قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله: الحمى لا تحمد في التأويل وهي نذير الموت ورسوله، فكل من تراه محموماً، فإنه يشرع في أمر يؤدي إلى فساد دينه ودوام الحمى إصرار على الذنوب.
والحمى الغب ذنب تاب منه بعد أن عوقب عليه، والنافض تهاون والصالب تسارع إلى الباطل وحمى الربع تدل على أنه أصابه عقوبة الذنب وتاب منه مراراً ثم نكث توبته، وقيل إن من رأى كأنه محموم، فإنه يطول عمره ويصح جسمه ويكثر ماله.
أما اختلاف الأمراض: فمن رأى كأنه به أمراضاً باردة، فإنه متهاون بالفرائض من الطاعات والواجبات من الحقوق، وقد نزلت به عقوبة الله تعالى، والأمراض الحارة في التأويل هم من جهة السلطان.
ومن رأى كأنه سقي سماً فتورم وانتفخ وصار فيه القيح، فإنه ينال بقدر ذلك مالاً، وإن لم ير القيح نال غماً وكرباً، وقيل السموم القاتلة تدل على الموت.
ومن رأى بجسده سلعة نال مالاً، والشرى مال سريع في فرح وتعجيل عقوبة، والطاعون يدل على الحرب، وكذلك الحرب يدل على الطاعون، والعقر لا يحمد في النوم.
ومن رأى أنه قد أغشي عليه فلا خير فيه ولا يحمد في التأويل والقوة تدل على إظهار بدعة تحل به عقوبة الله تعالى، وقيل عامة الأمراض في الدين لقول الله تعالى " في قلوبهم مرض ". إلا إنها توجب صحة البدن، فإذا رأى هذه الرؤيا من كان في حرب أصابه جراحة لقوله تعالى " أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم ". يعني جرحى.
وإن رأى أنه مريض مشرف على النزع ثم مات وتزوجت امرأته، فإنه يموت على كفر.
وإن رأى إمرأته مريضة حسن دينها ولا يستحب للمريض أن يرى نفسه مضمخاً بالدسم ولا راكباً بعيراً ولا حماراً ولا خنزيراً ولا جاموساً، ويستحب للمريض أن يرى نفسه سميناً أو طويلاً أو عريضاً أو يرى الغنم والبقر من بعيد أو يرى الاغتسال بالماء فهذه كلها دليل الشفاء والعافية للمريض، وكذلك لو رأى كأنه شرب ماء عذباً أو لبس أكليلاً أو صعد شجرة مثمرة أو ذروة جبل.
وإن رأى فيه نقصاناً من مرض فهو قلة دين، وقيل إن رؤية المريض دليل الفرج والظفر وإصابة مال لمن كان مكروباً، وأما في الأغنياء فيدل على الحاجة لأن العليل محتاج، ومن أراد سفراً فرأى كأنه مريض، فإنه يعوقه في سفره عائق لأن المرضى ممنوعون عن الحركة.
ومن رأى نقصاناً في بعض جوارحه فهو نقصان في المال والنعمة.
ومن رأى كأن بعضو من أعضائه وجعاً لا صبر له عليه، فإنه يسمع قبيحاً من قريبه الذي ينسب إليه ذلك العضو والوجع.
ومن رأى كأن أعضاءه قطعت، فإنه يسافر وتتفرق عشيرته، لقوله تعالى " وقطعناهم في الأرض أمماً ".
وأما البرص: فإنه إصابة كسوة من غير زينة، وقيل هو مال.
ومن رأى كأنه أبلق أصابه برص.
والجرب: فإذا لم يكن فيه ماء فهو هم وتعب من قبل الأقرباء، وإن كان في الجرب ماء، فإنه إصابة مال من كد، وقيل الجرب في الفقراء يدل على ثروة وفي الأغنياء يدل على رياسة، وقيل إذا رأى الجرب أو البرص في نفسه كان أحب في التأويل من أن يراه في غيره، فإنه إن رآه في غيره نفر عنه وذلك لا يحمد في التأويل.
والثآليل: مال نام بلا نهاية يخشى ذهابه.
والبثور: إن رأى إنها انشقت وسالت صديداً دلت على الظفر والمدة.
