يعتبر الاكتئاب أكثر الاضطرابات النفسية شيوعا في العالم. وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى وجود أكثر من مئة وأربعين مليون مكتئب في العالم. وتتفق الدراسات على ترشيح إصابات اكتئاب للازدياد، وإن اختلفت في تحديدها للأسباب المحتملة لهذه الزيادة. لهذه الأسباب كان اكتئاب موضوع متابعة ودراسة مستمرة، وكتب عنه الكثير في مختلف الثقافات ومختلف اللغات.. وتتركز هذه الدراسات حول المحاور التالية:
1- الدراسات الدوائية: حيث تمكنت الأدوية مضادة اكتئاب من تقديم الحلول العلاجية لحالات اكتئاب وكان أولها دواء الايميبرامين (Imipramine) قد عرض في مؤتمر زوريخ العام 1958. ثم توالى ظهور هذه الأدوية ولا يزال.
2- الدراسات الوصفية: وهي تحاول إرساء تصنيف موضوعي لحالات الاكتئاب. ذلك أن توزع هذه الحالات على الحضارات المختلفة يصمها بطوابع حضارية واجبة المراعاة. كما أن هذا العدد من المرضى يقدم عناصر متنوعة لجهة وصف الأعراض، كما لجهة سببية المرض، وسبل التعامل معه.
3- الدراسات الإحصائية: وهي تلعب دورا توجيهيا رئيسيا في ظل غياب التصنيفات الدقيقة لأشكال الاكتئاب.
4- العلاجات النفسية: حيث يشكل الاكتئاب ميدان التنافس العيادي الرئيسي بسبب طغيان نسبة المصابين به. وغالبا ما تركز هذه العلاجات على تناذر القلق المصاحب عادة للاكتئاب.
5- الاكتئاب المقاوم للعلاج: حيث تشير الدراسات العيادية إلى فشل العلاجات المتوافرة في علاج 20% إلى 30% من حالات الاكتئاب.
وتتركز الجهود على إيجاد الحلول لهذه الحالات. إذ يقدر عددها بحوالي 40 مليون مكتئب، ممن لا يجدون علاجا فعالا لحالاتهم.
أمام هذه الوقائع وجدنا ضرورة تخصيص هذا الملف موضوع الاكتئاب. ونحن ندرك ضآلة الجديد الذي يقدمه. وحسبنا أننا نعرض فيه لبعض المستجدات، كما نعرض الخبرات الشخصية للمشاركين في الملف. آملين أن يقدم رؤية مساعدة للقارئ وللمتخصص، وداعمة في مواجهة ضد الاضطراب الشائع، وهي خلاصة يمكنها مساعدة المعالجين النفسيين والأطباء العامين، وغيرهم من المتخصصين ممن تضعهم ممارستهم المهنية أمام عدد لا بأس به من حالات 4.
الاكتئاب.
ويتضمن هذا الملف الفصول التالية:
1- الاكتئاب، أسبابه وعلاجه/ محمد أحمد النابلسي.
يعرض المؤلف لتعريف الاكتئاب والقلق مبينا العوارض المشتركة بينهما، و التي تصاحبهما في غالبية الحالات، بحيث يصعب على العيادي الفصل بينهما. ثم يعرض لتصنيفات اكتئاب المطروحة، ولأسبابه المعروفة. لينتقل بعدها لاستعراض أساليب العلاج المعتمدة للاكتئاب، ومن ثم لبعض الاقتراحات العلاجية للحالات المقاومة للعلاج. وينهي المؤلف بحثه بعرض مضادات الاكتئاب الحديثة التي سوقت خلال العقد الماضي.
2- مقياس هاميلتون للاكتئاب/ جمال التركي.
3- الاكتئاب النفسي، صراع الحب والكراهية/ مصطفى زيور.
4- برنامج علاجي لحالات الاكتئاب/ قاسم حسين صالح.
وبذلك نعتقد بفائدة هذا الملف للعيادي العربي المتعامل مع حالات الاكتئاب، وذلك سواء لجهة اكتشاف المرض وتشخيصه التفريقي، كما لجهة علاجه والتعامل معه.
§ الاكتئاب أسبابه وعلاجه / محمد أحمد النابلسي
• الاكتئاب والقلق النفسي
1- تعريف الاكتئاب.
2- تعريف القلق.
3- خصائص الاكتئاب.
4- خصائص القلق.
5- خصائص القلق الاكتئابي.
6- مراحل الاكتئاب
مقدمة : بالرغم من التقدم الهائل في تحديد طبيعة الاكتئاب، والأسباب المؤدية له. وبالرغم من ظهور الطرق العلاجية الحديثة، التي لا تزال تتطور، فإن مجتمعنا، وللأسف، لا يزال ينظر للمكتئب على أنه معتوه.
يشكل مرضى اكتئاب في العالم غالبية زوار العيادات النفسية، كما تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية (O.M.S.) إلى أن 3% من سكان العالم يصابون بالاكتئاب، وهذا يعني أن هنالك مئة وأربعين مليونا من المنهارين في العالم.
هذا ويؤكد البروفسور Gorgos بأن 10% من زوار عيادات الطب العام هم في الواقع اكتئابيون. أما البروفسور W Siegenthaler فيؤكد بأن 25% من زوار عيادات القلب هم في الواقع مرضى اكتئاب، أو هم ممن يعانون ميولا اكتئابية.
فهل نستطيع أن نصف هذه الأعداد الضخمة من الناس على أنهم معتوهون؟ وهم ليسوا كذلك؟!.
والاكتئاب هو من الأمراض التي لا يزال انتشارها يتسع يوما بعد يوم. الأمر الذي يجعل من الضروري فهم هذا المرض على حقيقته، منعا للالتباس، وتسهيلا لاكتشافه منذ بدايته، وقبل أن يصل إلى مراحله القصوى.
ولقد تنبأ البروفسور Sartorius قبل حوالي عقدين، بازدياد عدد المصابين بالاكتئاب خلال العقود القادمة. وقد اعتمد سارتوريوس، في اعتقاده هذا، على الأسباب التالية:
1- ارتفاع معدل الأعمار (بسب التقدم الطبي).
2- التغيرات النفسية- الاجتماعية. التي تحصل بسرعة كبيرة من شأنها أن تتسبب بالإرهاق والاستنفاذ النفسيين.
3- استهلاك العقاقير التي من شأنها أن تؤدي إلى ظهور الاكتئاب.
4- ازدياد نسب الإصابة بالأمراض المزمنة التي يرافقها الاكتئاب كعارض مرضي.
والآن، وبعد مضي أكثر من عشرين سنة على كلام سارتوريوس، نلاحظ بأنه كان محقا في استنتاجاته. بل نلاحظ بأن الاكتئاب لا يزال يهدد بانتشار أوسع مما هو عليه الآن. أمام هذه الأرقام والوقائع وجب علينا أن نكوّن فكرة علمية وموضوعية حول هذا المرض. ونحن قبل أن نتصدى لشرح مظاهر الاكتئاب وأنواعه وطرق علاجه نجد لزاما علينا أن نعرف الاكتئاب تعريفا. وذلك بهدف التفريق بين الاكتئاب، وبين بقية أشكال انحرافات المزاج...
• الأسباب المؤدّية للاكتئاب
1- تقسيم الاكتئاب.
2- العوامل النفسية.
3- الأمراض النفسية.
4- الأسباب الجسدية.
5- العقاقير.
6- الوراثة.
7- الجنس.
يعتقد العلماء بأن الدماغ البشري يعيش في حالة اختمار كيميائي دائمة. وقد أيدت جميع البراهين صحة هذه الفرضية. ولكننا لا نزال نجهل لغاية اليوم غالبية المواد المساهمة في هذا الاختمار. كما أننا لا نعرف على وجه الدقة الطريقة التي تعمل بها الناقلات العصبية التي تم اكتشافها.
