على مر العصور ساد العنف المنزلي بين البشر ومازال مستمراً إلى وقتنا الحاضر، وقد تنوعت أشكاله وأساليبه من مجتمع إلى آخر ومن بيئة لأخرى، وحسب رؤية بسيطة من قبل الناظر الخارجي نرى أن من يتعرض لهذا العنف هو العنصر الأضعف، وبذلك يكون الطفل والمرأة هما الأضعف في حلقة مجتمعنا العربي، حيث الميزات والإمكانيات هي من حق الرجل وحكراً عليه ولذلك نرى أن المرأة مهما حاولت أن تحصل على ميزات أو حقوق فهي تبقى الأضعف رغم اعتقادها أنها حصلت على جانب كبير من الحقوق التي تضمن لها جانب مميز ومستقل من شخصيتها، ولكن للأسف أعتقد أن كل ميزة حصلت عليها قد زادت وضعها سوءاً وذلك لأنها ظاهرياً تعتقد أنها حققت شيئاً من تحررها، ولكن عملياً هي أكثر ضعفاً واضطهاداً، فلنرى مثلاً من ناحية عملها خارج المنزل فهي حققت مستوى أول في خروجها من المنزل ولكن ماذا زاد عليها من أعباء ؟
أصبحت تحمل عبئاً جديداً إضافة إلى مهامها السابقة فهنا نجد المرأة أصبحت تعمل ضعف المدة التي كانت تعمل بها ومع ذلك فهي تبقى بالدرجة الثانية بعد الرجل الذي يأمر وينهي ويتحكم واعتقد أن ذلك بسبب المرأة من جهة والمجتمع من جهة ثانية الذي أعطى الرجل هذه الميزة وهي أنه المسؤول أو المتحكم بالمرأة ( الابنة - الزوجة - الأخت) وهو قد فتح لها مجالاً واحداً لمغادرة المنزل والعمل وقد كان هدف المرأة الاستقلالية ولكن هذا برأي خطأ لأن الاستقلالية نابعة من الداخل وليس من الخارج والرجل الذي سمح بذلك لم يسمح به لأنه يرى المرأة نداً له بل لأنه بحاجة إلى المردود الذي تقدمه في ظل بعض الظروف المادية وهو بغياب هذه الظروف يحاول إظهار الوجه الحضاري له رغم أنه داخلياً أبعد ما يكون عن هذا الجانب لأنه بأبسط الأحوال نراه يفرض كثير من الأمور على المرأة حتى ولو عن طريق المسايرة، والأسوأ من ذلك أنه عند أية محاولة من المرأة لرفض هذه الأمور نراه يثور ويغضب ويبدأ بالصراخ أو الضرب والمرأة عندما تسمح بذلك وهن كثيرات لأنها ترى نفسها ضعيفة وتابعة من جهة، ولأن المجتمع يحمي الرجل من جهة ثانية.
نحن لا نرى رجلا في مجتمعنا حوكم أو سئل عن ضرب زوجه أو ابنته ولذلك نراه كثير التمادي في هذا الجانب وحتى المرأة عندما تعامل بهذا الشكل تسكت وتمضي أو تبكي فهي أيضا تستبعد فكرة الشكوى لأنها تقول رجل وغضب وحقه وأنا غلطانة، فهي دائماً تحمل نفسها المسؤولية حتى لو كانت غير مخطئة لأنها حملت نفسها عبئاً نفسياً متراكماً على مر الزمن واستخلصت منه أنها هي من يجب أن تتحمل العقاب والقسوة دائماً حتى لو كانت على صواب لأنها ربيت على أن الرجل هو المسؤول وهو من حقه كل شيء أما هي فيجب أن تسمع وتطيع من غير نقاش ولذلك نرى الرجال من كافة الطبقات يقولون ودون خجل ضربت زوجتي لأنها لم تسمع كلامي أو لأن المرأة يجب أن تضرب من حين إلى حين حتى تتعلم.
ألستم معي أن هذا الكلام عارٍ من الصحة لأن الضرب للحيوان وهو لا يؤدي إلى التعلم بل الضرب يولد حالة تراكمية من الحقد في المستوى اللاشعوري والتي يظهر نقيضها في الحالة الشعورية، بل نقيضها المبالغ به ويظهر الجانب اللاشعوري في منافذ متعددة عند تراحي الرقابة من خلال الأحلام أو الزلات والهفوات وهي كثيراً ما تظهر حالة من الحقد أو الكره المبطن وإذا فسرنا هذه الأحلام أو الزلات من الناحية التحليلية النفسية نجدها تحمل كثير من الحقد والكره لشخص بعينه، مثلاً عندما نرى شخصاً عزيزاً علينا ميتاً في حلم ما فهي تدل على رغبة حقيقية دفينة في استبعاده وموته ولكنها غير ظاهرة أو واضحة على ساحة الشعور، وهذا جزء من أحلام كثيرة يمكن أن تسوقنا لنفس المضمون وبذلك نحن عندما نتكلم عن العنف لا نحاول مجرد تسليط الضوء على الرجل وأخطاؤه بل نحاول أن نعرض حالة غير سوية من الناحية النفسية عند من يعيش هذا السلوك وكذلك نفس الأمر عند من يتلقاه ويقبل به ولذلك أتمنى أن يفهم من يقرأ هذه الفكرة أن من يتعامل بهذا الشكل هو بحاجة إلى المساعدة لكي يتعلم كيف يتعامل مع غضبه وكيف يسيطر عليه، وبالتالي يتخلص من هذه الأزمة النفسية التي يعيشها من خلال العنف مع من حوله وكذلك من يتلقى العنف عليه أن يتكلم عنه لكي يفرغ حالة الكبت التي يعيشها من خلال تلقيه لهذا العنف، هذه بداية لأحد المواضيع المهمة التي تتطلب العلاج في كثير من المجتمعات، والحديث عنها هو أول بوادر الحل التي يمكن أن يتبعه المهتمين للتخلص من عبء هذه الظاهرة المؤذية على جميع الأصعدة.