والجدري: زيادة في المال.
والقروح والحصبة: اكتساب مال من سلطان مع هم وخشية هلاك.
والحكة في الجسد: تفقد أحوال القرابات وافتقادهم واحتمال التعب منهم.
والدماميل: مال بقدر ما فيها من المدة.
والدرن على الجسد والوجه: كثرة ذنوب.
وذهاب شعر الجسد: ذهاب المال.
ومن رأى شعر رأسه تناثر حتى صلع، فإنه يخاف عليه ذهاب ماله وسقوط جاهه عند الناس.
ومن رأى إمرأة صلعاء دل على أمر مع فتنة.
ومن رأى كأنه أجلح ذهب بعض رأس مال رئيسه وأصابه نقصان من سلطان أو جهة، وقيل إن كان صاحب هذه الرؤيا مديوناً أدى دينه.
ومن رأى كأنه أقرع، فإنه يلتمس مال رئيسه لا ينتفع به لا يحصل منه إلا على العناء والمرأة القرعاء سنة جدبة.
والرعشة: إن كانت في الأعضاء فتدل على عسر.
وإن رأى الرعشة في رأسه أصابه العسر قبل رئيسه، وفي اليمين تدل على ضيق المعاش، وفي الفخذ على العسر من قبل العشيرة وفي الساقين تدل على العسر في حياته، وفي الرجلين تدل على العسر في ماله.
والورم: زيادة في ذات اليد وحسن الحال واقتباس العلم، وقيل هو مال بعد هم وكلام، وقيل هو حبس أو أذى من جهة سلطان.
والهزال: هو نقص مال وضعف الحال.
وأما التخمة: فدليل أكل الربا.
وأما الجذام: فمن رأى أنه مجذوم، فإنه يحبط عمله بتجرئه على الله تعالى أو يرمى بأمر قبيح، وهو بريء منه.
وإن رأى كأن الجذام أظهر في جسده زيادة أو ورماً فهو مال باق، وقيل هو كسوة من ميراث.
ومن رأى كأنه في صلاته وهو مجذوم دلت رؤياه على أنه ينسى القرآن.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني مجذوم، فقال: أنت رجل يشار إليك بأمر قبيح وأنت منه بريء.
والقوباء: مال يخشى صاحبه على نفسه المطالبة من جهته.
وأما اليبوسة: فمن رأى به مرضاً من يبوسة فقد أسرف في ماله من غير رضا الله وأخذ ديوناً من الناس وأسرف فيها ولم يقضها فنزلت به العقوبة.
وأما الرطوبة: دليل العسر والعجز عن العمل.
وأما الجنون: مال يصيبه صاحبه بقدر الجنون منه إلا أنه يعمل في إنفاقه بقدر ما لا ينبغي من السرف فيه مع قرين سوء، وقيل كسوة من ميراث، وقيل نيل سلطان لمن كان من أهله.
وجنون الصبي: غنى أبيه من إبنه وجنون المرأة خصب السنة، ومرض الرأس في الأصل يرجع تأويله إلى الرئيس، وقيل الصداع ذنب يجب عليه التوبة منه ويعمل عملاً من أعمال البر لقوله تعالى " أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ".
والآفة في الصدغ: تدل على الآفة في المال.
والمرض في الجبهة: نقصان في الجاه.
وأما جدع الأذن وفقء العين: يدلان أن الجادع والقاضي يقضيان ديناً للمجدوع والمفقوء ويجازيان قوماً على عمل سبق منهم، لقوله تعالى " والأذن بالأذن ".
وإن رأى كأن شيخاً مجهولاً قطع أذنيه، فإنه يصيب ديتين.
ومن رأى كأن عينيه فقئتا، فإنه يصاب بشيء مما تقر به عينه.
ومن رأى كأنه صلى الله عليه وسلم جدع أذن رجل، فإنه يخونه في أهله أو ولده ويدل على زوال دولته، وقيل من رأى كأن أذنيه جدعتا وكانت له إمرأة حبلى، فإنها تموت، وإن لم تكن له امرأة، فإن إمرأة من أهل بيته تموت.
وأما الصمم: فإنه فساد في الدين.
