على مدى عقود مضت تحملت أحماض المعدة اللوم في ارتجاع الحامض المريئي وحرقة المعدة وأنواع أخرى من الأمراض، لكن بعض الخبراء باتوا يعتقدون الآن أن المشكلات لا تكمن فقط في الأحماض التي تخرج من المعدة، بل في نوعية الغذاء الذي ينزل إليها.
وقد استرعت الفكرة الكثير من الانتباه مؤخرا، وبخاصة في كتب أميركية شهيرة مثل «وجبة مغرية مجنونة»، و«دليل الطعام القلوي والحمضي»، التي تزعم أن بمقدور القراء تحسين صحتهم عبر التركيز على الموازنة بين الأحماض والقلويات في الوجبة الغذائية، ويأتي ذلك على الأغلب عبر تناول المزيد من الخضراوات وأنواع معينة من الفاكهة وكميات أقل من اللحوم والأطعمة المعلبة.
وجبات منخفضة الأحماض
وعلى الرغم من أن الدلائل العلمية وراء مثل هذه الادعاءات غير مؤكدة، فإن بعض الأبحاث تشير إلى فائدة تناول الوجبات منخفضة الأحماض، فقد أظهر عدد من الدراسات الحديثة وجود علاقة بين صحة العظام واتباع نظام غذائي منخفض الأحماض، في الوقت الذي أشارت فيه بعض التقارير إلى مسؤولية ارتفاع نسبة الأحماض في النظام الغذائي الغربي عن زيادة أخطار الإصابة بأمراض القلب والسكري.
وقد توصلت دراسة صغيرة أجريت العام الحالي إلى أن الحد من الأحماض في الوجبة الغذائية قادر على تخفيف أعراض الارتجاع مثل السعال وبحة الصوت في المرضى الذين لم يكن يساعدهم العلاج بالعقاقير، وفقا لمجلة حوليات طب الأنف والحنجرة، «طب الأنف وعلم أمراض الحنجرة».
وخلال الدراسة، تم إخضاع 12 رجلا و8 نساء يعانون من أعراض ارتجاع ولم يستجيبوا للأدوية، إلى نظام غذائي منخفض الأحماض لمدة أسبوعين، وتم استبعاد جميع الأغذية والمشروبات التي تحتوي على الأس الهيدروجيني أقل من 5. وكلما انخفض الرقم الهيدروجيني، ارتفع معدل الحموضة، وتشمل الأطعمة والمشروبات عالية الحموضة المشروبات الغازية الخاصة بالحمية (الدايت) (2.9 إلى 3.7) الفراولة (3.5) وصلصة الشواء (3.7).
ووفقا للدراسة، فقد تحسنت حالات 19 من بين 20 مريضا نتيجة تناول الوجبات منخفضة الحمضية، وشفيت 3 حالات من هذه الأعراض تماما.
ودافع مؤلفة الدراسة، الدكتورة جامي كوفمان، أخصائية اضطرابات الصوت والارتجاع المريئي (النوع المرتبط ببحة في الصوت)، عن النظام الغذائي منخفض الحموضة في كتابها الجديد «العدول عن الحمض: كتاب طبخ حمية الارتجاع والعلاج».
أحماض المعدة
وأشارت الدكتورة كوفمان إلى أن أدوية الارتجاع تركز على تحييد أو تقليل الحمض المنتج في المعدة. لكن في الوقت الذي يمثل فيه حمض المعدة عاملا من عوامل الارتجاع، فإن الجاني الحقيقي للكثير من المرضى هو الـ«بيبسين»، وهو الإنزيم الهضمي التي يمكن أن يوجد في المريء. وأوضحت أنه لا يكفي بالنسبة لهؤلاء المرضى، كما تقول، كبح الحمض الخارج من المعدة.
وأضافت كوفمان: «عندما يكون الـ(بيبسين) موجودا في الخلايا، يكون الحمض القادم عبر الفم مدمرا، فعندما تشرب المشروبات الغازية وتحس بألم في الصدر، فربما تكون ذلك نتيجة الحامض الصاعد من المعدة أو في بعض الأحيان الواصل إليها».
ويعيد تناول الأطعمة منخفضة الأحماض التوازن إلى الوجبة الغذائية، عبر خفض الأطعمة العالية الحمضية، وإضافة المزيد من الأطعمة عالية القلوية. ويتدرج نطاق درجة الحامض من 0 إلى 14، فدرجة حموضة الماء المقطر 7 تقريبا، ويعتبر محايدا، وتزيد الحموضة عشرات مع كل انخفاض في درجة حموضة كاملة. فالأطعمة التي تحتوي على درجة حموضة 4 تفوق 10 مرات في حموضتها الأطعمة التي درجة حامضيتها 5 (درجة حموضة المعدة من 1 إلى 4).
حمضية الطعام المعلب
وأكدت الدكتورة كوفمان إلى الأطعمة المصنعة والمعبأة في زجاجات هي حمضية على نحو خاص بسبب القواعد الفيدرالية التي تتطلب درجة حموضة عالية كمادة حافظة، مشيرة إلى أنها لاحظت أن الزيادة في استهلاك هذه الأغذية يتزامن مع زيادة مذهلة في سرطان المريء الناجم عن الارتجاع الحمضي المزمن.
