* النص القرآني الذي ورد فيه الدعاء :
قال الله تعالى { قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ * قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } ( الشعراء : 116 - 118 ) .
* التعريف بالداعي :
هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ - وهو إدريس - بن يرد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم أبى البشر .
وكان مولده بعد وفاة آدم بمائة سنة وست وعشرين سنة ، فيما ذكره ابن جرير وغيره .
وعلى تاريخ أهل الكتاب المتقدم يكون بين مولد نوح وموت آدم مائة وست وأربعون سنة ، وكان بينهما عشرة قرون كما قال الحافظ أبو حاتم ابن حبان في صحيحه : فيما نقله عن أبي أمامة : أن رجلا قال : يا رسول الله أنبي كان آدم ؟ قال: نعم مكلم . قال: فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال: عشرة قرون .
قلت : وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه .
وفى صحيح البخاري عن ابن عباس قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام .
فإن كان المراد بالقرن مائة سنة - كما هو المتبادر عند كثير من الناس - فبينهما ألف سنة لا محالة ، لكن لا ينفى أن يكون أكثر باعتبار ما قيد به ابن عباس بالإسلام ، إذ قد يكون بينهما قرون أخر متأخرة ( قصص الأنبياء 1 / 74 ) .
( محاور الدعاء الوارد )
يرتكز هذا الدعاء على محاورين ، هما :
1- طلب الفتح .
2- طلب النجاة .
[color:715c="rgb(160, 82, 45)"]* المحور الأول : طلب الفتح .
قال ابن سيده ( الفَتْحُ : نقيض الإغلاق . فتَحه يفْتَحه فَتْحا ، وافتَتَحه وفَتَّحه ، فانْفَتَحوتفَتَّح . وقوله تعالى { لَا تُفَتَّحُ لَه أَبْوَابُ السَّمَاءِ } ( الأعراف : 40 ) ، أي : لا تصعد أرواحهم ولا أعمالهم ، لأن أرواح المؤمنين وأعمالهم تصعد إلى السماء .
وقوله { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ } ( فاطر : 2 ) . قال الزجاج : معناه ، ما يأتيهم به الله من مطر أو رزق فلا يقدر أحد أن يمسكه ، وما يمسكه من ذلك فلا يقدر واحد أن يرسله ) ( المحكم والمحيط الأعظم10/2 ) .
* من معاني ومدلولات الفتح :
الفَتْح : افِتِتاح دارِ الحَرب . والفَتْح : أن تفتَحَ على من يَسْتَقْرِئُكَ
والفَتْح : أنْ تحكُمَ بين قَوْمٍ يَخْتصِمون إليكَ قال تعالى { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ } ( الأعراف : 89 ).
والفَتْح : النُّصرةُ قال تعالى { إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ } ( الأنفال : 19 ) ، واستَفْتَحْتُ اللهَ على فُلانٍ أيْ : سَأَلْتُه النَّصْرَ عليه ونحو ذلك
والمَفْتَح : الخِزانةُ ولكُلِّ شَيءٍ مَفْتَح ومَفْتِح بالفَتْح والكَسْر من صُنُوف الأشياء . والفَتّاح : الحاكم .وقوله تعالى { ما إنَّ مَفاتِحَه لتَنُوء بالعُصْبةَ } ( القصص 76 ) ، يعني الكُنُوز وصنُوف أمواله فأمّا المَفاتيح فجَمْع المِفتاح الذي يُفتَحُ به المِغلاقُ .
والفُتْحة : تَفَتُّح الإنسان بما عنده من أموال أو أدب يَتَطاوَل به يقال : ما هذه الفُتْحة التي أظهَرْتَها وتَفَتَّحْتَ بها علينا
وفَواتِح القُرآن : أوائل السُّوَر . وافتِتاح الصَّلاة : التَكبيرةُ الأولى
وبابٌ فُتْحٌ أي : واسع ( العين للفراهيدي 3 / 193 ) .
[color:715c="rgb(160, 82, 45)"]* المحور الثاني : طلب النجاة .