لهذه الأسباب فإن تقسيم الاكتئاب وأسبابه يعتمد على علائم الاكتئاب، وعلى مبدأ الملاحظة، وليس على آلية حدوثه وحقيقة التغيرات التي تجري داخل الجسم، والتي تؤدي إلى الاكتئاب. وهكذا فنحن في هذا الفصل سنعرض لتقسيم اكتئاب ولأسبابه، دون أن نستطيع أن نقدم التفسيرات الفيزيولوجية لها. ونبدأ بـ :
1. تقسيم الاكتئاب:
إن تعدد مظاهر الاكتئاب، وتعدد الميول العصابية أو الذهانية، التي يمكن أن ترافقه، تجعل تصنيف اكتئاب وتقسيمه إلى أنواع من الأمور العسيرة. ولقد اختلف العلماء في تقسيم الاكتئاب، وها نحن نورد التقسيمات الأساسية المعمول بها، وهي التالية: ...
§ علاج الاكتئاب
1- العلاج الدوائي.
2- العلاج النفسي.
3- الصدمة الكهربائية.
4- العلاج التجانسي (Hémeopathique).
5- الجراحة النفسية.
يحدث الاكتئاب اضطرابات فيزيولوجية معقدة داخل الجسم. وأحد أهم هذه الاضطرابات، التي استطاع العلماء تحديدها، هي زيادة تأثير خمائر تأكسد الأمينات الأحادي (M.A.O) في جسد المكتئب.
والطب الحديث في علاجه للاكتئاب يرتكز على خطوط عريضة ثابتة تتلخص في علاج العلائم المرضية الميزة للاكتئاب، والتي نلخصها على النحو التالي:
- مظاهر جسدية: اضطراب النوم والشهية.
- مظاهر انفعالية: فقدان الاهتمام والسرور.
- مظاهر إرادية: فقدان القدرة على المبادرة.
- مظاهر فكرية: اضطراب التفكير وانخفاض مستوى قدرته.
- مظاهر اجتماعية: صعوبة إقامة العلاقات والمحافظة عليها.
- مظاهر سلوكية: اللامبالاة وانعدام الأمل والطموح.
والحقيقة أن مضادات اكتئاب تتوجه لاضطرابات المزاج ككل، وتصلحها في معظم الأحيان.
إلا أن اكتئاب قد يقتضي علاجا نفسيا خاصا، أوقد لا تنفع معه العقاقير، فنضطر لاستخدام الصدمة الكهربائية. وعلى أية حال فإن علاج الاكتئاب يصنف على النحو التالي:
1. العلاج الدوائي
2. العلاج النفسي.
3. العلاج بالصدمة الكهربائية.
4. العلاج التجانسي.
5. الجراحة النفسية.
6. العلاج الدوائي.
لغاية العام 1957 كان علاج اكتئاب يقتصر على المهدئات. ومع إطلالة ذلك العام، وخلال انعقاد المؤتمر العالمي للطب النفسي في مدينة زوريخ أعلن العالم Kline عن اكتشافه لعقار Imipramine، الذي لا يزال لغاية اليوم أحد أقوى مضادات الاكتئاب المستعملة. وفي المؤتمر نفسه أعلن العالم Khun عن اكتشافه لعقار الـ iproniaside وهو من فصيلة (IMAO).
ومنذ ذلك الحين توالى ظهور مضادات اكتئاب فظهر Amitryptiline في العام 1961 وظهر الـ Trimeprimine في العام 1963. ولا نزال لغاية اليوم نشهد ظهور مضادات اكتئاب حديثة بحيث بات من الصعب حصر وتصنيف هذه العقاقير. وفى ما يلي سنقوم لهذا التصنيف وفق التركيب الكيميائي لهذه العقاقير ونبدأ بـ :...
§ الاكتئاب المقاوم للعلاج
1- التأكد من تشخيص الاكتئاب.
2- وسائل علاج الاكتئاب المقاوم.
3- اختبار الميول النفسية. المرضية.
تشير دراسات كل من Klerman وMandel بأن مضادات اكتئاب لا تستطيع أن تعالج أكثر من 70% من حالات الاكتئاب. أي أن 30% من حالات الاكتئاب تبقى مقاومة للعلاج. ونحن لغاية الآن لا نملك ذلك العقار الذي يحل لنا معضلة الاكتئاب المقاوم للعلاج.
ولكن علماء الطب النفسي ينصحوننا إذا ما وجدنا أنفسنا أمام اكتئاب مقاوم باتباع الخطوات التالية:
1. التأكد من تشخيص الاكتئاب.
2. الجمع بين العقاقير.
3. إتباع وسائل علاجية خاصة.
1- التأكد من التشخيص:
أ- النرجسية: من الممكن أن تنشأ أخطاء التشخيص نتيجة لعدم تعاون المريض (وأحيانا محيطه) سواء عن طريق إخفاء بعض المظاهر، أو عن طريق اختراع مواقف وتفاصيل لم تحصل.
هذا علما بأن معظم أخطاء التشخيص تنجم عن الخلط بين مشاعر التعاسة العادية، ومشاعر الكآبة المميزة للاكتئاب. ولا بد لنا هنا من التذكير بأن التعاسة العادية لا تؤدي في العادة إلى ظهور الاضطرابات الجسدية- الاكتئابية (أرق صباحي- أوجاع صباحية- هبوط نفسي- حركي... إلخ). والنرجسية المولدة لمشاعر التعاسة العادية، والمغذية لها هي أحد أهم الأسباب المؤدية للخلط بين التعاسة والكآبة. ومن المعروف بأن النرجسية تعكس نقصا في نمو الشخصية وتكاملها، وهي من الأمور التي لا يمكن علاجها بمضادات الاكتئاب. وهكذا فإن خطواتنا الأولى للتأكد من الاكتئاب هو تأكدنا من عدم وجود شخصية نرجسية.
ب- هل الاكتئاب أولى أم ثانوي: ونعني بالاكتئاب الأولي ذلك الاكتئاب البحت، أما بالاكتئاب الثانوي فنعني به ذلك اكتئاب الناشئ كنتيجة لاضطرابات جسدية، أو نفسية، أو نتيجة لتعاطي بعض العقاقير التي من شأنها أن تحدث مثل هذه الاضطرابات.
ونحن أمام حالة اكتئاب مقاوم، علينا أن نقوم بتحري مجمل الأسباب الجسدية (راجع الأسباب الجسدية المؤدية للاكتئاب) التي يمكن أن تحدث الاكتئاب. ومن الممكن أن تكون هذه الأسباب مستترة في بداية الاكتئاب، وتظهر بعد فترة من علاجنا له، وكذلك هي الحال بالنسبة للأمراض النفسية.
ج- حيثيات العلاج: كما شرحنا في فصل العلاج النفسي، فإن بعض مرضى اكتئاب يرفضون العلاج. سواء أكان نفسيا أم طبيا دوائيا، ولهذا السبب علينا، ونحن أمام اكتئاب مقاوم، أن نتأكد بأن المريض قد تناول فعلا العلاج في أوقاته وبالجرعات المحددة له من قبل الطبيب. وبعد هذا التأكد، لا بأس من مراجعة الجرعة المعطاة للمريض، إذ أنه وفي كثير من الأحيان تكفي زيادة الجرعة للحصول على نتيجة مرضية.
د- الأسباب النفسية: كثيرا ما يحصل أن تخلق حالة اكتئاب أوضاعا نفسية معينة تدفع بالمكتئب إلى المحافظة على وضعه كمريض، حتى ولو اضطر لأن يمثل دور المكتئب، والحقيقة أن هذه الأسباب كثيرة، نورد منها: الخوف من فقدان الاهتمام- الخوف من فقدان الطبيب- الاستثمار الجنسي اللاواعي للمرض- الشعور بالأهمية والعظمة عندما يرى الناس حوله لم يتراكضون ويهتمون به، في حينه يبقى هو جامدا قليل الحركة!..
اختبار Woodworth-Matwes
يعتبر اختبار W.M. أحد أوسع الاختبارات استعمالا، ويسمى باختبار الميول النفسية المرضية.
وهذا الاختبار لا يساعدنا فقط في تحديد وجود الميول الاكتئابية، ولكنه يساعدنا في تحديد وجود ميول عصابية أخرى هي:
1. الميول الانفعالية.
2. الرهاب.
3. العظام أو البارانويا.