وأما الرمد: فدليل على إعراض صاحبه عن الحق ووقوع فساد في دينه على حسب الرمد لأنه يدل على العمى، وقد قال الله تعالى " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ". وقد قيل إن الرمد دليل على أن صاحبه قد أشرف على الغنى، فإن لم ينقص الرمد من بصره شيئاً، فإنه ينسب في دينه إلى ما هو بريء منه وهو على ذلك مأجور، وكل نقصان في البصر نقصان في الدين، وقيل إن الرمد غم يصيبه من جهة الولد، وكذلك لو رأى أنه يداوي عينه، فإنه يصلح دينه.
وإن رأى أنه يكتحل، فإن كان ضميره في الكحل لإصلاح البصر، فإنه يتعاهد دينه بصلاح، وإن كان ضميره للزينة، فإنه يأتي في دينه أمراً يتزين به، فإن أعطي كحلاً أصاب مالاً وهو نظير الرقيق.
وإن رأى أن بصره دون ما يظن الناس به ويرى أنه قد ضعف وكل وليس يعلم الناس بذلك، فإن سريرته في دينه دون علانيته.
وإن رأى أن بصره أحد وأقوى مما يظن الناس به، فإن سريرته خير من علانيته.
وإن رأى بجسده عيوناً كثيرة فهو زيادة في الدين.
وإن رأى لقلبه عيناً يبصر بها فهو صالح في دينه، وقيل إن صلاح العين وفسادها فيما تقربه العين من مال أو ولد أو علم أو صحة جسم.
وأما العور: إذا رأى رجل مستور أنه أعور دل على أنه رجل مؤمن صادق في شهادته، وإن كان صاحب الرؤيا فاسقاً، فإنه يذهب نصف دينه أو يرتكب ذنباً عظيماً أو يناله هم أو مرض يشرف منه على الموت، وربما يصاب في نفسه أو في إحدى يديه أو في ولد أو في إمرأته أو شريكه أو زوال النعمة عنه لقوله تعالى " ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين ". فإذا ذهبت العين زالت النعمة.
وأما العمى: فهو ضلال في الدين وإصابة مال من جهة بعض العصبات، وقيل من رأى كأنه أعمى، فإنه إن كان فقيراً نالت الغنى ويدل العمى على نسيان القرآن لقوله تعالى " قال رب لم حشرتني أعمى " الآية.
وإن رأى كأن إنساناً أعماه، فإنه يضله ويزيله عن رأيه.
ورؤيا الكافر الأعمى تدل على خسران يصيبه أو هم أو غم.
وإن رأى كأنه أعمى مكفوف في ثياب جدد، فإنه يموت.
وإن رأى أعمى أن رجلاً داواه فأبصر، فإنه يرشده إلى ما فيه له منافع والحملة على التوبة، وربما دلت رؤية العمى على خمول الذكر.
وإن رأى سواد العين بياضاً دل على غم وهم يصيبه.
وحكي أن رجلاً أتى جعفراً الصادق رضي الله عنه، فقال: رأيت كأن في عيني بياضاً، فقال: يصيبك نقص في مالك ويفوتك أمر ترجوه.
ومن رأى أنه غاب عنه بعض أقربائه، فإن كان الغائب قد قدم وهو أعمى، فإن صاحب الرؤيا يموت لأن رؤياه تدل على أن القادم الأعمى زائر، وقيل ان الغشاوة على العين من البياض غيره تدل على حزن عظيم يصيب صاحب الرؤيا ويصبر عليه لقصة يعقوب عليه السلام.
ومن رأى كأن الماء الأسود نزل من عينيه فلم يبصر شيئاً دلت رؤياه على قلة حيائه لأن العين موضع الحياء.
وأما العلة في الوجه من القبح والتشقق: فهي دالة على الحياء وقلته كما أن حسن الوجه دليل على الحياء في التأويل، وصفرة الوجه دليل على حزن يصيب صاحب الرؤيا، والنمش في الوجه دليل على كثرة الذنوب.
أما جدع الأنف: فمن رأى أن إنساناً جدع أنفه، فإنه يكلمه بكلام يرغم به أنفه، وقيل إن جدع الأنف من أصله يدل على موت المجدوع، وقيل ان ذلك يدل على موت إمرأة المجدوع إن كان بها حبل، وقيل جدع الأنف هو أن يصيبه خسارة، فإن الوجه إذا أبين منه الأنف قبح والتاجر إذا رأى كأن أنفه جدع خسر في تجارته.