قال ابن سيده : ( " ن ج و " النَّجَاء : الخلاص من الشيء . نجا نَجْوا ، ونَجَاء ، ونَجَاة ... ونجّاه الله ؛ و أنجاه ، وفي التنزيل و كذلك نُنْجي المؤمنين ( الأنبياء : 88 ) ) ( المحكم والمحيط الأعظم 3 / 338 ).
و نَجَا مِنْ الْهَلَاكِ يَنْجُو نَجَاةً خَلَصَ وَالِاسْمُ النَّجَاءُ بِالْمَدِّ وَقَدْ يُقْصَرُ فَهُوَ نَاجٍ وَالْمَرْأَةُ نَاجِيَةٌ ُ ( المصباح المنير في غريب الشرح الكبير 9 / 174 ) .
* من أسباب النجاة :
أسباب النجاة كثيرة ، لكن من أعظمها أربعة كما قال الشاعر :
بأربعة أرجو نجاتي وإنها *** لآكد مذخور لدي وأعظم
شهادة إخلاصي وحبي محمدًا *** وحسن ظنوني ثم إني مسلم
ذكر في هذين البيتين أربعة أسباب للنجاة :
السبب الأول من أسباب النجاة : التوحيد .
قال عليه الصلاة والسلام : ( من قال : لا إله إلا الله ، وكفر بما يعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه . وحسابه على الله ) ( رواه مسلم ) . هذه نجاة في الدنيا .
أما النجاة في الآخرة فلحديث ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ) ( رواه أبو داود ، وصححه الألباني ) .
السبب الثاني من أسباب النجاة : محبة الرسول .
قال عليه الصلاة والسلام : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) ( رواه مسلم ) .
السبب الثالث من أسباب النجاة : حسن الظن بالله تعالى .
قال الله عن الكافرين والمنافقين { الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ } ( الفتح : 6 ) .
عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله ، قبل موته بثلاثة أيام ، يقول ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) ( رواه مسلم ) .
السبب الرابع من أسباب النجاة : الإسلام .
قال الله تعالى { إن الدين عند الله الإسلام } ( آل عمران : 19 ) .
وقال سبحانه { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه } ( آل عمران 85 ) .
****************************** *
قال الله تعالى { قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ * قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } ( الشعراء : 116 - 118 ) .
* التعريف بالداعي :
هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن خنوخ - وهو إدريس - بن يرد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم أبى البشر .
وكان مولده بعد وفاة آدم بمائة سنة وست وعشرين سنة ، فيما ذكره ابن جرير وغيره .
وعلى تاريخ أهل الكتاب المتقدم يكون بين مولد نوح وموت آدم مائة وست وأربعون سنة ، وكان بينهما عشرة قرون كما قال الحافظ أبو حاتم ابن حبان في صحيحه : فيما نقله عن أبي أمامة : أن رجلا قال : يا رسول الله أنبي كان آدم ؟ قال: نعم مكلم . قال: فكم كان بينه وبين نوح ؟ قال: عشرة قرون .
قلت : وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه .
وفى صحيح البخاري عن ابن عباس قال: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام .
فإن كان المراد بالقرن مائة سنة - كما هو المتبادر عند كثير من الناس - فبينهما ألف سنة لا محالة ، لكن لا ينفى أن يكون أكثر باعتبار ما قيد به ابن عباس بالإسلام ، إذ قد يكون بينهما قرون أخر متأخرة ( قصص الأنبياء 1 / 74 ) .
( محاور الدعاء الوارد )
يرتكز هذا الدعاء على محاورين ، هما :
1- طلب الفتح .
2- طلب النجاة .
[color:715c="rgb(160, 82, 45)"]* المحور الأول : طلب الفتح .
قال ابن سيده ( الفَتْحُ : نقيض الإغلاق . فتَحه يفْتَحه فَتْحا ، وافتَتَحه وفَتَّحه ، فانْفَتَحوتفَتَّح . وقوله تعالى { لَا تُفَتَّحُ لَه أَبْوَابُ السَّمَاءِ } ( الأعراف : 40 ) ، أي : لا تصعد أرواحهم ولا أعمالهم ، لأن أرواح المؤمنين وأعمالهم تصعد إلى السماء .