4. الميول الفصامية.
5. الميول العادية للمجتمع.
6. ميول نحو فقدان المنطق.
7. ميول نحو عدم الاستقرار.
8. الميول الاكتئابية.
ويتألف هذا الاختبار من 76 سؤالا يكون الجواب عليها بنعم أو بلا. وهذه الأسئلة هي التالية:
1- هل لديك رغبة بأن تبدأ الشجار؟.
2- هل تخاف الظلام؟.
3- هل تخاف من الرعد والعواصف؟.
4- هل تخاف المرور في نفق؟.
5- هل تخاف من الماء؟.
6- هل تخاف اجتياز جسر فوق الماء؟.
7- هل تراودك فكرة القفز إلى الماء لدى مرورك فوق الجسر؟.
8- هل تخاف أكثر من الآخرين؟.
9- هل تخاف في الليل؟.
10- هل تسمع في الليل أصواتا توحي لك بالخوف؟.
11- هل تحلم أحيانا بأشخاص ماتوا؟.
12- هل تقضم أظافرك أحيانا؟.
13- لدى انفعالك هل تعاني من التأتأة؟.
14- هل تستطيع المكوث طويلا دون أن تنبس بكلمة؟.
15- هل لديك عادة تحريك الرقبة أو العنق؟.
16- هل يعجبك دائما أن تغير نشاطك وعملك؟.
17- هل يحصل أن ينبهك الآخرون إلى شرودك؟.
18- هل يعجبك أن تزاول لفترة طويلة النشاط نفسه؟.
19- هل تبكي أحيانا بسبب الخسائر التي تلحق بك؟.
20- هل تستطيع احتمال الألم كما يتحمله الآخرون؟.
21- هل تتضايق من رؤية الدم؟.
22- هل تعاني غالبا من الآلام؟.
23- هل يحصل لك غالبا صعوبات في التنفس؟.
24- هل تشعر عادة بأنك معافى وقوي؟.
25- هل تشعر بالتعب عند نهوضك من النوم؟.
26- هل تشعر غالبا بالتعب؟.
27- هل أنت ضجر في معظم الأحيان؟.
28- هل تعاني غالبا من الصداع؟.
29- هل توجد أطعمة لا تحتمل مجرد رؤيتها؟.
30- هل توجد أطعمة يصعب عليك هضمها؟.
31- هل ننام عادة كما يجب؟.
32- هل تعلم دائما ما تريد عمله؟.
33- هل يصعب عليك اتخاذ القرار عندما يجب ذلك؟.
34- هل تؤمن بالحدس (التنجيم، الأبراج... إلخ)؟.
35- هل راودتك لغاية الآن فكرة الهرب من البيت؟.
36- هل شعرت لغاية الآن بالدافع أو الميل للهرب من بيتك؟.
37- هل سبق لك وهربت من المنزل؟.
38- هل تخاف أحيانا من اجتياز شارع عريض أو ساحة؟.
39- هل تخاف أحيانا من الأماكن المغلقة؟.
40- هل تخاف كثيرا من النار؟.
41- هل راودتك لغاية الآن فكرة الإحراق؟.
42- هل لديك عادة النظر تحت السرير قبل النوم؟.
43- هل تعجبك صحبة الآخرين؟.
44- هل يعجبك أكثر أن تكون وحيدا؟.
45- هل يتقبلك الآخرون؟.
46- هل تغضب كثيرا؟.
47- عادة هل يعجبك أن تكون الآمر الناهي؟.
48- عامة هل أنت مسرور ومكتف؟.
49- هل يراودك أحيانا الشعور بأنك دون الآخرين؟.
50- هل يراودك أحيانا الشعور بأن لا أحد يفهمك؟.
51- هل تفكر بأن لك حياة أخرى غير حياتك العادية؟.
52- هل يراودك الشعور بأنك ولد متبنى ويصعب عليك التخلص من هذا الشعور؟.
53- هل تراودك أفكار أخرى مشابهة؟.
54- هل أنت غالبا متأفف، ضجر، وتعيش فكرة مفادها أن الأشياء حولك خادعة؟.
55- هل تصادق بسرعة؟.
56- هل يراودك أحيانا الشعور بأنك مذنب؟.
57- هل تعتقد أن الناس يحبونك كما يحبون الآخرين؟.
58- هل تفكر أحيانا بأن لا أحد يحبك؟.
59- هل يصعب عليك التعود والتكيف مع محيط عملك؟.
60- هل يصعب عليك العيش الهادئ في بيتك؟.
61- عائلتك هل تعاملك جيدا، و هل هي عادلة معك؟
62- رؤساؤك هل يعاملونك جيدا؟
63- هل تزعجك فكرة مفادها بأن أحدهم يتابعك؟
64- هل تحس أحيانا بأن أحدهم يريد إيذاءك؟
65- ها تغضب عندما يعارضك الآخرون؟
66- هل يحصل أن تكسر الأشياء عندما تغضب؟
67- هل تغضب أحيانا من أجل توافه؟
68- هل أغمي عليك و لو مرة واحدة؟
69- هل يغمى عليك في مناسبات معينة؟
70- هل تشعر أحيانا باضطرابات النظر؟
71- ها تعجبك مهنة تتعلق بقتل الحيوانات و ذبحها؟
72- هل تمنيت الشر لأحد؟
73- هل تتندر على الآخرين لدرجة تثير بكاءهم أحيانا؟
74- هل تشعر بالسعادة إذا ما ألحقت الأذى بشخص ما؟
75- هل تشعر بالسعادة لدى تعذيبك لحيوان ما؟
76- هل راودتك فكرة السرقة لغاية الآن؟
و هذا الاختبار يقيس الميول النفسية المرضية التالية :
1- الرهاب و المخاوف : المتمثلة بالخوف الغير مبرر. و هذه الميول ممكنة الاستنتاج من خلال الأسئلة : (2، 3، 4، 5، 6، 7، 25، 26، 32، 33، 36، 38، 39، 40، 41، 42) و معاملها القياسي يساوي 24.
2- الميول الانفعالية : المتمثلة بعدم التوازن الانفعالي. و هذه الميول ممكنة الاستنتاج من خلال الأسئلة : (1، 2، 8، 9، 10، 11، 12، 13، 19، 20، 21، 34 و 40). و معاملها القياسي يساوي 28.
3- الميول الفصامية : أو الميل نحو الوحدة و العزلة، و عدم الثقة بالنفس و التعاسة، و ممكن أن نستشف هذه الميول من خلال الأسئلة : (27، 35، 43، 44، 46، 48، 49، 50، 51، 52، 53، 54) و معاملها القياسي يساوي 30.
4- البارانويا : أو العظام، أو الشعور بالاضطهاد و بعدم الأمان و ممكن أن نستشف هذه الميول من خلال الأسئلة : (1، 43، 44، 45، 47، 53، 55، 56، 57، 58، 59، 60، 61، 62، 63، 64، 65) و معاملها القياسي يساوي 20.
5- الميول نحو فقدان المنطق : المتجلية من خلال الأسئلة : (9، 10، 31، 37، 65، 66، 67، 68، 69، 70) و معاملها القياسي هو 36.
6- ميول نحو عدم الاستقرار : المتجلية بالرغبة الدائمة بالتغيير وبالتردد، وهذه الميول ممكن أن نستشفها من خلال الأسئلة: (14، 15، 16، 17، 18، 35، 36) ومعاملها القياسي هو 52.
7- ميول معادية للمجتمع: وهذه الميول تتجلى من خلال الأسئلة: (20، 71، 72، 73، 74، 75، 76) ومعاملها القياسي هو 52.
8- الميول الاكتئابية: وتتجلى هذه الميول في الأسئلة: (22، 23، 24، 25، 26، 27، 28، 29، 30، 31، 46، 56) ومعاملها القياسي هو 26.
§ الجديد حول الاكتئاب
1. العقاقير المسوقة حديثا.
2. صادات بيتا في علاج الاكتئاب.
3. العقاقير المساعدة لمضادات الاكتئاب.
4. نصائح نفسية لتجنب الاكتئاب.
