هاوار عفرين ابو الوليد

العلم والمعرفة 73926
العلم والمعرفة 73949

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

هاوار عفرين ابو الوليد

العلم والمعرفة 73926
العلم والمعرفة 73949

هاوار عفرين ابو الوليد

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
هاوار عفرين ابو الوليد

مرحبا و أغــلى ســهلا يا (زائر) .. عدد مساهماتك و مـشــاركـاتـك3


    العلم والمعرفة

    احبك يا عفرين
    احبك يا عفرين
     غــرامــي  كبـــير الــمــشـــرفــين
     غــرامــي  كبـــير الــمــشـــرفــين


    عــدد الـــمــســاهـمات عــدد الـــمــســاهـمات : 191

    العلم والمعرفة Empty العلم والمعرفة

    مُساهمة من طرف احبك يا عفرين الخميس 17 نوفمبر - 12:24

    العلم والمعرفة، من حيث إن كلا منهما يعني إدراك الشيء على ما هو عليه. إلا أن ثمة تباينا بينهما من الوجوه التالية:

    1_ المعرفة مسبوقة بجهل، أو إدراك مسبوق بجهل. وليس العلم كذلك ولذلك يقال للحق سبحانه وتعالى عالم، ولا يقال له عارف.

    2_ كما أن المعرفة قد يراد بها العلم الذي تسبقه غفلة، وليس العلم كذلك ومن ثم يسمى الله تعالى العليم وعالم الغيب وعلام الغيوب ولا يسمى عارفا.

    3_ تطلق المعرفة على إدراك البسيط، ويطلق العلم على إدراك المركب، فتقول: عرفت الله ولا تقول علمته.

    4_ تطلق المعرفة على ما يدرك بآثاره ولا تدرك ذاته. ويطلق العلم على ما تدرك ذاته. ولذلك يقال: عرفت الله، ولا يقال: علمته.

    5_ خلاف المعرفة الإنكار، وخلاف العلم الجهل. وذلك لأن في معنى المعرفة الاعتراف والإقرار.

    6_ وقيل: إن المعرفة تستعمل في التصورات، والعلم يستعمل في التصديقات. ولذلك تقول: عرفت الله ولا تقول علمته، لأن من شرط العلم أن يكون محيطاً بأحوال المعلوم إحاطة تامة. ومن أجل ذلك وصف الله تعالى نفسه بالعلم لا بالمعرفة.


    ألفاظ ومصطلحات مرادفة للعلم والمعرفة:

    أخذ العلم مفهوماً جامعاً لمعاني كثيرة ذلك لأن العلم أو المعرفة علاقة بين عالم ومعلوم، وبين ذات عارفة وموضوع معروف. فهو من جهة ما ذاتي ومن جهة أخرى موضوعي أي له موضوع متحقق في الخارج. ثم العلم أو المعرفة ـ عند من يرى ترادفهما ـ درجات تبدأ من الاتصال الحسي إلى التجريد العقلي، إلى المرور في مراحل الحفظ والتفكير، وهو كذلك حدس داخلي أو معرفة مباشرة وجدانية وهو كذلك إدراك للجزئيات، كما أنه إدراك للكليات، إدراك للبسيط كما هو إدراك للمركب. وله طريق حسي وطريق عقلي وقلبي، وبعضه كذلك إدراك بديهي لا يحتاج إلى دليل ونظر وكسب.

    وبعضه الآخر كسبي يحتاج إلى النظر والاستدلال. والمعرفة كذلك علم من جهة، وعمل من جهة أخرى. وللعلم درجات من حيث الشك والظن واليقين فيه حركة للفكر في المعقولات كما أن فيه انقداح فكر وخاطر، وسرعة بديهة وذكاء، وقد يكو العلم علماً مجرداً سطحياً، كما قد يكون علماً مستغرقاً عميقاً أو فقها.


