تقع قلعة سمعان في أقصى النهاية الجنوبية من قسم جبل ليلون. وهي مبنية على نتوء صخري، يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر/ 564 / م. وكان القديس سمعان، قد اختار هذا المكان المنعزل، بقصد التقرب إلى الله للعبادة جريا على عادة الرهبنة عند النصارى .( ولد سمعان أو سيمون حوالي عام 368 للميلاد في بلدة (سيس) القريبة من مدينة أضنة الحالية في تركيا. كان في صغره راعيا للماشية، وانضم في ريعان شبابه إلى جماعة من النساك قرب (سيس)، وبقي معهم مدة سنتين، ثم انتقل إلى منطقة دير تلعادة جنوبي جبل شيخ بركات وأمضى هناك عشر سنوات في الصلاة والتقشف، حيث كان يتناول الطعام مرة واحدة في الاسبوع، فطلب منه مغادرة الدير لشدة أذاه على نفسه، فلجأ في عام 412 م إلى بلدة تيلانيسوس (دير سمعان) الحالية وعاش فيها ثلاث سنوات، وصام هناك أربعين يوما دون أن يأكل أو يشرب، إلى أن أصبحت عادة لديه. ثم أرتقى إلى قمة الجبل وربط نفسه هناك بسلسلة حديدية إلى صخرة، وراح الناس يقصدونه من كل حدب وصوب، فبنى لنفسه عمودا ليقيم عليه تلافيا لازدحام الناس وتقربا إلى الله، وظل يعلي العمود بين الحين والآخر إلى أن وصل ارتفاعه إلى /16/ مترا، وأمضى عليه اثنين وارعين عاما لحين وفاته وهو على عموده سنة 459 م ) يصل موقع القلعة في الشمال بامتداد تضاريس سطح الجبل. وتتحدد الجهات الثلاث الأخرى بجروف صخرية عالية، خاصة من الناحية الغربية، حيث يزيد ارتفاعه هنا عن مائة متر. فالقلعة تنتصب على نتوء صخري يطل من جهة الغرب على سهل جومه ( عفرين ) الفسيح، الذي يخترقه نهر عفرين من وسطه، كأفعى فضية عملاقة، ويؤطر هذا المشهد الخلاب في أقصى الغرب جبل الآمانوس لتشكل لوحة طبيعية رائعة، خاصة وقت الغروب. فللغروب في القلعة سر خاص، وجمال لايوصف. وعلى حد قول الأب ( قوشاقجي )، فان هذا الجمال الطبيعي الأخاذ، كان يؤجج نار الإيمان في قلب مار سمعان مع كل إطلالة لشمس أو غروبها وهو من فوق عموده متأملا هذه الطبيعة المدهشة من حوله.
- تاريخ بناء ( القلعة ) الكنيسة: تعتبر كنيسة مار سمعان من اكبر كنائس العالم، وأفخمها إلى يومنا هذا. فقد اتخذ البناءون من عمود (مار سمعان) مركزا لبنائها الذي أخذ شكل صليب، ذراعه الشرقي أطول قليلا من الأذرع الثلاثة الأخرى المتساوية. وتبلغ مساحة الكنيسة / 5000 / مترا مربعا. وبدئ العمل ببنائها عام / 476 / م، وتم الانتهاء منها سنة / 490 / م. ثم أضيفت ملحقات الكنيسة بعد ذلك لسنوات، وهي: (الدير الكبير، وبيت المعمودية، والمقبرة، وبعض دور السكن لطلاب العلم، وفنادق للضيوف)، حتى بلغت مساحة البناء الإجمالية / 12000 / مترا مربعا.
في عامي / 536 و 528 / م، وقعت زلازل شديدة في المنطقة، فألحقت ضررا كبيرا بالكنيسة، وربما سقط سقفها الخشبي وقتئذ.
وبعد خضوع المنطقة للمسلمين، بقيت الكنيسة بيد أصحابها المسيحيين مقابل دفع الجزية، واستمر الأمر على ذلك إلى أن ضعفت الدولة الإسلامية، فسيطر عليها البيزنطيون مجددا في أواسط القرن العاشر الميلادي، حينما انتصر (نقفور) البيزنطي على الحمدانيين في حلب عام 970 م، فبنى حولها سورا قويا مدعما بـ / 27 / برجا. وتحولت الكنيسة وملحقاتها من مركز ديني مرموق، إلى قلعة عسكرية حصينة، في منطقة حدودية بين البيزنطيين والمسلمين، وعرفت من يومها بقلعة سمعان.
