ظاهرة خطيرة..تخيم على المجتمعات العربية كافة..ظاهرة الطلاق الصامت..وما تحمله هذه العبارة من معان عديدة وتبعيات أكثر ..على جيل بل مجتمع بآسره..
ففى الكويت مثلاً..من خلال دراسة ميدانية لعيّنة تقدمت بطلب الطلاق..بعد معايشة للطلاق الصامت..لم يستطع بعضهم تحملها..ونشير هنا إلى أن الكويت هى الدولة الوحيدة التى اظهرت هذه الإحصائية وإستطاعت عبور بحر الرمال وكشف المستور
فيبلغ المتوسط السنوي المتوقع لعدد حالات الطلاق 4924 حالة بحد أدنى 4112 حالة بحد أقصى 5909 خلال 2006 ـ 2010.. وهذه التوقعات موثوق بها ..بدرجة 95%.(المصدر/جريدة القبس الكويتية / الخميس, 10 اغسطس, 2006 (16 رجب 1427 رقم العدد: 11921
وفى..البداية نشير إلى الفرق بين الخرس العاطفى والطلاق الصامت..فالأول أرضيته الحب والمودة ولكنها فى حالة تجمد وقتى ما تلبث أن تزول بزوال السبب..لكننا هنا بصدد الحديث عن حياة الخطوة الأولى فيها مفقودة.. فهوليس بفتور عاطفى أو روتينى ولكنه خطأ فى الإختيار ..بل إرغام على التعايش مع هذه الحياة وتحت مسميات وأسباب عدة.
حياة زوجية بين الزوج والزوجة شبه منعدمة..منفصلين .. ينام كل منهما فى غرفة مستقلة و لا يميلان لبعضهما البعض و لا رغبة لهما معا..مع وجود أطفال صغار.. والبداية تكون منذ سنوات وسنوات.. قد يكون أكثر من 15 سنة..هو عمر الزواج بينهما .. كل منهما ينام فى غرفة مستقلة ..عدم الرغبة حدث من أول يوم زواج..و لكن إستمر الزواج مع المطاحنات ..طبعا مع تدخل الأهل من وقت لاخر للتهدئة ولوجود عدد من الأطفال بينهما ..أصبح تواجدهما الحميم معا قليلا جدا و يكاد يكون معدوما .. ثم لا شيء ..يتكلمان قليلاً في أمور عابرة فقط لا اكثر..وكل طرف فى غرفة خاصة به . هكذا يكون الملخص للدخول فى حالة الطلاق الصامت...الفتور هنا من البداية موجود ولكنه مؤجل ..وأسبابه قد تكون مع بداية التعارف وإكتشاف أحد الطرفين او كلاهما عدم التوافق الكافى والتقارب فى الطباع والذكاء والمستوى الإجتماعى...الخ.. كل ذلك يؤدى إلى إتساع الهوة بينهما والوصول للحظة الإنفجار ..نتيجة الجفاء والتوتر المستمر والعيش بمشاعر مجمدة.. ولكن بالرغم من ذلك.. فالزواج أفضل من كلمة عانس..فى بعض المجتمعات..وان كان فى ظل الطلاق الصامت..وهى مفارقة عجيبة .
ومع تدخل الاهل لحل هذا الصراع النفسى ومع وصول الأطفال يكون التكبيل والإلتصاق بهذا الروتين القاسى على النفس ..فقد فات آوان الفرار..
فينشأ نوع من العلاقة المهترئة ..علاقة هلامية ذات إطار إجتماعى يوهم بأن هناك فى هذا المكان أسرة وكيانا متكاملا ..ولكنه فى الحقيقة.. يكون كلا الطرفين قد بات منعزلاً فى كهف خاص به أى ان هناك كهفين وربما أكثر فى داخل هذا القبو المظلم الصامت .وذلك.لو تأثر الأطفال بهذ الجو الخانق وهذا وارد الحدوث بنسبة كبيرة جداً..وأصبح لكل منهم أيضاً الكهف الخاص به..ولكم أن تتخيلوا معى هذه الحياة الإنعزالية.أى أنها أشبه بزنازين الحبس الإنفرادى. فما يحدث بينهما من علاقات مختلفة يكون تمثيلا ..فلغتهم بلا قاموس..والزيف لغتهم ..يتعايش كلاهما وفقاً لهواه..فتنهار الحياة الزوجية كإنهيار جبل..ويصبح الصمت قمة القوة..
