ضربات علمية
توجه إلى المتعصبين
القفزات الواسعة التي خطاها العلم سبب واضح في تأجج الصراع بين الغرب و الشرق... بين دعاة الوعي والانفتاح و بين تداعيات الشعوذة والاساطير.
مشاركة : د.لارا عازر - دمشق
العلم...لا يمكن أن يكون في صراع مع أحد و ليس ذنبه إن توصل الى حقائق تتناقض مع الاساطير.،..بل إن من اهم واجباته هو تفنيد تلك الاساطير و دحضها والتخلص منها.،..وفي القفزات الواسعة التي خطاها العلم سبب واضح في تأجج الصراع بين الغرب والشرق... بين دعاة الوعي والانفتاح وبين تداعيات الشعوذة والاساطير.
هذه القفزات المذهلة ينظر اليها المتعصبون على انها حرب ضدهم بالضرورة ؛. و ربما كانت البداية مع اكتشاف كروية الارض و دورانها حول الشمس... وبالتالي اكتشاف ان الارض مجرد كوكب تابع في سلسلة الكواكب الاخرى و إن الشمس و ليست الارض هي الكوكب المتميز و الفريد في مجرة درب التبانة التي تتبع لها الارض.
ثم كان التوصل الى اكتشافين جديدين لاحقا أمرا غير مسبوق... أولهما أنه لا يوجد سماء بالمعنى المتعارف عليه... وثانيهما أن هذه السماء وإن وجدت فإنها ليست فوق الارض كما كان يعتقد....فما كان يعتقد أنه سماء لا يعدو كونه فضاءا سحيقا لا متناهيا ؛ والارض مجرد كويكب غاية في الصغر يسبح فيه و عليه فإن هذا الفضاء المسمى سماء يحيط بالارض من جميع الجهات و ليس فوقها. ،..ثم كان غزو القمر الذي إتضح أنه كوكب خامد و ليس قمرا منيرا كما كان يعتقد... ومع التفسير العلمي لظواهر الكسوف و الخسوف و التنبؤ بالمتغيرات الجوية مثل الأعاصير و الزوابع و حركة الرياح قبل وقوعها بعدة أيام... كل تلك الإنجازات تركت أثرها المدمر على رصيد مصداقية واطروحات المتطرفين .
تلا ذلك اكتشاف الأشعة غير المرئية التي تخترق الحواجز لترى الأشياء غير المنظورة...ثم جاءت الموجات الصوتية التي يمكنها معرفة جنس المولود في رحم أمه خلال اشهر الحمل الأولى... بعدها حقق العلم إنجازات ثورية في علوم هندسة الوراثة وتم اكتشاف الحامض النووي DNA الموجود في الخلية و الذي يحوي المعلومات الوراثية الكاملة عنها.و إنتقالها من جيل إلى جيل..؛ و قد أتاح اكتشاف هذا الحمض إمكانية تحديد هوية مخلوق ما ، أمرا فائق الدقة بمجرد الحصول على عينة من إفرازات الجسم مثل اللعاب أو دمع العين... و أتاح أيضا سهولة عمل نسخ متطابقة تماما و مكررة من الخلايا بدون حد أعلى... بل إن بأمكان العلماء حفظ العناصر الوراثية لشخص ما ثم القيام بعمل نسخة مطابقة تماما له بعد وفاته بعشرات السنين و دون الحاجة لحيوان منوي مذكر .
وتنتشر في الغرب اليوم بين الأغنياء ظاهرة استنساخ أنواع نادرة من الكلاب .... وتكلف العملية ما بين الفين الى ثلاثة آلاف دولار لإجراء العملية و مبلغ مئة الى ثلاثمائة دولار سنويا أجور حفظ تلك الخلية المستنسخة...هذه التجارب طبقت على الإنسان و أثبتت نجاحها ... و هذا يعني أنه سيكون في إمكان بعض الدول التي تحتضن هذه التقنية...لو أرادت ذلك...أن يكون جميع الذكور فيها نسخة واحدة متطابقة تماما والأمر نفسه بالنسبة للإناث... وفي المستقبل المنظور وعن طريق المعالجة الوراثية سيكون من الممكن تحديد الصفات الجسمانية و العقلية لأفراد أمة من الأمم مثل الأجسام العملاقة و النظر الحاد لأفراد الجيش وقطع دابر الأمراض الوراثية.، كل تلك الاكتشافات تطيل ليل المتعصبين و سهادهم .
أما المرأة...فعدو شديد الخطورة...و تكمن خطورته في الحاجة القصوى اليه ، . لكن الشيء الذي يعتبره المتعصبون مصدرا وحيدا و دائما للشقاء هو وجود بقية الخصائص الإنسانية الموجودة في الرجل فيها هي أيضا ... لقد عاشوا لقرون عديدة على نظرية أن المرأة " ناقصة عقل" لكنها أصبحت طيارة و طبيبة وعالمة و مقاتلة في الجيش في الوقت الذي يتعثر فيه الكثير من طوال الشوارب من مجرد إتمام الدراسة الثانوية في القسم الأدبي .؛.. وهذه الإنجازات خلقت انقساما كبيرا في صفوفهم.ويبدو أن نظرية قلة عقل المرأة ليست مجرد إرث و إنما هو فكر له مسوغاته النفسية و خصائصه الفلسفية و الاجتماعية و التكتيكية، وهو يستحق بحق البحث والتشريح من جوانبه المختلفة.
