هاوار عفرين ابو الوليد

 مطالبة المرأة بالمساواة هل هي بلا حدود؟ 73926
 مطالبة المرأة بالمساواة هل هي بلا حدود؟ 73949

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هاوار عفرين ابو الوليد

 مطالبة المرأة بالمساواة هل هي بلا حدود؟ 73926
 مطالبة المرأة بالمساواة هل هي بلا حدود؟ 73949

هاوار عفرين ابو الوليد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
هاوار عفرين ابو الوليد

مرحبا و أغــلى ســهلا يا (زائر) .. عدد مساهماتك و مـشــاركـاتـك3


    مطالبة المرأة بالمساواة هل هي بلا حدود؟

    afrinoo
    afrinoo
    عــضــو من نــجـوم الــمــنتدى
    عــضــو من نــجـوم الــمــنتدى


    عــدد الـــمــســاهـمات عــدد الـــمــســاهـمات : 226

     مطالبة المرأة بالمساواة هل هي بلا حدود؟ Empty مطالبة المرأة بالمساواة هل هي بلا حدود؟

    مُساهمة من طرف afrinoo الأحد 20 نوفمبر - 16:25

    إن أول ما تطالب به المرأة العصرية هو مطلب المساواة فشعارها الذي تردده دائماً: ((إنني مثل الرجل تماماً عدا كوني امرأة وكونه رجلاً)). ويبدو أن مطلب المساواة بالنسبة للمرأة العصرية أصبح تعبيراً عن عدم ارتياحها العام، فهي تطلب المساواة بإلحاح شديد، على الرغم من عدم وضوح ذلك في ذهنها وضوحاً تاماً، وإذا ما حللنا هذا الوضع من الزاوية النفسية نرى أن مطلب المساواة هذا ذو شقين بارزين: الأول يتعلق بالحقوق التي تؤهل المرأة العصرية لها. بينما الثاني يبين لنا أن مطلب المساواة نفسه ما هو إلا مجرد تعبير عن عدم الراحة مع نفسها، إذ هي دوماً تقول: ((إن الأمور تسير بعكس ما تريد المرأة)).

    إن من مظاهر المساواة بين الرجل والمرأة ـ كما تراها فتاة اليوم ـ تحمل أعباء البيت وتقسيم الأعمال المنزلية حتى يكون لديها متسع من الوقت تمارس فيه أموراً خارج البيت، وتأخذ نصيبها كالرجل من متع الحياة. فالحياة ليست للرجل وحده، إنها لها أيضاً، فهي وهو شركاء شراكة متساوية فيها. وكذلك ينبغي أن تعطى لها فرص متساوية مع الرجل حتى تشاركه في إعداد العمل وتنفيذه، وأن تتساوى بالرجل في جميع المجالس المختلفة التي تسيطر على الدولة وتسير شؤونها.

    ولكن المرأة العصرية تنسى أحياناً أن المساواة المادية مع الرجل لا تؤدي بالضرورة إلى المساواة بالخبرة الداخلية. ولتوضيح ذلك نقول: بأن ممارسة المرأة نفس العمل والنشاط الذي يقوم به الرجل لا يكسبها نفس الرضا الذي يناله الرجل من هذا العمل والنشاط. وهذا يتضح حين اختيار برامج التلفاز مثلاً. فهناك مواضيع ترضي النساء بينما أخرى ترضي الرجال، كذلك فإن اهتمام الجنسين يختلف بالنسبة لمشاهدة مباراة كرة القدم. ونفس الشيء ينطبق على أمور المهنة والوظيفة.

    فالمرأة العصرية ليست عادلة بحق نفسها إذا طلبت التساوي بالرجل في الأعمال، والأفضل لها أن تطلب لنفسها فرصاً متساوية مع الرجال، كي تعمل ما تشعر بأنه يرضي ذاتها ويحقق طبيعتها وخلقتها من أن تحاول عمل ما يقوم به الرجل بالضبط دونما تمييز يخدم اختلاف تكوين الجنسين.

    والمرأة الحديثة دائماً تبسط فكرة المساواة، فنراها تكرر القول بأنها كالرجل تماماً، ولا تختلف عنه إلا من حيث الإنجاب، فعقلها مثل عقله، وفي رأينا أن هذا يسيء للمرأة ولا يخدمها، فهي ولا شك مختلفة عن الرجل حتى من حيث تكوين دماغها. وعلى المرأة أن تكون واضحة وصريحة وواقعية حينما تطلب المساواة التي لا تجيء عن طريق مزاولة نفس الأعمال التي يؤديها الرجل، ولكن ينبغي عليها أن تبحث في المساواة عن طريق تطوير وتنمية قدراتها الكاملة كمخلوق بشري مثلها في هذا مثل الرجل تماماً.

    ومن مظاهر المساواة التي تعلق عليها المرأة العصرية كبير الآمال ما يتعلق بالمجتمع من حيث أنظمته وقيمه، وهذا ينبع من شعورها بأنها دون الرجل احتراماً. فالأدب والمجاملات التي يبديها الرجال نحو النساء هي كلها في نظرها عبارة عن مظهر كاذب ورقيق يخفي حقيقة نظرة الرجل الدنيا للمرأة. وبناءً عليه فإن هذا النمط من سلوك الرجال نحو النساء، يؤكد ويزيد من ذنب الرجل الذي يرتكبه بحق المرأة. وفي نفس الوقت يسحب البساط من تحت قدمي المرأة، ويفقدها الأساس العادل لشكواها. إنها تشعر في أعماق نفسها بأن الرجل يخفي وراء هذا المظهر السلوكي الاستعراض الكاذب في حقيقته عدم احترامها، وأنها ليست مساوية له في الاحترام، فآراؤها تهمل وأفكارها تنبذ، وكثيراً ما استخدمت لمجرد السخرية والتفكه. إن المرأة تتألم نمن هذا الوضع، وتحاول تغييره وتصحيحه، بل تعتبر هذا ظلماً مسلطاً عليها لا بد من التخلص منه.

    وقد نشأ عن هذا الشعور لدى المرأة رد فعل عنيف في داخل نفسها، وتمثل في سلوكها وتصرفاتها وانفعالاتها، لعل من أبرز مظاهره أنها تطرفت في مبدأ المساواة، وغالت فيه حتى أصبحت لا تتبين النافع لها من الضار، فهي كما قلنا تطلب المساواة في الأعمال التي لا تناسبها، وتسعى لتقليد الرجال في كل شيء، ابتداء من الزي والملبس إلى طرق التفكير والتفاعل مع الأحداث، وهذا كله ناجم من قناعتها الذاتية بأن هذا وضعها في الطريق الصحيح للمساواة مع الرجل.ولكن للأسف فات المرأة ن تدرك بأن مطالبها هذه تعبر عن مشكلة نفسية توضح المنظر الخارجي لقضية المساواة.
    أما المساواة الحقيقية فهي شيء مختلف تماماً لم تتوصل المرأة إلى فهمه تماماً. إن المساواة في رأينا يمكن أن تتعايش مع اختلاف طبيعة كل من الرجل والمرأة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 12:39