ويشتد الهم ويصبح الوقت بينهما ثقيلا ..يطبق على الصدر..فقد خرجت المودة..وأستوطن الشجار الصامت.. قد يكون الصمت مريحا لأحد الطرفين ولكنه يكون العذاب المضاعف للآخر.. فالكل ليس لديه القدرة على التعايش الصامت.. هناك نقاط لا نستطيع الصمت أمامها ..
ولكن هنا يكون الصمت إرغام.. وهنا يكون الضرر الشديد .. .
جراء حبس مشاعر وبل تحجَُرها ..تنعكس أثارها فى صورة مرض أو على الأطفال حيث يكونوا الضحية المغتالة براؤتها وهم لا يشعرون..
ولذلك يلجأ الكثير من الزوجات العاقلات للصبر على الطلاق الصامت ضماناً لتربيتهم فى ظل أسرة واحدة وغير متفرقة..وهذا إستثناء لا يقوى عليه إلا القليلات.
وفى مجتمع تربى على أن كل شىء يختص بالمشاعر عيب وحرام..فعيب أن تصرح الزوجة أنها فى حاجة إلى مشاعر حقيقية ..فطرتها التى فطرها الله عليها وحرمها عليها المجتمع ..تحت مسمى تحملى وعيب البداية من جديد.. بالرغم من قول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز (وإن يتفرقا يُغن الله كُلاً من سعَتهِ ) وترك هذا المجتمع الحبل على الغارب للرجل..ومثنى وثلاث ورباع.. تاركاً فى البيت أتونا من المشاعر الملتهبة جاهز للإشتعال فى أى لحظة ومع أول همسة أو لمسة تقترب منه..فلحظات الضعف الإنسانى تجد الأرض الخصبة فى تلك الظروف.
وإذا دام الطلاق الصامت ولم يتعد الطلاق الواقع فهنا الأمر يرتبط بالعادات والبيئات والثقافات..فى إمكانية التحمل من كلا الطرفين..وخصوصاً الزوجة والتى أحياناً يفرض عليها العيش حتى ملامسة اللحد فى ظل الطلاق الصامت..
وفى ظل ذلك الجو الأصم الأبكم..ينشأ طفل خطوط وملامح شخصيته باهتة..مشاعره معاقة..منهار الحس..لوحة من الشقاء المعجون بالاسى والإذلال والدموع..إنهزامى وربما عدوانى..
واهمس فى أذن من تريد إصلاحاً..تصالحى مع نفسك بالبداية وأعطى التوتر والعصبية كارت أحمر..وإمنحى الرومانسية والمشاعر الايجابية ومحاولة فهم الأخر والتفاهم كارت عضوية فى حياتك..بعض الشوق والملاطفة والتواصل الحميم قد يعيد التوازن لحياتك ..واحرصى على دفء وسادتك فى كهفك المشترك وودعى الإنعزالية ..وستعرفين الفرق.
إنها حروف سطرتها وقد لا تبين مدى الجرم الذى يرتكبه الزوجان فى حق طفولة حائرة ومعذبة ..فى تركهما العنان لمارد الصمت قيد التخييم على حياتهما الزوجية..دون التفكير فى الحل..
ولكن إن فشل العلاج فدعونى أشرككم فى الحديث..أيهما أفضل سجينان فى كهف مشترك وآثار سلبية على أسرة بأكملها..وشقاق دائم ونفور قد يؤدى لإنحرافات أخلاقية مدمرة..أم التسريح بإحسان وقد يكون هذا بمثابة جرس إنذار لهما فتكون المصالحة خلال فترة المراجعة بعد هدوء النفس وتبينهما للأمور بعيداً عن التوتر.
قد يكون نزع فتيل الإشتعال بضربة خنجر موجهة لقلب هذه الحياة الصامتة هو الحل الأمثل..
قد يرتج الجسد من الطعنة ولكنه سيتعود الوضع وآلام الجراح أحياناً..أو قد تكون الإفاقة ..
