هاوار عفرين ابو الوليد

 من هي المرأة في الأمثال العربية؟ 73926
 من هي المرأة في الأمثال العربية؟ 73949

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هاوار عفرين ابو الوليد

 من هي المرأة في الأمثال العربية؟ 73926
 من هي المرأة في الأمثال العربية؟ 73949

هاوار عفرين ابو الوليد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
هاوار عفرين ابو الوليد

مرحبا و أغــلى ســهلا يا (زائر) .. عدد مساهماتك و مـشــاركـاتـك3


    من هي المرأة في الأمثال العربية؟

    afrinoo
    afrinoo
    عــضــو من نــجـوم الــمــنتدى
    عــضــو من نــجـوم الــمــنتدى


    عــدد الـــمــســاهـمات عــدد الـــمــســاهـمات : 226

     من هي المرأة في الأمثال العربية؟ Empty من هي المرأة في الأمثال العربية؟

    مُساهمة من طرف afrinoo الأحد 20 نوفمبر - 16:23

    رغم كثرة ما ورد في الشعر العربي من تغزّل وتحبّب وتودّد وتغنٍّ بالمرأة ، إلاّ أنّ صورة المرأة في الأمثال العربية ، والتي تعكس بواقعية الخلفية التي يتعامل بها المجتمع ، ظلّت صورة ناقصة مشوّهة، تعتبرها كياناً خلق من ضلع أعوج، يجلب للانسان العار والشنار ، وهو مصدر للشؤم ومجمع للشرّ ، ولا يرتاح بال الإنسان إلاّ عند موتها فـ «همّ البنات للممات» ، و «موت البنت ستر» ، و «دفن البنات من المكرمات» .

    وهذا العبوس تواجهه المرأة منذ ولادتها ، فهي تُستقبل بوجوه مكفهرّة ، لأنّ الحظ لم يحالف والدها المسكين ، والاُمّ ـ المرأة ـ شريكة في الجرم ، والشؤم في الأساس منها ، فهم ينسون الخالق هنا ، ولا يتذكّرون أ نّه هو الذي (خَلقَ الذَّكَر وَالأُنْثى ) .
    وأهل البنت يستحقّون العزاء ، لذا يواجههم الناس بقولهم : «آمنكم الله عارها وكفاكم مؤونتها وصاهرتم قبرها» .

    وهي على أيّ حال كيان ناقص من أصلها وخلقتها في : «شعر طويل وعقل قصير» ، وفي أحسن الأحوال «المرأة بنصف عقل» .
    ولمّا كانت كذلك ، فلا تستحق أن يُرى لها رأي أو تشاور في أمر ذي بال ، فإن «طاعة النساء ندامة» ، ويعتبر استبداد الرجل برأيه واستغناؤه عن مشورة زوجته معياراً ومقياساً لشهامة المرء ورجولته فـ «الراجل ابن الراجل اللي عُمرو ما يشاور مراته» .

    وهي كذلك مصدر الشقاء للانسان في حياته ، وحالها كحال بعض الحيوانات ، التي اعتبرها المثل مصدراً للعناء فـ «اللي بغا العذاب يرافق النسا والكلاب» ، وهي وراء أيّ فتنة ، فإذا ما حدثت مشكلة أوّل ما يلقى اللوم ويصبّ التقريع على المرأة فيها : لأن «كل بلية سببها ولية» .
    وهي عندهم موضوع جنسي لا غير ، يختص بالليل ، لمتعة الرجل وسلوته ، أوّلاً ، ثمّ لانجاب الولد ثانياً ، وأوّلاً وأخيراً لخدمته ، فهي قد خلقت له ، وليس لها دور في الحياة إلاّ اسعاد الرجل وتهيئة وسائل اللّذة والراحة له ، «ولو اُمرت أن تسجد لأحد غير الله لاُمرت بالسجود له»() .
    وقد لخّص عبدالملك بن مروان رأي المجتمع العربي في المرأة والأدوار المختصّة بها ، إذ قال : «من أراد أن يتّخذ جارية للمتعة فليتّخذها بربرية ، ومن أرادها للولد فليتّخذها فارسية ، ومن أرادها للخدمة فليتّخذها رومية» .

