[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السؤال : من هما هاروت وماروت ؟
هل هما بشر أم ملكان ؟
وإن كانا ملكين هل هما معصومان بالرغم من تعليم السحر للناس ؟
الجواب :
ورد ذِكر اسمي " هاورت وماروت " في القرآن الكريم في موضع واحد فقط ،
وبتأمل هذا الموضع يعرف المرء الحقائق التالية :
1. أنهما من الملائكة ، لا من البشر .
2. أنهما مرسَلان من الله ؛ تعليماً لأناس شيئاً يقيهم من الشر ،
لا أنها معاقبان على ذنب .
وعليه : فمن ادَّعى أنهما من البشر
أو أنهما ملكان وقعا في معصية فمسخهما الله تعالى : فقد تكلم في أمر الغيب بلا علم ،
وادعى أمرا يتنقص به ملائكة الرحمن المكرمين ،
قال تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ
وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ
وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا
يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ
مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ
مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) البقرة/ 102 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - في تفسيره :
وكذلك اتبع اليهودُ السحرَ الذي أُنزل على الملَكين ، الكائنين بأرض " بابل " ،
من أرض العراق ، أنزل عليهما السحر ؛ امتحاناً وابتلاءً من الله لعباده ، فيعلمانهم السحر .
( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى ) ينصحاه ، و ( يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ )
أي : لا تتعلم السحر فإنه كفر ، فينهيانه عن السحر ، ويخبرانه عن مرتبته .
فتعليم الشياطين للسحر على وجه التدليس ،
والإضلال ،
ونسبته ،
وترويجه ،
إلى مَن برَّأه الله منه ،
وهو سليمان عليه السلام ، وتعليم الملكين امتحاناً مع نصحهما : لئلا يكون لهم حجة .
فهؤلاء اليهود يتبعون السحر الذي تُعلِّمه الشياطين ،
والسحر الذي يعلمه الملكان ، فتركوا علم الأنبياء والمرسلين ،
وأقبلوا على علم الشياطين ، وكل يصبو إلى ما يناسبه .
ثم ذكر مفاسد السحر
فقال : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ )
مع أن محبة الزوجين لا تقاس بمحبة غيرهما ؛
لأن الله قال في حقهما : ( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) ،
وفي هذا دليل على أن السحر له حقيقة ، وأنه يضر بإذن الله ،
أي : بإرادة الله ، والإذن نوعان : إذن قدَري ، وهو المتعلق بمشيئة الله ،
كما في هذه الآية ، وإذن شرعي ،
كما في قوله تعالى : ( فَإِنَّهُ نزلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) .
ثم ذكر أن علم السحر مضرة محضة ، ليس فيه منفعة ،
لا دينية ولا دنيوية ، كما يوجد بعض المنافع الدنيوية في بعض المعاصي ،
كما قال تعالى في الخمر والميسر : ( قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا )
فهذا السحر مضرة محضة ، فليس له داع أصلا ، فالمنهيات كلها إما مضرة محضة ،
أو شرها أكبر من خيرها ، كما أن المأمورات إما مصلحة محضة ،
أو خيرها أكثر من شرها .
( وَلَقَدْ عَلِمُوا ) أي : اليهود ، ( لَمَنِ اشْتَرَاهُ )
أي : رغب في السحر رغبة المشتري في السلعة : ( مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ )
أي : نصيب ، بل هو موجب للعقوبة ، فلم يكن فعلهم إياه جهلاً ، ولكنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة .
( وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) علماً يثمر العمل : ما فعلوه .
السؤال : من هما هاروت وماروت ؟
هل هما بشر أم ملكان ؟
وإن كانا ملكين هل هما معصومان بالرغم من تعليم السحر للناس ؟
الجواب :
ورد ذِكر اسمي " هاورت وماروت " في القرآن الكريم في موضع واحد فقط ،
وبتأمل هذا الموضع يعرف المرء الحقائق التالية :
1. أنهما من الملائكة ، لا من البشر .
2. أنهما مرسَلان من الله ؛ تعليماً لأناس شيئاً يقيهم من الشر ،
لا أنها معاقبان على ذنب .
وعليه : فمن ادَّعى أنهما من البشر
أو أنهما ملكان وقعا في معصية فمسخهما الله تعالى : فقد تكلم في أمر الغيب بلا علم ،
وادعى أمرا يتنقص به ملائكة الرحمن المكرمين ،
قال تعالى : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ
وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ
وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا
يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ
مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ
مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) البقرة/ 102 .
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - في تفسيره :
وكذلك اتبع اليهودُ السحرَ الذي أُنزل على الملَكين ، الكائنين بأرض " بابل " ،
من أرض العراق ، أنزل عليهما السحر ؛ امتحاناً وابتلاءً من الله لعباده ، فيعلمانهم السحر .
( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى ) ينصحاه ، و ( يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ )
أي : لا تتعلم السحر فإنه كفر ، فينهيانه عن السحر ، ويخبرانه عن مرتبته .
فتعليم الشياطين للسحر على وجه التدليس ،
والإضلال ،
ونسبته ،
وترويجه ،
إلى مَن برَّأه الله منه ،
وهو سليمان عليه السلام ، وتعليم الملكين امتحاناً مع نصحهما : لئلا يكون لهم حجة .
فهؤلاء اليهود يتبعون السحر الذي تُعلِّمه الشياطين ،
والسحر الذي يعلمه الملكان ، فتركوا علم الأنبياء والمرسلين ،
وأقبلوا على علم الشياطين ، وكل يصبو إلى ما يناسبه .
ثم ذكر مفاسد السحر
فقال : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ )
مع أن محبة الزوجين لا تقاس بمحبة غيرهما ؛
لأن الله قال في حقهما : ( وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ) ،
وفي هذا دليل على أن السحر له حقيقة ، وأنه يضر بإذن الله ،
أي : بإرادة الله ، والإذن نوعان : إذن قدَري ، وهو المتعلق بمشيئة الله ،
كما في هذه الآية ، وإذن شرعي ،
كما في قوله تعالى : ( فَإِنَّهُ نزلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ ) .
ثم ذكر أن علم السحر مضرة محضة ، ليس فيه منفعة ،
لا دينية ولا دنيوية ، كما يوجد بعض المنافع الدنيوية في بعض المعاصي ،
كما قال تعالى في الخمر والميسر : ( قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا )
فهذا السحر مضرة محضة ، فليس له داع أصلا ، فالمنهيات كلها إما مضرة محضة ،
أو شرها أكبر من خيرها ، كما أن المأمورات إما مصلحة محضة ،
أو خيرها أكثر من شرها .
( وَلَقَدْ عَلِمُوا ) أي : اليهود ، ( لَمَنِ اشْتَرَاهُ )
أي : رغب في السحر رغبة المشتري في السلعة : ( مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ )
أي : نصيب ، بل هو موجب للعقوبة ، فلم يكن فعلهم إياه جهلاً ، ولكنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة .
( وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) علماً يثمر العمل : ما فعلوه .