والآفة في اللسان: هو ترجمان الإنسان والقائم بحجته، فمن رأى لسانه شق ولا يقدر على الكلام، فإنه يتكلم بكلام يكون عليه وبالاً ويناله من ذلك ضرر بقد ما رأى من الضرر، ويدل أيضاً على أنه يكذب وعلى أنه إن كان تاجراً خسر في تجارته، وإن كان والياً عزل عن ولايته.
ومن رأى كأن طرف لسانه قطع، فإنه يعجز عن إقامة الحجة في المخاصمة، وإن كان من جملة الشهود لم يصدق في شهادته أو لم تقبل شهادته، وقيل من رأى لسانه قطع كان حليماً.
ومن رأى كأن إمرأته قطعت لسانه، فإنه يلاطفها ويبرها.
ومن رأى كأن إمرأة مقطوعة اللسان دل عفتها وسترها.
وإن رأى كأنه قطع لسان فقير، فإنه يعطي سفيهاً شيئاً، ومن التصق لسانه بحنكه جحد ديناً عليه أو أمانة كانت عنده.
ومن رأى كأنه منعقد اللسان نال فصاحة وفقهاً لقوله تعالى " واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ". ونال ورزق رياسة وظفراً بالأعداء.
وأما الخرس: ففساد الدين وقول البهتان، ويدل على سب الصحابة وعيبة الأشراف.
وأما الشفتين: فمن رأى أنه مقطوع الشفتين، فإنه غماز.
وإن رأى شفته العليا قطعت، فإنه ينقطع عنه من يعينه في أموره، وقيل ان تأويل الشفتين أيضاً في المرأة.
وأما البخر: فمن رأى كأن به بخراً، فإنه يتكلم بكلام يثني به على نفسه وينكر ويقع منه في شدة وعذاب، فإن وجد البخر من غيره، فإنه يسمع منه قولاً قبيحاً.
وإن رأى كأنه لم يزل أبخر، فإنه رجل يكثر الخنا والفحش.
والحمى الغب ذنب تاب منه بعد أن عوقب عليه، والنافض تهاون والصالب تسارع إلى الباطل وحمى الربع تدل على أنه أصابه عقوبة الذنب وتاب منه مراراً ثم نكث توبته، وقيل إن من رأى كأنه محموم، فإنه يطول عمره ويصح جسمه ويكثر ماله.
أما اختلاف الأمراض: فمن رأى كأنه به أمراضاً باردة، فإنه متهاون بالفرائض من الطاعات والواجبات من الحقوق، وقد نزلت به عقوبة الله تعالى، والأمراض الحارة في التأويل هم من جهة السلطان.
ومن رأى كأنه سقي سماً فتورم وانتفخ وصار فيه القيح، فإنه ينال بقدر ذلك مالاً، وإن لم ير القيح نال غماً وكرباً، وقيل السموم القاتلة تدل على الموت.
ومن رأى بجسده سلعة نال مالاً، والشرى مال سريع في فرح وتعجيل عقوبة، والطاعون يدل على الحرب، وكذلك الحرب يدل على الطاعون، والعقر لا يحمد في النوم.
ومن رأى أنه قد أغشي عليه فلا خير فيه ولا يحمد في التأويل والقوة تدل على إظهار بدعة تحل به عقوبة الله تعالى، وقيل عامة الأمراض في الدين لقول الله تعالى " في قلوبهم مرض ". إلا إنها توجب صحة البدن، فإذا رأى هذه الرؤيا من كان في حرب أصابه جراحة لقوله تعالى " أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم ". يعني جرحى.
وإن رأى أنه مريض مشرف على النزع ثم مات وتزوجت امرأته، فإنه يموت على كفر.
