قبل التطرق إلى مفهوم المعرفة العلمية بتقسيم المفهوم إلى كلمتين أساسيتين هما المكونتين لهذا المفهوم كونهما يشكلان هذا المفهوم ويلتقيان معه في نطاق محدد ، وهما :
أ - المعرفة : وتتحدد على أنها " مجموعة من المعاني والمفاهيم والمعتقدات والأحكام والتصورات الفكرية التي تتكون لدى الإنسان نتيجة لمحاولاته المتكررة لفهم الظواهر والأشياء المحيطة به "
ويحلل " ليهر K.LHRER" كلمة يعرف " KNOW " في اللغة الإنجليزية ، حيث يوضح معاني هذه الكلمة فيما يتصل بها على النحو الأتي :
- امتلاك صورة خاصة معينة من القدرة على عمل شيء ما .
- المعرفة باللقاء والاطلاع أو الاتصال المباشر .
ويبدو من تشابه المعاني لكلمة " معرفة " بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية إنها تدور في مجملها حول الإدراك والفهم .
وعلى نحو قريب طرح " فوكو " مفهوم المعرفة " EPISTEME " باعتبارها أيضا شبكة مفهومية تتضمن كل الأنماط المعرفية في حقبة زمنية معينة .
وعليه تشمل المعرفة مجموع المعارف الروحية ، الوثنية ، الاقتصادية السياسية ، الثقافية والعلـمية فـي الوقـت نـفـسه ، لـذا تـوجد أنواع مختلفة من المعارف فإذا كان إدراجها ضمن
فئات معينة قد شابه نوعا من الاختلاف بين المفكرين إلا أن هذا الاختلاف يعود بالدرجة
الأولى إلى المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها صاحبها لذا و بـعـد اطـلاعنـا علـى بعض هذه
التقسيمات اهتدينا إلى تبني تقسيم يلم أهم أو بمختلف المعارف و التي يمكن أن نذكر منها :
المعرفة العامية ، الدينية ، الميتافيزيقية " الفلسفية " ، السياسية ، التقنية و الادراكية للعالم الخارجي ، معرفة ألاغيار- النحن – الجماعات –الطبقات – المجتمعات المدركة في واقعها والمثبتة صحتها بحكم واع ، معرفة الحس السليم .
كما أن هنالك أشكالا مختلفة للمعرفة هي كالآتي :
المعرفة العقلية ، التجريبية ، التنظيرية ، الوضعية و المد ركية ، الرمزية و المناسبة ، الجماعية ، الفردية .
ب- العلم فيمكن تعريفه على أنه هو " منهج يسعى للوصول إلى مجموعة مترابطة من الحقائق الثابتة المصنفة والقوانين العامة .
وانطلاقا من تحديد مفهومي المعرفة و العلم نجد أن هنالك ضرورة للتميز بين العلم والمعرفة من جهة وبين المعرفة العلمية والمعرفة التقنية أي أدوات العلم ومبتكراته المادية من جهة أخرى ، فإذا كان من الممكن الحديث عن " عالمية العلوم فان للتقنية خصوصياتها المشتقة من الظروف التي تراكمت وتكونت في كنفها ، وإذا كانت منجزات العلم متاحة فان مـبـتـكــراتــه الـتــقــنـيـة التي تـجــيـب عــن الـحـاجــات تـــــظـــهـــر فــي بــــيـــئــتـهــا ، وهــكــذا فـلـيـســت الــتــقــنــيـــة هــي الـمـقــصـودة بـالـتـكـامــل إلا فـي قـوانـيـنـهـا الـعـامــة بـسـبـب طـبـيـعـتها العلمية فالباحث يتوجه بالدراسة إلى تناول جانب المعرفة التي تشترك مع العلم في دقته و المقصود هو العلم بآفاقه الرحبة والمعرفة العلمية للكون والحياة والأفراد عن وعي ونظرة مدركة
فان العناية بالعلم بحثا واستقصاء وتخصصا وكشفا ، وانما يصب في النتيجة في إطار المعرفة بمعناها الشامل و كما أن تبسيطه وإدخال مفاهيمه ومناهجه ومعلوماته إلى حياة الأفراد بما هو جانب من جوانب نشر المعرفة العلمية ، وإرساء التوازن ما بين العلم والعمل على أن استيراد العلم أو نتائج التقنية لن يحقق المعرفة التي نرجوها ما لم نتعلم لغة هذه الحضارة الجديدة والقوانين التي تحكم حريتها ، أي ما لم تنبع من داخلنا وتصبح جزءا من كياننا الفكري ، وهذا يعتمد أولا على المشاركة الواسعة من مختلف القوى العلمية ، وعلى الإيمان بان حقائق العلم ليست أبدية وثابتة وبالإمكان على الدوام مناقشتها والإتيان بالجديد فيها وأخيرا على رفض النضرة الغيبية والتعامل مع الطبيعة والحياة في موقف التفهم المباشر والعقلية المنهجية وهذه الشروط كلها إنما هي في الوقت نفسه شروط المعرفة الحقة التي تتطلبها الثورة العلمية وتطبيقاتها التقنية ، التي تقوم وظائفها على ثلاثة جوانب :