ثم توالت أحوال الكنيسة بتغيرات على النحو التالي:
ففي عام 985 م، استولى عليها سعد الدولة بن سيف الدولة فترة وجيزة، وقتل رهبانها، وباع بعضهم عبيداً ( حجار ص 43 ). كما سيطر عليها الفاطميون عام 1017م. وفي القرنين الحادي عشر والثاني عشر، تحولت المنطقة إلى دائرة صراع بين القوى المختلفة المتنازعة في السيطرة على مناطق حلب، وانطاكية، من البيزنطيين والصليبيين والزنكيين ثم الأيوبيين، ومن بعدهم المماليك والعثمانيين. وفي غمرة هذه الأحداث العسكرية والفوضى العامة، تراجعت الأهمية الحربية للقلعة، وهجرت تدريجيا، إلى أن جاء القرن السادس عشر، فاستوطنها أحد سكان جبل ليلون، وأضاف في الضلع الشرقي من الكنيسة طابقين (د.شعث ، ص 25 ). وظلت هكذا إلى قامت الجهات المختصة في سوريا بالاعتناء بها كمعلمة أثرية تاريخية.
وتبعد القلعة عن مدينة عفرين نحو/ 20 / كم. وعن حلب حوالي/ 40 / كم. ويؤمها سنويا عشرات الآلاف من الزوار، وآلاف السياح من مختلف الدول، والأوربية منها خاصة.
قرية دير سمعان:
بعدما توفي مار سمعان ( الذي ذاع صيته سائر البلدان )، اكتسبت المنطقة شهرة ومكانة مرموقة ومقدسة بفضله. فتحولت هذه القرية المجاورة إلى مدينة للرهبان، وبني فيها ثلاثة أديرة، لكل منها كنيستها والملحقات الأخرى للدير، إضافة إلى فنادق لاستقبال الحجاج وكبار الضيوف الوافدين إليها حتى القرن الحادي عشر الميلادي . والدير الوحيد الذي بقي سالما نوعا ما إلى يومنا هذا، هو الدير الصغير الموجود في الجهة الجنوبية للقرية، وشيد بناؤه عام / 550 / م تخليدا لذكرى مار سمعان.
كانت تيلانيسوس ( دير سمعان) في العصر البيزنطي مركزا معروفا للعلوم الدينية المسيحية من جهة ومنتجعا للأغنياء من أهل إنطاكية. كما كانت ملجأ للمتهربين من دفع الضرائب، وتأدية الخدمة العسكرية في الفترة البيزنطية. فانتعشت المدينة كثيرا في القرن الخامس وبداية السادس الميلادي، بسبب وقوعها على طريق أفاميا وسيروس، مما دعى إلى إنشاء الكثير من الفنادق والمضافات لكبار الزوار فيها.
ومدينة تيلانيسوس أو قرية ( دير سمعان ) الحالية لاتبعد سوى / 500 / م عن القلعة، الأمر الذي لا يدع مجالا للشك بأنها شهدت نفس الأحداث والمراحل التي حلت بالقلعة، حتى آل مصيرها إلى الخراب هي الأخرى في فترة إهمال القلعة خلال القرنين/ 11 و12 / الميلاديين.
- تاريخ بناء ( القلعة ) الكنيسة: تعتبر كنيسة مار سمعان من اكبر كنائس العالم، وأفخمها إلى يومنا هذا. فقد اتخذ البناءون من عمود (مار سمعان) مركزا لبنائها الذي أخذ شكل صليب، ذراعه الشرقي أطول قليلا من الأذرع الثلاثة الأخرى المتساوية. وتبلغ مساحة الكنيسة / 5000 / مترا مربعا. وبدئ العمل ببنائها عام / 476 / م، وتم الانتهاء منها سنة / 490 / م. ثم أضيفت ملحقات الكنيسة بعد ذلك لسنوات، وهي: (الدير الكبير، وبيت المعمودية، والمقبرة، وبعض دور السكن لطلاب العلم، وفنادق للضيوف)، حتى بلغت مساحة البناء الإجمالية / 12000 / مترا مربعا.