الشيء الأكثر إيلاما من غيره في منطق و فكر المتعصبين بخصوص المرأة هو وجود نفس الغرائز الإنسانية الموجودة لدى الرجل... فهي إضافة لكونها تفكر فهي أيضا تحب و تكره وتفرح وتعشق و تميل و تتوق للطرف الآخر ، و هذه كارثة بالنسبة لهم و تمرد صارخ على القيم. في جو التناقضات هذا ، ومؤازرة للعلم و العقل .فقد. جاوزت المرأة بنجاح الكثير من العراقيل التي ما فتيء المتزمتون يكدسونها في طريقها ، دون أن يتمكنوا من كبح تدفق هذه القوة الطاغية، مرد هذا الفشل الذريع راجع لاستبدال العقل بالنقل.،.. لقد أنتصر العلم بالدليل الملموس الذي لا يمكن إنكاره ثم قام بنصرة المرأة ، لإنه ضد الجهل
, ..حق التصويت و حرية التعبير... هذا الكابوس الشيطاني ... عدو آخر لا يقل ضراوة عن العلم و المرأة... ذلك أن ممارسة حق التصويت أو حق التعبير عن الرأي تلحق أذى عظيما بالمتعصبين الذين يقوم منهجهم على أن الرأي حكر لهم وحدهم و أن على الجميع السمع والطاعة باستخدام القبضة الفولاذية..،. وعليه فإن أي متعصب لا يمكن أن يقر او يقبل او يناقش مسألة إعطاء الحرية للأفراد لاختيار الطريق الذين يودون السير فيه..،..لإنه يعلم تماما إن هو وقف بإفكاره و أطروحاته في موقف الباحث عن الأصوات لن يجد شيئا منها.!..هذا إذا ..ترك للأفراد حرية كاملة غير منقوصة و خيارات كاملة غير محددة حق تقرير مصيرهم..؛ إن. رفضهم القاطع لمجرد بحث فكرة حرية الرأي يبدو واضحا من لجؤهم للعنف فكرا وتطبيقا عندما يجدون أنفسهم في مإزق مواجهة الحرية .
توجه إلى المتعصبين
القفزات الواسعة التي خطاها العلم سبب واضح في تأجج الصراع بين الغرب و الشرق... بين دعاة الوعي والانفتاح و بين تداعيات الشعوذة والاساطير.
مشاركة : د.لارا عازر - دمشق
العلم...لا يمكن أن يكون في صراع مع أحد و ليس ذنبه إن توصل الى حقائق تتناقض مع الاساطير.،..بل إن من اهم واجباته هو تفنيد تلك الاساطير و دحضها والتخلص منها.،..وفي القفزات الواسعة التي خطاها العلم سبب واضح في تأجج الصراع بين الغرب والشرق... بين دعاة الوعي والانفتاح وبين تداعيات الشعوذة والاساطير.
هذه القفزات المذهلة ينظر اليها المتعصبون على انها حرب ضدهم بالضرورة ؛. و ربما كانت البداية مع اكتشاف كروية الارض و دورانها حول الشمس... وبالتالي اكتشاف ان الارض مجرد كوكب تابع في سلسلة الكواكب الاخرى و إن الشمس و ليست الارض هي الكوكب المتميز و الفريد في مجرة درب التبانة التي تتبع لها الارض.
ثم كان التوصل الى اكتشافين جديدين لاحقا أمرا غير مسبوق... أولهما أنه لا يوجد سماء بالمعنى المتعارف عليه... وثانيهما أن هذه السماء وإن وجدت فإنها ليست فوق الارض كما كان يعتقد....فما كان يعتقد أنه سماء لا يعدو كونه فضاءا سحيقا لا متناهيا ؛ والارض مجرد كويكب غاية في الصغر يسبح فيه و عليه فإن هذا الفضاء المسمى سماء يحيط بالارض من جميع الجهات و ليس فوقها. ،..ثم كان غزو القمر الذي إتضح أنه كوكب خامد و ليس قمرا منيرا كما كان يعتقد... ومع التفسير العلمي لظواهر الكسوف و الخسوف و التنبؤ بالمتغيرات الجوية مثل الأعاصير و الزوابع و حركة الرياح قبل وقوعها بعدة أيام... كل تلك الإنجازات تركت أثرها المدمر على رصيد مصداقية واطروحات المتطرفين .