    لذلك كله، نجد أن للعلم أو المعرفة مترادفات كثيرة، وإن كان كل لفظ مرادف، له علاقة العلم الشامل من جهة ما. وقد استقصينا هذه الألفاظ المرادفة، من خلال اللغة والاستعمال، ومن خلال بعض آيات القرآن الكريم. من هذه الألفاظ المرادفة للعلم والمعرفة الألفاظ التالية:

    1_ الشعور:

    الشعور في اللغة من شعر بمعنى علم وفطن ودرى. والمشاعر هل الحواس.
    والشعور: علم الشيء علم حس. والشعور في الأصل اسم للعلم الدقيق، وأطلق بعض المفسرين الشعور على إدراك المشاعر أي الحواس الخمس. ويرى صاحب المنار أنه إدراك ما دق من حسي وعقلي وقد عرفه الرازي بأنه مرادف للعلم وأنه إدراك بغير استثبات، وأنه أول مراتب وصول العلوم إلى القوة العاقلة، وكأنه إدراك متزلزل، ولهذا لا يقال في الله تعالى إنه يشعر بكذا بل إنه يعلم كذا".

    والشعور عند علماء النفس: إدراك المرء لذاته أو لأحواله وأفعاله، إدراكاً مباشراً وهو أساس كل معرفة، وللشعور مراتب متفاوتة الوضوح أهمها الشعور التلقائي التأملي.

    أما الشعور التلقائي فهو الإطلاع الحدسي المباشر على أحوال النفس، أو مجرد الإدراك الخاطف لما يطرأ عليها. فكأن هذا الإدراك تسجيل للواقع كما هو، وكأن الرائي فيه لا يختلف عن المرئي في شيء.

    والشعور التأملي وهو أوضح وأدق من الأول، وأعمق غوراً منه، لأنه يقتضي التفريق بين الرائي والمرئي، وبين العالم والمعلوم، ومتى بلغ الشعور هذه المرتبة، استطاع المدرك أن يقرأ ما في نفسه، وأن يحلل موضوع معرفته وأن ينقله إلى غيره.

    وقد يطلق الشعور على ما يكشف به المرء عن وجوده الحقيقي، أي على مجموع الأحوال التي يشعر بها، ويسمى هذا الشعور بالشعور الذاتي أو بـ(وعي الذات).
    أو يطلق على مجموع الأحوال النفسية المشتركة بين عدة أفراد ويسمى شعوراً جمْعيّا.
    وجملة القول أن الشعور هو الظاهرة الأول للحياة العقلية أو هو ما تتميز به الظواهر النفسية عن الظواهر الطبيعية. وله عدة مظاهر هي: الحضور الذهني أو الإدراك المباشر، والأثر المركزي للتنبيه الحسي، والقدرة على الاختيار، وإدراك علاقة المدرك بالعالم الخارجي، وقدرته على التأثير فيه.

    وقد وردت كلمة الشعور بهذا المعنى المرادف للعلم في القرآن في ثلاثة وعشرين موضعاً. منها قوله سبحانه:

    {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} 1. {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ} 2 . {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} 3 . {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ} 4 .

    2_ الإدراك:
    وهو اللقاء والوصول. فيقال أدرك الغلام وأدركت الثمرة. قال الله تعالى: {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} 5. فالقوة العاقلة إذا وصلت إلى ماهية المعقول وحصلتها كان ذلك إدراكاً من هذه الجهة. أو هو إحاطة الشيء بكماله. ولذلك قال الله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ..} 6 .

    ويطلق الإدراك كذلك على مجموعة معان تتعلق بالعلم هي:

    ما يدل على حصول صورة الشيء عند العقل سواء كان ذلك الشيء مجرداً أو مادياً، جزئياً أو كلياً، حاضراً أو غائباً، حاصلاً في ذات المدرك أو آلته.

    ثم إن الإدراك إذا دل على تمثُل حقيقة الشيء وحده، من غير حكم عليه بنفي أو إثبات سمى تصوراً، وإذا دل على تمثل حقيقة الشيء مع الحكم عليه بأحدهما سمى تصديقاً.

    والإدراك بهذا المعنى مرادف للعلم. وهو يتناول جميع القوى المدركة، فيقال إدراك الحس، وإدراك الخيال، وإدراك الوهم وإدراك العقل.

    ويحدد بعض الفلاسفة الإدراك بالإدراك الحسي وحده، وحينئذ يكون أخص من العلم وقسماً منه، وبعضهم يوسع معناه فيطلقه على حضور صورة المشعور به، ويكون عندئذ حالة عقلية.