وفى كلتا الحالتين الوضع سيكون أفضل من العيش فوق بركان متأهب للثورة فى أى لحظة..وحتى لا تجد عبارة البيت مش بيتى.طريقها إلينا..
ففى الكويت مثلاً..من خلال دراسة ميدانية لعيّنة تقدمت بطلب الطلاق..بعد معايشة للطلاق الصامت..لم يستطع بعضهم تحملها..ونشير هنا إلى أن الكويت هى الدولة الوحيدة التى اظهرت هذه الإحصائية وإستطاعت عبور بحر الرمال وكشف المستور
فيبلغ المتوسط السنوي المتوقع لعدد حالات الطلاق 4924 حالة بحد أدنى 4112 حالة بحد أقصى 5909 خلال 2006 ـ 2010.. وهذه التوقعات موثوق بها ..بدرجة 95%.(المصدر/جريدة القبس الكويتية / الخميس, 10 اغسطس, 2006 (16 رجب 1427 رقم العدد: 11921
وفى..البداية نشير إلى الفرق بين الخرس العاطفى والطلاق الصامت..فالأول أرضيته الحب والمودة ولكنها فى حالة تجمد وقتى ما تلبث أن تزول بزوال السبب..لكننا هنا بصدد الحديث عن حياة الخطوة الأولى فيها مفقودة.. فهوليس بفتور عاطفى أو روتينى ولكنه خطأ فى الإختيار ..بل إرغام على التعايش مع هذه الحياة وتحت مسميات وأسباب عدة.
حياة زوجية بين الزوج والزوجة شبه منعدمة..منفصلين .. ينام كل منهما فى غرفة مستقلة و لا يميلان لبعضهما البعض و لا رغبة لهما معا..مع وجود أطفال صغار.. والبداية تكون منذ سنوات وسنوات.. قد يكون أكثر من 15 سنة..هو عمر الزواج بينهما .. كل منهما ينام فى غرفة مستقلة ..عدم الرغبة حدث من أول يوم زواج..و لكن إستمر الزواج مع المطاحنات ..طبعا مع تدخل الأهل من وقت لاخر للتهدئة ولوجود عدد من الأطفال بينهما ..أصبح تواجدهما الحميم معا قليلا جدا و يكاد يكون معدوما .. ثم لا شيء ..يتكلمان قليلاً في أمور عابرة فقط لا اكثر..وكل طرف فى غرفة خاصة به . هكذا يكون الملخص للدخول فى حالة الطلاق الصامت...الفتور هنا من البداية موجود ولكنه مؤجل ..وأسبابه قد تكون مع بداية التعارف وإكتشاف أحد الطرفين او كلاهما عدم التوافق الكافى والتقارب فى الطباع والذكاء والمستوى الإجتماعى...الخ.. كل ذلك يؤدى إلى إتساع الهوة بينهما والوصول للحظة الإنفجار ..نتيجة الجفاء والتوتر المستمر والعيش بمشاعر مجمدة.. ولكن بالرغم من ذلك.. فالزواج أفضل من كلمة عانس..فى بعض المجتمعات..وان كان فى ظل الطلاق الصامت..وهى مفارقة عجيبة .
ومع تدخل الاهل لحل هذا الصراع النفسى ومع وصول الأطفال يكون التكبيل والإلتصاق بهذا الروتين القاسى على النفس ..فقد فات آوان الفرار..
فينشأ نوع من العلاقة المهترئة ..علاقة هلامية ذات إطار إجتماعى يوهم بأن هناك فى هذا المكان أسرة وكيانا متكاملا ..ولكنه فى الحقيقة.. يكون كلا الطرفين قد بات منعزلاً فى كهف خاص به أى ان هناك كهفين وربما أكثر فى داخل هذا القبو المظلم الصامت .وذلك.لو تأثر الأطفال بهذ الجو الخانق وهذا وارد الحدوث بنسبة كبيرة جداً..وأصبح لكل منهم أيضاً الكهف الخاص به..ولكم أن تتخيلوا معى هذه الحياة الإنعزالية.أى أنها أشبه بزنازين الحبس الإنفرادى. فما يحدث بينهما من علاقات مختلفة يكون تمثيلا ..فلغتهم بلا قاموس..والزيف لغتهم ..يتعايش كلاهما وفقاً لهواه..فتنهار الحياة الزوجية كإنهيار جبل..ويصبح الصمت قمة القوة..