§ العقاقير المسوقة حديثا:
كنا قد ذكرنا سابقا أن مضادات الاكتئاب المتوافرة لا تستطيع أن تحل أكثر من 70% من مشاكل حالات الاكتئاب. كما عرضنا أيضا للخطوات المعقدة التي يقتضيها علاج اكتئاب المقاوم الذي يؤلف 30% من حالات الاكتئاب. انطلاقا من هذه المعطيات يجدّ العلماء في البحث عن مضاد للاكتئاب من شأنه أن يحل معضلة الاكتئاب المقاوم.
و إذا كانت الأبحاث، ولغاية اليوم، لم تأت لنا بالعقار المطلوب، إلا أن ذلك لم يمنع هؤلاء العلماء من تطوير العقاقير الموجودة سابقا، وكذلك إيجاد أخرى جديدة لا تقل عنها فاعلية. ولقد وجدنا من المناسب أن نعرض لهذه العقاقير بالشرح والمقارنة مع العقاقير القديمة.
أ. عقار الـ: Oxaflozane وهذا عقار جديد في عائلة Isopropyl-Morpholine وتم تسويق هذا العقار في العام 1983 بعد أن أثبتت التجارب المخبرية فعاليته كمضاد للعدائية وللاكتئاب معا.
أما عن الآثار الجانبية لهذا العقار فهي انخفاض الضغط الوظيفي، الصداع والإحساس بالتعب. والحقيقة أن التجارب العيادية لهذا العقار لا تبشر بالكثير في ما يتعلق بعلاج الاكتئابات العظمى، إلا أن نتائجه كانت جيدة في ما يتعلق بعلاج الاكتئاب المقنّع.
ب. عقار الـ: Metapramine وينتمي هذا العقار إلى عائلة المركبات الثلاثية المضادة للاكتئاب. ولهذا العقار مفعول نفسي منشط. ولقد أثبتت تجاربه المخبرية، والقليل من التجارب العيادية (بسبب حداثة تسويقه) أن هذا العقار فعال في حالات الاكتئاب العظمى، شأنه في ذلك شأن بقية المركبات الثلاثية. إلا أن هذا العقار يمتاز عنها جميعها بـ:
1- لا يمارس تأثيرا معيقا للجهاز الباراسمبتاوي، وهو بالتالي لا يؤدي إلى تسارع دقات القلب، والدوار والشعور بالتعب... إلخ
2- له تأثير خاص على مادة النورادرينالين التي تؤدي لتطور الاكتئاب.
3- إنه يعطي مفعولا سريعا (48 ساعة من استعماله) في حين تحتاج بقية المركبات الثلاثية إلى أسبوع أو أكثر ليظهر مفعولها.
لهذه الأسباب فإن هذا العقار يعتبر أفضل مضاد للاكتئاب موجود حاليا. إلا أنه ينبغي الانتظار قليلا ريثما تظهر التجارب العيادية تفاصيل تأثيراته الجانبية، وكذلك نسبة نجاحه في علاج الاكتئابات العظمى...
§ اختبار العدد : سلم الاكتئاب لهاميلتون / د. جمال التركي
إجراء الاختبار : يعتمد الفحص هذا كاملا الأسبوع المنقضي أي سبعة أيام قبل يوم الفحص
مقدمة : إن سلم هاميلتون منذ وضعه سنة 1960 معتمدا لدى غالبية الباحثين في العالم بأسره لنتدارس وتقييم حالات الإكتئاب وهو يمثل طريقة بسيطة لتقييم عمق وخطورة حالة اكتئابية بلغة الأرقام أو لإبراز تطوراتها أثناء العلاج. إلا أن لا يشكل أداة تشخيصية في أهدافه...
§ الاكتئاب النفسي : صراع الحب و الكراهية / أ.د. مصطفى زيور
ملخص: درجت في ما أقدم من مشاكل علم النفس المرضي على أسلوب بعينه، وهو أن أبدأ بعرض حالة إكلينيكية أتخذ من وقائعها ركيزة لمناقشة ديناميات المشكلة التي أطرحها. ومشكلة اليوم هي الاكتئاب النفسي.
وقد اخترتها من بين مشاكل أخرى في ميدان علم النفس المرضي، لأن مناقشة دينامياتها تستثير مسائل تتخطى حدود اكتئاب بوصفه مرضا، وتكاد تلقي الضوء على الكيان الإنساني بأسره في عالمه، وعلى قدره المصنوع بصنعه.
عليّ أن أقرر منذ البداية أنني أطمع في مواجهة مشكلة الاكتئاب من أكثر من منظور. المنظور الأول هو منظور التحليل النفسي، والمنظور الثاني هو منظور المنهج الفنومنولوجي، وخاصة الفنومنولوجي الوجودي، الذي أضاف إلى رصيدنا المعرفي للواقع الإنساني ثروة لها وزنها. وأطمع أن أقدم لكم بعد ذلك مختصرا لمعارفنا الحالية عن الشروط البيولوجية للاكتئاب. وأخيرا أشير في كلمات إلى دراسة سيكومترية للمنظور التحليلي النفسي للاكتئاب.
§ برنامج علاجي لحالات الاكتئاب / أ. د. قاسم حسين صالح
ملخص : يصنف الاكتئاب ضمن اضطرابات المزاج (mood disorders) التي يصفها (Dsm-IV) بأنها اضطرابات تتصف باختلال انفعالي حاد، مثل: الكآبة الكبرى (الحادة) (major Depression) والاضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorders) ويرد اكتئاب في (ICD-10) ضمن اضطرابات المزاج (الوجدانية) أيضا، ويصنفها إلى: اكتئاب خفيف، اكتئاب معدل، واكتئاب حاد، فضلا عن أصناف أخرى من ضمنها الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (Bipolar affective disorders).
وهذا يعني أن كلا التصنيفين العالميين في الطب النفسي (Dsm-IV) و (ICD-10) يتفقان على أن الاكتئاب اضطراب في المزاج. ويعني اضطراب المزاج (mood disorders) بأنه اضطراب نفسي يتصف بمدة طويلة من الاكتئاب المفرط، أو القنوط، ليس له علاقة في الغالب بالموقف الذي يعيشه الفرد (Sdorow, 1995,p. 513).
وللاكتئاب (Depression) تعريفات كثيرة نذكر منها:
- هو الحالة التي يعاني فيها الفرد من مزاج منقبض، وفقدان الاهتمامات والمتعة والترفيه عن النفس، وانخفاض في الطاقة يؤدي إلى زيادة التعب وخمود النشاط (P11 WHO, 1992).
- هو حالة من فقدان الحيوية والاهتمامات، ونقص الطاقة والشعور بالتعب، والانسحاب من النشاطات الاجتماعية والوظيفية (0.55 Ingram 1985).
- هو تركيب مفرط من الشقاء والتعاسة والضيق والتدهور الصحي الذي يحدث أحيانا بصورة تلقائية، أو يحدث بحدة في الاستجابة لكارثة شديدة (clurk, 1990, p93).
- هو أكثر حدة وأكثر ثباتا من الحزن، حيث يشعر المكتئبون بأنهم لا حول لهم ولا قوة، وأنهم مهملون، ويمر عليهم الوقت ثقيلا، ويميلون إلى الانسحاب، ويهملون واجباتهم ومسؤولياتهم (دايفيدوف، 1983، ص 673).
- هو حالة من الألم النفسي يصل في الميلانخوليا إلى اضطراب من جحيم العذاب مصحوبا بالإحساس بالذنب وانخفاض تقدير الذات، ونقص النشاط العقلي والحركي والحشوي (ليفيت موجين، 1985، ص 193).
- هو حالة من الحزن الشديد المستمر تعبر عن شيء مفقود نتيجة الظروف الأليمة، وإن كان المريض لا يعي المصدر الحقيقي لحزنه (زهران، 1978، ص 429).
وهناك ما يزيد على خمسين تعريفا للاكتئاب يتداولها الأطباء النفسيون وعلماء النفس المهتمون بالاضطرابات النفسية والسلوكية. ومع هذا التعدد في التعاريف، فإننا نقترح التعريف الآتي للاكتئاب:
هو الحالة التي يشعر فيها الفرد بالحزن والقنوط والغم والعجز واليأس والذنب، مصحوبة بانخفاض في النشاط النفسي والذهني والحركي، وضعف الاهتمام بالأمور الشخصية والاجتماعية، وكره الحياة وتمني الموت أحيانا...
