قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده ترحب بالتوقيع على بروتوكول بعثة المراقبين إلى سورية، لافتا إلى أن هذه البعثة قادرة على حماية كل المواطنين السوريين واستعادة الاستقرار من خلال آلية السيطرة المستقلة على الأرض.
وقال لافروف في تصريح لوكالة أنباء "انترفاكس" الروسية، إننا "نرحب بالتوقيع على بروتوكول إرسال بعثة مراقبي الجامعة العربية لمتابعة الوضع في سورية، الذي يتيح استخدام آلية رقابة مستقلة ميدانيا من أجل ضمان الحماية لجميع السوريين وإعادة استقرار الوضع".
وكان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد وقع يوم الاثنين، على بروتوكول بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا، في مقر الجامعة في القاهرة، فيما وقّع عن الجامعة العربية نائب الأمين العام السفير أحمد بن حلي بحضور الأمين العام نبيل العربي.
ووصل فريق مقدمة إلى دمشق يوم الخميس الماضي، للإعداد لزيارة بعثة المراقبين، فيما وصل رئيس البعثة، الفريق السوداني، محمد أحمد مصطفى الدابي، مساء يوم الأحد، إلى دمشق، للبدء بمراقبة الالتزام بالخطة العربية في سورية.
وينص البروتوكول، الذي نشرته وسائل إعلامية، يوم الثلاثاء الماضي، على أن بعثة المراقبين إلى سورية التي ستقوم بعملها لمدة شهر ستقوم بـالمراقبة والرصد لمدى التنفيذ الكامل لوقف جميع أعمال العنف ومن أي مصدر كان في المدن والأحياء السكنية السورية.
ولفت لافروف إلى أن "مشروع القرار الذي قدمته روسيا إلى مجلس الأمن بشأن سورية، يهدف أيضا إلى حماية سكان سورية واستعادة الاستقرار"، موضحاأن "هدف المشروع الروسي هو المساهمة في وقف العنف، مهما كان مصدره وبدء حوار وطني واسع النطاق".
وكشف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، في وقت سابق، أن مجلس الأمن بدأ يوم السبت، مناقشة نسخة معدلة من مشروع قرار بشأن سورية قدمها إلى المجلس، حيث لم تتخل النسخة من كل إشارة إلى العنف الصادر عن المعارضة.
وقدمت روسيا، التي تترأس مجلس الأمن الدولي, منذ أكثر من أسبوع مشروع قرار للمجلس يدين "العنف "من قبل جميع الأطراف ومن ضمنه الاستخدام "المفرط للقوة" من قبل السلطات السورية، ويحذر من تدهور متزايد للأوضاع.
وتشهد عدة مدن سورية منذ أكثر من 9 أشهر تظاهرات ترافقت بسقوط شهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأمم المتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بنحو 5000 شخصا، فيما تقول مصادر رسمية سورية أن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 2000 شخص، وتحمل "جماعات مسلحة" مسؤولية ذلك.
وفيما يخص موقف روسيا من الأحداث التي شهدها الشرق الأوسط، قال لافروف إن "روسيا سعت في تعاملها مع هذه الأحداث إلى وقف العنف وضمان حماية حقوق الإنسان، بالإضافة إلى مساعدة أطراف النزاعات في حل المشاكل بينها بالطرق السلمية وعبر حوار وطني، بمشاركة جميع الفرق السياسية والطائفية والاثنية".
وأكد وزير الخارجية الروسي على "استعداد روسيا مواصلة التعاون مع دول الشرق الأوسط على أساس التكافؤ والمنفعة المتبادلة"، مشددا على أنه "ضد استخدام شعار حماية المدنيين كذريعة لدعم أحد الطرفين في حرب أهلية، وضد استخدام النموذج الليبي، الذي يشكل خرقا سافرا لقرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا، لحل نزاعات أخرى".
وشهدت ليبيا منذ 17 من شهر شباط الماضي احتجاجات عارمة تحولت إلى ثورة مسلحة أسقطت نفوذ القذافي في أنحاء البلاد بمساعدة حلف شمال الأطلسي (الناتو).