بسبب نسيانها الغسيل داخل الغسالة الكهربائية توضع رأسها مكان الغسيل ، ولأنها لم تحسن كي الملابس تُضرب حتى تكاد تخرج روحها من جسدها بلا رجعة ، ناهيك عن مشاكل التحرشات الجنسية والاغتصاب ، هذا واقع عاملة المنزل التي تنصلت القوانين من حقوقها . تقرير دولي حديث صادر عن منظمة هيومن رايتس واتش لحقوق الانسان بعنوان " في طي الكتمان.. انتهاكات ضد العاملات في المنازل من النساء والأطفال حول العالم " يكشف معاناة عاملات المنازل وحجم الاضطهاد الواقع عليهن وعدم مساندة القوانين لهن . تقول نيشا فاريا كبيرة الباحثات لدي قسم المرأة في المنظمة :إن هناك ملايين من النساء والفتيات يتجهن إلى العمل في المنازل, لأنه يعد أحد الأعمال القليلة المتاحة أمامهن, وأوضحت أن التجاوزات والانتهاكات لحقوقهن غالبا ما تحدث بين جدران تلك المنازل, لذلك هي خافية تماما عن أعين الناس .
توصي المنظمة في تقريرها الحكومات بأن تشمل العاملات في المنازل بوسائل الحماية التي تكفلها للعمالة الأخرى وأن تضع علي رأس أولوياتها القضاء علي أسوأ أشكال عمالة الأطفال بما في ذلك عمل الأطفال في المنازل.
فئة مظلومة ======= وتشير هالة عبد القادر مديرة المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة إلى أن هذه الفئة تعد في مصر أيضا فئة مظلومة ، مؤكدة ندرة الجمعيات والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الحقوقية التي تعمل من أجل وقف الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها تلك العاملات . ويفيد طارق زغلول مدير وحدة العمل الميداني بالمنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن المنظمة تتبني خدم المنازل وتحاول حل مشاكلهم, فحال تلقينا أي شكوى بالتعدي من أي نوع نسعى للحصول علي كل المعلومات اللازمة ثم نخاطب الجهات المسئولة مباشرة ونتقدم ببلاغات للنيابة العامة عن طريق فريق مدرب من المحامين من أجل رد حقوق المعتدي عليها وذلك بالمجان.
بعيدات عن القانون =========== لقد حرم القانون المصري العاملات بالمنازل من حقوقهن في الحماية من الاستغلال والضياع مقارنة بالعاملات الأخريات ، حيث استثنى المشرع المصري العاملات فى المنازل من تطبيق قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 عليهن وحرمهن من التمتع بحقوقهن كعاملات . فبالرغم من عدم وجود بيانات دقيقة توضح حجم عمالة النساء أو الفتيات اللاتى تعملن كعاملات بالمنازل إلا أن الاعتقاد السائد أنهن أعداد كبيرة وفى تزايد مستمر نتيجة لزيادة الفقر والتسرب من التعليم وخاصة في الريف المصري. لذا طالبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان السيدة عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة ورئيس اتحاد عمال مصر بإصدار قرار ينظم ويحمى حقوق هؤلاء الفتيات ، خاصة أن أغلبيتهن لا تزيد أعمارهن عن 18 عاماً ، وذلك بإصدار لائحة تكفل حقوقهن وتحدد عدد ساعات العمل والاجازات ومتوسط الأجر وغيره من حقوقهن القانونية حتى تعديل القانون.
من الواقع ====== تذخر السطور التالية تجربة العاملات في المنازل من واقع الحياة حسب شهاداتهن . تروي حسنه، عاملة منزلية طفلة بدأت العمل في سن الثانية عشرة، يوجياكارتا، أندونيسيا بحسب منظمة هيومن رايتس واتش لحقوق الانسان ، قصة عذابها أثناء عملها في إحدى المنازل قائلة : كان العمل لديهم صعبا لأن الطعام لم يكن كافيا. أحصل على الطعام مرة في اليوم. إذا ارتكبت خطأ ... لا تعطيني (مخدومتي) طعاما لمدة يومين ، كنت غالبا ما أعامل بهذه الصورة ، وأحيانا لا أحصل على طعام لمدة يوم أو اثنين أو ثلاثة أيام ، ولأني كنت أتضور جوعا فأسرق الطعام من المنزل ، ولهذا السبب كانت مخدومتي تضربني ضربا مبرحا . .