1- الدراسات الدوائية: حيث تمكنت الأدوية مضادة اكتئاب من تقديم الحلول العلاجية لحالات اكتئاب وكان أولها دواء الايميبرامين (Imipramine) قد عرض في مؤتمر زوريخ العام 1958. ثم توالى ظهور هذه الأدوية ولا يزال.
2- الدراسات الوصفية: وهي تحاول إرساء تصنيف موضوعي لحالات الاكتئاب. ذلك أن توزع هذه الحالات على الحضارات المختلفة يصمها بطوابع حضارية واجبة المراعاة. كما أن هذا العدد من المرضى يقدم عناصر متنوعة لجهة وصف الأعراض، كما لجهة سببية المرض، وسبل التعامل معه.
3- الدراسات الإحصائية: وهي تلعب دورا توجيهيا رئيسيا في ظل غياب التصنيفات الدقيقة لأشكال الاكتئاب.
4- العلاجات النفسية: حيث يشكل الاكتئاب ميدان التنافس العيادي الرئيسي بسبب طغيان نسبة المصابين به. وغالبا ما تركز هذه العلاجات على تناذر القلق المصاحب عادة للاكتئاب.
5- الاكتئاب المقاوم للعلاج: حيث تشير الدراسات العيادية إلى فشل العلاجات المتوافرة في علاج 20% إلى 30% من حالات الاكتئاب.
وتتركز الجهود على إيجاد الحلول لهذه الحالات. إذ يقدر عددها بحوالي 40 مليون مكتئب، ممن لا يجدون علاجا فعالا لحالاتهم.
أمام هذه الوقائع وجدنا ضرورة تخصيص هذا الملف موضوع الاكتئاب. ونحن ندرك ضآلة الجديد الذي يقدمه. وحسبنا أننا نعرض فيه لبعض المستجدات، كما نعرض الخبرات الشخصية للمشاركين في الملف. آملين أن يقدم رؤية مساعدة للقارئ وللمتخصص، وداعمة في مواجهة ضد الاضطراب الشائع، وهي خلاصة يمكنها مساعدة المعالجين النفسيين والأطباء العامين، وغيرهم من المتخصصين ممن تضعهم ممارستهم المهنية أمام عدد لا بأس به من حالات 4.
الاكتئاب.
ويتضمن هذا الملف الفصول التالية:
1- الاكتئاب، أسبابه وعلاجه/ محمد أحمد النابلسي.
يعرض المؤلف لتعريف الاكتئاب والقلق مبينا العوارض المشتركة بينهما، و التي تصاحبهما في غالبية الحالات، بحيث يصعب على العيادي الفصل بينهما. ثم يعرض لتصنيفات اكتئاب المطروحة، ولأسبابه المعروفة. لينتقل بعدها لاستعراض أساليب العلاج المعتمدة للاكتئاب، ومن ثم لبعض الاقتراحات العلاجية للحالات المقاومة للعلاج. وينهي المؤلف بحثه بعرض مضادات الاكتئاب الحديثة التي سوقت خلال العقد الماضي.
2- مقياس هاميلتون للاكتئاب/ جمال التركي.
3- الاكتئاب النفسي، صراع الحب والكراهية/ مصطفى زيور.
4- برنامج علاجي لحالات الاكتئاب/ قاسم حسين صالح.
وبذلك نعتقد بفائدة هذا الملف للعيادي العربي المتعامل مع حالات الاكتئاب، وذلك سواء لجهة اكتشاف المرض وتشخيصه التفريقي، كما لجهة علاجه والتعامل معه.
§ الاكتئاب أسبابه وعلاجه / محمد أحمد النابلسي
• الاكتئاب والقلق النفسي
1- تعريف الاكتئاب.
2- تعريف القلق.
3- خصائص الاكتئاب.
4- خصائص القلق.
5- خصائص القلق الاكتئابي.
6- مراحل الاكتئاب
مقدمة : بالرغم من التقدم الهائل في تحديد طبيعة الاكتئاب، والأسباب المؤدية له. وبالرغم من ظهور الطرق العلاجية الحديثة، التي لا تزال تتطور، فإن مجتمعنا، وللأسف، لا يزال ينظر للمكتئب على أنه معتوه.
يشكل مرضى اكتئاب في العالم غالبية زوار العيادات النفسية، كما تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية (O.M.S.) إلى أن 3% من سكان العالم يصابون بالاكتئاب، وهذا يعني أن هنالك مئة وأربعين مليونا من المنهارين في العالم.
هذا ويؤكد البروفسور Gorgos بأن 10% من زوار عيادات الطب العام هم في الواقع اكتئابيون. أما البروفسور W Siegenthaler فيؤكد بأن 25% من زوار عيادات القلب هم في الواقع مرضى اكتئاب، أو هم ممن يعانون ميولا اكتئابية.
فهل نستطيع أن نصف هذه الأعداد الضخمة من الناس على أنهم معتوهون؟ وهم ليسوا كذلك؟!.
والاكتئاب هو من الأمراض التي لا يزال انتشارها يتسع يوما بعد يوم. الأمر الذي يجعل من الضروري فهم هذا المرض على حقيقته، منعا للالتباس، وتسهيلا لاكتشافه منذ بدايته، وقبل أن يصل إلى مراحله القصوى.
ولقد تنبأ البروفسور Sartorius قبل حوالي عقدين، بازدياد عدد المصابين بالاكتئاب خلال العقود القادمة. وقد اعتمد سارتوريوس، في اعتقاده هذا، على الأسباب التالية:
1- ارتفاع معدل الأعمار (بسب التقدم الطبي).
2- التغيرات النفسية- الاجتماعية. التي تحصل بسرعة كبيرة من شأنها أن تتسبب بالإرهاق والاستنفاذ النفسيين.
3- استهلاك العقاقير التي من شأنها أن تؤدي إلى ظهور الاكتئاب.
4- ازدياد نسب الإصابة بالأمراض المزمنة التي يرافقها الاكتئاب كعارض مرضي.
والآن، وبعد مضي أكثر من عشرين سنة على كلام سارتوريوس، نلاحظ بأنه كان محقا في استنتاجاته. بل نلاحظ بأن الاكتئاب لا يزال يهدد بانتشار أوسع مما هو عليه الآن. أمام هذه الأرقام والوقائع وجب علينا أن نكوّن فكرة علمية وموضوعية حول هذا المرض. ونحن قبل أن نتصدى لشرح مظاهر الاكتئاب وأنواعه وطرق علاجه نجد لزاما علينا أن نعرف الاكتئاب تعريفا. وذلك بهدف التفريق بين الاكتئاب، وبين بقية أشكال انحرافات المزاج...
• الأسباب المؤدّية للاكتئاب
1- تقسيم الاكتئاب.
2- العوامل النفسية.
3- الأمراض النفسية.
4- الأسباب الجسدية.
5- العقاقير.
6- الوراثة.
7- الجنس.
يعتقد العلماء بأن الدماغ البشري يعيش في حالة اختمار كيميائي دائمة. وقد أيدت جميع البراهين صحة هذه الفرضية. ولكننا لا نزال نجهل لغاية اليوم غالبية المواد المساهمة في هذا الاختمار. كما أننا لا نعرف على وجه الدقة الطريقة التي تعمل بها الناقلات العصبية التي تم اكتشافها.
لهذه الأسباب فإن تقسيم الاكتئاب وأسبابه يعتمد على علائم الاكتئاب، وعلى مبدأ الملاحظة، وليس على آلية حدوثه وحقيقة التغيرات التي تجري داخل الجسم، والتي تؤدي إلى الاكتئاب. وهكذا فنحن في هذا الفصل سنعرض لتقسيم اكتئاب ولأسبابه، دون أن نستطيع أن نقدم التفسيرات الفيزيولوجية لها. ونبدأ بـ :
1. تقسيم الاكتئاب:
إن تعدد مظاهر الاكتئاب، وتعدد الميول العصابية أو الذهانية، التي يمكن أن ترافقه، تجعل تصنيف اكتئاب وتقسيمه إلى أنواع من الأمور العسيرة. ولقد اختلف العلماء في تقسيم الاكتئاب، وها نحن نورد التقسيمات الأساسية المعمول بها، وهي التالية: ...
