الرئيسية
التسجيل
عــدد الـــمــســاهـمات
من طرف فريدة النقاش تعيد الاعتبار لادب التحريض السياسي
بورسعيد (مصر) - من سعد القرش : ترى ناقدة مصرية بارزة أن أدب التحريض يلعب دورا مهما في اضاءة الوعي الجمالي العام بما يمنح أملا في التغيير كما يؤدي دورا مماثلا بالنسبة للطليعة المثقفة باخراجها من عزلتها والتعامل المباشر مع الجماهير.
وقالت فريدة النقاش ان التاريخ عرف انتصارات كبرى حققها الكادحون "وكان مفجرها الاساسي بعد الظلم الواقع عليهم تلك الكلمات التي تحرك وعيهم وتلمس مشاعرهم وتدعوهم للتضامن والعمل المشترك."
وأضافت في دراسة عنوانها "من أدب التحريض السياسي" شاركت بها الثلاثاء في مؤتمر أدباء مصر أن هذا النوع من الادب يجب النظر اليه من منظور الثقافة الاكثر شمولا بعيدا عن التقيد بنصوص أدبية "محدودة الاثر في حدود الفئات القارئة من المثقفين."
وتختتم الاربعاء الدورة العشرون للمؤتمر بمدينة بورسعيد على ساحل البحر المتوسط بمشاركة أكثر من 200 أديب وناقد وشاعر وباحث في التراث الشعبي يمثلون محافظات مصر.
وتعد فريدة النقاش من رموز النقاد المصريين المنتمين الى حركة اليسار وهي ترأس تحرير مجلة "أدب ونقد" الشهرية التي يصدرها حزب التجمع المعارض منذ نحو عشرين عاما وتعد المجلة الثقافية الوحيدة الصادرة عن حزب مصري.
وقالت ان أدب التحريض السياسي ينتسب الى الادب الثوري بمعناه الاوسع كما يمكن أن يتسع ليشمل المنشور السياسي والهتاف والشعار والقصيدة والمسرحية والخطبة السياسية وكل انتاج أدبي مجهول المؤلف تتوارثه الاجيال ويبث فيه كل جيل معاني جديدة ويصبح جزءا من التراث الشعبي اضافة الى أناشيد ربما "تشعل حربا تحريرية أو انتفاضة شعبية."
ورصدت جانبا من الخطب السياسية التي وصفتها بأنها بالغة التركيز والقوة وتجاوزت الظرف الراهن بحيث حفظتها ذاكرة الاجيال واكتسبت طابعا تاريخيا ومنها مواجهة الزعيم المصري أحمد عرابي عام 1881 لحاكم مصر الخديوي توفيق (1879 - 1892) الذي قال انه ورث مصر عن ابائه وأجداده فقال له عرابي "لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا ولا عقارا فوالله الذي لا اله الا هو لن نستعبد ولن نورث بعد اليوم."
وأشارت الى أن تلك الكلمات صارت شعارا "لكل المدافعين عن الحرية ومرجعا لهم بل ان زعيما مصريا جاء بعد أحمد عرابي بثلاثة أرباع القرن هو جمال عبد الناصر استعار من كلمات عرابي مضمون صرخته وقال لشعبه.. ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد."
كما أشارت الى أن خطبة عبد الناصر التي أعلن فيها تأميم شركة قناة السويس عام 1956 شركة مساهمة مصرية دخلت ذاكرة المصريين منذ تلك اللحظة الى الان "كعلامة على مرحلة ناصعة من مراحل التاريخ والعزة الوطنية والقومية وكان الحال نفسه مع خطابه في الجامع الازهر حين بدأ العدوان الثلاثي على مصر حيث حشدت بريطانيا وفرنسا واسرائيل قواها العسكرية لتأديب حكومة الثورة بعد تأميم قناة السويس في محاولة لاستعادة الشركة من أيدي المصريين."
واختارت فريدة النقاش قصيدة "أطفال رفح" للشاعر الفلسطيني سميح القاسم نموذجا لادب التحريض الذي يخلق روح المقاومة وهي "قصيدة مبكرة جدا (نهاية الستينيات) كانت بمثابة نبوءة رغم أنه كتبها قبل الانتفاضة الاولى (1987) التي لعب فيها الاطفال الفلسطينيون الدور المركزي."
ويقول القاسم في بعض سطور قصيدته "للذي تقصف طياراته حلم الطفولة- للذي يكسر أقواس قزح- يعلن الليلة أطفال الجذور المستحيلة- يعلن الليلة أطفال رفح.. نحن لم ننسج غطاء من جديلة- نحن لم نبصق على وجه قتيلة- بعد أن ننزع أسنان الذهب- فلماذا تأخذ الحلوى- وتعطينا القنابل.. .
ولماذا تحمل اليتم لاطفال العرب.. ألف شكر- بلغ الحزن بنا سن الرجولة- وعلينا أن نقاتل."
ونفت الكاتبة أن تكون فنون التحريض مجرد دعاية عابرة دون مقومات جمالية تجعلها قابلة للتأثير لدى أجيال لم تولد بعد.