    3_ التصور:

    قال الرازي: "إذا حصل وقوف القوة العاقلة على المعنى وأدركه بتمامه فذلك هو التصور" وهو لفظ مشتق من الصورة، ولفظ الصورة حيث وضع فإنما وضع للهيئة الجسمانية الحاصلة في الجسم المتشكل، إلا أن الناس لما تخيلوا، أن الحقائق المعلومات تصير حالة في القوة العاقلة، كما أن الشكل والهيئة يحلاّن في المادة الجسمانية، وأطلقوا لفظ التصور عليه بهذا التأويل. وأطلق لفظ التصور قسماً من أقسام العلم وقسيماً للتصديق، إذا كان حصولاً لصورة الشيء في الذهن قبل الحكم عليه بنفي أو إثبات وهو ما سماه صاحب الشمسية بالتصور فقط، إذ قال: "العلم إما تصور فقط، وهو حصول صورة الشيء في العقل وأما تصور معه حكم، وهو إسناد أمر إلى آخر إيجاباً أو سلبا، ويقال للمجموع تصديق".

    4_ الحفظ:

    وذلك؛ إذا حصلت الصورة في العقل وتأكدت واستحكمت، وصارت بحيث لو زالت لتمكنت القوة العاقلة من استرجاعها واستعادتها، سميت تلك الحالة حفظاً. ولما كان الحفظ مشعراً بالتأكيد بعد الضعف، لا جرم لا يسمى علم الله تعالى حفظاً، ولأنه إنما يحتاج إلى حفظ وما يجوز زواله ولما كان ذلك في علم الله محالاً، لا جرم لا يسمى حفظاً.
    5_ التذكر:

    الصور المحفوظة إذا زالت عن القوة العاقلة، وحاول الذهن استرجاعها فتلك المحاولة هي التذكر، والتذكر سر لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ذلك أن "التذكر صار عبارة عن رجوع تلك الصورة المنمحية الزائلة، فتلك الصورة، إن كانت مشعوراً بها، فهي حاضرة حاصلة، والحاصل لا يمكن تحصيله، فلا يمكن حينئذ استرجاعها. وإن لم تكن مشعوراً بها كان الذهن غافلاً عنها، وإذا كان غافلاً استحال أن يكون طالباً لاسترجاعها، لأن طلب ما لا يكون متصوراً محال. فعلى كلا التقديرين يكون التذكر المفسر بطلب لاسترجاعها ممتنعا، مع أنا نجد من أنفسنا أنا قد نطلبها ونسترجعها. وهذه الأسرار إذا توغل العاقل فيها وتأملها، عرف أنه لا يعرف كنهها، مع أنها من أظهر الأشياء عند الناس، فكيف القول في الأشياء التي هي أخص الأمور وأعضلها على العقول والأذهان.

    6_ الفهم والفقه:

    الفهم: (تصور الشيء من لفظ المخاطب. والإفهام هو أيضاً المعنى باللفظ إلى فهم السامع).

    والفقه: (هو العلم بغرض المخاطب من خطابه. يقال: فقهت كلامك أي وقفت على غرضك من هذا الخطاب). ثم إن الكفار لما كانوا أرباب الشهوات والشبهات، فما كانوا يقفون على ما في التكاليف الربانية والآيات القرآنية من المنافع العظيمة لهم، ولذلك، وصفهم الله تعالى بعدم الفقه، فقال سبحانه: {فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً} 1 أي لا يكادون يقفون على المقصود الأصلي والغرض الحقيقي.