    ولذا فلا معنى لأدوارها الحياتية الاُخرى التي تريد أن تزاحم فيها الرجال فيما خلقوا له واختصوا به ، فـ «ما للنساء والخطابة والكتابة ، هذا لنا ولهنّ منّا أن يبتن على جنابة»() .

    نتائج البحـث :

    لا بدّ من الإشارة أوّلاً إلى أ نّنا نجد في التراث العالمي : الكثير من الأمثال التي تثني على المرأة وتعظّم دورها الانساني والاجتماعي في الحياة ، وتصف طبيعتها الشفافة وعاطفتها الجياشة ، وترجع توفيق الرجل ونجاحه في حركته في الحياة إليها ، حتّى قالوا : «وراء كل عظيم امرأة» .
    وأ نّها : «منبع السعادة والأنس والسرور» نيتشه .
    وأ نّها : «كوكب يستنير به الرجل ، ومن غيرها يبيت الرجل في الظلام» شكسبير .
    وأ نّها : «تاج الخليقة» هيردر .
    وأ نّها : «شِعْر الخالق» نابليون .
    وأ نّها : «حلقة الوصل بين الملائكة والرجال» جون جراسي .
    وأ نّها : «أحلى هدية خصّ الله بها الرجل» جويار .
    وأ نّها : «مثال الرقة والكمال» فولتير .
    وأ نّها : «أنشودة مطربة من السّماء» أناتول فرانس .
    إلاّ أنّ ذلك كلّه وغيره لم يمنع من أن تكون الأفكار السـلبية والسوداوية هي الشائعة في خلفيات الشعور واللاّ شعور عند الناس عن المرأة ، في مختلف الثقافات وعند سائر الشعوب .

    وربّما تكون تلك مسألة استقرائية منطقية أنّ الدليل السلبي يغلب على آلاف الأدلّة المثبتة (الإيجابيـة) ، وهذا ما نجده في الحياة العادية ، فلو حدّثك الناس عن مئات الفضائل لشخص وحدّثوك عن سيِّئة واحدة فيه ، فإنّ تلك الأخيرة هي التي ـ عادة ـ تعلق بذهنك وتشغل بالك ... وربّما هي التي تحدِّد موقفك من ذلك الشخص .

    وكثيراً ما تدخل هذه الأمثال إلى أعماق الوجدان الشعبي ، وتأخذ موقعها في النفوس ، منذ صغر الانسان ، ولذا قد تجد اُناساً رفيعي الثقافة وعلى مستويات عالية من التعلّم ، إلاّ أ نّهم في حياتهم العملية ومواقفهم المباشرة مع المرأة ـ وغيرها ـ تتحكّم فيهم هذه الخلفيات الثقافية من تراث وأمثال وأنماط تعامل اجتماعية ، ما لم يعيشوا التغيير الشامل وينقلبوا على ما ورثوه بصورة كاملة ، ليختاروا لأنفسهم منه ومن غيره الفكر الصحيح والحكمة البالغة وأساليب التعامل الناجحة في الحياة .

    فما وصلنا ليس مقدّساً كلّه ولا صحيحاً كلّه حتّى لو تناقله الأجـداد والآباء ، والذين لم يكونوا عادة مختارين في حمله ولا واعين في نقله ، لظروفهم الثقافية المغلقة التي عاشوها ، ولذا فهو كلّه على محطّ الاختبار ليوضع على طاولة التمحيص العلمي
    والتجربة العملية لنكونَ مِنَ (الّذين يَستمِعُونَ القولَ فَيَتّبعُونَ أحسَنَه ) ( الزّمر/ 18 )، لا مِنَ الذين قالوا : (إِنّا وجَدْنا آباءَنا على أُمّة وَإِنّا على آثارِهِم مُقْتَدون ) ( الزخرف / 23 ) ، (أوَلَو كانَ آباؤهُم لاَ يَعْلَمونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُون ) ( المائدة / 104 ) .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 11:25