§ علاج الاكتئاب
1- العلاج الدوائي.
2- العلاج النفسي.
3- الصدمة الكهربائية.
4- العلاج التجانسي (Hémeopathique).
5- الجراحة النفسية.
يحدث الاكتئاب اضطرابات فيزيولوجية معقدة داخل الجسم. وأحد أهم هذه الاضطرابات، التي استطاع العلماء تحديدها، هي زيادة تأثير خمائر تأكسد الأمينات الأحادي (M.A.O) في جسد المكتئب.
والطب الحديث في علاجه للاكتئاب يرتكز على خطوط عريضة ثابتة تتلخص في علاج العلائم المرضية الميزة للاكتئاب، والتي نلخصها على النحو التالي:
- مظاهر جسدية: اضطراب النوم والشهية.
- مظاهر انفعالية: فقدان الاهتمام والسرور.
- مظاهر إرادية: فقدان القدرة على المبادرة.
- مظاهر فكرية: اضطراب التفكير وانخفاض مستوى قدرته.
- مظاهر اجتماعية: صعوبة إقامة العلاقات والمحافظة عليها.
- مظاهر سلوكية: اللامبالاة وانعدام الأمل والطموح.
والحقيقة أن مضادات اكتئاب تتوجه لاضطرابات المزاج ككل، وتصلحها في معظم الأحيان.
إلا أن اكتئاب قد يقتضي علاجا نفسيا خاصا، أوقد لا تنفع معه العقاقير، فنضطر لاستخدام الصدمة الكهربائية. وعلى أية حال فإن علاج الاكتئاب يصنف على النحو التالي:
1. العلاج الدوائي
2. العلاج النفسي.
3. العلاج بالصدمة الكهربائية.
4. العلاج التجانسي.
5. الجراحة النفسية.
6. العلاج الدوائي.
لغاية العام 1957 كان علاج اكتئاب يقتصر على المهدئات. ومع إطلالة ذلك العام، وخلال انعقاد المؤتمر العالمي للطب النفسي في مدينة زوريخ أعلن العالم Kline عن اكتشافه لعقار Imipramine، الذي لا يزال لغاية اليوم أحد أقوى مضادات الاكتئاب المستعملة. وفي المؤتمر نفسه أعلن العالم Khun عن اكتشافه لعقار الـ iproniaside وهو من فصيلة (IMAO).
ومنذ ذلك الحين توالى ظهور مضادات اكتئاب فظهر Amitryptiline في العام 1961 وظهر الـ Trimeprimine في العام 1963. ولا نزال لغاية اليوم نشهد ظهور مضادات اكتئاب حديثة بحيث بات من الصعب حصر وتصنيف هذه العقاقير. وفى ما يلي سنقوم لهذا التصنيف وفق التركيب الكيميائي لهذه العقاقير ونبدأ بـ :...
§ الاكتئاب المقاوم للعلاج
1- التأكد من تشخيص الاكتئاب.
2- وسائل علاج الاكتئاب المقاوم.
3- اختبار الميول النفسية. المرضية.
تشير دراسات كل من Klerman وMandel بأن مضادات اكتئاب لا تستطيع أن تعالج أكثر من 70% من حالات الاكتئاب. أي أن 30% من حالات الاكتئاب تبقى مقاومة للعلاج. ونحن لغاية الآن لا نملك ذلك العقار الذي يحل لنا معضلة الاكتئاب المقاوم للعلاج.
ولكن علماء الطب النفسي ينصحوننا إذا ما وجدنا أنفسنا أمام اكتئاب مقاوم باتباع الخطوات التالية:
1. التأكد من تشخيص الاكتئاب.
2. الجمع بين العقاقير.
3. إتباع وسائل علاجية خاصة.
1- التأكد من التشخيص:
أ- النرجسية: من الممكن أن تنشأ أخطاء التشخيص نتيجة لعدم تعاون المريض (وأحيانا محيطه) سواء عن طريق إخفاء بعض المظاهر، أو عن طريق اختراع مواقف وتفاصيل لم تحصل.
هذا علما بأن معظم أخطاء التشخيص تنجم عن الخلط بين مشاعر التعاسة العادية، ومشاعر الكآبة المميزة للاكتئاب. ولا بد لنا هنا من التذكير بأن التعاسة العادية لا تؤدي في العادة إلى ظهور الاضطرابات الجسدية- الاكتئابية (أرق صباحي- أوجاع صباحية- هبوط نفسي- حركي... إلخ). والنرجسية المولدة لمشاعر التعاسة العادية، والمغذية لها هي أحد أهم الأسباب المؤدية للخلط بين التعاسة والكآبة. ومن المعروف بأن النرجسية تعكس نقصا في نمو الشخصية وتكاملها، وهي من الأمور التي لا يمكن علاجها بمضادات الاكتئاب. وهكذا فإن خطواتنا الأولى للتأكد من الاكتئاب هو تأكدنا من عدم وجود شخصية نرجسية.
ب- هل الاكتئاب أولى أم ثانوي: ونعني بالاكتئاب الأولي ذلك الاكتئاب البحت، أما بالاكتئاب الثانوي فنعني به ذلك اكتئاب الناشئ كنتيجة لاضطرابات جسدية، أو نفسية، أو نتيجة لتعاطي بعض العقاقير التي من شأنها أن تحدث مثل هذه الاضطرابات.
ونحن أمام حالة اكتئاب مقاوم، علينا أن نقوم بتحري مجمل الأسباب الجسدية (راجع الأسباب الجسدية المؤدية للاكتئاب) التي يمكن أن تحدث الاكتئاب. ومن الممكن أن تكون هذه الأسباب مستترة في بداية الاكتئاب، وتظهر بعد فترة من علاجنا له، وكذلك هي الحال بالنسبة للأمراض النفسية.
ج- حيثيات العلاج: كما شرحنا في فصل العلاج النفسي، فإن بعض مرضى اكتئاب يرفضون العلاج. سواء أكان نفسيا أم طبيا دوائيا، ولهذا السبب علينا، ونحن أمام اكتئاب مقاوم، أن نتأكد بأن المريض قد تناول فعلا العلاج في أوقاته وبالجرعات المحددة له من قبل الطبيب. وبعد هذا التأكد، لا بأس من مراجعة الجرعة المعطاة للمريض، إذ أنه وفي كثير من الأحيان تكفي زيادة الجرعة للحصول على نتيجة مرضية.
د- الأسباب النفسية: كثيرا ما يحصل أن تخلق حالة اكتئاب أوضاعا نفسية معينة تدفع بالمكتئب إلى المحافظة على وضعه كمريض، حتى ولو اضطر لأن يمثل دور المكتئب، والحقيقة أن هذه الأسباب كثيرة، نورد منها: الخوف من فقدان الاهتمام- الخوف من فقدان الطبيب- الاستثمار الجنسي اللاواعي للمرض- الشعور بالأهمية والعظمة عندما يرى الناس حوله لم يتراكضون ويهتمون به، في حينه يبقى هو جامدا قليل الحركة!..
اختبار Woodworth-Matwes
يعتبر اختبار W.M. أحد أوسع الاختبارات استعمالا، ويسمى باختبار الميول النفسية المرضية.
وهذا الاختبار لا يساعدنا فقط في تحديد وجود الميول الاكتئابية، ولكنه يساعدنا في تحديد وجود ميول عصابية أخرى هي:
1. الميول الانفعالية.
2. الرهاب.
3. العظام أو البارانويا.
4. الميول الفصامية.
5. الميول العادية للمجتمع.
6. ميول نحو فقدان المنطق.
7. ميول نحو عدم الاستقرار.
8. الميول الاكتئابية.
ويتألف هذا الاختبار من 76 سؤالا يكون الجواب عليها بنعم أو بلا. وهذه الأسئلة هي التالية:
1- هل لديك رغبة بأن تبدأ الشجار؟.