    ويلاحظ في الفقه أنه أثر علمي في النفوس وأنه من جهة الخطاب كما يلاحظ فيه كذلك أنه ليس مجرد العلم، وإنما هو العلم المؤثر في النفس الدافع للعمل، ولذلك سمى علم الفروع فقها لأنه علم بالأحكام الشرعية الفرعية العلمية المكتسبة من الأدلة التفضيلية. فالعلم والفقه وإن اجتمعا بمعنى واحد وهو الإدراك والعرفان إلا أن المتبادر من العلم تيقن المعلوم، والمتبادر من الفقه تأثير العلم في النفس الدافع للعمل ولذلك وصف الله تعالى المنافقين بأنهم لا يفقهون ولا يعلمون، إذ قال سبحانه: {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ} 2 . وقال عز وجل: {وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} 1

    كما يلاحظ أن الفقه من حيث هو الإصابة والوقوف على المعنى الخفي الذي يتعلق به الحكم، عام مستنبط بالرأي والاجتهاد، ويحتاج إلى النظرة والتأمل، لهذا لا يجوز أن يسمى الله تعالى فقيها، لأنه لا يخفى عليه شيء, ومن ثم فالفقه أحد أقسام العلم إذ هو علم كسبي أو استدلالي.

    7_ العقل:

    وهو العلم بصفات الأشياء من حسنها وقبحها وكمالها ونقصها، فإنك متى علمت ذلك، ما فيه من المضار والمنافع، وصار علمك بما في الشيء من النفع داعياً لك إلى الفعل، وعلمك بما فيه من الضرر داعياً إلى الترك، فصار ذلك العلم مانعاً من الفعل مرة ومن الترك أخرى، فيجري ذلك العلم مجرى عقال الناقة. وذلك المعنى مناسب لأصل معنى العقل في اللغة إذ يدل على المعرفة، فتقول: ما فعلت كذا منذ عقلت. وعقل فلان بعد الصبا: أي عرف الخطأ الذي كان عليه.

    8_ الدراية والروية:

    الدراية هي المعرفة الحاصلة بضرب من الحيل، وهي تقديم المقدمات واستعمال الرويّة، والروية: هي ما كان من المعرفة بعد فكر كثير.

    9_ الحكمة:

    للحكمة معان كثيرة. منها: العلم والتفقه. وما يمنع من الجهل. ووضع الشيء موضعه الصحيح. ومعرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم. والإصابة في القول والعمل فلأنها الإصابة في تقدير الأمور النظرية فهي بمعنى العلم، ولأنها الإصابة في الأمور العملية التي تحتاج إلى سداد الفكر والعلم فهي بمعنى الفقه. ومنها يقال: أحكم العمل إحكاماً إذا ما أتقنه. ثم حدت الحكمة بألفاظ مختلفة فقيل: هي معرفة الأشياء بحقائقها، وهذا إشارة إلى أن إدراك الجزئيات، لا كمال فيه، لأنها إدراكات متغيرة، فأما إدراك الماهية فإنه باق مصون عن التغير والتبدل.

    قال الله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} 1

    {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً} 2

    10_ كما أطلقت ألفاظ أخرى ويراد بها العلم منها:

    البديهة: وهي المعرفة الحاصلة ابتداء في النفس لا بسبب الفكر، كعلمنا بأن الواحد نصف الاثنين والأوليات: وهي البديهيات.

    والكياسة: وهي ما يدل على تمكن النفس من استنباط ما هو أنفع.

    والخبرة: وهي معرفة يتوصل إليها بطريق التجربة. وهي من قولهم: ناقة خبرة، أي غزيرة اللبن، فكأن الخبر هو غزارة المعرفة.

    والرأي: وهو إحاطة الخاطر في المقدمات التي يجري منها إنتاج المطلوب.

    والفراسة: وهي الاستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن. وقد نبه الله تعالى عل صدق هذا الطريق بقوله: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين)، (ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول) واشتقاقها من قولهم: فرس السبع الشاة، فكأن الفراسة اختلاس المعارف.

    وضرب من الفراسة يكون بصناعة متعلمة، وهي الاستدلال بالأشكال الظاهرة على الأخلاق الباطنة. وقال أهل المعرفة في قوله تعالى (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه). إن البينة هي القسم الأول وهو إشارة إلى صفاء الروح. والشاهد هو القسم الثاني وهو الاستدلال بالأشكال على الأحوال (3).