في عامي / 536 و 528 / م، وقعت زلازل شديدة في المنطقة، فألحقت ضررا كبيرا بالكنيسة، وربما سقط سقفها الخشبي وقتئذ.
وبعد خضوع المنطقة للمسلمين، بقيت الكنيسة بيد أصحابها المسيحيين مقابل دفع الجزية، واستمر الأمر على ذلك إلى أن ضعفت الدولة الإسلامية، فسيطر عليها البيزنطيون مجددا في أواسط القرن العاشر الميلادي، حينما انتصر (نقفور) البيزنطي على الحمدانيين في حلب عام 970 م، فبنى حولها سورا قويا مدعما بـ / 27 / برجا. وتحولت الكنيسة وملحقاتها من مركز ديني مرموق، إلى قلعة عسكرية حصينة، في منطقة حدودية بين البيزنطيين والمسلمين، وعرفت من يومها بقلعة سمعان.
ثم توالت أحوال الكنيسة بتغيرات على النحو التالي:
ففي عام 985 م، استولى عليها سعد الدولة بن سيف الدولة فترة وجيزة، وقتل رهبانها، وباع بعضهم عبيداً ( حجار ص 43 ). كما سيطر عليها الفاطميون عام 1017م. وفي القرنين الحادي عشر والثاني عشر، تحولت المنطقة إلى دائرة صراع بين القوى المختلفة المتنازعة في السيطرة على مناطق حلب، وانطاكية، من البيزنطيين والصليبيين والزنكيين ثم الأيوبيين، ومن بعدهم المماليك والعثمانيين. وفي غمرة هذه الأحداث العسكرية والفوضى العامة، تراجعت الأهمية الحربية للقلعة، وهجرت تدريجيا، إلى أن جاء القرن السادس عشر، فاستوطنها أحد سكان جبل ليلون، وأضاف في الضلع الشرقي من الكنيسة طابقين (د.شعث ، ص 25 ). وظلت هكذا إلى قامت الجهات المختصة في سوريا بالاعتناء بها كمعلمة أثرية تاريخية.
وتبعد القلعة عن مدينة عفرين نحو/ 20 / كم. وعن حلب حوالي/ 40 / كم. ويؤمها سنويا عشرات الآلاف من الزوار، وآلاف السياح من مختلف الدول، والأوربية منها خاصة.
قرية دير سمعان:
بعدما توفي مار سمعان ( الذي ذاع صيته سائر البلدان )، اكتسبت المنطقة شهرة ومكانة مرموقة ومقدسة بفضله. فتحولت هذه القرية المجاورة إلى مدينة للرهبان، وبني فيها ثلاثة أديرة، لكل منها كنيستها والملحقات الأخرى للدير، إضافة إلى فنادق لاستقبال الحجاج وكبار الضيوف الوافدين إليها حتى القرن الحادي عشر الميلادي . والدير الوحيد الذي بقي سالما نوعا ما إلى يومنا هذا، هو الدير الصغير الموجود في الجهة الجنوبية للقرية، وشيد بناؤه عام / 550 / م تخليدا لذكرى مار سمعان.
كانت تيلانيسوس ( دير سمعان) في العصر البيزنطي مركزا معروفا للعلوم الدينية المسيحية من جهة ومنتجعا للأغنياء من أهل إنطاكية. كما كانت ملجأ للمتهربين من دفع الضرائب، وتأدية الخدمة العسكرية في الفترة البيزنطية. فانتعشت المدينة كثيرا في القرن الخامس وبداية السادس الميلادي، بسبب وقوعها على طريق أفاميا وسيروس، مما دعى إلى إنشاء الكثير من الفنادق والمضافات لكبار الزوار فيها.
ومدينة تيلانيسوس أو قرية ( دير سمعان ) الحالية لاتبعد سوى / 500 / م عن القلعة، الأمر الذي لا يدع مجالا للشك بأنها شهدت نفس الأحداث والمراحل التي حلت بالقلعة، حتى آل مصيرها إلى الخراب هي الأخرى في فترة إهمال القلعة خلال القرنين/ 11 و12 / الميلاديين.