أما أريانتي هاريكوسومو، عاملة منزلية أندونيسية، في السابعة والعشرين من العمر، كوالا لمبور فتقول : إذا فعلت شيئا لا يعجب مخدومتي تجذبني من شعري وتصدم رأسي بالحائط. ومن ضمن ما تقوله لي " لا أدفع لك أجرا كي تجلسي وتشاهدي التلفزيون! أنت لا تغسلين الصحون جيدا. أدفع لوالدتك أجرا مرتفعا وأنت لا تفعلين شيئا (تستحقين عليه هذا الأجر)" .. نسيت ذات مرة ملابس في الغسالة الكهربائية وبدأت رائحة تنبعث منها فجذبتني من رأسي وحاولت أن تدخله في غسالة الملابس. سعيدة ب، عاملة منزلية طفلة، في الخامسة عشرة من العمر، الدار البيضاء، المغرب،تروي مأساتها مع صاحب مكتب العمل قائلة : حبست داخل مكتب التوظيف لمدة خمسة وأربعين يوما. كنا أندونيسيات وفلبينيات، عددنا خمس وعشرون ، كنا نحصل على الطعام مرة يوميا ، لم نتمكن من الخروج مطلقا. قال المكتب إننا ندين له بمبلغ 1500 درهم، أي أجر ثلاثة أشهر. هربت خمس منا، واستخدمنا بطانية للهروب من الطابق الثاني. أصيبت أربع منا بجروح.
لم تسلم كريستينا سواريز، عاملة منزلية فلبينية، في السادسة والعشرين من العمر، تعمل بمنزل في دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة من التحرش الجنسي والاغتصاب ، وتقول : عندما ذهبت السيدة لتصطحب أطفالها إلى منزل الجدة، بقي الرجل في المنزل ، اغتصبني مرات كثيرة متعددة ، مرة يوميا وكل يوم على مدى ثلاثة أشهر، كان كثيرا ما يضربني لأني لم أكن أرغب في ممارسة الجنس. وتتابع : لا أعرف ما هو الحاجز الجنسي الواقي ولكنه كان يستخدم بعض المناديل الورقية بعد أن يغتصبني. (وبعد أن سددت ديني البالغ أجر ثلاثة أشهر) أمسكت بسكين وقلت له "لا تقترب مني، ماذا تفعل؟". بعدها أخبرت السيدة، وغضبت مني غضبا شديدا ، (وفي اليوم التالي) أخذتني إلى الميناء وقالت إنها اشترت لي تذكرة للذهاب إلى بونتياناك، لم يكن معي نقود لأذهب من بونتياناك إلى منزلي.
يدفعن ثمن الظروف ============ لتأخر الزواج في المجتمعات العربية والكبت الجنسي عامل كبير في تعرض الخادمات للتحرش على أيدي أبناء الأسرة ، فقد ذكرت إحدى الصحف العربية أن خادمة قد لقيت مصرعها نتيجة انتحارها بالسم بعدما سئمت من اغتصابها كل ليلة من قبل أكبر ولدين لأبناء الأسرة التي تعمل لديها . وقد كشف خطاب كتبته الخادمة إلى أهلها لتودعهم قبل انتحارها ، أن ربة المنزل الذي كانت تعمل به كانت على علم بما يجبر أبنائها الخادمة عليه كل ليلة ، وأنها حذرتها إن لم ترضى بالأمر ستلقي بها إلى الشارع ، ولأنها في حاجة إلى النقود التي ترسلها إلى أهلها شهرياً صمتت على الأمر الواقع ، إلا أنها فضلت الانتحار عندما اقترب موعد رجوعها إلى أهلها حتى لا يقتلونها إذا علموا بالأمر بعد عودتها .
توصي المنظمة في تقريرها الحكومات بأن تشمل العاملات في المنازل بوسائل الحماية التي تكفلها للعمالة الأخرى وأن تضع علي رأس أولوياتها القضاء علي أسوأ أشكال عمالة الأطفال بما في ذلك عمل الأطفال في المنازل.
فئة مظلومة ======= وتشير هالة عبد القادر مديرة المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة إلى أن هذه الفئة تعد في مصر أيضا فئة مظلومة ، مؤكدة ندرة الجمعيات والمنظمات غير الحكومية والمنظمات الحقوقية التي تعمل من أجل وقف الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها تلك العاملات . ويفيد طارق زغلول مدير وحدة العمل الميداني بالمنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن المنظمة تتبني خدم المنازل وتحاول حل مشاكلهم, فحال تلقينا أي شكوى بالتعدي من أي نوع نسعى للحصول علي كل المعلومات اللازمة ثم نخاطب الجهات المسئولة مباشرة ونتقدم ببلاغات للنيابة العامة عن طريق فريق مدرب من المحامين من أجل رد حقوق المعتدي عليها وذلك بالمجان.
بعيدات عن القانون =========== لقد حرم القانون المصري العاملات بالمنازل من حقوقهن في الحماية من الاستغلال والضياع مقارنة بالعاملات الأخريات ، حيث استثنى المشرع المصري العاملات فى المنازل من تطبيق قانون العمل رقم 12 لسنة 2003 عليهن وحرمهن من التمتع بحقوقهن كعاملات . فبالرغم من عدم وجود بيانات دقيقة توضح حجم عمالة النساء أو الفتيات اللاتى تعملن كعاملات بالمنازل إلا أن الاعتقاد السائد أنهن أعداد كبيرة وفى تزايد مستمر نتيجة لزيادة الفقر والتسرب من التعليم وخاصة في الريف المصري. لذا طالبت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان السيدة عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة ورئيس اتحاد عمال مصر بإصدار قرار ينظم ويحمى حقوق هؤلاء الفتيات ، خاصة أن أغلبيتهن لا تزيد أعمارهن عن 18 عاماً ، وذلك بإصدار لائحة تكفل حقوقهن وتحدد عدد ساعات العمل والاجازات ومتوسط الأجر وغيره من حقوقهن القانونية حتى تعديل القانون.