    تتميم:
    دأب دارسو نظرية المعرفة ـ فلسفياً أو علمياً ـ على استعراض الصراع الفكري والجدلي بينهم في أن المصدر هو الحس فقط أو هو العقل فقط أو هما معاً. وكان هذا لأنهم استبعدوا الفكر الديني أو المعرفة الدينية من مجال دراساتهم. ولأنّا نؤمن بالدين الإلهي تتربع المصادر لدينا وكالتالي:

    1ـ الوحي.

    2ـ الإلهام.

    3ـ العقل.

    4ـ الحس.

    الوحي:

    قال ابن فارس: (الواو والحاء والحرف المعتل: أصل يدل على إلقاء علم في إخفاء إلى غيرك).

    وفي (معجم لاروس): (الوحي: كل ما ألقيته إلى غيرك ليعلمه، ثم غُلِّبَ في ما يلقيه اللهُ إلى أنبيائه).

    وقال الشيخ المفيد: (وأصل الوحي هو الكلام الخفي، ثم قد يطلق على كل شيء قصد به إفهام المخاطب على السر له عن غيره، والتخصيص به دون مَن سواه، وإذا أضيف إلى الله تعالى كان فيما يخص به الرسل ـ صلى الله عليهم ـ خاصة دون من سواهم على عرف الإسلام وشريعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم).

    وذلك أَضْرُبٌ حسبما دل عليه قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} 1.

    ذكرت الآية الكريمة ثلاثة طرق لتكليم الله تعالى البشرَ، هي:

    1ـ الإلهام، الذي عبرت عنه بالوحي، وهي لغة القرآن في هذا؛ لأن كلمة الوحي تشمله من حيث اللغة لأنه إلقاء علم إلى الغير في السر والإخفاء، ومنه قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ} 1 وقوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} 2.

    2ـ من وراء حجاب، كما في حديث موسى، قال تعالى: {وهل أتاك حديث موسى* إذ رأى ناراً فقال لأهله امكثوا إني آنست ناراً لعليّ آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى* فلما أتاها نودي يا موسى* إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى*وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى* إنني أنا الله لا إله إلاّ أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري} 3.

    3ـ إرسال الملك المكلف بوظيفة التبليغ للأنبياء، وهو جبريل أو جبرائيل، وهو أقرب ملائكة الله المقربين لديه، ويعرف ب‍ (روح القدس) لطهارته، و(الروح الأمين) لائتمانه على التبليغ إلى الرسل والأنبياء.

    وإليه يشير أيضاً قوله تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه).
    وعرّفه علمياً (المعجم الفلسفي ـ مجمع) بما نصه:

    أ- فكرة دينية وفلسفية، معناها: كشف الحقيقة كشفاً مباشراً مجاوزاً للحس ومقصوراً على من اختارته العناية الإِلهية.

    ويتخذ هذا الكشف صوراً شتى نظّمها المتكلمون في مراتب مختلفة كالرؤيا الصادقة، والاتصال بجبريل في صورة رجل عادي.

    ب- يذهب فلاسفة الإسلام إلى أن الوحي اتصال النفس الإنسانية بالنفوس الفلكية اتصالاً روحياً فترتسم فيها صور الحوادث وتطلع على عالم الغيب.

    وللأنبياء استعداد خاص لهذا الإتصال.

    وقد يدركه الولي والعارف في درجات أدنى، وهذا ما يسمى بالإلهام.

    ج- وفسر أنه عرفان يجده الشخص من نفسه مع اليقين بأنه من عند الله بواسطة أو بغير واسطة".

    وأخيراً استقرت كلمة (الوحي) مصطلحاً علمياً شرعياً يراد به:

    أ- جبرائيل وسيطاً في نقل ما يؤمر بنقله من الله تعالى إلى الأنبياء.

    ب- ما يتلقاه الأنبياء من عِلْم من عالَم الغيب، ويتمثل في شريعتنا في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

    فالوحي ـ على هذا ـ مصدر المعرفة، وبخاصة فيما يتعلق بالغيبيات وعالَم الغيب.

    الإلهام:

    قال الراغب الأصفهاني: " الإلهام: إلقاء الشيء في الرّوع. ويختص ذلك بما كان من جهة الله تعالى وجهة الملأ الأعلى، قال تعالى: (فألهمها فجورها وتقواها)…".

