حان الموعد المضروب بين الرسول صلى الله عليه و سلم وبين قريش لزيارة البيت الحرام فخرج الرسول والمسلمون فى ذي القعدة سنة سبع من الهجرة فى نفس الشهر الذي صده فيه المشركون فى العام السابق
وبلغ عدد المسلمين ألفين أو اكثر خرجوا لم يحمل واحد منهم سلاحا إلا سيفه فى قرابه ولبسوا ملابس الاحرام وساقوا أمامهم البدن ، ولما وصلوا الى مكة وعرفت قريش بمقدم رسول الله مع أصحابه جلت عن مكة نزولا على صلح الحديبية ، وعسكرت قريش فى التلال التي تشرف على البلد الحرام
وتحدثت قريش فيما بينها أن محمد وأصحابه فى عسرة وجهد وشدة واصطفوا عند دار الندوة ليشهدوا أحول المسلمين فرفع النبى يده اليمنى وقال :"رحم الله أمرءا أراهم اليوم من نفسه قوة" وطاف المسلمون بالبيت سبعا ثم سعوا بين الصفا والمروة وحلقوا رءوسهم
وأقام الرسول بمكة ثلاثة أيام واعمر هو وأصحابه وفى هذا المعنى نزل قول الله تعالى:{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً}سورة الفتح-آية 27
وكان الرسول يريد أن يبقى بمكة بعض الايام يبني فيها بميمونة أخت لبابة زوجة عمه العباس فأبت قريش فبنى بها في مكان يسمى سرف بالقرب من مكة فى طريق المدينة وكانت ميمونة هذه آخر أمهات المسلمين ، ثم رجع عليه السلام فرحا مسروراً بما حباه من تصديق رؤياه