2- هل تخاف الظلام؟.
3- هل تخاف من الرعد والعواصف؟.
4- هل تخاف المرور في نفق؟.
5- هل تخاف من الماء؟.
6- هل تخاف اجتياز جسر فوق الماء؟.
7- هل تراودك فكرة القفز إلى الماء لدى مرورك فوق الجسر؟.
8- هل تخاف أكثر من الآخرين؟.
9- هل تخاف في الليل؟.
10- هل تسمع في الليل أصواتا توحي لك بالخوف؟.
11- هل تحلم أحيانا بأشخاص ماتوا؟.
12- هل تقضم أظافرك أحيانا؟.
13- لدى انفعالك هل تعاني من التأتأة؟.
14- هل تستطيع المكوث طويلا دون أن تنبس بكلمة؟.
15- هل لديك عادة تحريك الرقبة أو العنق؟.
16- هل يعجبك دائما أن تغير نشاطك وعملك؟.
17- هل يحصل أن ينبهك الآخرون إلى شرودك؟.
18- هل يعجبك أن تزاول لفترة طويلة النشاط نفسه؟.
19- هل تبكي أحيانا بسبب الخسائر التي تلحق بك؟.
20- هل تستطيع احتمال الألم كما يتحمله الآخرون؟.
21- هل تتضايق من رؤية الدم؟.
22- هل تعاني غالبا من الآلام؟.
23- هل يحصل لك غالبا صعوبات في التنفس؟.
24- هل تشعر عادة بأنك معافى وقوي؟.
25- هل تشعر بالتعب عند نهوضك من النوم؟.
26- هل تشعر غالبا بالتعب؟.
27- هل أنت ضجر في معظم الأحيان؟.
28- هل تعاني غالبا من الصداع؟.
29- هل توجد أطعمة لا تحتمل مجرد رؤيتها؟.
30- هل توجد أطعمة يصعب عليك هضمها؟.
31- هل ننام عادة كما يجب؟.
32- هل تعلم دائما ما تريد عمله؟.
33- هل يصعب عليك اتخاذ القرار عندما يجب ذلك؟.
34- هل تؤمن بالحدس (التنجيم، الأبراج... إلخ)؟.
35- هل راودتك لغاية الآن فكرة الهرب من البيت؟.
36- هل شعرت لغاية الآن بالدافع أو الميل للهرب من بيتك؟.
37- هل سبق لك وهربت من المنزل؟.
38- هل تخاف أحيانا من اجتياز شارع عريض أو ساحة؟.
39- هل تخاف أحيانا من الأماكن المغلقة؟.
40- هل تخاف كثيرا من النار؟.
41- هل راودتك لغاية الآن فكرة الإحراق؟.
42- هل لديك عادة النظر تحت السرير قبل النوم؟.
43- هل تعجبك صحبة الآخرين؟.
44- هل يعجبك أكثر أن تكون وحيدا؟.
45- هل يتقبلك الآخرون؟.
46- هل تغضب كثيرا؟.
47- عادة هل يعجبك أن تكون الآمر الناهي؟.
48- عامة هل أنت مسرور ومكتف؟.
49- هل يراودك أحيانا الشعور بأنك دون الآخرين؟.
50- هل يراودك أحيانا الشعور بأن لا أحد يفهمك؟.
51- هل تفكر بأن لك حياة أخرى غير حياتك العادية؟.
52- هل يراودك الشعور بأنك ولد متبنى ويصعب عليك التخلص من هذا الشعور؟.
53- هل تراودك أفكار أخرى مشابهة؟.
54- هل أنت غالبا متأفف، ضجر، وتعيش فكرة مفادها أن الأشياء حولك خادعة؟.
55- هل تصادق بسرعة؟.
56- هل يراودك أحيانا الشعور بأنك مذنب؟.
57- هل تعتقد أن الناس يحبونك كما يحبون الآخرين؟.
58- هل تفكر أحيانا بأن لا أحد يحبك؟.
59- هل يصعب عليك التعود والتكيف مع محيط عملك؟.
60- هل يصعب عليك العيش الهادئ في بيتك؟.
61- عائلتك هل تعاملك جيدا، و هل هي عادلة معك؟
62- رؤساؤك هل يعاملونك جيدا؟
63- هل تزعجك فكرة مفادها بأن أحدهم يتابعك؟
64- هل تحس أحيانا بأن أحدهم يريد إيذاءك؟
65- ها تغضب عندما يعارضك الآخرون؟
66- هل يحصل أن تكسر الأشياء عندما تغضب؟
67- هل تغضب أحيانا من أجل توافه؟
68- هل أغمي عليك و لو مرة واحدة؟
69- هل يغمى عليك في مناسبات معينة؟
70- هل تشعر أحيانا باضطرابات النظر؟
71- ها تعجبك مهنة تتعلق بقتل الحيوانات و ذبحها؟
72- هل تمنيت الشر لأحد؟
73- هل تتندر على الآخرين لدرجة تثير بكاءهم أحيانا؟
74- هل تشعر بالسعادة إذا ما ألحقت الأذى بشخص ما؟
75- هل تشعر بالسعادة لدى تعذيبك لحيوان ما؟
76- هل راودتك فكرة السرقة لغاية الآن؟
و هذا الاختبار يقيس الميول النفسية المرضية التالية :
1- الرهاب و المخاوف : المتمثلة بالخوف الغير مبرر. و هذه الميول ممكنة الاستنتاج من خلال الأسئلة : (2، 3، 4، 5، 6، 7، 25، 26، 32، 33، 36، 38، 39، 40، 41، 42) و معاملها القياسي يساوي 24.
2- الميول الانفعالية : المتمثلة بعدم التوازن الانفعالي. و هذه الميول ممكنة الاستنتاج من خلال الأسئلة : (1، 2، 8، 9، 10، 11، 12، 13، 19، 20، 21، 34 و 40). و معاملها القياسي يساوي 28.
3- الميول الفصامية : أو الميل نحو الوحدة و العزلة، و عدم الثقة بالنفس و التعاسة، و ممكن أن نستشف هذه الميول من خلال الأسئلة : (27، 35، 43، 44، 46، 48، 49، 50، 51، 52، 53، 54) و معاملها القياسي يساوي 30.
4- البارانويا : أو العظام، أو الشعور بالاضطهاد و بعدم الأمان و ممكن أن نستشف هذه الميول من خلال الأسئلة : (1، 43، 44، 45، 47، 53، 55، 56، 57، 58، 59، 60، 61، 62، 63، 64، 65) و معاملها القياسي يساوي 20.
5- الميول نحو فقدان المنطق : المتجلية من خلال الأسئلة : (9، 10، 31، 37، 65، 66، 67، 68، 69، 70) و معاملها القياسي هو 36.
6- ميول نحو عدم الاستقرار : المتجلية بالرغبة الدائمة بالتغيير وبالتردد، وهذه الميول ممكن أن نستشفها من خلال الأسئلة: (14، 15، 16، 17، 18، 35، 36) ومعاملها القياسي هو 52.
7- ميول معادية للمجتمع: وهذه الميول تتجلى من خلال الأسئلة: (20، 71، 72، 73، 74، 75، 76) ومعاملها القياسي هو 52.
8- الميول الاكتئابية: وتتجلى هذه الميول في الأسئلة: (22، 23، 24، 25، 26، 27، 28، 29، 30، 31، 46، 56) ومعاملها القياسي هو 26.
§ الجديد حول الاكتئاب
1. العقاقير المسوقة حديثا.
2. صادات بيتا في علاج الاكتئاب.
3. العقاقير المساعدة لمضادات الاكتئاب.
4. نصائح نفسية لتجنب الاكتئاب.
§ العقاقير المسوقة حديثا:
كنا قد ذكرنا سابقا أن مضادات الاكتئاب المتوافرة لا تستطيع أن تحل أكثر من 70% من مشاكل حالات الاكتئاب. كما عرضنا أيضا للخطوات المعقدة التي يقتضيها علاج اكتئاب المقاوم الذي يؤلف 30% من حالات الاكتئاب. انطلاقا من هذه المعطيات يجدّ العلماء في البحث عن مضاد للاكتئاب من شأنه أن يحل معضلة الاكتئاب المقاوم.