    والرّوع ـ لغةً ـ: القلب والذهن والعقل.

    وفي (المعجم الوسيط): "الإلهام: إيقاع شيء في القلب يطمئن له الصدر، يختص الله به بعض أصفيائه.

    والإلهام: ما يلقى في القلب من معان وأفكار".

    وعرّفه (صَليبا) في (المعجم الفلسفي) بقوله: " الإلهام: مصدر ألهم، وهو أن يلقي الله في نفس الإنسان أمراً يبعثه على فعل الشيء أو تركه، وذلك بلا اكتساب أو فكر، ولا استفاضة، وهو وارد غيبي".

    وعدّه بعضهم ـ كما رأينا فيما سبقه ـ من أنواع الوحي.

    وعُدَّ في رأي آخرين رافداً معرفياً مستقلاً.

    العقل :

    قال الخليل: العقل:نقيض الجهل، يقال: عَقَل يعقل عقلاً، إذا عَرَفَ ما كان يجهله قبل، أو انزجر عما كان يفعله، وجمعه عقول.

    ورجل عاقل، وقوم عقلاء وعاقلون، ورجل عَقُول إذا كان حسن الفهم وافر العقل، وما له معقول أي عقل".

    وقيل: "العقل ـ في اللغة ـ: هو الحَجْر والنهي، وقد سمي بذلك تشبيهاً بعقل الناقة، لأنه يمنع صاحبه من العدول عن سواء السبيل، كما يمنع العقال الناقة من الشرود".
    هذا من حيث اللغة.

    وعلمياً للعقل أكثر من معنى نستطيع أن نوجزها مدرجة تحت العناوين التالية:

    1ـ العقل الشرعي:

    وهو ما يميز به بين الحق والباطل، والصواب من الخطأ، والنافع من الضار.
    وسمَّي شرعياً لأنه هو الذي يعتبر شرطاً في التكليف والخطابات الشرعية، وترتب الأحكام القانونية عليه في التشريعات الوضعية.

    وهو الذي ورد ذكره في الحديث، ففي الصحيح عن أبي جعفر الباقر (ع): "لمّا خلق الله لعقل استنطقه، ثم قال له: أقبلْ فأقبلَ، ثم قال له: أَدبرْ فأَدبَر، ثم قال: وعزتي وجلالي، ما خلقتُ خلقاً هو أحبُّ إليَّ منك، ولا أكملتك إلاّ فيمن أحب، أَمَّا إني إيّاك آمر، وإيّاك أنهى، وإيّاك أُعاقب، وإيّاك أُثيب".

    2ـ العقل الفلسفي:

    وأعني به المبادئ العقلية (الفلسفية) التي يلتقي عندها العقلاء جميعاً، وهي: مبدأ العليّة، ومبدأ استحالة التناقض، واستحالة الدور، واستحالة التسلسل.

    وسميته فلسفياً لأنه هو الذي يقول ببداهة وضرورة هذه المبادئ، وهي مما يدرس ويؤكد عليه في الفلسفة، وعليه يقوم المنهج العقلي الذي يتخذ من الدرس الفلسفي مجالاً له.
    3ـ العقل الاجتماعي:

    وأريد منه المبادئ العقلية التي تطابقت واتفقت عليها آراء الناس العقلاء
    جميعاً في مختلف مجتمعاتهم وشتى أزمانهم وأماكنهم، كقبح الظلم، وحسن العدل، ووجوب ما لا يتم الواجب إلاّ به، واقتضاء الأمر بالشيء النهي عن ضده، وهو ما يعرف في لغة أصول الفقه بسيرة العقلاء.

    4ـ العقل الخلقي:

    نسبة إلى الأخلاق، حيث تقسمه الفلسفة الأخلاقية إلى قسمين: نظري وعملي.

    أـ العقل النظري: وهو الذي يتجه إلى ما ينبغي أن يعلم، فينصب على الإدراك والمعرفة.

    ب ـ العقل العملي: وهو الذي يتجه إلى ما ينبغي أن يعمل، فينصب على الأخلاق والسلوك.

    ج- العقل الفعال: وهو أعلى مراتب العقول وأكملها وإليه تنتهي جميع العلوم والمعارف العقلية, وعالمه عالم الجبروت.