- اكتشاف المعرفة العلمية أي البحث العلمي وخدماته وما يتصل به
- نقل المعرفة العلمية أي التعليم العلمي بمختلف أشكاله ، ونقل التقنية أفقيا وعموديا
- نشر المعرفة العلمية أي تعميم المعرفة العلمية عن طريق التعليم ، التثقيف والتدريب ، ونشر الوعي العلمي والمعرفي
لنصل في الأخير إلى تحديد مفهوم المعرفة العلمية : كونها تعتبر فرعا ناجحا من فروع المعرفة ، وهي مشروطة وفق ما تقدم بالمبادرة الذاتية ومحكومة بالقوانين الفيزيائية الطبيعية والقيم الأخلاقية على حد سواء و ذلك إن التطبيق غير ضروري ما هو إلى دفع الفوضى حتى الذروة ، كما أن المعرفة في عمقها قيمة فبينما يهبنا الكون الحياة نمنح القيمة بدورنا للكون ونجسد ذلك المنح بممارسة المعرفة العلمية .
وقريبا من هذا الطرح يرى بعض العلماء إنما هو " لون من التعلم يعني عددا من المقررات الدراسية التي توجه اهتمام الفرد نحو بعض النشاطات المفيدة وهي محصورة في المجال الفكري والعلمي ، ويعتقد آخرون أنها تمثل نوعا من " التوجيه " وإثارة الاهتمام واكتساب المهارات التي تعين المرء على تمضية وقت فراغه بطرق إيجابية .
ويقول " كارل بوبر karl.POPPER " في هذا الموضوع " يضع العالم سواء أكان نظريا أم تجريبيا قضايا وانساق من القضايا ثم يختبرها تدريجيا في ميدانا لعلوم الامبريقية وبصفة خاصة يكون فروضا وانساقا من نظريات ويجري عليها اختبارا في مواجهة الخبرة عن طريق الملاحظة والتجربة .
ويقول عنها جورج غورفيتش " إنها نوع معرفي ينزع إلى التجرد والانفتاح والتراكم والانتظام والتوازن ولا وصل بين المدركي والتجريبي ، أنها تنطلق من أطر علميـة هي جوهرهـا حصيلـة نتائج سابقـة غالبـا ما تدعو إلى تحقق اختياري ".
ويقول عنها "لاروشال و ديستولرlAROCHELLE & DESAUTELS " سنة 1992 ، تعتبر المعرفة العلمية حديثة ومبتكرة ، فالعلماء ينشئون مفاهيم وقوانين ونظريات بهدف تفسير الظواهر التي يضمونها ، وهم بذلك يجيبون عن التساؤلات التي يطرحونها بخصوص هذا التصميم ، أن المعرفة العلمية معرفة جدلية تقوم على البرهان وإنتاجها يتم بشكل جماعي وأساسيا ، وليس إنتاج العلم أمر مزاجيا أو فطريا ، فالنماذج والحلول المطروحة تخضع دائما لتقويم من طرف أفراد آخرين يقيمون هدفها المنطقي والتجريبي ، إذن هي حصيلة الحقائق والأفكار والمعتقدات والمعاني والرموز التي تتكون لدى الفرد وتزحم واقع البيئة الطبيعية والثقافية التي تحيط به ككل، وبعد تناولنا لمختلف الآراء حول تحديد مفهوم المعرفة العلمية يمكننا وضع تعريف لهذا المفهوم من خلال تطرقنا إلى :
و من خلال مختلف هذه التعاريف التي تنم عن اتجاهات مختلفة في علم الاجتماع يمكننا تحديد المفهوم الإجرائي لها فيما يلي :
إن المعرفة العلمية نعني بها المعلومات والمعارف ، والمهارات الفكرية العلمية والثقافية التي تنمي لدى الشباب القدرة على استخدام منهج التفكير العلمي في مختلف جوانب حياته ويبتعد عن الغيبيات قدر الإمكان .
أما نشر المعرفة العلمية : فنقصد به زيادة الوعي بالأفاق الجديدة التي تنتظر الشاب الجزائري ، وخاصة في المجال العلمي ، المعرفي والثقافي ، وتكامل بين قدرات الشباب وذلك كله في تنسيق و إمكاناته وحاجة المجتمع للتنمية والتغيير ، ضمن إطار عمليات التعليم ،التثقيف ،التدريب والتوعية ، التي يقوم بها المركز ضمن مختلف نشاطاته وبرامجه .