وإن رأى إمرأته مريضة حسن دينها ولا يستحب للمريض أن يرى نفسه مضمخاً بالدسم ولا راكباً بعيراً ولا حماراً ولا خنزيراً ولا جاموساً، ويستحب للمريض أن يرى نفسه سميناً أو طويلاً أو عريضاً أو يرى الغنم والبقر من بعيد أو يرى الاغتسال بالماء فهذه كلها دليل الشفاء والعافية للمريض، وكذلك لو رأى كأنه شرب ماء عذباً أو لبس أكليلاً أو صعد شجرة مثمرة أو ذروة جبل.
وإن رأى فيه نقصاناً من مرض فهو قلة دين، وقيل إن رؤية المريض دليل الفرج والظفر وإصابة مال لمن كان مكروباً، وأما في الأغنياء فيدل على الحاجة لأن العليل محتاج، ومن أراد سفراً فرأى كأنه مريض، فإنه يعوقه في سفره عائق لأن المرضى ممنوعون عن الحركة.
ومن رأى نقصاناً في بعض جوارحه فهو نقصان في المال والنعمة.
ومن رأى كأن بعضو من أعضائه وجعاً لا صبر له عليه، فإنه يسمع قبيحاً من قريبه الذي ينسب إليه ذلك العضو والوجع.
ومن رأى كأن أعضاءه قطعت، فإنه يسافر وتتفرق عشيرته، لقوله تعالى " وقطعناهم في الأرض أمماً ".
وأما البرص: فإنه إصابة كسوة من غير زينة، وقيل هو مال.
ومن رأى كأنه أبلق أصابه برص.
والجرب: فإذا لم يكن فيه ماء فهو هم وتعب من قبل الأقرباء، وإن كان في الجرب ماء، فإنه إصابة مال من كد، وقيل الجرب في الفقراء يدل على ثروة وفي الأغنياء يدل على رياسة، وقيل إذا رأى الجرب أو البرص في نفسه كان أحب في التأويل من أن يراه في غيره، فإنه إن رآه في غيره نفر عنه وذلك لا يحمد في التأويل.
والثآليل: مال نام بلا نهاية يخشى ذهابه.
والبثور: إن رأى إنها انشقت وسالت صديداً دلت على الظفر والمدة.
والجدري: زيادة في المال.
والقروح والحصبة: اكتساب مال من سلطان مع هم وخشية هلاك.
والحكة في الجسد: تفقد أحوال القرابات وافتقادهم واحتمال التعب منهم.
والدماميل: مال بقدر ما فيها من المدة.
والدرن على الجسد والوجه: كثرة ذنوب.
وذهاب شعر الجسد: ذهاب المال.
ومن رأى شعر رأسه تناثر حتى صلع، فإنه يخاف عليه ذهاب ماله وسقوط جاهه عند الناس.
ومن رأى إمرأة صلعاء دل على أمر مع فتنة.
ومن رأى كأنه أجلح ذهب بعض رأس مال رئيسه وأصابه نقصان من سلطان أو جهة، وقيل إن كان صاحب هذه الرؤيا مديوناً أدى دينه.
ومن رأى كأنه أقرع، فإنه يلتمس مال رئيسه لا ينتفع به لا يحصل منه إلا على العناء والمرأة القرعاء سنة جدبة.
والرعشة: إن كانت في الأعضاء فتدل على عسر.
وإن رأى الرعشة في رأسه أصابه العسر قبل رئيسه، وفي اليمين تدل على ضيق المعاش، وفي الفخذ على العسر من قبل العشيرة وفي الساقين تدل على العسر في حياته، وفي الرجلين تدل على العسر في ماله.
والورم: زيادة في ذات اليد وحسن الحال واقتباس العلم، وقيل هو مال بعد هم وكلام، وقيل هو حبس أو أذى من جهة سلطان.
والهزال: هو نقص مال وضعف الحال.
وأما التخمة: فدليل أكل الربا.
وأما الجذام: فمن رأى أنه مجذوم، فإنه يحبط عمله بتجرئه على الله تعالى أو يرمى بأمر قبيح، وهو بريء منه.
وإن رأى كأن الجذام أظهر في جسده زيادة أو ورماً فهو مال باق، وقيل هو كسوة من ميراث.
ومن رأى كأنه في صلاته وهو مجذوم دلت رؤياه على أنه ينسى القرآن.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني مجذوم، فقال: أنت رجل يشار إليك بأمر قبيح وأنت منه بريء.