تلا ذلك اكتشاف الأشعة غير المرئية التي تخترق الحواجز لترى الأشياء غير المنظورة...ثم جاءت الموجات الصوتية التي يمكنها معرفة جنس المولود في رحم أمه خلال اشهر الحمل الأولى... بعدها حقق العلم إنجازات ثورية في علوم هندسة الوراثة وتم اكتشاف الحامض النووي DNA الموجود في الخلية و الذي يحوي المعلومات الوراثية الكاملة عنها.و إنتقالها من جيل إلى جيل..؛ و قد أتاح اكتشاف هذا الحمض إمكانية تحديد هوية مخلوق ما ، أمرا فائق الدقة بمجرد الحصول على عينة من إفرازات الجسم مثل اللعاب أو دمع العين... و أتاح أيضا سهولة عمل نسخ متطابقة تماما و مكررة من الخلايا بدون حد أعلى... بل إن بأمكان العلماء حفظ العناصر الوراثية لشخص ما ثم القيام بعمل نسخة مطابقة تماما له بعد وفاته بعشرات السنين و دون الحاجة لحيوان منوي مذكر .
وتنتشر في الغرب اليوم بين الأغنياء ظاهرة استنساخ أنواع نادرة من الكلاب .... وتكلف العملية ما بين الفين الى ثلاثة آلاف دولار لإجراء العملية و مبلغ مئة الى ثلاثمائة دولار سنويا أجور حفظ تلك الخلية المستنسخة...هذه التجارب طبقت على الإنسان و أثبتت نجاحها ... و هذا يعني أنه سيكون في إمكان بعض الدول التي تحتضن هذه التقنية...لو أرادت ذلك...أن يكون جميع الذكور فيها نسخة واحدة متطابقة تماما والأمر نفسه بالنسبة للإناث... وفي المستقبل المنظور وعن طريق المعالجة الوراثية سيكون من الممكن تحديد الصفات الجسمانية و العقلية لأفراد أمة من الأمم مثل الأجسام العملاقة و النظر الحاد لأفراد الجيش وقطع دابر الأمراض الوراثية.، كل تلك الاكتشافات تطيل ليل المتعصبين و سهادهم .
أما المرأة...فعدو شديد الخطورة...و تكمن خطورته في الحاجة القصوى اليه ، . لكن الشيء الذي يعتبره المتعصبون مصدرا وحيدا و دائما للشقاء هو وجود بقية الخصائص الإنسانية الموجودة في الرجل فيها هي أيضا ... لقد عاشوا لقرون عديدة على نظرية أن المرأة " ناقصة عقل" لكنها أصبحت طيارة و طبيبة وعالمة و مقاتلة في الجيش في الوقت الذي يتعثر فيه الكثير من طوال الشوارب من مجرد إتمام الدراسة الثانوية في القسم الأدبي .؛.. وهذه الإنجازات خلقت انقساما كبيرا في صفوفهم.ويبدو أن نظرية قلة عقل المرأة ليست مجرد إرث و إنما هو فكر له مسوغاته النفسية و خصائصه الفلسفية و الاجتماعية و التكتيكية، وهو يستحق بحق البحث والتشريح من جوانبه المختلفة.
الشيء الأكثر إيلاما من غيره في منطق و فكر المتعصبين بخصوص المرأة هو وجود نفس الغرائز الإنسانية الموجودة لدى الرجل... فهي إضافة لكونها تفكر فهي أيضا تحب و تكره وتفرح وتعشق و تميل و تتوق للطرف الآخر ، و هذه كارثة بالنسبة لهم و تمرد صارخ على القيم. في جو التناقضات هذا ، ومؤازرة للعلم و العقل .فقد. جاوزت المرأة بنجاح الكثير من العراقيل التي ما فتيء المتزمتون يكدسونها في طريقها ، دون أن يتمكنوا من كبح تدفق هذه القوة الطاغية، مرد هذا الفشل الذريع راجع لاستبدال العقل بالنقل.،.. لقد أنتصر العلم بالدليل الملموس الذي لا يمكن إنكاره ثم قام بنصرة المرأة ، لإنه ضد الجهل
, ..حق التصويت و حرية التعبير... هذا الكابوس الشيطاني ... عدو آخر لا يقل ضراوة عن العلم و المرأة... ذلك أن ممارسة حق التصويت أو حق التعبير عن الرأي تلحق أذى عظيما بالمتعصبين الذين يقوم منهجهم على أن الرأي حكر لهم وحدهم و أن على الجميع السمع والطاعة باستخدام القبضة الفولاذية..،. وعليه فإن أي متعصب لا يمكن أن يقر او يقبل او يناقش مسألة إعطاء الحرية للأفراد لاختيار الطريق الذين يودون السير فيه..،..لإنه يعلم تماما إن هو وقف بإفكاره و أطروحاته في موقف الباحث عن الأصوات لن يجد شيئا منها.!..هذا إذا ..ترك للأفراد حرية كاملة غير منقوصة و خيارات كاملة غير محددة حق تقرير مصيرهم..؛ إن. رفضهم القاطع لمجرد بحث فكرة حرية الرأي يبدو واضحا من لجؤهم للعنف فكرا وتطبيقا عندما يجدون أنفسهم في مإزق مواجهة الحرية .