أ - المعرفة : وتتحدد على أنها " مجموعة من المعاني والمفاهيم والمعتقدات والأحكام والتصورات الفكرية التي تتكون لدى الإنسان نتيجة لمحاولاته المتكررة لفهم الظواهر والأشياء المحيطة به "
ويحلل " ليهر K.LHRER" كلمة يعرف " KNOW " في اللغة الإنجليزية ، حيث يوضح معاني هذه الكلمة فيما يتصل بها على النحو الأتي :
- امتلاك صورة خاصة معينة من القدرة على عمل شيء ما .
- المعرفة باللقاء والاطلاع أو الاتصال المباشر .
ويبدو من تشابه المعاني لكلمة " معرفة " بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية إنها تدور في مجملها حول الإدراك والفهم .
وعلى نحو قريب طرح " فوكو " مفهوم المعرفة " EPISTEME " باعتبارها أيضا شبكة مفهومية تتضمن كل الأنماط المعرفية في حقبة زمنية معينة .
وعليه تشمل المعرفة مجموع المعارف الروحية ، الوثنية ، الاقتصادية السياسية ، الثقافية والعلـمية فـي الوقـت نـفـسه ، لـذا تـوجد أنواع مختلفة من المعارف فإذا كان إدراجها ضمن
فئات معينة قد شابه نوعا من الاختلاف بين المفكرين إلا أن هذا الاختلاف يعود بالدرجة
الأولى إلى المدرسة الفكرية التي ينتمي إليها صاحبها لذا و بـعـد اطـلاعنـا علـى بعض هذه
التقسيمات اهتدينا إلى تبني تقسيم يلم أهم أو بمختلف المعارف و التي يمكن أن نذكر منها :
المعرفة العامية ، الدينية ، الميتافيزيقية " الفلسفية " ، السياسية ، التقنية و الادراكية للعالم الخارجي ، معرفة ألاغيار- النحن – الجماعات –الطبقات – المجتمعات المدركة في واقعها والمثبتة صحتها بحكم واع ، معرفة الحس السليم .
كما أن هنالك أشكالا مختلفة للمعرفة هي كالآتي :
المعرفة العقلية ، التجريبية ، التنظيرية ، الوضعية و المد ركية ، الرمزية و المناسبة ، الجماعية ، الفردية .
ب- العلم فيمكن تعريفه على أنه هو " منهج يسعى للوصول إلى مجموعة مترابطة من الحقائق الثابتة المصنفة والقوانين العامة .
وانطلاقا من تحديد مفهومي المعرفة و العلم نجد أن هنالك ضرورة للتميز بين العلم والمعرفة من جهة وبين المعرفة العلمية والمعرفة التقنية أي أدوات العلم ومبتكراته المادية من جهة أخرى ، فإذا كان من الممكن الحديث عن " عالمية العلوم فان للتقنية خصوصياتها المشتقة من الظروف التي تراكمت وتكونت في كنفها ، وإذا كانت منجزات العلم متاحة فان مـبـتـكــراتــه الـتــقــنـيـة التي تـجــيـب عــن الـحـاجــات تـــــظـــهـــر فــي بــــيـــئــتـهــا ، وهــكــذا فـلـيـســت الــتــقــنــيـــة هــي الـمـقــصـودة بـالـتـكـامــل إلا فـي قـوانـيـنـهـا الـعـامــة بـسـبـب طـبـيـعـتها العلمية فالباحث يتوجه بالدراسة إلى تناول جانب المعرفة التي تشترك مع العلم في دقته و المقصود هو العلم بآفاقه الرحبة والمعرفة العلمية للكون والحياة والأفراد عن وعي ونظرة مدركة
فان العناية بالعلم بحثا واستقصاء وتخصصا وكشفا ، وانما يصب في النتيجة في إطار المعرفة بمعناها الشامل و كما أن تبسيطه وإدخال مفاهيمه ومناهجه ومعلوماته إلى حياة الأفراد بما هو جانب من جوانب نشر المعرفة العلمية ، وإرساء التوازن ما بين العلم والعمل على أن استيراد العلم أو نتائج التقنية لن يحقق المعرفة التي نرجوها ما لم نتعلم لغة هذه الحضارة الجديدة والقوانين التي تحكم حريتها ، أي ما لم تنبع من داخلنا وتصبح جزءا من كياننا الفكري ، وهذا يعتمد أولا على المشاركة الواسعة من مختلف القوى العلمية ، وعلى الإيمان بان حقائق العلم ليست أبدية وثابتة وبالإمكان على الدوام مناقشتها والإتيان بالجديد فيها وأخيرا على رفض النضرة الغيبية والتعامل مع الطبيعة والحياة في موقف التفهم المباشر والعقلية المنهجية وهذه الشروط كلها إنما هي في الوقت نفسه شروط المعرفة الحقة التي تتطلبها الثورة العلمية وتطبيقاتها التقنية ، التي تقوم وظائفها على ثلاثة جوانب :
- اكتشاف المعرفة العلمية أي البحث العلمي وخدماته وما يتصل به
- نقل المعرفة العلمية أي التعليم العلمي بمختلف أشكاله ، ونقل التقنية أفقيا وعموديا
- نشر المعرفة العلمية أي تعميم المعرفة العلمية عن طريق التعليم ، التثقيف والتدريب ، ونشر الوعي العلمي والمعرفي
لنصل في الأخير إلى تحديد مفهوم المعرفة العلمية : كونها تعتبر فرعا ناجحا من فروع المعرفة ، وهي مشروطة وفق ما تقدم بالمبادرة الذاتية ومحكومة بالقوانين الفيزيائية الطبيعية والقيم الأخلاقية على حد سواء و ذلك إن التطبيق غير ضروري ما هو إلى دفع الفوضى حتى الذروة ، كما أن المعرفة في عمقها قيمة فبينما يهبنا الكون الحياة نمنح القيمة بدورنا للكون ونجسد ذلك المنح بممارسة المعرفة العلمية .