والقوباء: مال يخشى صاحبه على نفسه المطالبة من جهته.
وأما اليبوسة: فمن رأى به مرضاً من يبوسة فقد أسرف في ماله من غير رضا الله وأخذ ديوناً من الناس وأسرف فيها ولم يقضها فنزلت به العقوبة.
وأما الرطوبة: دليل العسر والعجز عن العمل.
وأما الجنون: مال يصيبه صاحبه بقدر الجنون منه إلا أنه يعمل في إنفاقه بقدر ما لا ينبغي من السرف فيه مع قرين سوء، وقيل كسوة من ميراث، وقيل نيل سلطان لمن كان من أهله.
وجنون الصبي: غنى أبيه من إبنه وجنون المرأة خصب السنة، ومرض الرأس في الأصل يرجع تأويله إلى الرئيس، وقيل الصداع ذنب يجب عليه التوبة منه ويعمل عملاً من أعمال البر لقوله تعالى " أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك ".
والآفة في الصدغ: تدل على الآفة في المال.
والمرض في الجبهة: نقصان في الجاه.
وأما جدع الأذن وفقء العين: يدلان أن الجادع والقاضي يقضيان ديناً للمجدوع والمفقوء ويجازيان قوماً على عمل سبق منهم، لقوله تعالى " والأذن بالأذن ".
وإن رأى كأن شيخاً مجهولاً قطع أذنيه، فإنه يصيب ديتين.
ومن رأى كأن عينيه فقئتا، فإنه يصاب بشيء مما تقر به عينه.
ومن رأى كأنه صلى الله عليه وسلم جدع أذن رجل، فإنه يخونه في أهله أو ولده ويدل على زوال دولته، وقيل من رأى كأن أذنيه جدعتا وكانت له إمرأة حبلى، فإنها تموت، وإن لم تكن له امرأة، فإن إمرأة من أهل بيته تموت.
وأما الصمم: فإنه فساد في الدين.
وأما الرمد: فدليل على إعراض صاحبه عن الحق ووقوع فساد في دينه على حسب الرمد لأنه يدل على العمى، وقد قال الله تعالى " فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ". وقد قيل إن الرمد دليل على أن صاحبه قد أشرف على الغنى، فإن لم ينقص الرمد من بصره شيئاً، فإنه ينسب في دينه إلى ما هو بريء منه وهو على ذلك مأجور، وكل نقصان في البصر نقصان في الدين، وقيل إن الرمد غم يصيبه من جهة الولد، وكذلك لو رأى أنه يداوي عينه، فإنه يصلح دينه.
وإن رأى أنه يكتحل، فإن كان ضميره في الكحل لإصلاح البصر، فإنه يتعاهد دينه بصلاح، وإن كان ضميره للزينة، فإنه يأتي في دينه أمراً يتزين به، فإن أعطي كحلاً أصاب مالاً وهو نظير الرقيق.
وإن رأى أن بصره دون ما يظن الناس به ويرى أنه قد ضعف وكل وليس يعلم الناس بذلك، فإن سريرته في دينه دون علانيته.
وإن رأى أن بصره أحد وأقوى مما يظن الناس به، فإن سريرته خير من علانيته.
وإن رأى بجسده عيوناً كثيرة فهو زيادة في الدين.
وإن رأى لقلبه عيناً يبصر بها فهو صالح في دينه، وقيل إن صلاح العين وفسادها فيما تقربه العين من مال أو ولد أو علم أو صحة جسم.
وأما العور: إذا رأى رجل مستور أنه أعور دل على أنه رجل مؤمن صادق في شهادته، وإن كان صاحب الرؤيا فاسقاً، فإنه يذهب نصف دينه أو يرتكب ذنباً عظيماً أو يناله هم أو مرض يشرف منه على الموت، وربما يصاب في نفسه أو في إحدى يديه أو في ولد أو في إمرأته أو شريكه أو زوال النعمة عنه لقوله تعالى " ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين ". فإذا ذهبت العين زالت النعمة.
وأما العمى: فهو ضلال في الدين وإصابة مال من جهة بعض العصبات، وقيل من رأى كأنه أعمى، فإنه إن كان فقيراً نالت الغنى ويدل العمى على نسيان القرآن لقوله تعالى " قال رب لم حشرتني أعمى " الآية.