    الحس :

    لم يك الإدراك بإحدى الحواس من المعاني التي أدرجها المعجم العربي القديم في قائمة الحس.
    ففي (لسان العرب): "حس الشيء يحس حَساً وحِساً وحسيساً، وأحس

    به وأحسه: شعر به.

    ولعل أول ما أشير إليه عربياً هو فيما جاء في مثل الحديث الذي ذكره أبن الأثير في (النهاية)، وما قام به من تعريف للإحساس، قال: "إنه قال لرجل: متى أحسست أُمَّ مِلْدَم) أي متى وجدت مس الحمى.

    والإحساس: العلم بالحواس.

    وهي (يعني الحواس): مشاعر الإنسان كالعين والأذن والأنف واللسان واليد".

    وقد ركز الفلاسفة على الحواس الخمس كمصدر للمعرفة، وتوسع علماء وظائف الأعضاء (الفسيولوجيون) باستقصاء جميع أعضاء الحس وبيان دورها في تحصيل المعرفة، فقسموا "الحواس الخمس إلى مجموعتين:

    أ ـ المجموعة الأولى: وتتألف من حاستي اللمس والذوق، وتقوم بدور نقل الانطباعات البيئية أو الاحساسات المختلفة عن طريق الاحتكاك المباشر بالأشياء المادية والمحيطة بالإنسان.

    ب ـ المجموعة الثانية: وتتألف من حاسة البصر وحاسة السمع وحاسة الشم، وتقوم بدور نقل انطباعات الأشياء المادية دون أن تحتك احتكاكاً مباشراً بتلك الأشياء المادية، بل عن طريق الأشعة الضوئية الصادرة عن الأشياء المرئية بالنسبة لحاسة البصر، وعن طريق الأمواج الصوتية

    المنبعثة من الأشياء المسموعة الصوت بالنسبة لحاسة السمع، وعن طريق الروائح المنبعثة من الأشياء ذات الرائحة بالنسبة لحاسة الشم".

    وقالوا: "بالإضافة إلى أعضاء الحس الخمسة التي تعرف بالحواس الظاهرة (هناك) حواس أخرى كثيرة (تشاركها في تحصيل المعرفة) وتعرف بالحواس الباطنة، ومنها:

    ـ عضو الإحساس بالإتزان الموجود في الأُذن الداخلية الذي عن طريقه يشعر الشخص بتوازن جسمه أو انحرافه أثناء الوقوف أو الحركة أو ركوب الدراجة، ويشعر أيضاً بتوازن رأسه مع أعضاء جسمه الأخرى، وكذلك من ناحية مواقع أعضاء جسمه بالنسبة لبعضها.
    ـ أعضاء الحس الداخلية كالقلب والمعدة والرئتين التي تجعل مخ الإنسان يشعر بالجوع والعطش وألم المعدة مثلاً وما يجري مجراها.

    ـ وقد ثبت ـ أيضاً ـ في الوقت الحاضر أن في سطح الجلد خلايا عصبية حسية أخرى بالإضافة إلى الخلايا الحسية الجلدية المختصة بالإحساس باللمس: فهناك الخلايا الحسية الجلدية المتخصصة بالإحساس بالحرارة، وهي منتشرة في جميع أرجاء الجسم على هيئة بقع لا ترى بالعين المجردة يتجاوز مجموعها (30,000) بقعة.

    وتوجد على سطح الجلد كذلك خلايا حسية متخصصة بالشعور بالألم، وأخرى بالشعور بالضغط، وجميعها تنتشر في مختلف مناطق الجسم على هيئة مجاميع تختلف كثافتها باختلاف تلك المناطق.

    كما ثبت أيضاً أن حاسة الذوق مؤلفة بدورها من أربع مجموعات من الخلايا الحسية الذوقية المنتشرة على سطح اللسان يختص بعضها بالإحساس بالحلاوة، وبعض آخر بالمرارة، وثالث بالحموضة، ورابع بالملوحة، فطرف اللسان مثلاً أكثر تخصصاً بالإحساس بالحلاوة،

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 15 نوفمبر - 5:39