وقريبا من هذا الطرح يرى بعض العلماء إنما هو " لون من التعلم يعني عددا من المقررات الدراسية التي توجه اهتمام الفرد نحو بعض النشاطات المفيدة وهي محصورة في المجال الفكري والعلمي ، ويعتقد آخرون أنها تمثل نوعا من " التوجيه " وإثارة الاهتمام واكتساب المهارات التي تعين المرء على تمضية وقت فراغه بطرق إيجابية .
ويقول " كارل بوبر karl.POPPER " في هذا الموضوع " يضع العالم سواء أكان نظريا أم تجريبيا قضايا وانساق من القضايا ثم يختبرها تدريجيا في ميدانا لعلوم الامبريقية وبصفة خاصة يكون فروضا وانساقا من نظريات ويجري عليها اختبارا في مواجهة الخبرة عن طريق الملاحظة والتجربة .
ويقول عنها جورج غورفيتش " إنها نوع معرفي ينزع إلى التجرد والانفتاح والتراكم والانتظام والتوازن ولا وصل بين المدركي والتجريبي ، أنها تنطلق من أطر علميـة هي جوهرهـا حصيلـة نتائج سابقـة غالبـا ما تدعو إلى تحقق اختياري ".
ويقول عنها "لاروشال و ديستولرlAROCHELLE & DESAUTELS " سنة 1992 ، تعتبر المعرفة العلمية حديثة ومبتكرة ، فالعلماء ينشئون مفاهيم وقوانين ونظريات بهدف تفسير الظواهر التي يضمونها ، وهم بذلك يجيبون عن التساؤلات التي يطرحونها بخصوص هذا التصميم ، أن المعرفة العلمية معرفة جدلية تقوم على البرهان وإنتاجها يتم بشكل جماعي وأساسيا ، وليس إنتاج العلم أمر مزاجيا أو فطريا ، فالنماذج والحلول المطروحة تخضع دائما لتقويم من طرف أفراد آخرين يقيمون هدفها المنطقي والتجريبي ، إذن هي حصيلة الحقائق والأفكار والمعتقدات والمعاني والرموز التي تتكون لدى الفرد وتزحم واقع البيئة الطبيعية والثقافية التي تحيط به ككل، وبعد تناولنا لمختلف الآراء حول تحديد مفهوم المعرفة العلمية يمكننا وضع تعريف لهذا المفهوم من خلال تطرقنا إلى :
و من خلال مختلف هذه التعاريف التي تنم عن اتجاهات مختلفة في علم الاجتماع يمكننا تحديد المفهوم الإجرائي لها فيما يلي :
إن المعرفة العلمية نعني بها المعلومات والمعارف ، والمهارات الفكرية العلمية والثقافية التي تنمي لدى الشباب القدرة على استخدام منهج التفكير العلمي في مختلف جوانب حياته ويبتعد عن الغيبيات قدر الإمكان .
أما نشر المعرفة العلمية : فنقصد به زيادة الوعي بالأفاق الجديدة التي تنتظر الشاب الجزائري ، وخاصة في المجال العلمي ، المعرفي والثقافي ، وتكامل بين قدرات الشباب وذلك كله في تنسيق و إمكاناته وحاجة المجتمع للتنمية والتغيير ، ضمن إطار عمليات التعليم ،التثقيف ،التدريب والتوعية ، التي يقوم بها المركز ضمن مختلف نشاطاته وبرامجه .