وإن رأى كأن إنساناً أعماه، فإنه يضله ويزيله عن رأيه.
ورؤيا الكافر الأعمى تدل على خسران يصيبه أو هم أو غم.
وإن رأى كأنه أعمى مكفوف في ثياب جدد، فإنه يموت.
وإن رأى أعمى أن رجلاً داواه فأبصر، فإنه يرشده إلى ما فيه له منافع والحملة على التوبة، وربما دلت رؤية العمى على خمول الذكر.
وإن رأى سواد العين بياضاً دل على غم وهم يصيبه.
وحكي أن رجلاً أتى جعفراً الصادق رضي الله عنه، فقال: رأيت كأن في عيني بياضاً، فقال: يصيبك نقص في مالك ويفوتك أمر ترجوه.
ومن رأى أنه غاب عنه بعض أقربائه، فإن كان الغائب قد قدم وهو أعمى، فإن صاحب الرؤيا يموت لأن رؤياه تدل على أن القادم الأعمى زائر، وقيل ان الغشاوة على العين من البياض غيره تدل على حزن عظيم يصيب صاحب الرؤيا ويصبر عليه لقصة يعقوب عليه السلام.
ومن رأى كأن الماء الأسود نزل من عينيه فلم يبصر شيئاً دلت رؤياه على قلة حيائه لأن العين موضع الحياء.
وأما العلة في الوجه من القبح والتشقق: فهي دالة على الحياء وقلته كما أن حسن الوجه دليل على الحياء في التأويل، وصفرة الوجه دليل على حزن يصيب صاحب الرؤيا، والنمش في الوجه دليل على كثرة الذنوب.
أما جدع الأنف: فمن رأى أن إنساناً جدع أنفه، فإنه يكلمه بكلام يرغم به أنفه، وقيل إن جدع الأنف من أصله يدل على موت المجدوع، وقيل ان ذلك يدل على موت إمرأة المجدوع إن كان بها حبل، وقيل جدع الأنف هو أن يصيبه خسارة، فإن الوجه إذا أبين منه الأنف قبح والتاجر إذا رأى كأن أنفه جدع خسر في تجارته.
والآفة في اللسان: هو ترجمان الإنسان والقائم بحجته، فمن رأى لسانه شق ولا يقدر على الكلام، فإنه يتكلم بكلام يكون عليه وبالاً ويناله من ذلك ضرر بقد ما رأى من الضرر، ويدل أيضاً على أنه يكذب وعلى أنه إن كان تاجراً خسر في تجارته، وإن كان والياً عزل عن ولايته.
ومن رأى كأن طرف لسانه قطع، فإنه يعجز عن إقامة الحجة في المخاصمة، وإن كان من جملة الشهود لم يصدق في شهادته أو لم تقبل شهادته، وقيل من رأى لسانه قطع كان حليماً.
ومن رأى كأن إمرأته قطعت لسانه، فإنه يلاطفها ويبرها.
ومن رأى كأن إمرأة مقطوعة اللسان دل عفتها وسترها.
وإن رأى كأنه قطع لسان فقير، فإنه يعطي سفيهاً شيئاً، ومن التصق لسانه بحنكه جحد ديناً عليه أو أمانة كانت عنده.
ومن رأى كأنه منعقد اللسان نال فصاحة وفقهاً لقوله تعالى " واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ". ونال ورزق رياسة وظفراً بالأعداء.
وأما الخرس: ففساد الدين وقول البهتان، ويدل على سب الصحابة وعيبة الأشراف.
وأما الشفتين: فمن رأى أنه مقطوع الشفتين، فإنه غماز.
وإن رأى شفته العليا قطعت، فإنه ينقطع عنه من يعينه في أموره، وقيل ان تأويل الشفتين أيضاً في المرأة.
وأما البخر: فمن رأى كأن به بخراً، فإنه يتكلم بكلام يثني به على نفسه وينكر ويقع منه في شدة وعذاب، فإن وجد البخر من غيره، فإنه يسمع منه قولاً قبيحاً.
وإن رأى كأنه لم يزل أبخر، فإنه رجل يكثر الخنا والفحش.