تخفيف الحرقة
وللتخفيف من أعراض الحرقة والارتجاع، أشارت كوفمان إلى ضرورة اتباع نظام غذائي صارم لمدة أسبوعين لا تقل درجة الحموضة فيها عن 5، وعدم تناول الفاكهة عدا البطيخ والموز وعدم تناول الطماطم أو البصل، لكن مع الإكثار من الخضراوات الأخرى والحبوب الكاملة والسمك أو الدواجن منزوعة الجلد، تشمل الأطعمة عالية القلوية الموز (5.6)، والبروكلي (6.2)، والشوفان (7.2).
ويجب استبعاد بعض الأطعمة لأسباب أخرى غير الحامضة، فبغض النظر عن مستوى درجة الحموضة، تشتهر اللحوم الغنية بالدهون ومنتجات الألبان والكافيين والشوكولاته والمشروبات الغازية والأطعمة المقلية والمشروبات الكحولية والنعناع بتسببها في تفاقم أعراض الارتجاع. وربما يتسبب بعض الأطعمة الأخرى، مثل الثوم والمكسرات والخيار والأطباق المتبلة في حدوث الارتجاع لدى بعض المرضى.
بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من ارتجاع شديد، فتقترح الدكتورة كوفمان وجبة «صيانة» من الأطعمة التي لا تقل نسبة الحموضة بها عن 4، والتي تحتوي على عناصر مثل التوت والتفاح واللبن. وأشارت إلى أن النظام الغذائي الصحي راديكالي، ويتسق مع توصيات من جماعات طبية مختلفة التي توصي بتناول وجبات غنية من الخضراوات والحبوب الكاملة والتقليل من اللحوم والأطعمة الدسمة. بيد أن الكثير من الأفراد الذين يتبعون نظاما غذائيا صحيا نسبيا قد يتناولون الكثير من الأطعمة عالية الحمضية، مثل المشروبات الغازية منخفضة السعرات الحرارية أو عصائر الحمضيات. وتقول إن الناس ما إن تعلم أساسيات تناول الطعام المنخفض الحامض، والوجبات التي تتسبب في ارتجاع هذه الأحماض يسهل اتباع النظام الغذائي المناسب.
وتؤكد الدكتورة كوفمان على أن «هذه عملية التجربة والخطأ، فالحبوب جيدة، وجميع الخضراوات تقريبا. وهذا يعني أيضا عدم تناول أي شيء من زجاجة أو علبة عدا الماء. وإغلاق المطبخ في الساعة 8 مساء».
الشرق الأوسط/ نيويورك تايمز : نيويورك
وقد استرعت الفكرة الكثير من الانتباه مؤخرا، وبخاصة في كتب أميركية شهيرة مثل «وجبة مغرية مجنونة»، و«دليل الطعام القلوي والحمضي»، التي تزعم أن بمقدور القراء تحسين صحتهم عبر التركيز على الموازنة بين الأحماض والقلويات في الوجبة الغذائية، ويأتي ذلك على الأغلب عبر تناول المزيد من الخضراوات وأنواع معينة من الفاكهة وكميات أقل من اللحوم والأطعمة المعلبة.
وجبات منخفضة الأحماض
وعلى الرغم من أن الدلائل العلمية وراء مثل هذه الادعاءات غير مؤكدة، فإن بعض الأبحاث تشير إلى فائدة تناول الوجبات منخفضة الأحماض، فقد أظهر عدد من الدراسات الحديثة وجود علاقة بين صحة العظام واتباع نظام غذائي منخفض الأحماض، في الوقت الذي أشارت فيه بعض التقارير إلى مسؤولية ارتفاع نسبة الأحماض في النظام الغذائي الغربي عن زيادة أخطار الإصابة بأمراض القلب والسكري.
وقد توصلت دراسة صغيرة أجريت العام الحالي إلى أن الحد من الأحماض في الوجبة الغذائية قادر على تخفيف أعراض الارتجاع مثل السعال وبحة الصوت في المرضى الذين لم يكن يساعدهم العلاج بالعقاقير، وفقا لمجلة حوليات طب الأنف والحنجرة، «طب الأنف وعلم أمراض الحنجرة».
وخلال الدراسة، تم إخضاع 12 رجلا و8 نساء يعانون من أعراض ارتجاع ولم يستجيبوا للأدوية، إلى نظام غذائي منخفض الأحماض لمدة أسبوعين، وتم استبعاد جميع الأغذية والمشروبات التي تحتوي على الأس الهيدروجيني أقل من 5. وكلما انخفض الرقم الهيدروجيني، ارتفع معدل الحموضة، وتشمل الأطعمة والمشروبات عالية الحموضة المشروبات الغازية الخاصة بالحمية (الدايت) (2.9 إلى 3.7) الفراولة (3.5) وصلصة الشواء (3.7).
ووفقا للدراسة، فقد تحسنت حالات 19 من بين 20 مريضا نتيجة تناول الوجبات منخفضة الحمضية، وشفيت 3 حالات من هذه الأعراض تماما.