و إذا كانت الأبحاث، ولغاية اليوم، لم تأت لنا بالعقار المطلوب، إلا أن ذلك لم يمنع هؤلاء العلماء من تطوير العقاقير الموجودة سابقا، وكذلك إيجاد أخرى جديدة لا تقل عنها فاعلية. ولقد وجدنا من المناسب أن نعرض لهذه العقاقير بالشرح والمقارنة مع العقاقير القديمة.
أ. عقار الـ: Oxaflozane وهذا عقار جديد في عائلة Isopropyl-Morpholine وتم تسويق هذا العقار في العام 1983 بعد أن أثبتت التجارب المخبرية فعاليته كمضاد للعدائية وللاكتئاب معا.
أما عن الآثار الجانبية لهذا العقار فهي انخفاض الضغط الوظيفي، الصداع والإحساس بالتعب. والحقيقة أن التجارب العيادية لهذا العقار لا تبشر بالكثير في ما يتعلق بعلاج الاكتئابات العظمى، إلا أن نتائجه كانت جيدة في ما يتعلق بعلاج الاكتئاب المقنّع.
ب. عقار الـ: Metapramine وينتمي هذا العقار إلى عائلة المركبات الثلاثية المضادة للاكتئاب. ولهذا العقار مفعول نفسي منشط. ولقد أثبتت تجاربه المخبرية، والقليل من التجارب العيادية (بسبب حداثة تسويقه) أن هذا العقار فعال في حالات الاكتئاب العظمى، شأنه في ذلك شأن بقية المركبات الثلاثية. إلا أن هذا العقار يمتاز عنها جميعها بـ:
1- لا يمارس تأثيرا معيقا للجهاز الباراسمبتاوي، وهو بالتالي لا يؤدي إلى تسارع دقات القلب، والدوار والشعور بالتعب... إلخ
2- له تأثير خاص على مادة النورادرينالين التي تؤدي لتطور الاكتئاب.
3- إنه يعطي مفعولا سريعا (48 ساعة من استعماله) في حين تحتاج بقية المركبات الثلاثية إلى أسبوع أو أكثر ليظهر مفعولها.
لهذه الأسباب فإن هذا العقار يعتبر أفضل مضاد للاكتئاب موجود حاليا. إلا أنه ينبغي الانتظار قليلا ريثما تظهر التجارب العيادية تفاصيل تأثيراته الجانبية، وكذلك نسبة نجاحه في علاج الاكتئابات العظمى...
§ اختبار العدد : سلم الاكتئاب لهاميلتون / د. جمال التركي
إجراء الاختبار : يعتمد الفحص هذا كاملا الأسبوع المنقضي أي سبعة أيام قبل يوم الفحص
مقدمة : إن سلم هاميلتون منذ وضعه سنة 1960 معتمدا لدى غالبية الباحثين في العالم بأسره لنتدارس وتقييم حالات الإكتئاب وهو يمثل طريقة بسيطة لتقييم عمق وخطورة حالة اكتئابية بلغة الأرقام أو لإبراز تطوراتها أثناء العلاج. إلا أن لا يشكل أداة تشخيصية في أهدافه...
§ الاكتئاب النفسي : صراع الحب و الكراهية / أ.د. مصطفى زيور
ملخص: درجت في ما أقدم من مشاكل علم النفس المرضي على أسلوب بعينه، وهو أن أبدأ بعرض حالة إكلينيكية أتخذ من وقائعها ركيزة لمناقشة ديناميات المشكلة التي أطرحها. ومشكلة اليوم هي الاكتئاب النفسي.
وقد اخترتها من بين مشاكل أخرى في ميدان علم النفس المرضي، لأن مناقشة دينامياتها تستثير مسائل تتخطى حدود اكتئاب بوصفه مرضا، وتكاد تلقي الضوء على الكيان الإنساني بأسره في عالمه، وعلى قدره المصنوع بصنعه.
عليّ أن أقرر منذ البداية أنني أطمع في مواجهة مشكلة الاكتئاب من أكثر من منظور. المنظور الأول هو منظور التحليل النفسي، والمنظور الثاني هو منظور المنهج الفنومنولوجي، وخاصة الفنومنولوجي الوجودي، الذي أضاف إلى رصيدنا المعرفي للواقع الإنساني ثروة لها وزنها. وأطمع أن أقدم لكم بعد ذلك مختصرا لمعارفنا الحالية عن الشروط البيولوجية للاكتئاب. وأخيرا أشير في كلمات إلى دراسة سيكومترية للمنظور التحليلي النفسي للاكتئاب.
§ برنامج علاجي لحالات الاكتئاب / أ. د. قاسم حسين صالح
ملخص : يصنف الاكتئاب ضمن اضطرابات المزاج (mood disorders) التي يصفها (Dsm-IV) بأنها اضطرابات تتصف باختلال انفعالي حاد، مثل: الكآبة الكبرى (الحادة) (major Depression) والاضطراب ثنائي القطب (Bipolar Disorders) ويرد اكتئاب في (ICD-10) ضمن اضطرابات المزاج (الوجدانية) أيضا، ويصنفها إلى: اكتئاب خفيف، اكتئاب معدل، واكتئاب حاد، فضلا عن أصناف أخرى من ضمنها الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (Bipolar affective disorders).
وهذا يعني أن كلا التصنيفين العالميين في الطب النفسي (Dsm-IV) و (ICD-10) يتفقان على أن الاكتئاب اضطراب في المزاج. ويعني اضطراب المزاج (mood disorders) بأنه اضطراب نفسي يتصف بمدة طويلة من الاكتئاب المفرط، أو القنوط، ليس له علاقة في الغالب بالموقف الذي يعيشه الفرد (Sdorow, 1995,p. 513).
وللاكتئاب (Depression) تعريفات كثيرة نذكر منها:
- هو الحالة التي يعاني فيها الفرد من مزاج منقبض، وفقدان الاهتمامات والمتعة والترفيه عن النفس، وانخفاض في الطاقة يؤدي إلى زيادة التعب وخمود النشاط (P11 WHO, 1992).
- هو حالة من فقدان الحيوية والاهتمامات، ونقص الطاقة والشعور بالتعب، والانسحاب من النشاطات الاجتماعية والوظيفية (0.55 Ingram 1985).
- هو تركيب مفرط من الشقاء والتعاسة والضيق والتدهور الصحي الذي يحدث أحيانا بصورة تلقائية، أو يحدث بحدة في الاستجابة لكارثة شديدة (clurk, 1990, p93).
- هو أكثر حدة وأكثر ثباتا من الحزن، حيث يشعر المكتئبون بأنهم لا حول لهم ولا قوة، وأنهم مهملون، ويمر عليهم الوقت ثقيلا، ويميلون إلى الانسحاب، ويهملون واجباتهم ومسؤولياتهم (دايفيدوف، 1983، ص 673).
- هو حالة من الألم النفسي يصل في الميلانخوليا إلى اضطراب من جحيم العذاب مصحوبا بالإحساس بالذنب وانخفاض تقدير الذات، ونقص النشاط العقلي والحركي والحشوي (ليفيت موجين، 1985، ص 193).
- هو حالة من الحزن الشديد المستمر تعبر عن شيء مفقود نتيجة الظروف الأليمة، وإن كان المريض لا يعي المصدر الحقيقي لحزنه (زهران، 1978، ص 429).
وهناك ما يزيد على خمسين تعريفا للاكتئاب يتداولها الأطباء النفسيون وعلماء النفس المهتمون بالاضطرابات النفسية والسلوكية. ومع هذا التعدد في التعاريف، فإننا نقترح التعريف الآتي للاكتئاب:
هو الحالة التي يشعر فيها الفرد بالحزن والقنوط والغم والعجز واليأس والذنب، مصحوبة بانخفاض في النشاط النفسي والذهني والحركي، وضعف الاهتمام بالأمور الشخصية والاجتماعية، وكره الحياة وتمني الموت أحيانا...