بورسعيد (مصر) - من سعد القرش : ترى ناقدة مصرية بارزة أن أدب التحريض يلعب دورا مهما في اضاءة الوعي الجمالي العام بما يمنح أملا في التغيير كما يؤدي دورا مماثلا بالنسبة للطليعة المثقفة باخراجها من عزلتها والتعامل المباشر مع الجماهير.
وقالت فريدة النقاش ان التاريخ عرف انتصارات كبرى حققها الكادحون "وكان مفجرها الاساسي بعد الظلم الواقع عليهم تلك الكلمات التي تحرك وعيهم وتلمس مشاعرهم وتدعوهم للتضامن والعمل المشترك."
وأضافت في دراسة عنوانها "من أدب التحريض السياسي" شاركت بها الثلاثاء في مؤتمر أدباء مصر أن هذا النوع من الادب يجب النظر اليه من منظور الثقافة الاكثر شمولا بعيدا عن التقيد بنصوص أدبية "محدودة الاثر في حدود الفئات القارئة من المثقفين."
وتختتم الاربعاء الدورة العشرون للمؤتمر بمدينة بورسعيد على ساحل البحر المتوسط بمشاركة أكثر من 200 أديب وناقد وشاعر وباحث في التراث الشعبي يمثلون محافظات مصر.
وتعد فريدة النقاش من رموز النقاد المصريين المنتمين الى حركة اليسار وهي ترأس تحرير مجلة "أدب ونقد" الشهرية التي يصدرها حزب التجمع المعارض منذ نحو عشرين عاما وتعد المجلة الثقافية الوحيدة الصادرة عن حزب مصري.
وقالت ان أدب التحريض السياسي ينتسب الى الادب الثوري بمعناه الاوسع كما يمكن أن يتسع ليشمل المنشور السياسي والهتاف والشعار والقصيدة والمسرحية والخطبة السياسية وكل انتاج أدبي مجهول المؤلف تتوارثه الاجيال ويبث فيه كل جيل معاني جديدة ويصبح جزءا من التراث الشعبي اضافة الى أناشيد ربما "تشعل حربا تحريرية أو انتفاضة شعبية."
ورصدت جانبا من الخطب السياسية التي وصفتها بأنها بالغة التركيز والقوة وتجاوزت الظرف الراهن بحيث حفظتها ذاكرة الاجيال واكتسبت طابعا تاريخيا ومنها مواجهة الزعيم المصري أحمد عرابي عام 1881 لحاكم مصر الخديوي توفيق (1879 - 1892) الذي قال انه ورث مصر عن ابائه وأجداده فقال له عرابي "لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا ولا عقارا فوالله الذي لا اله الا هو لن نستعبد ولن نورث بعد اليوم."
وأشارت الى أن تلك الكلمات صارت شعارا "لكل المدافعين عن الحرية ومرجعا لهم بل ان زعيما مصريا جاء بعد أحمد عرابي بثلاثة أرباع القرن هو جمال عبد الناصر استعار من كلمات عرابي مضمون صرخته وقال لشعبه.. ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد."
كما أشارت الى أن خطبة عبد الناصر التي أعلن فيها تأميم شركة قناة السويس عام 1956 شركة مساهمة مصرية دخلت ذاكرة المصريين منذ تلك اللحظة الى الان "كعلامة على مرحلة ناصعة من مراحل التاريخ والعزة الوطنية والقومية وكان الحال نفسه مع خطابه في الجامع الازهر حين بدأ العدوان الثلاثي على مصر حيث حشدت بريطانيا وفرنسا واسرائيل قواها العسكرية لتأديب حكومة الثورة بعد تأميم قناة السويس في محاولة لاستعادة الشركة من أيدي المصريين."
واختارت فريدة النقاش قصيدة "أطفال رفح" للشاعر الفلسطيني سميح القاسم نموذجا لادب التحريض الذي يخلق روح المقاومة وهي "قصيدة مبكرة جدا (نهاية الستينيات) كانت بمثابة نبوءة رغم أنه كتبها قبل الانتفاضة الاولى (1987) التي لعب فيها الاطفال الفلسطينيون الدور المركزي."
ويقول القاسم في بعض سطور قصيدته "للذي تقصف طياراته حلم الطفولة- للذي يكسر أقواس قزح- يعلن الليلة أطفال الجذور المستحيلة- يعلن الليلة أطفال رفح.. نحن لم ننسج غطاء من جديلة- نحن لم نبصق على وجه قتيلة- بعد أن ننزع أسنان الذهب- فلماذا تأخذ الحلوى- وتعطينا القنابل.. .
ولماذا تحمل اليتم لاطفال العرب.. ألف شكر- بلغ الحزن بنا سن الرجولة- وعلينا أن نقاتل."
ونفت الكاتبة أن تكون فنون التحريض مجرد دعاية عابرة دون مقومات جمالية تجعلها قابلة للتأثير لدى أجيال لم تولد بعد.
