفيدرالي ـ بخلاف الروسية ـ وفي منغوليا وتركيا فهي من الأسرة الأورالية والألتية. واللغة الصينية هي اللغة الرئيسية بالأسرة الصينية التيبتية، التي تتضمن أيضًا اللغات البورمية واللاوية والطاوية. وتنتمي لغات جنوب شرقي آسيا كلغة الخمير، واللغة الفيتنامية، إلى الأسرة المونخميرية. ويتكلم معظم أبناء الجزر الواقعة جنوب شرقي آسيا لغات الملايو ـ بولينيزية، ومن ضمنها الإندونيسية والملاوية والفلبينية. وتؤلف اللغتان اليابانية والكورية الأسرة اللغوية اليابانية والكورية