ويشتد الهم ويصبح الوقت بينهما ثقيلا ..يطبق على الصدر..فقد خرجت المودة..وأستوطن الشجار الصامت.. قد يكون الصمت مريحا لأحد الطرفين ولكنه يكون العذاب المضاعف للآخر.. فالكل ليس لديه القدرة على التعايش الصامت.. هناك نقاط لا نستطيع الصمت أمامها ..
ولكن هنا يكون الصمت إرغام.. وهنا يكون الضرر الشديد .. .
جراء حبس مشاعر وبل تحجَُرها ..تنعكس أثارها فى صورة مرض أو على الأطفال حيث يكونوا الضحية المغتالة براؤتها وهم لا يشعرون..
ولذلك يلجأ الكثير من الزوجات العاقلات للصبر على الطلاق الصامت ضماناً لتربيتهم فى ظل أسرة واحدة وغير متفرقة..وهذا إستثناء لا يقوى عليه إلا القليلات.
وفى مجتمع تربى على أن كل شىء يختص بالمشاعر عيب وحرام..فعيب أن تصرح الزوجة أنها فى حاجة إلى مشاعر حقيقية ..فطرتها التى فطرها الله عليها وحرمها عليها المجتمع ..تحت مسمى تحملى وعيب البداية من جديد.. بالرغم من قول الله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز (وإن يتفرقا يُغن الله كُلاً من سعَتهِ ) وترك هذا المجتمع الحبل على الغارب للرجل..ومثنى وثلاث ورباع.. تاركاً فى البيت أتونا من المشاعر الملتهبة جاهز للإشتعال فى أى لحظة ومع أول همسة أو لمسة تقترب منه..فلحظات الضعف الإنسانى تجد الأرض الخصبة فى تلك الظروف.
وإذا دام الطلاق الصامت ولم يتعد الطلاق الواقع فهنا الأمر يرتبط بالعادات والبيئات والثقافات..فى إمكانية التحمل من كلا الطرفين..وخصوصاً الزوجة والتى أحياناً يفرض عليها العيش حتى ملامسة اللحد فى ظل الطلاق الصامت..
وفى ظل ذلك الجو الأصم الأبكم..ينشأ طفل خطوط وملامح شخصيته باهتة..مشاعره معاقة..منهار الحس..لوحة من الشقاء المعجون بالاسى والإذلال والدموع..إنهزامى وربما عدوانى..
واهمس فى أذن من تريد إصلاحاً..تصالحى مع نفسك بالبداية وأعطى التوتر والعصبية كارت أحمر..وإمنحى الرومانسية والمشاعر الايجابية ومحاولة فهم الأخر والتفاهم كارت عضوية فى حياتك..بعض الشوق والملاطفة والتواصل الحميم قد يعيد التوازن لحياتك ..واحرصى على دفء وسادتك فى كهفك المشترك وودعى الإنعزالية ..وستعرفين الفرق.
إنها حروف سطرتها وقد لا تبين مدى الجرم الذى يرتكبه الزوجان فى حق طفولة حائرة ومعذبة ..فى تركهما العنان لمارد الصمت قيد التخييم على حياتهما الزوجية..دون التفكير فى الحل..
ولكن إن فشل العلاج فدعونى أشرككم فى الحديث..أيهما أفضل سجينان فى كهف مشترك وآثار سلبية على أسرة بأكملها..وشقاق دائم ونفور قد يؤدى لإنحرافات أخلاقية مدمرة..أم التسريح بإحسان وقد يكون هذا بمثابة جرس إنذار لهما فتكون المصالحة خلال فترة المراجعة بعد هدوء النفس وتبينهما للأمور بعيداً عن التوتر.
قد يكون نزع فتيل الإشتعال بضربة خنجر موجهة لقلب هذه الحياة الصامتة هو الحل الأمثل..
قد يرتج الجسد من الطعنة ولكنه سيتعود الوضع وآلام الجراح أحياناً..أو قد تكون الإفاقة ..
وفى كلتا الحالتين الوضع سيكون أفضل من العيش فوق بركان متأهب للثورة فى أى لحظة..وحتى لا تجد عبارة البيت مش بيتى.طريقها إلينا..