وهى قرية كبيرة تقع شمالي شرقي المدينة المنورة بنحو مائة وثمانين كيلو مترًا، يسكنها بعض اليهود الذين لم تبد منهم أية إساءة إلى المسلمين من البداية، ولم يُسمع أن لهم ضلعًا فى أية مؤامرة أو موقف من مواقف اليهود المخزية ضد الرسول صلى الله عليه وسلم فاحترم الرسول موقفهم وحيادهم، غير أنهم تبدلوا وتغيرت مواقفهم
منذ أن نزل عندهم يهود بنى قينقاع وبنى النضير، فأفسدوهم وجعلوا بلدهم وكرًا للتآمر على المسلمين والكيد لهم. ولما كانت خيبر تقع على الطريق المؤدى إلى الشام، فكان لابد من تطهير ذلك الطريق من أية عوائق، وبخاصة أنه الطريق الرئيسي للدعوة الإسلامية وللجيوش الإسلامية التي ستخرج بعد وقت قصير لمواجهة دولة الروم، التي تكرر اعتداؤها على المسلمين؛ لذلك قرر الرسول صلى الله عليه وسلم تصفية آخر وكر يهودي في شبه جزيرة العرب؛ لتسلم قاعدة الإسلام الأساسية ومنطلقه إلى العالم من عدو ماكر، فبعد عودته من الحديبية بأقل من شهر-أي فى المحرم من العام السابع للهجرة-غزا خيبر، ودك حصونها، فاستسلمت، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كريمًا ورحيمًا مع أهلها، فلم يجبرهم على الدخول في الإسلام، ولم يطردهم من بلدهم، بل أبقاهم يزرعون أرضهم، ولهم نصف محاصيلها، وللمسلمين النصف الآخر