وقوله { مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ } ( فاطر : 2 ) . قال الزجاج : معناه ، ما يأتيهم به الله من مطر أو رزق فلا يقدر أحد أن يمسكه ، وما يمسكه من ذلك فلا يقدر واحد أن يرسله ) ( المحكم والمحيط الأعظم10/2 ) .
* من معاني ومدلولات الفتح :
الفَتْح : افِتِتاح دارِ الحَرب . والفَتْح : أن تفتَحَ على من يَسْتَقْرِئُكَ
والفَتْح : أنْ تحكُمَ بين قَوْمٍ يَخْتصِمون إليكَ قال تعالى { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ } ( الأعراف : 89 ).
والفَتْح : النُّصرةُ قال تعالى { إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ } ( الأنفال : 19 ) ، واستَفْتَحْتُ اللهَ على فُلانٍ أيْ : سَأَلْتُه النَّصْرَ عليه ونحو ذلك
والمَفْتَح : الخِزانةُ ولكُلِّ شَيءٍ مَفْتَح ومَفْتِح بالفَتْح والكَسْر من صُنُوف الأشياء . والفَتّاح : الحاكم .وقوله تعالى { ما إنَّ مَفاتِحَه لتَنُوء بالعُصْبةَ } ( القصص 76 ) ، يعني الكُنُوز وصنُوف أمواله فأمّا المَفاتيح فجَمْع المِفتاح الذي يُفتَحُ به المِغلاقُ .
والفُتْحة : تَفَتُّح الإنسان بما عنده من أموال أو أدب يَتَطاوَل به يقال : ما هذه الفُتْحة التي أظهَرْتَها وتَفَتَّحْتَ بها علينا
وفَواتِح القُرآن : أوائل السُّوَر . وافتِتاح الصَّلاة : التَكبيرةُ الأولى
وبابٌ فُتْحٌ أي : واسع ( العين للفراهيدي 3 / 193 ) .
[color:715c="rgb(160, 82, 45)"]* المحور الثاني : طلب النجاة .
قال ابن سيده : ( " ن ج و " النَّجَاء : الخلاص من الشيء . نجا نَجْوا ، ونَجَاء ، ونَجَاة ... ونجّاه الله ؛ و أنجاه ، وفي التنزيل و كذلك نُنْجي المؤمنين ( الأنبياء : 88 ) ) ( المحكم والمحيط الأعظم 3 / 338 ).
و نَجَا مِنْ الْهَلَاكِ يَنْجُو نَجَاةً خَلَصَ وَالِاسْمُ النَّجَاءُ بِالْمَدِّ وَقَدْ يُقْصَرُ فَهُوَ نَاجٍ وَالْمَرْأَةُ نَاجِيَةٌ ُ ( المصباح المنير في غريب الشرح الكبير 9 / 174 ) .
* من أسباب النجاة :
أسباب النجاة كثيرة ، لكن من أعظمها أربعة كما قال الشاعر :
بأربعة أرجو نجاتي وإنها *** لآكد مذخور لدي وأعظم
شهادة إخلاصي وحبي محمدًا *** وحسن ظنوني ثم إني مسلم
ذكر في هذين البيتين أربعة أسباب للنجاة :
السبب الأول من أسباب النجاة : التوحيد .
قال عليه الصلاة والسلام : ( من قال : لا إله إلا الله ، وكفر بما يعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه . وحسابه على الله ) ( رواه مسلم ) . هذه نجاة في الدنيا .
أما النجاة في الآخرة فلحديث ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ) ( رواه أبو داود ، وصححه الألباني ) .
السبب الثاني من أسباب النجاة : محبة الرسول .
قال عليه الصلاة والسلام : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) ( رواه مسلم ) .
السبب الثالث من أسباب النجاة : حسن الظن بالله تعالى .
قال الله عن الكافرين والمنافقين { الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ } ( الفتح : 6 ) .
عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله ، قبل موته بثلاثة أيام ، يقول ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله ) ( رواه مسلم ) .
السبب الرابع من أسباب النجاة : الإسلام .
قال الله تعالى { إن الدين عند الله الإسلام } ( آل عمران : 19 ) .
وقال سبحانه { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه } ( آل عمران 85 ) .
****************************** *