من الواقع ====== تذخر السطور التالية تجربة العاملات في المنازل من واقع الحياة حسب شهاداتهن . تروي حسنه، عاملة منزلية طفلة بدأت العمل في سن الثانية عشرة، يوجياكارتا، أندونيسيا بحسب منظمة هيومن رايتس واتش لحقوق الانسان ، قصة عذابها أثناء عملها في إحدى المنازل قائلة : كان العمل لديهم صعبا لأن الطعام لم يكن كافيا. أحصل على الطعام مرة في اليوم. إذا ارتكبت خطأ ... لا تعطيني (مخدومتي) طعاما لمدة يومين ، كنت غالبا ما أعامل بهذه الصورة ، وأحيانا لا أحصل على طعام لمدة يوم أو اثنين أو ثلاثة أيام ، ولأني كنت أتضور جوعا فأسرق الطعام من المنزل ، ولهذا السبب كانت مخدومتي تضربني ضربا مبرحا . .
أما أريانتي هاريكوسومو، عاملة منزلية أندونيسية، في السابعة والعشرين من العمر، كوالا لمبور فتقول : إذا فعلت شيئا لا يعجب مخدومتي تجذبني من شعري وتصدم رأسي بالحائط. ومن ضمن ما تقوله لي " لا أدفع لك أجرا كي تجلسي وتشاهدي التلفزيون! أنت لا تغسلين الصحون جيدا. أدفع لوالدتك أجرا مرتفعا وأنت لا تفعلين شيئا (تستحقين عليه هذا الأجر)" .. نسيت ذات مرة ملابس في الغسالة الكهربائية وبدأت رائحة تنبعث منها فجذبتني من رأسي وحاولت أن تدخله في غسالة الملابس. سعيدة ب، عاملة منزلية طفلة، في الخامسة عشرة من العمر، الدار البيضاء، المغرب،تروي مأساتها مع صاحب مكتب العمل قائلة : حبست داخل مكتب التوظيف لمدة خمسة وأربعين يوما. كنا أندونيسيات وفلبينيات، عددنا خمس وعشرون ، كنا نحصل على الطعام مرة يوميا ، لم نتمكن من الخروج مطلقا. قال المكتب إننا ندين له بمبلغ 1500 درهم، أي أجر ثلاثة أشهر. هربت خمس منا، واستخدمنا بطانية للهروب من الطابق الثاني. أصيبت أربع منا بجروح.
لم تسلم كريستينا سواريز، عاملة منزلية فلبينية، في السادسة والعشرين من العمر، تعمل بمنزل في دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة من التحرش الجنسي والاغتصاب ، وتقول : عندما ذهبت السيدة لتصطحب أطفالها إلى منزل الجدة، بقي الرجل في المنزل ، اغتصبني مرات كثيرة متعددة ، مرة يوميا وكل يوم على مدى ثلاثة أشهر، كان كثيرا ما يضربني لأني لم أكن أرغب في ممارسة الجنس. وتتابع : لا أعرف ما هو الحاجز الجنسي الواقي ولكنه كان يستخدم بعض المناديل الورقية بعد أن يغتصبني. (وبعد أن سددت ديني البالغ أجر ثلاثة أشهر) أمسكت بسكين وقلت له "لا تقترب مني، ماذا تفعل؟". بعدها أخبرت السيدة، وغضبت مني غضبا شديدا ، (وفي اليوم التالي) أخذتني إلى الميناء وقالت إنها اشترت لي تذكرة للذهاب إلى بونتياناك، لم يكن معي نقود لأذهب من بونتياناك إلى منزلي.
يدفعن ثمن الظروف ============ لتأخر الزواج في المجتمعات العربية والكبت الجنسي عامل كبير في تعرض الخادمات للتحرش على أيدي أبناء الأسرة ، فقد ذكرت إحدى الصحف العربية أن خادمة قد لقيت مصرعها نتيجة انتحارها بالسم بعدما سئمت من اغتصابها كل ليلة من قبل أكبر ولدين لأبناء الأسرة التي تعمل لديها . وقد كشف خطاب كتبته الخادمة إلى أهلها لتودعهم قبل انتحارها ، أن ربة المنزل الذي كانت تعمل به كانت على علم بما يجبر أبنائها الخادمة عليه كل ليلة ، وأنها حذرتها إن لم ترضى بالأمر ستلقي بها إلى الشارع ، ولأنها في حاجة إلى النقود التي ترسلها إلى أهلها شهرياً صمتت على الأمر الواقع ، إلا أنها فضلت الانتحار عندما اقترب موعد رجوعها إلى أهلها حتى لا يقتلونها إذا علموا بالأمر بعد عودتها .