ودافع مؤلفة الدراسة، الدكتورة جامي كوفمان، أخصائية اضطرابات الصوت والارتجاع المريئي (النوع المرتبط ببحة في الصوت)، عن النظام الغذائي منخفض الحموضة في كتابها الجديد «العدول عن الحمض: كتاب طبخ حمية الارتجاع والعلاج».
أحماض المعدة
وأشارت الدكتورة كوفمان إلى أن أدوية الارتجاع تركز على تحييد أو تقليل الحمض المنتج في المعدة. لكن في الوقت الذي يمثل فيه حمض المعدة عاملا من عوامل الارتجاع، فإن الجاني الحقيقي للكثير من المرضى هو الـ«بيبسين»، وهو الإنزيم الهضمي التي يمكن أن يوجد في المريء. وأوضحت أنه لا يكفي بالنسبة لهؤلاء المرضى، كما تقول، كبح الحمض الخارج من المعدة.
وأضافت كوفمان: «عندما يكون الـ(بيبسين) موجودا في الخلايا، يكون الحمض القادم عبر الفم مدمرا، فعندما تشرب المشروبات الغازية وتحس بألم في الصدر، فربما تكون ذلك نتيجة الحامض الصاعد من المعدة أو في بعض الأحيان الواصل إليها».
ويعيد تناول الأطعمة منخفضة الأحماض التوازن إلى الوجبة الغذائية، عبر خفض الأطعمة العالية الحمضية، وإضافة المزيد من الأطعمة عالية القلوية. ويتدرج نطاق درجة الحامض من 0 إلى 14، فدرجة حموضة الماء المقطر 7 تقريبا، ويعتبر محايدا، وتزيد الحموضة عشرات مع كل انخفاض في درجة حموضة كاملة. فالأطعمة التي تحتوي على درجة حموضة 4 تفوق 10 مرات في حموضتها الأطعمة التي درجة حامضيتها 5 (درجة حموضة المعدة من 1 إلى 4).
حمضية الطعام المعلب
وأكدت الدكتورة كوفمان إلى الأطعمة المصنعة والمعبأة في زجاجات هي حمضية على نحو خاص بسبب القواعد الفيدرالية التي تتطلب درجة حموضة عالية كمادة حافظة، مشيرة إلى أنها لاحظت أن الزيادة في استهلاك هذه الأغذية يتزامن مع زيادة مذهلة في سرطان المريء الناجم عن الارتجاع الحمضي المزمن.
تخفيف الحرقة
وللتخفيف من أعراض الحرقة والارتجاع، أشارت كوفمان إلى ضرورة اتباع نظام غذائي صارم لمدة أسبوعين لا تقل درجة الحموضة فيها عن 5، وعدم تناول الفاكهة عدا البطيخ والموز وعدم تناول الطماطم أو البصل، لكن مع الإكثار من الخضراوات الأخرى والحبوب الكاملة والسمك أو الدواجن منزوعة الجلد، تشمل الأطعمة عالية القلوية الموز (5.6)، والبروكلي (6.2)، والشوفان (7.2).
ويجب استبعاد بعض الأطعمة لأسباب أخرى غير الحامضة، فبغض النظر عن مستوى درجة الحموضة، تشتهر اللحوم الغنية بالدهون ومنتجات الألبان والكافيين والشوكولاته والمشروبات الغازية والأطعمة المقلية والمشروبات الكحولية والنعناع بتسببها في تفاقم أعراض الارتجاع. وربما يتسبب بعض الأطعمة الأخرى، مثل الثوم والمكسرات والخيار والأطباق المتبلة في حدوث الارتجاع لدى بعض المرضى.
بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من ارتجاع شديد، فتقترح الدكتورة كوفمان وجبة «صيانة» من الأطعمة التي لا تقل نسبة الحموضة بها عن 4، والتي تحتوي على عناصر مثل التوت والتفاح واللبن. وأشارت إلى أن النظام الغذائي الصحي راديكالي، ويتسق مع توصيات من جماعات طبية مختلفة التي توصي بتناول وجبات غنية من الخضراوات والحبوب الكاملة والتقليل من اللحوم والأطعمة الدسمة. بيد أن الكثير من الأفراد الذين يتبعون نظاما غذائيا صحيا نسبيا قد يتناولون الكثير من الأطعمة عالية الحمضية، مثل المشروبات الغازية منخفضة السعرات الحرارية أو عصائر الحمضيات. وتقول إن الناس ما إن تعلم أساسيات تناول الطعام المنخفض الحامض، والوجبات التي تتسبب في ارتجاع هذه الأحماض يسهل اتباع النظام الغذائي المناسب.
وتؤكد الدكتورة كوفمان على أن «هذه عملية التجربة والخطأ، فالحبوب جيدة، وجميع الخضراوات تقريبا. وهذا يعني أيضا عدم تناول أي شيء من زجاجة أو علبة عدا الماء. وإغلاق المطبخ في الساعة 8 مساء».
الشرق الأوسط/ نيويورك تايمز : نيويورك