أصبحت تحمل عبئاً جديداً إضافة إلى مهامها السابقة فهنا نجد المرأة أصبحت تعمل ضعف المدة التي كانت تعمل بها ومع ذلك فهي تبقى بالدرجة الثانية بعد الرجل الذي يأمر وينهي ويتحكم واعتقد أن ذلك بسبب المرأة من جهة والمجتمع من جهة ثانية الذي أعطى الرجل هذه الميزة وهي أنه المسؤول أو المتحكم بالمرأة ( الابنة - الزوجة - الأخت) وهو قد فتح لها مجالاً واحداً لمغادرة المنزل والعمل وقد كان هدف المرأة الاستقلالية ولكن هذا برأي خطأ لأن الاستقلالية نابعة من الداخل وليس من الخارج والرجل الذي سمح بذلك لم يسمح به لأنه يرى المرأة نداً له بل لأنه بحاجة إلى المردود الذي تقدمه في ظل بعض الظروف المادية وهو بغياب هذه الظروف يحاول إظهار الوجه الحضاري له رغم أنه داخلياً أبعد ما يكون عن هذا الجانب لأنه بأبسط الأحوال نراه يفرض كثير من الأمور على المرأة حتى ولو عن طريق المسايرة، والأسوأ من ذلك أنه عند أية محاولة من المرأة لرفض هذه الأمور نراه يثور ويغضب ويبدأ بالصراخ أو الضرب والمرأة عندما تسمح بذلك وهن كثيرات لأنها ترى نفسها ضعيفة وتابعة من جهة، ولأن المجتمع يحمي الرجل من جهة ثانية.
نحن لا نرى رجلا في مجتمعنا حوكم أو سئل عن ضرب زوجه أو ابنته ولذلك نراه كثير التمادي في هذا الجانب وحتى المرأة عندما تعامل بهذا الشكل تسكت وتمضي أو تبكي فهي أيضا تستبعد فكرة الشكوى لأنها تقول رجل وغضب وحقه وأنا غلطانة، فهي دائماً تحمل نفسها المسؤولية حتى لو كانت غير مخطئة لأنها حملت نفسها عبئاً نفسياً متراكماً على مر الزمن واستخلصت منه أنها هي من يجب أن تتحمل العقاب والقسوة دائماً حتى لو كانت على صواب لأنها ربيت على أن الرجل هو المسؤول وهو من حقه كل شيء أما هي فيجب أن تسمع وتطيع من غير نقاش ولذلك نرى الرجال من كافة الطبقات يقولون ودون خجل ضربت زوجتي لأنها لم تسمع كلامي أو لأن المرأة يجب أن تضرب من حين إلى حين حتى تتعلم.
ألستم معي أن هذا الكلام عارٍ من الصحة لأن الضرب للحيوان وهو لا يؤدي إلى التعلم بل الضرب يولد حالة تراكمية من الحقد في المستوى اللاشعوري والتي يظهر نقيضها في الحالة الشعورية، بل نقيضها المبالغ به ويظهر الجانب اللاشعوري في منافذ متعددة عند تراحي الرقابة من خلال الأحلام أو الزلات والهفوات وهي كثيراً ما تظهر حالة من الحقد أو الكره المبطن وإذا فسرنا هذه الأحلام أو الزلات من الناحية التحليلية النفسية نجدها تحمل كثير من الحقد والكره لشخص بعينه، مثلاً عندما نرى شخصاً عزيزاً علينا ميتاً في حلم ما فهي تدل على رغبة حقيقية دفينة في استبعاده وموته ولكنها غير ظاهرة أو واضحة على ساحة الشعور، وهذا جزء من أحلام كثيرة يمكن أن تسوقنا لنفس المضمون وبذلك نحن عندما نتكلم عن العنف لا نحاول مجرد تسليط الضوء على الرجل وأخطاؤه بل نحاول أن نعرض حالة غير سوية من الناحية النفسية عند من يعيش هذا السلوك وكذلك نفس الأمر عند من يتلقاه ويقبل به ولذلك أتمنى أن يفهم من يقرأ هذه الفكرة أن من يتعامل بهذا الشكل هو بحاجة إلى المساعدة لكي يتعلم كيف يتعامل مع غضبه وكيف يسيطر عليه، وبالتالي يتخلص من هذه الأزمة النفسية التي يعيشها من خلال العنف مع من حوله وكذلك من يتلقى العنف عليه أن يتكلم عنه لكي يفرغ حالة الكبت التي يعيشها من خلال تلقيه لهذا العنف، هذه بداية لأحد المواضيع المهمة التي تتطلب العلاج في كثير من المجتمعات، والحديث عنها هو أول بوادر الحل التي يمكن أن يتبعه المهتمين للتخلص من عبء هذه الظاهرة المؤذية على جميع الأصعدة.